• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الثانية عشرة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 10854

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قدَّمنا في الحلقات الماضية شيئًا من سيرة عمرَ وجهاده، وفي هذه الحلقة نشير إلى بعض سياسة عمر العسكرية، وقصة مقتله بإيجاز.

 

في عهد عمر اتسعت الفتوحات العظيمة، فكسر كسرى، وقصر قيصر، وكان الخليفة حريصًا على نشر الإسلام ورفع لوائه، وكان يختار القادة اختيارًا حكيمًا، ويرتب قوَّاته، ويحتاط للأمر بكل ممكن، وكتابُه إلى سعد بن أبي وقاص يعطي مثلاً لهذا:

 

أما بعد، فسِرْ من شراف نحو فارس بمن معك من المسلمين، وتوكَّل على الله، واستعن به على أمرك كلِّه، واعلم فيما لديك أنك تقدم على أمَّةٍ عددُهم كثير، وعدَّتهم فاضلة، وبأسهم شديد، وعلى بلدٍ منيع، وإن كان سهلاً، كؤود لبحوره وفيوضه ودآدئه، إلا أن توافقوا غيضًا من فيض، وإذا لقيتم القوم أو أحدًا منهم فابدؤوهم الشدَّ والضرب، وإياكم والمناظرةَ لجموعهم، ولا يخدعنَّكم فإنهم خدعة مكرة، أمرهم غير أمركم إلا أن تجادوهم، وإذا انتهيتَ إلى القادسية - والقادسية باب فارس في الجاهلية، وهي أجمع تلك الأبواب لمادتهم، ولما يريدونه من تلك الأصول - وهو منزل رغيب خصيب حصين، دونه قناطر وأنهار ممتنعة، فتكون مسالحك على أنقابها، ويكون الناس بين الحجر والمدر على حافات الحجر وحافات المدر، والجراع بينهما، ثم الزم مكانك فلا تبرحْه؛ فإنهم إذا أحسوك أنغضتهم، رمَوْك بجمعهم الذي يأتي على خيلهم ورجلهم، وحدِّهم وجدهم، فإن أنتم صبرتم لعدوِّكم، واحتسبتم لقتاله، ونويتم الأمانة، رجوتُ أن تُنصَروا عليهم، ثم لا يجتمع لكم مثلهم أبدًا، إلا أن يجتمعوا وليستْ معهم قلوبهم، وإن تكن الأخرى كان الحجر في أدباركم، فانصرفتم من أدنى مدرة من أرضهم، إلى أدنى حجر من أرضكم، ثم كنتم عليها أجرأ، وبها أعلم، وكانوا عنها أجبن، وبها أجهل، حتى يأتي الله بالفتح عليهم، ويرد لكم الكرَّة.

 

هكذا كتب إلى سعد وهو ذاهب إلى القادسية، وما فتئتِ الكتب تتوارد بينه وبين عمر، وهي طريقة لعمر مع قادة الجيوش الإسلامية في عصره، فيكتب إلى سعد يقول: فصف لنا منازل المسلمين والبلد الذي بينكم وبين المدائن صفةً كأني أنظر إليها، واجعلني من أمركم على الجلية، وخفِ الله وارجُه، ولا تدل بشيء.

 

وبقدر حرص عمر على الفتوحات الإسلامية، فهو لا يريد أن يزجَّ بالمسلمين في المهالك، ولا أن يندفعوا دون رويَّة وتبصر.

 

بعد موقعتَيِ المدائن وجلولاء، وهزيمة الفرس، ثم هرب ملكهم من حلوان، كتب إلى عمر بالفتح، واستأذنوه في تعقب الفرس ومطاردتهم، فأبى وقال:

لوددت أن بين السواد وبين الجبل سدًّا لا يخلصون إلينا، ولا نخلص إليهم، حسبنا من الريف السواد، إني آثرتُ سلامة المسلمين على الأنفال.

 

وفي قصة معاوية وقد استأذن عمر في أن يسير إلى قبرص لفتحها، وإلحاحه في ذلك - ما يجلي هذه الحقيقةَ، فقد كتب عمر إلى عمرو بن العاص: أنْ صف لي البحر وراكبه، فكتب إليه:

إني رأيت خلقًا كبيرًا، يركبه خلق صغير، إن ركد خرق القلوب، وإن تحرَّك أراع العقول، تزداد فيه العقول قلة، والسيئات كثرة، وهم فيه كدودٍ على عود، إن مال غرق، وإن نجا برق.

 

فلما قرأ عمر الكتاب كتب إلى معاوية: والله لا أحمل فيه مسلمًا أبدًا.

 

ويضيق المجال عن ذكر سياسة عمر العسكرية وآرائه الحربية.

 

مقتل عمر

لقد حكم عمرُ فعدل، وقد أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يموت شهيدًا، وقد كان من سياسة عمر أن لا يترك أحدًا من العجم يسكن المدينة، فكتب إليه المغيرة بن شعبة: إن عندي غلامًا نقاشًا نجارًا حدادًا، فيه منافع لأهل المدينة، فإن رأيت أنْ تأذن لي في الإرسال به فعلتُ، فأذن له.

 

كان هذا الغلام هو أبا لؤلؤة المجوسي، وبينما كان عمر يتفقَّد الأسواق، إذ تقدم إليه أبو لؤلؤة مظهِرًا التظلم من خراجه الذي فرضه عليه المغيرة، فيسأله عمر: وكم خراجك؟ فيقول: درهمان، ويسأله عن صنعته فيخبره، فلا يراهما كثيرين، ويضمر الغلام الشر في نفسه والفتك بعمر.

 

وذات مر يصبره عمر فيقول: قد بلغني أنك تقول: لو أردت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت، قال: نعم، قال: فاعمل لي رحى، قال: لئن سلمت لأعملن لك رحى، يتحدث بها من بالمشرق والمغرب.

 

ولم تفُت هذه الكلمةُ عمرَ، فقال: لقد أوعدني العبد الآن، وكانت فراسة صائبة، يتقدم عمر لصلاة الصبح وقبل تسوية الصفوف، يفاجئ أبو لؤلؤة عمرَ، فيطعنه بخَنجر مسموم له رأسان عدةَ طعنات، ويتكلم عمر: دونكم الكلب؛ فإنه قتلني، ويلحقه الناس ويجرح ثلاثة عشر رجلاً، ثم يلقي عليه رجل من العراق برنسًا، وعندما أيقن أنه لن يفلت، انتحر، ويدعو عمرُ عبدَالرحمن بن عوف ليصلي بالناس.

 

ثم يرسل ابن عباس ينادي في الناس ويتساءل: هل كان ما فعله غلام المغيرة عن مواطأة منكم؟ ويجيبون بصوت واحد: معاذ الله، ما علمنا وما اطلعنا، وكانوا الصادقين، ويقول عمر: الحمد لله الذي لم يجعل قتلي بيد رجل يحاجني بلا إله إلا الله.

 

ويوصي عمر أن يكون الأمر شورى بين ستة من خيار الصحابة وفضلائهم، ولم يُرِدْ أن يحمل تبعة الخلافة حيًّا وميتًا، فيوصي بها لواحد معيَّن، ثم أوصى الخليفة بعده بوصايا نافعة.

 

وقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ترثيه:

وَفَجَّعَنِي فَيْرُوزُ لاَ دَرَّ دَرُّهُ
بِأَبْيَضَ تَالٍ لِلْكِتَابِ مُنِيبِ
رَؤُوفٍ عَلَى الأَدْنَى غَلِيظٍ عَلَى العِدَا
أَخِي ثِقَةٍ فِي النَّائِبَاتِ مُجِيبِ
مَتَّى مَا يَقُلْ لاَ يَكْذِبُ القَوْلَ فِعْلُهُ
سَرِيعٍ إِلَى الخَيْرَاتِ غَيْرِ قَطُوبِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة