• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ حنافي جوادأ. حنافي جواد شعار موقع الأستاذ حنافي جواد
شبكة الألوكة / موقع أ. حنافي جواد / ملف التربية والتعليم


علامة باركود

أثر بيجماليون للعالمين التربويين Rosental و Jackobsen

أثر بيجماليون للعالمين التربويين Rosental و Jackobsen
أ. حنافي جواد


تاريخ الإضافة: 3/12/2011 ميلادي - 7/1/1433 هجري

الزيارات: 37345

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هل تعرفون قصة بيجماليون Pygmalion الشهيرة للأديب العالمي جورج برنارد شو، التي ازْدَادت أصداءُ شُهرتها قوة بعد إخراجها في منتصف العشرينيَّات في إطار فيلم my fair lady "سيدتي الجميلة"، اعُتِبَر في حينها أفضل فيلم أمريكي، وتَمَّ تحويله إلى مسرحية عربيَّة تحمل الاسم نفسه.

 

استعار العالمان التربويان Rosental و Jackobsen شهرة هذا المصطلح وفلسفة معناه في تسمية نظريتهما التربويَّة المعروفة إلى الآن في مجال التعليم وعلم النفس التربوي بـ"تأثير بيجماليون" Pygmalion Effect، ويعني بها تقدُّم غير مُتَوقَّع لأداء أحد الطلبة، مُتأثِّرًا بالتوقُّعات الإيجابية الموجَّهة له من أحد أساتذته[1].

 

هو الأثر الذي تُحدثه الآراء المُسبقة، والأحكام القَبْلية للمدرسين على تحصيل التلاميذ، وقد بيَّنت الدراسة أنَّ هناك علاقة بين مواقف المدرسين القَبْلية وما يتوقَّعون تحقيقه من نتائج فعليَّة، ومَرَدُّ ذلك إلى علاقات التواصُل والتفاعل التي رَبَطها المدرس مع التلاميذ من آرائه المسبقة، فمِن خلال هذه الأشياء يدعم المدرس بعضَ التلاميذ، ويَجعل تعليمهم إيجابيًّا، ويدفعهم إلى كَسْب الثقة في أنفسهم.

 

عندما يتبرمج ذِهنُ المدرس على أنَّ التلميذ الفلاني جيِّد، فغالبًا ما تكون نتائج تقويمه لهذا التلميذ جيِّدة، وعندما يتبرمج ذِهنه على خلاف ذلك، تكون نتائج التقويم سلبيَّة.

 

والنتيجة إذًا: أنه كلما كان رأي المدرس إيجابيًّا، عَمِلَ على تعزيز موقف التلاميذ، من خلال حركاته وملامحه، وكلامه وتوقُّعاته، وأسلوبه تعامُله معهم.

 

ويحدث العكس كلما كان هذا الرأي سلبيًّا[2].

 

 

ماذا ترى؟ هذا غير صحيح:

إن المدرسين ليسوا بُلداءَ إلى هذه الدرجة، لن أكون مبالغًا إن قلت: إنَّ المدرس يُقَيِّم التلميذ قبل أن يُقَيِّمَه؛ فخِبْرته ودُرْبَتُه مكَّنتاه من تمييز التلميذ المتفوق من المتوسط من الضعيف من الأكثر ضَعْفًا، أمَّا بعد التقويم، فإنه يتمكَّن من الحُكم عليه بدقة متناهية.

 

أمَّا قولهم: إذا كانت التوقُّعات إيجابيَّة كانت النتائج كذلك، وإذا كانت سلبية كانت النتائج كذلك، فلا يَستقيم نظريًّا ولا عمليًّا.



[1] "تأثير بيجماليون" Pygmalion Effect، ويعني بها تقدُّم غير متوقَّع لأداء أحد الطلبة، متأثرًا بالتوقُّعات الإيجابيَّة الموجَّهة له من أحد أساتذته؛ حيث قاما في عام 1968 باختيار مدرسة من مدارس الطبقة المتوسطة الابتدائية؛ لتطبيق اختبار ذكاء مُقَنَّن على جميع طَلَبتها في نهاية العام الدراسي، وقُبيل بداية السنة الدراسية التالية، تَمَّ تحديد 20 في المائة من طلبة المدرسة على نحو عشوائي، وتَمَّ الإعلان عنهم بأنهم لدى مدرسيهم ذَوُو إمكانات عقلية عالية، مع أنهم لا يختلفون حقيقة عن الطلبة الآخرين في المدرسة، ولا يوجد أيُّ سببٍ يدعو إلى الاعتقاد بأنهم سيحقِّقون مكاسبَ عقلية أكبر من أترابهم، وتَمَّ إخبار مدرسيهم بأنَّ هؤلاء الطلبة يُتَوقَّع منهم التفوق المفاجئ الأكاديمي Academic Spurters؛ أي: إن هناك بوادرَ كبيرة جدًّا بأن يُظهروا تقدُّمًا كبيرًا جدًّا في قُدراتهم العقلية ونتائجهم الدراسية، وطلبوا منهم ألاَّ يُخبروا هؤلاء الطلبة أو بَقِيَّتهم بأيِّ شيءٍ عن هذا الاختلاف، ثم قاما بتطبيق اختبار ذكاء مُقَنَّن على جميع الطلبة في منتصف العام الأكاديمي وفي نهايته، ولقد بيَّنت النتائج البحثية أنَّ هؤلاء الطلبة الذين حمل مدرِّسوهم على الاعتقاد بإمكانيَّة تفوُّقهم أظْهَروا حقيقةً وبالأرقام نتائجَ درجات أعلى من الطلبة الآخرين، وحين طُلِب من معلِّميهم أن يَصِفوهم، فقد ذكروا أنهم أكثر حبًّا للاستطلاع، واهتمامًا بالدَّرس، وأفضلَ توافقًا مع زملائهم، وأكثر إصرارًا وقُدرة على التحمُّل؛ ولذلك يُحتمل أن يَنجحوا في حياتهم المقبلة بدرجة أكبر من قُرنائهم.

علينا أن نتذكَّر مرة أخرى أنَّ هؤلاء الطلبة لَم يكونوا في البداية مختلفين عن غيرهم؛ حيث تَمَّ اختيارهم عشوائيًّا من قِبَل الباحثين، وذلك ما دعاهما إلى التوصُّل في نتائج بحثهما إلى أنَّ توقُّعات المدرسين زادَت من المكاسب العقلية لهؤلاء الطلبة؛ مما أدَّى إلى تحقيق هذا التفوق الملموس؛ لأن الفروق في أسلوب تعامُل المدرسين معهما قد كانت مؤثرة وواضحة، ومختلفة عن البقيَّة، فلقد لاحَظ الباحثان أن نغمة الصوت والتعبير الوجهي واللمس، وحركات الجسم قد نَقَلت إلى هؤلاء الطلبة رسائلَ غير لفظيَّة، ساعدَتهم على تغيير تصوُّراتهم عن أنفسهم، وتوقُّعاتهم عن مستوى أدائهم وسلوكيَّاتهم، وشَحَذت دافعيَّتهم نحو التعلُّم، وأكَّدا في توصيات البحث أن توقُّعات المعلمين الإيجابية هي خُطط نفسيَّة تقود سلوك الطلبة وتدفعهم لأن يكونوا عند حُسْن ظنِّ مُعَلِّميهم.

[2] انظر معجم علوم التربية، مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك، سلسلة علوم التربية، 9 - 10، منشورات عالم التربية، الطبعة 2، الصفحة 98؛ بتصرُّف كبير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- بيجماليون
سميرة ابو لبدة - israil 23-11-2015 07:26 PM

شكرا لقد استفدت فعلا

4- بارك الله فيك اختي عائشه
ابو محمد - **** 10-12-2013 11:47 AM

لقد جاء كلامك مثل الماء البارد على الجسم في عز الصيف وقلت ما يثلج الصدر وأفدت وأجزت فكان كلامك مثل الدرر وإني أسأل الله أن يزيدك من الحكمة فالحكمة هي تاج على رؤوس العقلاء.

3- أثر بيجماليون
هيثم - المغرب 15-01-2012 05:00 PM

من خلال الأسطورة أو من خلال المسرحية يتبين أن التوقعات الإجابية أعطت عكس المراد

2- الرد الواضح
حنافي جواد - المغرب 04-12-2011 12:49 AM

شكرا على الاهتمام بالموضوع:
1- التوقع لا يؤثر في حد ذاته.
إنما الفعل الممنهج المنضبط لنسق منهجي صارم، هو من يحدث الفرق، بين النية والفعل.
2- توقع أنَّ ابنك صالح أو طالح ، طبيب أو مهندس، رجل أعمال أو عامل...توقع ما شئت. والمطلوب منك تحويل توقعاتك- أمانيك- إلى أفعال قابلة للتطبيق، واسأل الله التوفيق والسداد.
3- الأخذ بالأسباب ضروري لإحداث تغيير ملموس.
4- "فالأمر نظريًّا لا يخلو من الصِّحَّة" أما عمليا فالأمر يتطلب العمل والفعل لتحقيق الغايات.
5- "إنَّ المدرس يُقَيِّم التلميذ قبل أن يُقَيِّمَه" إشارة واضحة إلى دربة الأستاذ، وتعبير مجازي على قدرات الأساتذة في التقييم بفعالية. وإلا فإن التقييم والتقويم ضروريان في العملية التعليمية التعلمية، وهي مواكبة لكل المراحل.
---والخلاصة:
- لا قيمة للتوقع من حيث هو توقع، فالمطلوب هو الفعل الممنهج.
- سأعطي الأستاذة الفاضلة مجموعة من المتعلمين، وسأوحي إليك بأنهم ممتازين ومتميزين...فهل سيخفى عليها أمرهم؟؟؟ أو أنها ستتأثر بالهالة وتمنحهم علامات جيدة؟؟؟
- ومن جرب مهنة التعليم والتربية - يمارسها في الفصل عمليا -سيفهم كلامي خير الفهم، وسيدرك أن أثر بيجماليون لا يصلح إلا للمنظرين من تجار التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية...

1- تعقيب
عائشة الحكمي 03-12-2011 04:51 PM

طرح جميل، جُزي عليه الأخ الكاتب/ حنافي جواد خير الجزاء، وإن كنتُ أخالفه في النَّتيجة التي توصَّل إليها، فليسمح لي مشكورًا بإيراد بعض التوضيحات التي أرى أهميتها في إفادة القارئ الكريم عن بعض المعلومات التِّي وردت مُقتضَبةً في المقال:

من يقرأ مسرحيَّة (بيجماليون) للكاتب المسرحيّ الإيرلنديّ "بيرنارد شو" لن يعثر بين أستار المسرحيَّة على كلمة بيجماليون التي عنون بها برنارد شو مسرحيَّته!، لأنَّ بيجماليون في الأصل أسطورة يونانيَّة استقى منها برنارد شو فكرة هذا العمل المسرحيّ الذي نال عليه جائزة نوبل في الأدب، وتحكي هذه الأسطورة قصة نحَّات يُدعى بيجماليون كان يمقت النِّساء أشدَّ المِقْت فعاش مُنعزلاً ولم يتزوَّج، ولمَّا أحسَّ بالوحدة صنع لنفسه تمثالاً لامرأة بارعة الجمال سمَّاها "جلاتيا" ولم يلبث أن فُتِن بجمالها فدعا وصلى أن يتحوَّل هذا التِّمثال إلى امرأة حقيقيَّة فاستجيبت دعوته!! وتحولت جلاتيا الحجريَّة إلى امرأة نابضة بالحياة فتزوجها من فوره إلا أنَّ جلاتيا قد افتنت هي الأخرى بجمالها الأخاذ فتركت بيجماليون وهربت بجمالها مع شابٍ وسيم!! الأمر الذي أحزن بيجماليون وأثار في صدره مقت النساء مجدَّدًا، فدعا الآلهة أن تعود جلاتيا تمثالاً كما كانت فعادت حجرًا باردًا مرة أخرى!

أما المسرحيَّة نفسها فتحكي قصة عالم الأصوات "هيجنر" الذي يلتقي في إحدى المحطات بـ"ليزا" بائعة الزُّهور ذات اللهجة الريفيَّة المُميَّزة، فيعرض عليها هيجنر فكرة تحويلها من فتاة ريفية ساذجة إلى سيدة مجتمع أرستقراطية بغية دراسة إمكانيّة تحويل الصوت الريفي إلى صوت مدني! فتعجب ليزا بالفكرة وتتلقى على يديه دروسًا في قواعد اللُّغة واللباقة الاجتماعيَّة، وسرعان ما تتعلم وتنجح كما نجح بيجماليون عندما حول التمثال البارد إلى امرأة حقيقيَّة!.

أما أثر بيجماليون في العملية التربويَّة والمعروف بظاهرة "التوقُّعات" فالأمر نظريًّا لا يخلو من الصِّحَّة؛ لأنكَ حين تطبق هذا الأثر على أبنائك فستتلمس مدى تأثير توقعاتكَ على تصرُّفاتهم وأفعالهم سلبًا أو إيجابًا بخاصة إذا كانت تربطك بهم علاقة قويَّة مبينة على الموَّدة المحضة، وإذا عرضنا هذا الأثر على تراثنا الإسلاميّ فلن نُعدَم فائدة:

أخرج البخاري عن أبي بكر قال: سمعت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على المنبر والحسن إلى جانبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول: ((إن ابني هذا سيد، ولعلَّ الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين))، وهذا الحديث وإن كان من دلائل النبوّة إلا أنه يمكن الإفادة منه تربويًّا في توقُّع الإيجابيات من الناشئة فإن الحسن لمَّا نزل لمعاوية عن الخلافة قام في الناس خطيبًا فقال في خطبته: "أما بعد؛ أيُّها الناس! فإنَّ الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا، وإن لهذا الامر مدة، والدنيا دول".
وفي "البداية والنهاية" يقول ابن كثير – رحمه الله -: (نظر أبو سفيان يومًا إلى معاوية وهو غلام فقال لهند: إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه، فقالت هند: قومه فقط؟، ثكلتُه إن لم يسُد العرب قاطبة) وكلنا نعلم أنَّ معاوية - رضي الله عنه - كان أول الملوك في الإسلام!
وفي "أخبار عمر وأخبار عبد الله بن عمر" يذكر الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله - أنَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - كان يقبٍّل ابنه (سالمًا) ويقول: (ألا تعجبون من شيخ يقبِّل شيخًا؟) وكان يقول فيه:

يلوموني في سالم وألومهم ** وجلدة بين العين والأنف سالم

وقد أصبح سالم أحد فقهاء المدينة السَّبعة وأحد علمائها "وشيوخها"، وكل هذه شواهد على ما اصطلح عليه التربويّون: بأثر بيجماليون، فضلاً عن الشواهد الواقعية لمن جرب العمل في المجال التربوي وقد تلمستُ أثر التوقع الإيجابي على الأداء مع فئات أقل في إدراكها العقليّ على مقاييس الذكاء العالمية، فكيف بأصحاب الإدراكات العقليَّة الطبيعيًّة؟

أما قولك أيُّها الأخ المبارك: "إنَّ المدرس يُقَيِّم التلميذ قبل أن يُقَيِّمَه؛ فخِبْرته ودُرْبَتُه مكَّنتاه من تمييز التلميذ المتفوق من المتوسط من الضعيف من الأكثر ضَعْفًا" فهذا من (أثر الهالة) الذي يُنبِّه التربويُّون على خطورته عند تقويم الأداء؛ لأنَّ الأحكام المُسبقة واعتماد الصِّفة الواحدة الغالبة على الشخصيَّة كثيرًا ما يسيء إلى مستوى الطلبة في المدارس، فمن الخير أن نضع لهم توقعات إيجابيَّة تشجيعيَّة عوضًا عن وضع أحكام سلبيَّة مُسبقة نهدم بها مُستقبل أبنائنا وبناتنا.
والله من وراء القصد.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • ملف التربية
  • ملف ثقافة وفكر
  • ملف القيم
  • مقالات علمية
  • قصص ومسرحيات
  • نظرات وخواطر
  • دروس وملخصات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة