حكم صوم يوم السبت في غير الفريضة
يتناول هذا البحث للشيخ "سعد بن عبدالله آل حميد" مسألة صيام يوم السبت في غير فريضة صيام كقضاء نذر أو صيام أيام رمضان، حيث ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما اُفترِضَ عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لِحَاءَ عِنَبَةٍ، أو عودشجرة؛ فليمضغه".
وتباينت أقوال العلماء في قبول هذا الحديث أو ردّه، كما تباينت أقوال الذين قبلوه في التوفيق بينه وبين الأحاديث الواردة في فضل صيام الأيام التي سبق ذكر بعضها إذا وافقت يوم السبت.
ولم يكن هذا الحديث في السابق يثير جدلًا بين المسلمين علماء وعامّة؛ لأنا لا يُعلم أحدًا من أهل العلم قال بظاهره؛ فأطلق القول بتحريم صيام يوم السبت وإن وافق صيامًا يعتاده المسلم، أو لم يفرده، بل صام يومًا قبله، أو يومًا بعده.
إلى أن جاء العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله، فأطلق القول بتحريم صومه في غير الفريضة، ولم يستثن من ذلك إلا صورة واحدة، وهي: أنه أوجب على من صام يوم الجمعة بمفرده أن يصوم معه يوم السبت إن كان جاهلًا بالحكم، أما إن كان عالمًا به فلا يجوز له ذلك؛ كما سيأتي.
وقد أحدث قوله هذا إشكالًا بسبب قوة عبارة الشيخ وعرضه، ومكانته الحديثيّة التي يعرفها كل أحد، وكثرة المتأثرين به وبفقهه.
وقرر الشيخ رأيه هذا في كثير من المناسبات، كتابة وصوتًا، وانتصر له وناظر، وعارضه آخرون، وانتصر له مثلهم، ووقف الكاتب على رسالتين فيهما الانتصار لرأي الشيخ بعض كبار تلاميذه:
الأولى: بعنوان: "حكم صيام يوم السبت في النافلة" للشيخ محمد إبراهيم شقرة.
الثانية: بعنوان: "زهر الروض في حكم صيام يوم السبت في غير الفرض" للشيخ علي حسن عبد الحميد.
وأما الذين كتبوا في معارضة رأي الشيخ : فقد وقف الكاتب على اثنين منهم:
أحدهما: محمد بن حمد النجدي، في رسالة مختصرة بعنوان: "القول الثَّبْت في صوم يوم السبت"، خلص فيها المؤلِّف إلى صحة حديث النهي عن صوم يوم السبت، ولكن رجَّح أن علَّة النهي التعظيم، فإن صامه مع يوم قبله أو بعده، أو وافق صيامًا يصومه، فلا يدخل في النهي.
الثاني: حسن بن علي السقاف، في رسالة مختصرة أيضًا بعنوان: "وَهْمُ سَيِّئِ اْلبَخْت الذي حَرَّمَ صيام السبت، أو القول الثبت في بيان حِلِّ صيام يوم السبت".
وقد تناول الكاتب هذه المسألة بين أقوال المانعين والمرجحين، بالنقد والتمحيص؛ حتى وصل إلى القول الراجح في هذه المسألة.
وقد قسم الكاتب هذا البحث بعد مقدمة بحثه إلى خمسة أبواب، ثم الفهارس:
الباب الأول: تخريج حديث النهي عن صوم يوم السبت.
الباب الثاني: الحكم على حديث النهي عن صوم يوم السبت.
الباب الثالث: الأحاديث المعارضة لحديث النهي عن صوم يوم السبت، وفيه فصلان:
الفصل الأول: في ذكر الأحاديث التي تدل بمنطوقها على إباحة صوم السبت في غير الفريضة.
الفصل الثاني: في ذكر الأحاديث التي تدل بمفهومها على إباحة صوم السبت في غير الفريضة.
الباب الرابع: في ذكر أقوال العلماء في حكم صوم يوم السبت.
الباب الخامس: القول الراجح من أقوال أهل العلم في حكم صوم يوم السبت.
الفهارس:
١- فهرس المراجع.
٢- فهرس الأحاديث والآثار.
٣- فهرس الموضوعات.