• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الرابعة والثلاثون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 9129

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحسن بن علي بن أبي طالب

 

سِبْط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورَيْحانته، وسيِّد شباب أهل الجنة، كان رجلاً مباركًا، سكنَتْ على يده الفِتنة، وتوحَّدتِ الأمة في عام الجماعة، وحُقِنت الدِّماء، وصحَّ فيه قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ ابني هذا سيِّد، ولعلَّ الله أن يبقيه حتى يُصلحَ به بين فِئتين عظيمتَين من المسلمين)).

 

كان يشبه النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وعُرِف بالورع، والحِلم والفضل، قال: والله ما أحببتُ منذ علمتُ ما ينفعني وما يضرُّني أنْ ألِي أمرَ أمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - على أن يُهراق في ذلك مِحْجمة دَمٍ.

 

كان قد بُويع بالخلافة بعدَ أبيه عليٍّ رابعِ الخلفاء الراشدين، وبقي أربعةَ أشهر خليفةً بالعراق وما وراءها مِن خراسان، ثم الْتقى بجيشه مع معاويةَ وجيشِه بمسكن من أرض السواد بناحية الأنبار، وعندئذٍ آثَرَ سلامةَ المسلمين على طلب الخِلافة، ففاوض معاوية، وتنازل عن حقِّه في هذا الأمر، في مقابل ألاَّ ينال معاويةُ أحدًا بسوء ممن كان يؤيِّد الحسن في شروط أُخَر، وقد صادف ذلك رغبةَ الطرفَين؛ حقنًا للدماء، وتسكينًا للفِتنة، فقد أدركَا أنَّ الصُّلح خير وأولى مِن قتالٍ تذهب فيه القُوةُ، ويُمزِّق المسلمون بعضهم بعضًا، وأنه مهما كان المنتصرُ بعدَ القتال – لو حَدَث – فسوف لا يخرج من المعركة إلا مُثْخنًا بالجراح، مضرجًا بالدماء، ومِن ثَمَّ فقد رغب الحسن ومعاوية أن يكون الحلُّ بالصلح.

 

وقد علق معاوية على رأي مَن قال: إنَّ مواصلة القتال أجدى؛ لأن أصحاب الحسن قد انكسرتْ شوكتُهم - قائلاً: أمَا علمتَ أنه قد بايع عليًّا أربعون ألفًا على الموت، فواللهِ لا يُقتَلون حتى يُقتَل أعدادهم من أهل الشام، وواللهِ ما في العَيْش خيرٌ بعد ذلك!

 

وإذا كان هذا الاتِّفاق لم يعجب بعضَ أصحاب الحسن، ورآه هزيمةً وتراجعًا، فقد كان الحسنُ يبيِّن أنه يؤثِر ما عند الله في الآخرة على الدنيا الفانية، وأنه إن كان صاحبَ الحق فقد تنازل عن حقِّه، وهو يرجو ثوابَ ذلك من الله، وإن لم يكن صاحبَ الحق، فإنه يخشى أن يزجَّ بالمسلمين في المخاطر في طلب المُلْك، ويعتدي على حقِّ غيره، ويتسبَّب في قتْل أناس أبرياء، وذلك ما تأباه نفسُه الكريمة، وخُلُقه السمح.

 

ولما دَخَل معاوية الكوفةَ بعد الصُّلْح، اقترح عمرو بن العاص على معاوية أن يأمر الحسن بأن يخطُب ويَذكُرَ ما جرى من الصلح، فقام الحسن، فتشهَّد وحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال في بديهته: أما بعدُ أيُّها الناس، فإنَّ الله هداكم بأولنا، وحقَن دماءكم بآخرِنا، وإنَّ لهذا الأمر مُدَّة، والدنيا دُول، وإنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يقول: ﴿ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ * إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ * وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [الأنبياء: 109 - 111].

 

وقد تمنَّى معاوية أنه لم يأمرِ الحسن بإلقاء خُطْبة في هذا المقام، وقال لعمرو: ما أردت إلاَّ هذا!

 

ولَمَّا دنت وفاةُ الحسن دخل عليه أخوه الحسين، فقال الحسن: يا أخي، إني سُقيتُ السمَّ ثلاثَ مرَّات، لم أُسْقَ مثل هذه المرَّة، إني لأضع كبدي، فقال الحسين: مَن سقاك يا أخي؟ قال: ما سؤالك مِن هذا؟ أتريد أن تقاتلهم؟ أَكِلُهم إلى الله.

 

وبهذا التصرُّف الحكيم مِن إيثار سلامة المسلمين، وحقْن دمائهم، وجمْع شملهم، اختار الحسنُ - رضى الله عنه - أن ينأى بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - عما يُضعِف قوتَها، أو يشتت شملها، رضي الله عن الحسن، فقد أصلح الله به بين فِئتين عظيمتين من المسلمين، وجنَّب الأمةَ بسببه شرًّا مستطيرًا كاد أن يمزِّقها أشلاءً.

 

وقد تحلَّى السِّبْط بخلال كريمة، وصفات نبيلة، وتَرَك ذكرى مجيدة، تنال كلَّ إعجاب وتقدير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة