هذا جزء حديثي وقفت عليه، فأثار اهتمامي، وإلى تحقيقه وإخراجه انقاد زمامي؛ فمؤلفه هو: الجهبذ الناقد أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وموضوعه: "علم علل الحديث" الذي هو أهم مباحث علم الحديث،وأدقها مسلكًا، فلا يُحسنه إلا القلائل؛ الذين إذا ذُكروا كان أبو الحسن الدارقطني فيهم من الأوائل. وأما مجال هذا الجزء: فهو أصح الكتب بعد كتاب الله؛ صحيح الإمام الناقد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الذي سلمت له الدنيا حفظًا ومعرفة وإتقانًا، ولذا ستكون هذه الأحاديث التي بين دفتي هذا الجزء من الأحاديث التي تتجاذبها وجهتا نظر هذين الإمامين في هذا الفن، فهي أحاديث يرى البخاري صحتها، وأخرجها في "صحيحه"، ويرى الدارقطني أنها معلولة، وسيأتي التعريف به مفصلاً.