• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة السابعة والثلاثون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 9310

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سعد بن عبادة

سيد الخزرج أبو ثابت

 

كان سيِّدًا من السادات، ونقيبًا من النُّقباء، وجوادًا كريمًا، شهد بيعةَ العقبة، وكان أحد النقباء فيها، واختُلف في شهوده بدرًا، فقيل: شهدها، وقيل: بل تهيأَ وأراد الخروج، وكان يحثُّ الناس على ذلك، ويأتيهم في دُورهم لذلك الغَرَض، إلاَّ أنَّه مَرِض قبل أن يخرج، فأقام بالمدينة مضطرًّا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: لئن كان سعد لم يشهدها، لقد كان عليها حريصًا.

 

وشهِد أحدًا والخندق، والمشاهِدَ كلَّها مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

كان سعدٌ مشهورًا بالجود هو وأبوه وجَدُّه، واقتفى أثرَه في السخاء ابنه قيس بن سعد، وكان لهم أُطَم[1] يُنادَى عليه كلَّ يوم: مَن أحب الشحم واللحم، فليأتِ أُطم دليم بن حارثة.

 

وكانت جَفْنة سعد تدور مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيوت أزواجِه في كلِّ يوم فيها ثريد بلحم، أو ثريد بلبن، أو ثريد بخلٍّ وزيت، أو بسمن، وأكثر ذلك اللحم.

 

قال ابن سيرين: كان أهل الصُّفَّة إذا أمسوا انطلق الرجلُ بالواحد، والرجل بالاثنين، والرجل بالجماعة، فأما سعد فكان ينطلق بثمانين.

 

قال أبو عمر بن عبدالبر في كتابه "الاستيعاب": "كان سيِّدَ الأنصار، مُقدَّمًا وجيهًا، له رئاسة وسيادة يعترف قومه له بها، يقال: إنَّه لم يكن في الأوس والخزرج أربعةٌ مطعمون متتالون في بيت واحد إلاَّ قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، ولا كان مثل ذلك في سائر العرب أيضًا، إلاَّ ما ذكرْنا عن صفوان بن أمية في بابه مِن كتابنا هذا".

 

ونعود إلى الوراء قليلاً لنرى حادثةً تقع لسعد مع المشركين، بعدَ بَيْعة العقبة، وعِلْم المشركين بما وقع، فخرجوا في طلب المسلمين، فأدركوا سعدَ بن عبادة بأذاخر، فربطوا يديه إلى عُنقه بنِسْع رحله، ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكَّة يضربونه ويجذبونه بجمَّتِه، وكان ذا شعْر كثير، قال سعد: فواللهِ، إني لفي أيديهم إذ طلع نفرٌ من قريش فيهم رجل وضيء الوجه، أبيض شعشاع، حلو من الرِّجال، فقلتُ في نفسي: إن يكُ عند أحد من القوم خير فعندَ هذا، قال: فلمَّا دنا مني رفع يده فلكَمَني لكمةً شديدة، فقلت في نفسي: لا والله ما عنهم بعدَ هذا من خير، قال: فواللهِ إني لفي أيديهم يسحبونني، إذ أوى إليَّ رجل ممن كان معهم، فقال: ويحَك أمَا بينك وبين أحد من قريش جِوارٌ ولا عهد؟ قال: قلت: بلى والله لقد كنتُ أُجيرُ لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف تُجَّارَه، وأمنعهم ممن أراد ظلمَهم ببلادي، وللحارث بن حرْب بن أمية بن عبدشمس بن عبدمناف، قال: ويحَك فاهتف باسم الرجلين، واذكر ما بينك وبينهما، قال: ففعلت، وخرج ذلك الرجل إليهما فوجدهما في المسجد عندَ الكعبة، فقال لهما: إنَّ رجلاً من الخزرج الآن يُضرَب بالأبطح ويهتف بكما، ويذكر أنَّ بينه وبينكما جوارًا، قالا: ومَن هو؟ قال: سعد بن عبادة: قالاَ: صَدَق والله، إنه كان ليُجير لنا تجَّارنا، ويمنعهم أن يظلموا ببلده، قال: فجاءَا فخلَّصَا سعدًا من أيديهم فانطلق، وكان الذي لَكَمَ سعدًا سهيل بن عمرو أخو بني عامر بن لؤي.

 

وكان سعد في الجاهلية يكتُب بالعربية، وكانت الكتابة في العرب قليلة، كما كان يُحسِن الرمي والعوم، وتسمِّي العرب مَن تَجتمع فيه هذه الخِصال (الكامل).

 

وقال ابن عباس: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المواطن كلِّها رايتان: مع علي راية المهاجرين، ومع سعْد بن عبادة راية الأنصار، وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ اجعلْ صلواتِك ورحمتَك على آل سعد بن عبادة))، وعندما أراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مصالحةَ المشركين يومَ الخندق، وأن يعطي عيينة بن حصن بعضَ ثمر المدينة على أن يرجع بغطفان، ويخذِّل بقيةَ المشركين، استشار سيِّدَي الأنصار سعد بن معاذ سيِّد الأوس، وسعد بن عبادة سيِّد الخزرج، فقالاَ: يا رسول الله، إن كنتَ أمرتَ بشيء فافعلْه وامضِ له، وإن كان غيرَ ذلك فواللهِ لا نعطيهم إلا السيف، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لم أُومر بشيء، لو أُمرتُ بشيء ما شاورتكما، وإنما هو رأي أعرِضه عليكما))، فقالاَ: والله يا رسول الله، ما طمعوا بذلك منَّا قط في الجاهلية، فكيف اليوم وقد هدانا الله بكَ، وأكرمَنا وأيدَنا؟! والله لا نعطيهم إلا السيف، فسُرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقولهما، وقال لعُيينة: ارجعْ، فليس بيننا وبينكم إلا السيف، ورَفَع بها صوته.

 

وكانتْ مع سعد رايةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ الفتح، حتى قال لأبي سفيان لَمَّا مرَّ به: اليوم يوم الملْحَمة، اليوم تستحلُّ الحرمة، اليوم أذلَّ الله قريشًا، وعَلِم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذلك فأخذ الرايةَ من سعد، ودفعها إلى ابنه قيس بن سعد.

 

وبعدَ وفاة الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - اجتمع الأنصارُ في سقيفة بني ساعدة لمبايعة سعْد، حتى جرَتِ المناظرة بين المهاجرين والأنصار، واستبان الحقّ، وتوقَّفت مبايعة سعد حيْث تمَّت بيعة أبي بكر - رضي الله عنه، وعن الصحابة أجمعين.


[1] الأطم: يقال بضمتيتن، وبضمة وسكون والأطم والأجم بمعنى واحد، والجمع آطام وآجام، وهي الحصون وأكثر ما يسمى بهذا حصون المدينة. اهـ معجم البلدان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة