• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

الزواج والطلاق

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 14/9/2010 ميلادي - 5/10/1431 هجري

الزيارات: 28670

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الزواج مِن سُنن المرسَلِين، وقد جاءتِ الأديان مرغِّبةً فيه، داعيةً إليه، وقال الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((تزوَّجوا الودودَ الولود، فإني مكاثِرٌ بكم الأممَ يوم القيامة)).

 

ومَن عزف عن الزواج بدَعْوى حبِّ الحرية، أو خوفًا من الإنفاق، أو كراهية له فهو مناقِضٌ للشرائع والفِطر.

 

وفي الزواج عمارةُ الكون، والاستقرار وبقاء النوع الإنساني، قال الله – تعالى -: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، وقال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((حُبِّب إليَّ مِن دنياكم النِّساءُ والطِّيب، وجُعِلتْ قُرَّة عيني في الصلاة))، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلاَّ مِن ثلاث: مِن صدقة جارية، أو عِلْم يُنتفَع به مِن بَعْده، أو ولد صالِح يدعو له))، وإذا لم يحصل الوِفاقُ في الزواج، فقد أباح الله الطلاقَ؛ تيسيرًا للناس، حتى لا تكون حياةُ الزوجين في شِقاق وخِصام.

 

♦ قال خالد بن صفوان لدلاّل: اطلبْ لي امرأةً بِكرًا، أو كبكر، حصانًا عند جارها، ماجِنةً عندَ زوجها، قد أدَّبها الغِنى، وذلَّلها الفقر، لا ضرعة صغيرة، ولا عجوزًا كبيرة، قد عاشتْ في نِعمة، وأدركتْها حاجَة، لها عقل وافِر، وخُلق طاهر، وجمال ظاهر، صَلْتَة الجَبين، سهلة العرنين، سوداء المُقْلتَين، خدلَّجَة الساقين، لفَّاء الفَخِذين، نبيلة المقعد، كريمة المحتد، رخيمة المنطِق، لم يداخلها صَلَف، ولم يَشِنْ وجهَها كَلَف، رِيحها أرج، ووجهها بهج، ليَّنة الأطراف، ثقيلة الأرداف، لونُها كالرِّق، وثديها كالحُقّ، أعلاها عسيب، وأسفلها كثيب، لها بطنٌ مخطف، وخصر مرهف، وجِيد أتْلَع، ولُبٌّ مشبع، تتثنَّى تَثنِّي الخَيْزُران، وتميل ميلَ السكران، حسنة المآق، في حُسْن البُراق، لا الطولُ أزرى بها ولا القصر.

 

قال الدلاَّل: استفْتِح أبوابَ الجِنان، فإنَّك سوف تراها.

♦ وكان الحسن البصريُّ يقول في خُطْبة النِّكاح - بعدَ حمْد الله، والثناء عليه: أما بعد، فإنَّ الله جَمَع بهذا النِّكاح الأرحامَ المنقطِعة، والأنسابَ المتفرِّقة، وجعل ذلك في سُنَّة من دِينه، ومنهاج واضحٍ من أمره، وقد خَطَب إليكم فلان، وعليه مِن الله نعمة.

 

♦ جزع بكر بنُ عبدالله المُزنيُّ على امرأته، فوعَظَه الحسن البصري، فجعل يصف فضلها، فقال الحسن: عندَ الله خيرٌ منها، فتزوَّجَ أختها، فلقيه الحسنُ بعد ذلك، فقال: يا أبا سعيد، هي خير منها، وأنشد:

أَلَمْ تَرَ حَوْشَبًا أَضْحَى يُبَنِّي
قُصُورًا نَفْعُهَا لِبَنِي بُجَيْلَهْ
يُؤَمِّلُ أَنْ يُعَمِّرَ عُمْرَ نُوحٍ
وَأَمْرُ اللَّهِ يَطْرُقُ كُلَّ لَيْلَهْ

 

♦ خطب بلالُ بن رباح لأخيه امرأةً من بني حِسْل من قريش، فقال: نحن مَن قد عرفتُم، كنا عبدَين فأعتقنا الله، وكنا ضالَّين فهدانا الله، وفقيرَين فأغنانا الله، وأنا أخطب على أخي خالدٍ فلانةً، فإن تنكحوه فالحمدُ لله، وإن تردُّوه فالله أكبر، فأقبل بعضُهم على بعض، فقالوا: هو بلالٌ، وليس مثله يُدْفع، فزوِّجوا أخاه، فلمَّا انصرفا قال خالد لبلال: يغفر الله لك، ألاَ ذكرتَ سوابقَنا ومشاهدَنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -؟ قال بلال: مهْ، صدقت فأنكحَك الصِّدق.

 

♦ قال رجل للحسن: إنَّ لي بنيةً، فمن ترى أن أُزوِّجها؟ قال: زوجها بمَن

 

يتَّقي الله، فإن أحبَّها أكرمها، وإن أبغضَها لم يظلِمْها.

 

♦ خطب صعصعةُ بن معاوية إلى عامر بن الظرب العدواني ابنتَه عَمْرة - وهي أم عامر بن صعصعة - فقال عامر بن الظرب: يا صعصعة، إنك قد أتيتني تشتري منِّي كبدي، وأرحم ولدي عندي، أبغيتُك أو رددتُك، والحسيب كفء الحسيب، والزوج الصالح أبٌ بعدَ أب، وقد أنكحتُك خشيةَ ألاَّ أجد مثلك، أفرُّ مِن السر إلى العلانية، أنصح ابنًا، وأودع ضعيفًا قويًّا.

 

دعاء:

ربِّ هبْ لي من لدنك ذريَّة طيِّبة، إنك سميع الدعاء.

 

♦ قال بشار بن برد:

أُنْسٌ غَرَائِرُ مَا هَمَمْنَ بِرِيبَةٍ
كَظِبَاءِ مَكَّةَ صَيْدُهُنَّ حَرَامُ
يُحْسَبْنَ مِنْ أُنْسِ الْحَدِيثِ زَوَانِيًا
وَيَصُدُّهُنَّ عَنِ الْخَنَا الْإِسْلاَمُ

 

كان شبيب بن شيبة المنقري التميمي يُسمَّى الخطيب؛ لفصاحته وبلاغته، وقد خطب إلى رجل مِن الأعراب بعضَ حَرَمِه وطوَّل، فاعترض الأعرابي على شبيب، وقال له: ما هذا؟ وقال:

إنَّ الكلام ليس للمتكلِّم المكثِر، ولكن للمُقلِّ المصيب، وأنا أقول: الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد سيِّد المرسلين، وخاتم النبيِّين، أما بعد: فقد أدليتَ بقَرابة، وذكرتَ حقًّا، وعظمتَ مرعيًا، فقولك مسموع، وحبلُك موصول، وبذلك مقبول، وقد زوجناك صاحبتَك على اسم الله - تعالى.

 

♦ قال المغيرة بن شُعْبة: ما خدعني أحدٌ قطُّ غير غلام مِن بلحارث بن كعب، فإني ذكرتُ امرأةً منهم، فقال: أيها الأمير، لا خيرَ لك فيها، إني رأيتُ رجلاً قد خلاَ بها يُقبِّلها، ثم بلغني أنه تزوَّجَها، فأرسلت إليه فجاء، فقلتُ: ألم تُعْلِمْني أنك رأيت رجلاً يقبلها؟ قال: نعم، رأيتُ أباها يُقبِّلها.

 

♦ قال عمرو بن العاص: ثلاث لا أناة فيهنَّ: المبادرة بالعمل الصالح، ودَفْن الميِّت، وتزويج الكُفْء.

 

♦ قال خالد بن صفوان: مَن تزوَّج امرأة، فليتزوجها عزيزةً في قومها، ذليلة في نفسها، أدَّبها الغِنى، وأذلَّها الفقر، حصانًا مِن جارها، ماجنة على زوجها.

 

♦ قال شيخُنا الشيخ الفاضل عبدُالعزيز بن عبدالله بن باز [1] - حفظه الله - في رسالة له: "ومن المسائل المنكَرة في النِّكاح ما يفعلُه بعضُ الناس من إجْبار ابنته أو أخته أو بنت أخيه على نِكاح مَن لا تَرْضى بنكاحه، وذلك منكرٌ ظاهر، وظلمٌ للنساء، لا يجوز للأب ولا لغيره من الأولياء أن يتعاطاه؛ لِمَا في ذلك من ظلم النساء، ومخالفة السُّنَّة الثابتة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في النهي عن تزويج النساء إلاَّ بإذنهنَّ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا تُنْكَح الأيِّمُ حتى تستأمرَ، ولا تُنكَح البِكْرُ حتى تستأذن))، قالوا: يا رسولَ الله، وكيف إذنها؟ قال: ((أن تسكت))، وفي صحيح مسلم عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((والبِكْر يستأذنها أبوها، وإذْنها صِماتُها))... والأحاديث في هذا المعنى كثيرة".

 

♦ كانتْ عاتكةُ بنت زيد بن عمرو بن نُفَيل عند عبدالله بن أبي بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - وكانتْ قد غلبتْه في كثير من أمْرِه، فقال له أبوه:

طَلِّقْها، فطلقها وأنشأ يقول:

لَهَا خُلُقٌ سَهْلٌ وَحُسْنٌ وَمَنْصِبٌ
وَخَلْقٌ سَوِيٌّ مَا يُعَابُ وَمَنْطِقُ

 

فرُمي يومَ الطائف بسهم، فلما مات قالت ترثيه:

وَآلَيْتُ لاَ تَنْفَكُّ عَيْنِي سَخِينَةً
عَلَيْكَ وَلاَ يَنْفَكُّ جِلْدِيَ أَغْبَرَا
فَلِلَّهِ عَيْنٌ مَا رَأَتْ مِثْلَهُ فَتًى
أَعَزَّ وَأَحْمَى فِي الْهِيَاجِ وَأَصْبَرَا
إِذَا شَرَعَتْ فِيهِ الْأَسِنَّةُ خَاضَهَا
إِلَى الْمَوْتِ حَتَّى يَتْرُكَ الرُّمْحَ أَحْمَرَا

 

ثم خطَبَها عمرُ بن الخطَّاب، فلمَّا أولم قال عبدالرحمن بن أبي بكر: يا أمير المؤمنين، أتأذَنُ أن أُدخِل رأسي على عاتكة؟ قال: نعم، يا عاتكة، استتري، فأدخل رأسَه فقال:

وَآلَيْتُ لاَ تَنْفَكُّ عَيْنِي قَرِيرَةً
عَلَيْكَ وَلاَ يَنْفَكُّ جِلْدِيَ أَصْفَرَا

 

فنشجتْ نشيجًا عاليًا، فقال عمر: ما أردتَ إلى هذا؟ كلُّ النساء يفعلنَ هذا، غفر الله لك، ثم تزوَّجها الزُّبَير بعد عمر، فكانتْ تخرج بالليل إلى المسجد، ولها عجيزةٌ ضخمة، فقال لها الزبير: لا تخرجي، فقالت: لا أزال أخرج أو تمنعني، وكان يكره أن يمنعها لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله))، فقعد لها الزبير متنكِّرًا في ظلمة الليل، فلمَّا مرَّت به قَرَص عجيزتَها، فكانت لا تخرج بعدَ ذلك، فقال لها: ما لكِ لا تخرجين؟ فقالت: كنتُ أخرج والناس ناسٌ، وقد فسد الناس، فبيتي أوسعُ لي.

 

تزوَّج عليُّ بن الحسين أمَّ ولد لبعض الأنصار، فلامه عبدالملك في ذلك، فكتب إليه: إنَّ الله قد رَفَع بالإسلام الخسيسةَ، وأكرم به من اللؤم، فلا عارَ على مسلم، هذا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد تزوَّج أَمَتَه، وامرأةَ عبدِه، فقال عبدالملك: إنَّ علي بن الحسين يتشرَّف من حيث يتَّضِع الناس.

 

ملحة:

نظر رجل إلى امرأته وهي صاعدةٌ في السُّلَّم، فقال لها: أنت طالِق إنْ صعدتِ، وطالق إنْ نزلْتِ، وطالق إنْ وقفْتِ، فرمَتْ نفسها إلى الأرض، فقال لها: فداكِ أبي وأمي، إن مات الإمام مالكٌ احتاج إليك أهلُ المدينة في أحكامهم.

 

طرفة طائي وطائية:

قال العلاء بن سعيد: قَعَد طائيٌّ وطائية في الشمس، فقالتْ له امرأتُه: والله لئن ترحَّل الحيُّ غدًا لأتبعنَّ قماشهم وأصوافهم، ثم لأنفشنَّه ولأغسلنَّه ولأغزلنَّه، ثم لأبعثنه إلى بعض الأمصار فيُباع، وأشتري بثمنه بَكرًا فأرتَحل عليه مع الحيِّ إذا ترحَّلوا، قال الزوج: أفتراكِ الآن تاركتِي وابني بالعراء؟ قالت: إي والله، قال: كلاَّ والله، وما زال الكلامُ بينهما، حتى قام يضرِبها، فأقبلت أمُّها، فقالت: ما شأنكم؟ وصرخت يا آل فلانة أفتضرِب ابنتي على كدِّ يديها، ورِزقٍ رزقها الله؟ فاجتمع الحيُّ، فقالوا: ما شأنكم؟ فأخبروهم بالخبر، فقالوا: وَيْلَكم، القوم لم يرحلوا وقد تعجلتُم الخصومة!!

 

مستعجل:

خطب رجل امرأةً، فجعل يخطبها وينعظ، فضرب رأس ذَكَرِه بيده، وقال: مهْ، إليك يُساقُ الحديث.

 

♦ تزوَّج أعرابيٌّ امرأةً، فطالت صحبتُها له، فتغيَّر لها وقد طعنت في السِّنِّ، فقالت له: ألم تكن ترضَى إذا غضبْت، وتعتب إذا عتبْت، وتشفق إذا أبيْت.

 

فما بالك الآن؟! قال: ذَهَب الذي كان يُصلِح بيننا.

 

♦ حُكي أنَّ أعرابيًّا أتى ابن أبي ذئب، فسأله عن مسألة طلاق، فأفتاه بطلاق امرأته، فقال: نظرت وقد بانتْ منك، فولَّى الأعرابيُّ وهو يقول:

أَتَيْتُ ابْنَ ذِئْبٍ أَبْتَغِي الْفِقْهَ عِنْدَهُ
فَطَلَّقَ حَتَّى الْبَتِّ بَانَتْ أَنَامِلُهْ
أَطَلَّقَ فِي فَتْوَى ابْنُ ذِئْبٍ حَلِيلَتِي
وَعِنْدَ ابْنِ ذِئْبٍ أَهْلُهُ وَحَلاَئِلُهْ

 

♦ قال أَوْفى بن دلهم: النساء أربع: فمِنهنَّ مَن تجمع إليها شيئها أجمعَ، ومنهن ممنع؛ تضرُّ ولا تنفع، ومنهن مَصْدع؛ تفرِّق ولا تجمع، ومنهنَّ غيْثٌ وقَع في بلدٍ فأمْرَع.

 

♦ قال معاوية لصعصعة بن صوحان: أي النساء أشهى إليك؟ قال: المواتيةُ لك فيما تهوى، قال: فأيهنَّ أبغض؟ قال: أبعدهنَّ مما ترضى، قال: هذا النقد العاجِل، فقال صعصعة: بالميزان العادِل.

 

♦ قيل للحسن: فلانٌ خطب إلينا فلانة، قال: أهو موسِرٌ مِن عقل ودِين؟ قالوا: نعم، قال: فزوِّجوه.

 

♦ وقال الفرزدق يصف نساءً بالعِفَّة:

يَأْنَسْنَ عِنْدَ بُعُولِهِنَّ إِذَا خَلَوْا
وَإِذَا هُمُ خَرَجُوا فَهُنَّ خِفَارُ

 

♦ أنشد أبو عبيدة لأعرابي طلَّق امرأته ثم ندم، فقال:

نَدِمْتُ وَمَا تُغْنِي النَّدَامَةُ بَعْدَمَا
خَرَجْنَ ثَلاَثٌ مَا لَهُنَّ رُجُوعُ
ثَلاَثٌ يُحَرِّمْنَ الْحَلاَلَ عَلَى الْفَتَى
وَيَصْدَعْنَ شَمْلَ الدَّارِ وَهْوَ جَمِيعُ

 

♦ سُئِل الشعبيُّ: ما اسم امرأة إبليس - لعَنَه الله؟ فقال: ذلك نكاح ما شَهِدْناه.

 

♦ وقف على القشيري شيخٌ من الأعراب،

فقال: يا أعرابي، من أنت؟

فقال: مِن بني عقيل

 

قال: مِن أيِّ عقيل؟

قال: من بني خفاجة.

 

فقال القشيري: رأيتُ شيخًا من بني خفاجة.

فقال الأعرابي: ما شأنه؟

 

فقال: له إذا جنَّ الظلام حاجَة.

فقال الأعرابي: ما هي؟ فقال: كحاجة الدِّيك إلى الدجاجة.

 

فاستغرب الأعرابيُّ، وقال: قاتلك الله، ما أعرفَك بسرائرِ القوم!

 

نكتة:

جاء رجل إلى أبي حكيم الفقيه ومعه ابنته ليزوجها، فقال له الشيخ: أبكر ابنتك أم ثيِّب؟ فقال: واللهِ يا سيِّدي، ما هي لا بكر ولا ثيِّب، ولكنَّها وسطة، فقال الشيخ: فأيش هي؟! عَوانٌ بين ذلك؟! فضحِك الجماعة، وذلك الوالدُ لا يدري.

 

♦ كانت عند الأحنف امرأة فطلَّقها، وتزوجها ابن عمٍّ له، فكتب إلى الأحنف:

إِنْ كُنْتَ أَزْمَعْتَ أَمْرًا فَامْضِيَنَّ لَهُ
إِنَّ الْغَزَالَ الَّذِي ضَيَّعْتَ مَشْغُولُ

 

فكتب إليه الأحنف:

إِنْ كَانَ مُشْتَغِلاً فَاللَّهُ يُصْلِحُهُ
فَقَدْ لَهَوْنَا بِأَمْرٍ مِنْهُ مَوْصُولِ
وَلَنْ تُصَادِفَ مَرْعًى مُونَقًا أَبَدًا
إِلاَّ وَجَدْتَ بِهِ آثَارَ مَأْكُولِ

 

♦ خطب مصعبُ بن حيَّان أخو مقاتِل خُطبةَ نِكاح فَحُصر، فقال: لقِّنوا موتاكم قولَ: لا إله إلا الله، فقالتْ أمُّ الجارية: عجَّل الله موتك، ألهذا دعَوْناك؟!

 

♦ تزوَّج أعرابيٌّ امرأة بالبصرة، فلما دخل بها وأُرخِيت الستور، وأغلقت الأبواب عليه، ضَجِر وطالتْ ليلتُه، حتى إذا أصبح وأراد الخروجَ مُنِع من ذلك، وقيل له: لا ينبغي لك أن تخرجَ إلا بعدَ سبعة أيام، فقال:

أَقُولُ وَقَدْ شَدُّوا عَلَيْهَا حِجَابَهَا
أَلاَ حَبَّذَا الْأَرْوَاحُ وَالْبَلَدُ الْقَفْرُ
أَلاَ حَبَّذَا سَيْفِي وَرَحْلِي وَنُمْرُقِي
وَلاَ حَبَّذَا مِنْهَا الْوشَانُ أو الشَّذْرُ[2]
أَتَوْنِي بِهَا قَبْلَ الْمُحَاقِ بِلَيْلَةٍ
فَكَانَ مُحَاقًا كُلُّهُ ذَلِكَ الشَّهْرُ
وَمَا غَرَّنِي إِلاَّ خِضَابٌ بِكَفِّهَا
وَكُحْلٌ بِعَيْنَيْهَا وَأَثْوَابُهَا الصُّفْرُ
تُسَائِلُنِي عَنْ نَفْسِهَا هَلْ أُحِبُّهَا
فَقُلْتُ: أَلاَ لاَ وَالَّذِي أَمْرُهُ الْأَمْرُ
تَفُوحُ رِيَاحُ الْمِسْكِ وَالْعِطْرِ عِنْدَهَا
وَأَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ مَا يَنْفَعُ الْعِطْرُ

♦ وقال علقمة الفحْل:

فَإِنْ تَسْأَلُونِي بِالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي
خَبِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ
يُرِدْنَ شِرَارَ الْمَالِ حَيْثُ عَلِمْنَهُ
وَشَرْخُ الشَّبَابِ عِنْدَهُنَّ عَجِيبُ
إِذَا شَابَ رَأْسُ الْمَرْءِ أَوْ قَلَّ مَالُهُ
فَلَيْسَ لَهُ مِنْ وُدِّهِنَّ نَصِيبُ

 

♦ كان عبد الملك بن عمير قاضيًا على الكوفة، فتخاصمتْ كلثم بنت سريع مولى عمرو بن حريث هي وأهلُ الكوفة، فقضَى لها عليهم، فقال هذيل بن عبدالله الأشجعي:

أَتَاهُ وَلِيدٌ بِالشُّهُودِ يَقُودُهُمْ
عَلَى مَا ادَّعَتْ مِنْ صَامِتِ الْمَالِ وَالْخَوَلْ
وَجَاءَتْ إِلَيْهِ كُلْثَمٌ وَكَلاَمُهَا
شِفَاءٌ مِنَ الدَّاءِ الْمُخَامِرِ وَالْخَبَلْ
فَأَدْلَى وَلِيدٌ عِنْدَ ذَاكَ بِحَقِّهِ
وَكَانَ وَلِيدٌ ذَا مِرَاءٍ وَذَا جَدَلْ
وَكَانَ لَهَا دَلٌّ وَعَيْنٌ كَحِيلَةٌ
فَأَدْلَتْ بِحُسْنِ الدَّلِّ مِنْهَا وَبِالْكُحَلْ
فَفَتَّنَتِ الْقِبْطِيَّ حَتَّى قَضَى لَهَا
بِغَيْرِ قَضَاءِ اللَّهِ فِي السُّوَرِ الطُّوَلْ
فَلَوْ كَانَ مَنْ بِالْقَصْرِ يَعْلَمُ عِلْمَهُ
لَمَا اسْتَعْمَلَ الْقِبْطِيَّ فِينَا عَلَى عَمَلْ
لَهُ حِينَ يَقْضِي لِلنِّسَاءِ تَخَاوُصٌ
وَكَانَ وَمَا فِيهِ التَّخَاوُصُ وَالْحَوَلْ
إِذَا ذَاتُ دَلٍّ كَلَّمَتْهُ بِحَاجَةٍ
فَهَمَّ بِأَنْ يَقْضِي تَنَحْنَحَ أَوْ سَعَلْ
وَبَرَّقَ عَيْنَيْهِ وَلاَكَ لِسَانَهُ
يَرَى كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلاَ شَخْصَهَا جَلَلْ

 

قال عبدالملك واصفًا شعورَه حيالَ هذا الشاعر: أخزاه الله، واللهِ لربما جاءتني السعلة أو النحنحة وأنا في المتوضَّأ فأذكر قولَه، فأردها لذلك.

 

♦ قال الأصمعي: كنت أختلف إلى أعرابيٍّ أقتبس منه الغريب، فكنتُ إذا استأذنت عليه يقول: يا أُمامة، ائذني له: فتقول: ادخل، فاستأذنتُ عليه مرارًا فلم أسمعه يذكر أُمامة، فقلت: يرحمك الله، ما أسمعك تذكر أمامة، قال: فوجم وجهُه، فندمتُ على ما كان مني، ثم أنشأ يقول:

ظَعَنَتْ أُمَامَةُ بِالطَّلاَقِ
وَنَجَوْتُ مِنْ غِلِّ الْوِثَاقِ
لَوْ لَمْ يَرُحْ بِطَلاَقِهَا
لَأَرَحْتُ نَفْسِيَ بِالْإِبَاقِ
وَدَوَاءُ مَا لاَ تَشْتَهِي
هِ النَّفْسُ تَعْجِيلُ الْفِرَاقِ
وَالْعَيْشُ لَيْسَ يَطِيبُ مِنْ
إِلْفَيْنِ مِنْ غَيْرِ اتِّفَاقِ

 

♦ كان أعرابيٌّ قد قاسى من زوجته الآلام، وأخيرًا طلَّقها فلم يحزن له قلْب، ولم تَذرِف له دمعة، فقال:

رَحَلَتْ أُمَيْمَةُ بِالطَّلاَقِ
وَعَتَقْتُ مِنْ رِقِّ الْوِثَاقِ
بَانَتْ فَلَمْ يَأْلَمْ لَهَا
قَلْبِي وَلَمْ تَبْكِ الْمَآقِ
لَوْ لَمْ أَرُحْ بِطَلاَقِهَا
لَأَرَحْتُ نَفْسِيَ بِالْإِبَاقِ
وَدَوَاءُ مَا لاَ تَشْتَهِي
هِ النَّفْسُ تَعْجِيلُ الْفِرَاقِ
وَالْعَيْشُ لَيْسَ يَطِيبُ بَيْ
نَ اثْنَيْنِ فِي غَيْرِ اتِّفَاقِ

العجائز والطلاق:

وقال رُؤبة بن العجاج:

إِذَا الْعَجُوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقِ
وَلاَ تَرَضَّاهَا وَلاَ تَمَلَّقِ
وَاعْمِدْ لِأُخْرَى ذَاتِ دَلٍّ مُونَقِ
لَيِّنَةِ الْمَسِّ كَمَسِّ الْخِرْنَقِ
إِذَا مَضَتْ مِثْلَ السِّيَاطِ المشَّقِ

لا يمسُّ خريطة:

كان أحدُ الشعراء قد هجَا شهر بن حوشب، وقد قيل: إنَّ شهر بن حوشب كان على بيْت المال، فأخذ منه دراهم:

لَقَدْ بَاعَ شَهْرٌ دِينَهُ بِخَرِيطَةٍ
فَمَنْ يَأْمَنِ الْقُرَّاءَ بَعْدَكَ يَا شَهْرُ
أَخَذْتَ بِهَا شَيْئًا طَفِيفًا وَبِعْتَهُ
مِنَ ابْنِ جَرِيرٍ إِنَّ هَذَا هُوَ الْغَدْرُ

 

فزعم الهيثم بن عدي من أشياخه أنَّ شهرًا ما مسَّ خريطة حتى مات بعدَ قول الشاعر هذا.

 

♦ ذكر ابن الجوزي في كتابه "تلقيح فهوم الأثر":

بينما عمر بن الخطَّاب - رضي الله تعالى عنه - يطوف ذاتَ ليلة في سِكَك المدينة إذْ سمع امرأةً تقول:

هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبَهَا
أَمْ مِنْ سِبِيلٍ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ
إِلَى فَتًى مَاجِدِ الْأَعْرَاقِ مُقْتَبِلٍ
سَهْلِ الْمُحَيَّا كَرِيمٍ غَيْرِ مِلْجَاجِ
تَنْمِيهِ أَعْرَاقُ صِدْقٍ حِينَ تَنْسُبُهُ
أَخِي وَفَاءٍ عَنِ الْمَكْرُوبِ فَرَّاجِ

 

فقال عمر - رضي الله تعالى عنه -: لا أرى معي بالمدينة رجلاً تهتِفُ به العواتق في خدورهنَّ، عليَّ بنصر بن حجاج، فإذا هو من أحسن الناس وجهًا، وأحسنهم شَعْرًا، فقال عمر: عزيمة مِن أمير المؤمنين لتأخذنَّ مِن شَعْرك، فأخذ مِن شَعْره، فخرج مَن عنده وله وَجْنَتان كأنهما شقَّتَا قمر، فقال له: اعتمَّ، فافتتن الناسُ بعينيه، فقال له عمر: والله لا تُساكنني في بلدة أنا فيها، فقال: يا أميرَ المؤمنين، ما ذنبي؟! قال: هو ما أقول لك، ثم سيَّره إلى البصرة، وخشيتِ المرأةُ التي سمع منها عمر ما سمع أن يبدر مِن عمر إليها شيء، فدسَّت إليه المرأةُ أبياتًا، وهي:

قُلْ لِلْإِمَامِ الَّذِي تُخْشَى بَوَادِرُهُ
مَا لِي وَلِلْخَمْرِ أَوْ نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ
إِنَّ الْهَوَى زُمَّ بِالتَّقْوَى فَتَحْبِسُهُ
حَتَّى يَقَرَّ بِإِلْجَامٍ وَإِسْرَاجِ

 

فبكى عمر - رضي الله عنه - وقال: الحمد لله الذي زَمَّ الهوى بالتقوى، وطال مكثُ نصر بن حجاج بالبصرة، فخرجت أمُّه يومًا بين الأذان والإقامة متعرِّضة لعمر، فإذا هو قد خرج في إزار ورداء، وبيده الدِّرة، فقالت له: يا أمير المؤمنين، والله لأقفنَّ أنا وأنت بين يدي الله - تعالى - وليحاسبنك الله، أيبيتنَّ عبدالله وعاصم إلى جنبيك، وبيني وبين ابني الفيافي والأودية؟! فقال لها: إنَّ ابني لم تهتفْ بهما العواتق في خدورهنَّ، ثم أرسل عمر إلى البصرة بريدًا إلى عتبة بن غزوان، فأقام أيامًا، ثم نادى عتبة مَن أراد أن يكتب إلى أمير المؤمنين، فليكتبْ، فإنَّ البريد خارج، فكتب نصر بن حجاج: بسم الله الرحمن الرحيم، سلام عليك يا أمير المؤمنين، أما بعدُ، فاسمعْ مني هذه الأبيات:

لَعَمْرِي لَئِنْ سَيَّرْتَنِي أَوْ حَرَمْتَنِي
وَمَا نِلْتَ مِنْ عِرْضِي عَلَيْكَ حَرَامُ
فَأَصْبَحْتُ مَنْفِيًّا عَلَى غَيْرِ رِيبَةٍ
وَقَدْ كَانَ لِي بِالْمَكَّتَيْنِ مُقَامُ
أَئِنْ غَنَّتِ الذَّلْفَاءُ يَوْمًا بِمُنْيَةٍ
وَبَعْضُ أَمَانِيِّ النِّسَاءِ غَرَامُ
ظَنَنْتَ بِيَ الظَّنَّ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ
بَقَاءٌ وَمَا لِي جُرْمَةٌ فَأُلاَمُ
فَيَمْنَعُنِي مِمَّا تَقُولُ تَكَرُّمِي
وَآبَاءُ صِدْقٍ سَالِفُونَ كِرَامُ
وَيَمْنَعُهَا مِمَّا تَقُولُ صَلاَتُهَا
وَحَالٌ لَهَا فِي قَوْمِهَا وَصِيَامُ
فَهَاتَانِ حَالاَنِ فَهَلْ أَنْتَ رَاجِعِي
فَقَدْ جُبَّ مِنِّي كَاهِلٌ وَسَنَامُ

 

فلمَّا قرأ عمر - رضي الله عنه - هذه الأبياتَ، قال: أمَا ولي السلطان فلا، وأقطعَه دارًا بالبصرة في سوقها، فلمَّا مات عمر رَكِب راحلته وتوجَّه نحوَ المدينة.

♦ وقال عبيدالله بن قيس الرقيات:

بَكَرَتْ عَلَيَّ عَوَاذِلِي
يَلْحَيْنَنِي وَأَلُومُهُنَّهْ
وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلاَ
كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ: إِنَّهْ
لاَ بُدَّ مِنْ شَيْبٍ فَدَعْ
نَ وَلاَ تُطِلْنَ مَلاَمَكُنَّهْ
وَلَقَدْ عَصَيْتُ النَّاهِيا
تِ النَّاشِرَاتِ جُيُوبَهُنَّهْ
حَتَّى ارْعَوَيْتُ إِلَى الرَّشَا
دِ وَمَا ارْعَوَيْتُ لِنَهْيِهُنَّهْ

الغَيْرة:

الغيرة صفةٌ حميدة، ولكنَّها إذا جاوزتِ الحدَّ أصبحت شكًّا واتهامًا، فهي كغيرها من الصِّفات التي تحتاج إلى الاعتدال، فلا إهمال ولا غلو، ولا إرخاء دائب، ولا شدٌّ باتٌّ، فالحَيْطةُ والحذر، واجتنابُ المزالِق، والابتعادُ عن المخاطِر مطلوبةٌ، وأما سوء الظن، والريب والاتهام، فإنها مجلبَةٌ للشِّقاق والنفور والخصام، ومبدِّدة للود والوفاق والائتلاف، وخير الأمور أوساطها.

 

♦ قال أبو يعقوب إسحاق بن حسان الخريمي:

مَا أَحْسَنَ الْغَيْرَةَ فِي حِينِهَا
وَأَقْبَحَ الْغَيْرَةَ فِي كُلِّ حِينْ
مَنْ لَمْ يَزَلْ مُتَّهِمًا عِرْسَهُ
مُنَاصِبًا فِيهَا لِرَيْبِ الظُّنُونْ
أَوْشَكَ أَنْ يُغْرِيَهَا بِالَّذِي
يَخَافُ أَنْ يُبْرِزَهَا لِلْعُيُونْ
حَسْبُكَ مِنْ تَحْصِينِهَا وَضْعُهَا
مِنْكَ إِلَى عِرْضٍ صَحِيحٍ وَدِينْ
لاَ تَطَّلِعْ مِنْكَ عَلَى رِيبَةٍ
فَيَتْبَعَ الْمَقْرُونُ حَبْلَ الْقَرِينْ

 


 

[1] توفي رحمه الله في 27/1/1420هـ وصُلي عليه في الحرم المكي، وصُلي عليه في أنحاء العالم صلاة الغائب.

[2] المصاغ والحلي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة