• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

المناصب العامة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 14/9/2010 ميلادي - 5/10/1431 هجري

الزيارات: 17645

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مِن نجاح الأعمال وَضْع الرجلِ المناسِب في المكان المناسب، وهذه قاعدةٌ معروفة سارتْ مسارَ الأمثال، وليس لي عليها اعتراض، وإنما أتمنَّى أن أجَدِها حقيقةً واقعة.

 

بمثل هذه القاعدة - لو طُبِّقتْ - تُؤدَّى الأعمال بصورة مُرْضِية، ويكثر الإنتاج ويجود، ويُفسح المجالُ لذوي المواهب وأهل الاختصاص للتبريز، وإظهار ما لديهم، وعَرْض آرائهم وأفكارهم وما يعتمل في خواطرهم، وإعطائهم الفرصةَ لإبراز ما يُؤمِّلون إلى عالَم التطبيق والتنفيذ - ما دام ذلك ممكنًا.

 

أمَّا إذا وُضِع المرء في غير مكانه المناسب، فإنَّ نتيجةَ ذلك الإرْباكُ، وإحداثُ القلاقل، وتعطيلُ المواهِب، وانتشارُ الفَوْضى، وتفشِّي المحسوبية، وتقديم مَن حقُّه التأخير، وتأخير مَن حقُّه التقديم، وذلك مؤذِن بقُرْب قيام الساعة، فقد جاء في الحديث الصحيح: ((إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهله فانتظرِ الساعة)).

 

عامل مثابر:

أعرِفه دؤوبًا على العمل، يأتي أوَّلَ الموظَّفين، ويخرج آخرَهم، هذه أغلب حالاته، وهذا دَيْدَنه، وقد أمضى سنين كثيرةً دون أن يتمتَّع بإجازته، فهو يهوَى عملَه، ويحرص عليه، ويصبر على ما يجده مِنَ المراجعين - وما أكثرهم!

 

وقد نصحتُه بأن يأخذ إجازاته، وأن يستجِمَّ من عناء العمل المتواصِل؛ رفقًا بنفسه، وحتى يعودَ من الإجازة نشيطًا مرحًا، ويبدو أنه قد اقتنع بكلامي، وإن كنتُ لستُ متأكِّدًا من أنه سيخلد للراحة بعض الوقت؛ لِمَا أعلمُه فيه من حبٍّ لعمله، وشعور بالمسؤولية حيالَه.

 

وقد لا يجد مثلُ هذا الموظَّف التقديرَ الذي يستحقُّه، والجزاءَ اللائق به، ولكنَّه يشعر براحة بال، وهدوء خاطر، وهو يؤدِّي واجبَه في نزاهة، وحِرْص على القيام به على أتمِّ الوجوه وأفضلِها، وأحسب أنَّ تقدير المجتهدين ومَن يُقدِّمون أعمالاً نافعة، وأفكارًا سديدة هو مِن أهمِّ ما ينبغي الاعتناءُ به؛ تشجيعًا للمجد، وحثًّا للمقصر، وحفزًا للهِمم، وترغيبًا على إحسان العمل وإتقانه.

 

الناجح:

الناجح هو مَن يقوم بواجباته خيرَ قيام، ناصحًا غيورًا مجتهدًا، والرجل الناجِحُ هو الذي يساعد على بناء المنهدِم، وإصلاح الفاسِد، والفاشلُ هو الذي يُخرِّب العامر، ويخبط خبطَ عشواء في تصرُّفاته، والذي يأتي للعمل الجيِّد فلا يلبث أن يُحيلَه إلى بقايا متناثرة، وأشلاءَ ممزَّقة، تتحكَّم فيه الفوْضى، ويسوده الارتباك.

 

الناجح يستخدم مواهبَه، ويُطوِّر عمله، ويُقدِّم الآراء الناضجة، مِن أجْل تحسين عمله ورُقيِّه، ومن أجْل إسعاد المجتمع، والفاشلُ لا يهمُّه تَطوَّر العملُ أو تأخَّر، تقدَّم أو تخلَّف، لا يفكر في مصلحة العمل وازدهاره، ولا يَقبل ممَّن يأتي برأي أو فكرة - وقد يُعاديه - وكلُّ همِّه مصالحه الذاتية الجشعة؛ توهمًا منه أنه ينتقدَه، أو يعترض عليه.

 

وبين النجاح والفشل فُرْصةٌ لِمَن يستعملون الظروفَ، ويتحيَّنون الفُرص، ويصطادون في الماء العَكِر، بالأساليب الملتوية.

 

ولكنَّ الناجحين كالشمس لا تحجبُها أعمدةُ الدُّخَان، ولا تواريها الأغطية، أما الفاشلون فمهما لعبتِ المحسوبية والطرق غير السليمة في عَرْضهم في الواجهات، فإنَّهم فاشلون، وكفى.

 

الوظيفة خدمة:

مِن الناس مَن يتصوَّر الوظيفة عُلوًّا في الأرض، واعتداءً على الخَلْق، ومفاخرةً بالجاه والمنصب، وسببًا للكبر والبطر، وهذا من الجَهْل وسوء التقدير، والعاقِل مَن يعتبر الوظيفة وسيلةً للمساهمة في العمل المثمر، والصالح العام، وفي إيصال الحقِّ إلى أهله، ودَفْع الشر والأذى على قدر طاقته، وفي تحكيم الشرع ونُصْرة الإسلام، ويستعين بما يأخذه مِن راتب على طاعة الله، وفِعْل المعروف، والنفقة المشروعة، ويعدُّها اختبارًا يرجو أن ينجح فيه، ويخشى من السقوط إذا قصَّر أو أهْمل أو أسْرف.

 

أسعد الولاة:

♦ كتب أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - : أما بعدُ: فإنَّ أسعدَ الولاة مَن سَعِدتْ به رعيتُه، وإنَّ أشقى الولاة مَن شقيتْ به رعيتُه، فإيَّاك والتبسطَ، فإنَّ عمَّالك يقتدون بك، وإنما مثلك كمثل دابة رأتْ مرعى مخضرًا فأكلتْ كثيرًا حتى سَمِنتْ، فكان سِمَنُها سببَ هلاكها؛ لأنها بذلك السِّمن تُذْبَح وتُؤكل.

 

الموظفون:

الموظَّفون درجاتٌ وأصناف، فمنهم المُجِدُّ البشوش الذي يَلْقى مراجعِيه بابتسامة تبعث على التفاؤل والانبساط، ويحرص على أن يؤدِّيَ واجبه على أتمِّ وجه، ويَخرج المراجِعُ من عنده مسرورًا، سواء كان قد حَصَل على مرامه، أو أنَّ الموظف لا يقدر على القيام بما طلب، ولكنَّه يُقدِّم له الاعتذار، ويبيِّن له الأسباب والموانع في لفظ لطيف، وقول جميل.

 

وهذا النَّوْع من الموظَّفين هم الجديرون بإسناد الأعمال إليهم، والثِّقة فيهم، وهم الحريُّون بالتشجيع والتعضيد.

 

وهناك مِن الموظَّفين مَن يظن التربُّعَ على كرسي الوظيفة هو للاستعلاءَ والخيلاء، والغطرسة وإذلال المراجعين، فتراه فظًّا غليظًا، جافيًا مقطَّب الجبين، كأنَّ الناس يأكلون مِن كدِّه وكدِّ أبيه، حتى فيما هو حقٌّ لهم لا امتراءَ فيه.

 

ومِن هذا الصِّنْف مَن يبخل بردِّ السلام، ومَن يترك جوابَ المتكلِّم صاحب المراجعة مستهينًا به، ومِنهم مَن يُوصِد بابَ مكتبه دون أصحاب الحوائج، وأرباب المعاملات، ويَدَعُهم وقتًا طويلاً لا يُكلِّمهم، فيخرج الناس مِن عنده وهم يتمنَّوْن لو أنَّ الأرض ابتلعتهم ولم تُحْوِجهم إلى لئيم مثله، ومِن الموظَّفين مَن دَأبُه تعطيل المعاملات وعرقلتها، ومنهم مَن لا أمانة عنده، وإنما يسير في عمله حسبَ هواه وأغراضه، ومنهم مَن يحقد ويؤذي.

 

والموظَّف الكُفْء هو ذلك المتواضِع، الجادُّ في عمله، الشاعرُ بمسؤوليته، المتَّقي الله فيما تولَّى مِن عمل، وما أنيط به مِن وظيفة.

 

الموظف المتغطرس:

مِن الناس مَن تخدعه المظاهر، ويطيش صوابُه عندما يتسلَّم وظيفة، أو يرتقي كرسيًّا مريحًا، فيُصاب بداء الغرور والتعاظم، وينظر للناس باحتقار، ويتصوَّر نفسَه قد علا كثيرًا.

 

وقد يرى مِن الناس مَن يتملَّقه، ويُطري مواهبه، ويكيل له المديحَ جُزافًا، فيتضاعف غرورُه وإعجابُه بنفسه، مع أنَّ أولئك المادحين هم مِن المطبِّلين الذين يريدون أن ينالوا رِبحًا من وراء ذلك المديح، أو يَسْلموا من شرِّ المغرور.

 

وما إن يهوي مِن كرسيِّه، وتتخلَّى عنه وظيفتُه، حتى يجدَ نفسه منبوذًا محتقرًا، يشمت به الناس، وينفر منه أقربُ مدَّعي صداقته، والملتفِّين حولَه أيامَ عزِّه وسطوته.

 

أما ذلك المتواضِع الذي يرى في الوظيفة أداءً لواجب، وإيصالاً لحقّ، مع لِينٍ في القول، وسلامة في الطوية، فإنَّه يَلْقى الإعزاز والتكريم والمحبَّة، سواء كان في العمل أو خارجه، وإن تعرَّض له متعرِّضون هبَّ الكثيرون للدِّفاع عنه ومناصرته، حتى وإن كانوا لا يعرفونه معرفةً شخصية، فقد سبقهم إلى معرفته ذِكْرُه الطيِّب، والثناء الحسن عليه من عارفيه والمتعاملين معه، فلْيكنِ التواضع رمزَ الموظَّف، وليكن الحِلمُ شعارَه، ولينبذ الغرور والكِبْر؛ لأنَّ ذلك أسلم وأقوم.

 

موظف سيِّئ:

والتقيتُ به فرأيتُ فيه أسوأ صورة للموظَّف الشرس، السيِّئ الأخلاق، الذي لا يهنأ له بالٌ ولا يرتاح له خاطر، حتى يؤذيَ مراجعيه، ويسيءَ إليهم، ويعرقل معاملاتهم، إنَّه مَثَلٌ سيِّئ للموظَّف السيِّئ.

 

لقد التقيتُ في حياتي بموظَّفين كثيرين، وكنت أجد من الأغلبية لُطفًا وقيامًا بواجبهم، ومقابلةً حسنة، وشعورًا بالواجب، ولكني اصطدمتُ اليوم بواحد ما كنتُ أحسب أني ألتقي بواحد مثله، ولم يسبق أن رأيتُ أحدًا على شاكلته، وإن كان الموظَّفون ليسوا جميعًا على ما يُرام، ففيهم مَن يعطِّل المعاملات، ومَن يُقابل المراجعين مقابلةً غير كريمة، ومن هو مقطَّب الجبين، يتململ من المراجع، ويضجر منه، ولكنَّ هذا فاقَهُم جميعًا، وضرب رقمًا قياسيًّا في سوء المعاملة، وفي تحويل مكْتبه إلى فوْضى وصراخ، وجلبة واستياء، وقلَّ أن يدخل مكتبَه أحدٌ إلا خرج ساخطًا متذمِّرًا، لا يدري كيف وَقَع في قبضة هذا الموظَّف اللئيم.

 

لقد عرفتُه على حقيقته، وقلت له: إنَّ تصرُّفَك هذا مضرٌّ بك شخصيًّا، ومضرٌّ بالمصلحة العامة، وكأنِّي أنفخ في رماد، أو أضرب في حديد بارد.

 

وقال حسين سرحان:

قُلْ لِلْذِي جَعَلَ الْوَظِيفَةَ هَمَّهُ
وَسَعَى إِلَيْهَا سَعْيَ ضَيْغَمِ غَابِ
الْعَيْشُ بَيْنَ الْجِنِّ آنَسُ مَوْقِعًا
مِنْ عَيْشَةِ الْكُتَّابِ وَالْحُسَّابِ
هَذَا يَجِيئُكَ بِاحِثًا عَنْ نِمْرَةٍ
وَيَحُومُ ذَاكَ عَلَى رِتَاجِ الْبَابِ
وَيَسُومُكَ الْفَرَّاشُ شَرْحَ رِسَالَةٍ
وَيَرُومُكَ السَّاقِي لِعَرْضِ كِتَابِ
وَتَظَلُّ تَحْفِرُ بِالْيَرَاعِ جَدَاوِلاً
وَلَوَائِحًا سُودًا بِغَيْرِ حِسَابِ
مُتَبَرِّمًا مِمَّا يَشُقُّ عَلَى النُّهَى
مُتَلَوِّيًا مِنْ شِدَّةِ الْإِكْبَابِ
وَتَرَى الرَّئِيسَ مُنَاوِحًا لَكَ قَائِلاً
اشْرَحْ وَحَرِّرْ وَاحْتَفِلْ بِجَوَابِ
بِيَمِينِهِ التَّوْقِيعُ يَحْسَبُ أَنَّهُ
تَوْقِيعُ قَيْصَرَ فِي وَغًى وَغِلاَبِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة