• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ حنافي جوادأ. حنافي جواد شعار موقع الأستاذ حنافي جواد
شبكة الألوكة / موقع أ. حنافي جواد / ملف ثقافة وفكر


علامة باركود

صناعة الحرمان

صناعة الحرمان
أ. حنافي جواد


تاريخ الإضافة: 2/10/2011 ميلادي - 4/11/1432 هجري

الزيارات: 16163

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

1- يوجد محرومون:

• لأن هناك سوءَ تدبيرٍ.

• لأنَّ هناك سوءَ تسيير.

• لأن هناك سوءَ تخطيط.

• لأن هناك إسرافًا.

• لأن هناك تبذيرًا.

• لأن هناك مستغلِّين.

• لأن هناك فسادًا في المنظومة القِيَميَّة.

• فيقتضي وجودُ محرومين وجودَ حارمين، ضحايا الفساد والاستغلال.

 

2- فمَن حرَمهم؟ ولماذا؟ وكيف؟

أسئلة أجوبتها معلومة، فالحق أبْلَج، والباطل لَجْلَج، فنكتفي بالتلويح بدلاً من التصريح، وقد حلَّ الصُّبح على المفسدين.

 

فيا وَيْلهم، لقد ملَّ القوم سياسات التسويف والكذب، والاحتيال والديماغوجيا، واللف والدَّوران، وأدْرَكوا أسرار اللعبة اللعينة، وعلا صياحُهم في كل أنحاء الوطن العربي الحبيب، واقْتَفى أثرَهم كثيرون ممن كنَّا نَقتفي أثرهم.

 

3- دول سائرة في طريق النمو:

كانوا يتذرَّعون بقولهم: إننا دول سائرة في طريق النمو، أو دول نامية: على وزن نائمة، فشاخَت الدول، ولَم نَصِل إلى حقِّنا في التنمية، وهذه المقولة ومثيلاتها من المقولات المُنَوِّمَة كثيرات، تستعمل كحقنٍ مُسَكِّنة للألَم، مُسْكِتة للأَلْسن.

 

ولَمَّا تطوَّرت المناعة العربيَّة، بَطَل مفعول الحقن، فعادَت الحيوية للجسم المخدَّر، وعادت بالألَم.

 

4- صحيح:

فهناك فئة من القوم قليلة، كانت وما تزال تزداد سِمنة إلى سِمنة؛ أي: تنمو وتنتعش، فكادت تُصاب بالتُّخَمة، بل أُصِيبَت، امْتَلَكت كلَّ شيء، أمَّا سائر القوم، فمحرومون ومهمَّشون، ينتظرون أن يُنْعَمَ، ويُتَكَرَّمَ، ويُتَفَضَّل عليهم بشيءٍ قليل من خيراتهم - نعم، خيراتهم - فيُستقبَل بالتطبيل والزغاريد، والتزمير والأهازيج، فصار حقُّهم المكفول لهم بالشرع والقوانين المحلية والعالَمية، فضلاً يُجاد به عليهم، ومثل هذا حق الإنسان المكفول له بقوَّة الشرع والقانون، هذا الحق الذي صار مَكسبًا عظيمًا، وإنجازًا بطوليًّا، لا يُدركه إلاَّ الأقوياء العُظماء.

 

5- الإشكالية في عُمقها:

إشكالية الموضوع - سَمِّها: أزمة أخلاقيَّة وقِيَميَّة - إشكاليَّة تربوية، بحيث:

1- لَم تُرَبِّ أغلب الأُسَر أبناءها على القِيَم الجميلة.

2- لَم تُرَبِّ المدارس مُرتاديها على القِيَم والفضيلة.

3- لَم يُرَبِّ الإعلام مشاهِديه على القِيَم والفضيلة.

4- ليستْ هناك سياسةٌ واضحة للنهوض بالقِيَم الجميلة.

5- النُّخبة المؤثرة في المجتمع لا تُرَوِّج للقِيَم الجميلة.

6- وهناك نُخبة تمثِّل قدوة صالحةً، تُمنَع من أداء مُهمَّتها في التأثير؛ لأهداف سياسيَّة وخلفيَّات أيديولوجية، وقد لا تُمْنَع، ولكن لا تؤثِّر بحُكم قلَّتها، وقد تُسْتَقطب من قِبَل المتحكِّمين، فيتحدثون باسمها، ويُرَوِّجون لها.

7- فالنُّخبة الصالحة ليستْ قليلة، بل أُريد لها أن تكونَ كذلك.

8- لا تُسهم الشركات - شركات الألبسة والمؤسَّسات المالية - في تنشئة الناس - رجالاً، ونساءً، وأطفالاً - على القِيَم الجميلة، فهَمُّها كل هَمِّها الرِّبح المادي.

9- أمَّا الشركات المُسْهمة في بناء القِيَم الجميلة والفضيلة، فقليلة جدًّا.

 

6- وما دَخْل الشركات في القِيَم الاقتصادية؟

هذا أمر يَخفى على كثيرٍ من الباحثين في العلوم الاجتماعية والتربوية؛ إذ يتحدَّثون بإسهاب كبير عن أهميَّة الأسرة والمدرسة، والإعلام والنُّخبة والشارع، في التنشئة الاجتماعية، ويُغفلِون الشركات المنتجة للقِيَم الفاسدة بشكل مباشر وغير مباشر.

 

وأهميَّة الشركات في التنشئة الاجتماعية والاقتصادية، لا تَقِلُّ عن وسائل التنشئة الاجتماعية الأخرى.

 

إنَّ الشركات تَفرض على الناس قِيَمًا معيَّنة، قد تكون غريبة عن المجتمع وطبيعته وتُراثه، وغريبة عن العقْل المسلم المستقيم، تَفْرِض القِيَم من خلال منتجاتها وأنماطها التأثيريَّة، وصِيَغها التعامُليَّة المختلفة.

 

7- أمثلة توضيحيَّة:

1- المستهلك لا يختار ما يريده من لباسٍ وغيره، وإنما يختار من السلع المعروضة عليه في السوق، فيضطر لشراء ما لا يَرغبه، أو لا يوافق قِيَمه ومبادئه، ذلك عندما لا يجد بديلاً موافقًا لرغبته ومُنطلقاته العَقَديَّة والفكرية.

2- السلَع والمنتجات المعروضة في السوق، تُمارس على المستهلكين نوعًا من السلطة الرمزية الإغرائيَّة، فينجذبون لشرائها، ولا يُمارس الإغراء على الأطفال فقط، بل يمارس أيضًا على الكبار، من خلال أساليب أدنى ما يُمكن أن يقال عنها: إنها أساليب احتياليَّة.

3- وقِسْ على ذلك المؤسَّسات الماليَّة، التي لا توفِّر للزَّبائن المتديِّنين ما يوافق النصوص الشرعية: القرآنية والسُّنيَّة، من المعاملات المالية الإسلامية، والصِّيَغ التمويلية والتموينية الشرعيَّة.

 

8 - نتعلَّم درسًا:

ومن خلال هذه الأمثلة القليلة، نتعلَّم أنَّ للشركات أهميَّةً عُظمى في إرساء القِيَم الدخيلة، تلك القيم المتوافقة مع منطق كمِّي أرضي، منطق يتجاهَل عالَم الآخرة، مَجمع هَمِّه وغاية أمره مصلحة عاجلة، ونظرة مادية ضيِّقة، تُكَرِّس الطبقيَّة في المجتمع، مُستنزفة للخيرات، مُضَيِّعة للحقوق والواجبات.

 

9- مزيد من الاستهلاك:

1- في الساحات العمومية إشهارات تحثُّ على الاستهلاك.

2- في الشاشات إشهارات تُغري المستهلكين.

3- على ظهور الناس وصدورهم في ألْبِستهم إشهارات.

4- تَصِلنا رسائل ومنشورات تدعونا إلى الاستهلاك، بل مزيد من الاستهلاك.

5- عبر الهاتف يدعوننا إلى الاستهلاك.

6- وفي الملاعب إشهارات استهلاكية.

 

10- يصح أن نقول:

إنَّ الإشهار يُطارد المستهلكين؛ كما يُطارد الذئب فريسته الضعيفة، ولَمَّا يَستنجد، لا يَجد مُنجدين حقيقيين؛ لأن المطارِد شَرِسٌ قوي عنيفٌ، لا يقدر عليه، له أنياب حادَّة، ومَخالب طويلة قاسية.

 

ووراء هذا القوي الشَّرِس ذئاب من قطيعه وفَصيله، يشدُّون أزْرَه، ويُناصرونه؛ ظالِمًا كان، أو مظلومًا.

 

والإشهار:

1- يُروَّج للصالح والفاسد.

2- يُروَّج للصادق والكاذب.

3- يُروَّج للموافق والمخالف.

4- والهدف من ذلك كله زيادة عدد المستهلكين والزبائن الكِرام الكُرماء، الذين لا يَبخلون في الإنفاق.

 

11- حماية المستهلكين:

1- يحتاج المستهلكون إلى مَن يَحميهم.

2- يحتاج المستهلكون إلى مَن يُرشدهم باستمرار.

3- يحتاج المستهلكون إلى مَن يُرافقهم في جميع مراحل الاستهلاك.

4- يحتاج المستهلكون إلى مَن يُرشدهم ويُنَبِّههم إلى الأخطار الصحية والاجتماعية، والاقتصادية والأخلاقيَّة والقِيميَّة لكثيرٍ من المنتجات.

5- يَحتاج المستهلكون إلى حماية حقيقيَّة قويَّة، مُحَصَّنة ومَنيعة، لها خبراؤها ومُختَصُّوها، ورجالها ونساؤها.

6- أبطال لا يقدر على إغرائهم أو شرائهم، أو التحكُّم فيهم.

7- رجال يؤهِّلهم ذكاؤهم وحُنكتهم، وعُمق تخصُّصهم وفَهْمهم، لحماية المستهلكين من جميع الأخطار الواقعة أو المتوقَّعة، وتلك بعض أخلاقيَّات العلم التي يجب أن يتحلَّى بها أُولو العلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أهمية الإعلام
greenfresh - arads 03-10-2011 01:52 AM

شكر الله لكاتب المقال هذا الفكر الاقتصادي الاجتماعي المنير:
فالإعلام كما ركز الكاتب يحث على أسوأ العادات الاقتصادية ألا و هو الاستهلاك المحض بدون هدف وﻻ طائل المنمي للغريزة الحيوانية ومن وراء ذلك نجد شركات النهم التجاري
طبعاً غاية الربح ﻻ نجادل فيها ، لكن الربح يجب أن يكون في سبيل مرضاة الله فينبغي أن يكون بالهامش المقبول دون جشع و هذا يتأتى مثلاً بالالتزام بالحدود الشرعية في الإعلام مثلاً
كما يمكن توجيه أجزاء من هذا الربح ﻷغراض اجتماعية و تنموية أو علمية

طبعاً هذا ليس مقتصراً على الشركات و "رجال اﻷعمال" بل ينبغي على كل فرد أن يطبق هذا الفكر مهما كان مستوى عمله أو وظيفته .

و عندما يسود مثل هذا الفكر تنتهي بإذن الله مشكلة شيخوخة الدول النامية . . .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • ملف التربية
  • ملف ثقافة وفكر
  • ملف القيم
  • مقالات علمية
  • قصص ومسرحيات
  • نظرات وخواطر
  • دروس وملخصات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة