• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ حنافي جوادأ. حنافي جواد شعار موقع الأستاذ حنافي جواد
شبكة الألوكة / موقع أ. حنافي جواد / قصص ومسرحيات


علامة باركود

لكنهم لم يناموا (قصة قصيرة)

لكنهم لم يناموا
أ. حنافي جواد


تاريخ الإضافة: 24/11/2011 ميلادي - 27/12/1432 هجري

الزيارات: 14637

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لكـنهم لم ينـاموا

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

روى جرذ أصيل ساكن - هو وأسرته - بقاعةِ مطالعةٍ في مؤسسة تعليمية بالمغربِ العربي الكبير:

1- قال الجرذ: وإنه ليحزنني أن أنعى إليكم خبر وفاة "سوداء مدرسة ابن المعتز".

• قيل: متأثرة بمرضٍ مجهول ألم بها.

• وقيل: بسببِ إجهاض عرضَ لها.

• وقيل: بسببِ عنف تعرضت له.

• وقيل: بسبب مرضٍ وراثي، ورثته عن أسلافِها.

 

2- قال الجرذ: ولقد عُرفت "السوداء" الجميلة بنشاطٍ وحيوية ما رأيناها في قريناتها قط.

 

كانت تمرحُ مع تلامذةِ المدرسة، ولم تكن تميز بين أبناءِ الفقراء وأبناء الأغنياء، وكانت تعاملهم على حد سواء، ولم يُعرف عنها تملقٌ ولا محاباة من أجلِ عرق أو سلالة أو طمع؛ فهي صاحبةُ القلب الكبير.

 

ولم تكن تغضبُ من العنف الذي تتعرَّضُ له من بعض مشاكسي درب "الجحيم".

 

وحتى إذا غضبت فغضبها جميل؛ إذ سرعان ما تعود، وكأن شيئًا لم يكن.

 

يا له من قلبٍ طيب تملكه!

 

3- قال الجرذ: وكم حزنتُ لوفاتها! فقد كانت تنامُ معنا على الكتبِ والمؤلفات، في قاعة المطالعة، وكانت تقرأ لنا ما تيسَّرَ من علوم العربِ أيام عزتهم وقوتهم، وكنَّا نبكي متأثرين من شدةِ الحزن، وكانت تطمئننا بقولها المشهور: إنَّ النصرَ لقريب!

 

وأجدني الآن، وما أدراك ما الآن! أفكِّرُ في أهلِها، كيف سيكون حالُهم؟!

 

أعرف أنهم لن يتحملوا هذه الفاجعةَ وهولها العظيم، فقد كانت مكانتها بين أهلِها جليلة، ملؤُها الدفءُ والوقار، فأعظم بوفائها!

 

4- قال الجرذ: وقد كان للسوداء "أخ" وسيم يؤنسُها وتؤنسه، يفرحها وتفرحه، يحميها وتحميه، شاركته أيامَ المجاعة والنصب، والحر والبرد.

 

5- قال الجرذ: وفي يومٍ من الأيام في ذلك اليوم العصيب طُرِدا من المدرسة، محل إقامتهما، بعد مؤامرةٍ حِيكت لهما من إنسان، فنُبذا في العراء، وظلاَّ تائهَيْن حائرين، وتعرَّضا لعنفٍ شديد لم يتعرضا له طيلة حياتهما، وكان أثرُ التعنيف ظاهرًا على جسدَيْهما الرشيقين؛ فقد أُصيبا بجروحٍ وخدوش متفاوتة الخطورة، عالجاها بلحس الموضع المصاب، ولم يفكرا في زيارةِ طبيب، كان لا يبعد عنهما إلا بخطوات؛ لأنهما كانا على علمٍ بوضعية المستشفيات الخاصة والعامة في الوطنِ العربي الكبير.

 

6- قال الجرذ: وفي ذلك اليوم العصيب كادا لا يجدان قلبًا رؤومًا، لولا الرحمة الإلهية المنزلة في قلبِ سائح أسترالي قادم لاستكمال بحثٍ علمي اجتماعي؛ إذ اشترى لهما جبنةَ الأطفال، فأكلا منها وشبعا، وحمدا الله على النعمة.

 

7- قال الجرذ: فقد آتاهما الله قناعةً لو وُزِّعت على أهلِ الأرض لكفتهم وأغنتهم، لم أجد مثلها في البشر المتهافتين على الدنيا وحطامها، فكان الله في عونِ الدنيا، فقد أرهقوها من شدةِ حرصهم عليها.

• فلما أرهقوها سئمتهم.

• لما دمروها كرهتهم.

فاللهم ارزقنا منك القناعةَ بها تغنينا، والعفة بها تغطينا.

 

8- قال الراوي: وفهمتُ من روايةِ الجرذ أنه يحكي عن "كلبة"، كانت تعيشُ بين جدرانِ مدرسة، مساعدةً للحارس، حاميةً للمدرسةِ من شياطين الليل، وكان الجرذ يحكي قصتها لأحفادِه عسى أن يناموا، لكنهم لم يناموا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- وهل ناموا؟؟
حنافي جواد - المغرب 24-11-2011 02:06 PM

لم تنم الجرذان ونام الوطن العربي الكبير.
فحاز الوطن جوائز في النوم...

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • ملف التربية
  • ملف ثقافة وفكر
  • ملف القيم
  • مقالات علمية
  • قصص ومسرحيات
  • نظرات وخواطر
  • دروس وملخصات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة