• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة التاسعة عشرة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 11546

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قدمنا في الحلقة الماضية شيئًا عن معركة القادسية، وقد انتهت هذه المعركة الهائلة بانتصار المسلمين وقتل رستم قائد جيش الفرس.

 

وكان لهذه الوقعة صدى كبير في نفوس الناس، وكانت من أكبر الانتصارات الإسلامية في التاريخ، وكانت هزيمة شنيعة للفرس، وقد كان المسلمون يعلقون آمالاً عظيمة على هذا الانتصار، وقد كان الرجل من المسلمين يريد الأمر فيقول: لا أنظر فيه، حتى أنظر ما يكون من أمر القادسية.

 

كانت من المعارك الحاسمة، وكان أمير المؤمنين يترقَّب بفارغ الصبر أن يأتيَه الخبرُ السار بالفتح المبين، ويسأل الركبانَ وكلَّ قادم إلى المدينة إن كان لديه علم عن ما جرى في القادسية، ويخرج كل يوم إلى خارج المدينة من الصباح إلى انتصاف النهار؛ استعجالاً لورود الخبر المبهج.

 

ويبعث سعد إلى عمرَ يبشِّره بالفتح، ويلتقي البشير بعمرَ خارج المدينة، وهو لا يعرف الخليفة، ويطلب منه عمر أن يحدثه عن قصة هذا الفتح، والرجل على راحلته وعمرُ ماشٍ، ويخبره البشير، ولم يشعر إلا والناس يسلِّمون على عمر بإمرة المؤمنين، فيقول البشير: هلا أخبرتَني - رحمك الله - أنك أمير المؤمنين، فيردُّ عمر: لا بأس عليك يا أخي.

 

وبعد هذه المعارك التي سار المسلمون فيها من نصر إلى نصر، يفتح المسلمون المدائن، ويبصر ضرارُ بن الخطاب قصرَ كسرى، فلا يملك نفسه أن يقول: الله أكبر، أبيض كسرى، هذا ما وعد الله ورسوله، وكبَّر وكبر الناس معه.

 

ويقتحم المسلمون على خيولهم نهرَ دجلة إلى حيث إيوان كسرى، يتقدمهم عاصمُ بن عمرو في ستمائة من أهل البأس والنجدة، ويرشدهم سعد إلى أن يقولوا: نستعين بالله، ونتوكل عليه، حسبنا الله ونعم الوكيل، والله لينصرنَّ الله وليَّه، وليظهرنَّ دينَه، وليهزمنَّ عدوه، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

 

وينزل سعد القصر الأبيض، ويتخذ إيوان كسرى مصلى، ويتلو قوله - تعالى -: ﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾ [الدخان: 25 - 28]، ويصلي فيه صلاة الفتح، ويتمزق ملك كسرى، ويصبح يزدجر شريدًا طريدًا.

 

وقد غنم المسلمون غنائمَ هائلةً؛ من الذهب، والفضة، والحلي، والجواهر النفيسة، والدر والياقوت، وصنوف الأموال العظيمة، ومن بينها حلية كسرى وثيابه، وخرزاته ووشاحه، ودرعه التي فيها الجوهر، وكان يجلس فيها للمباهاة، وتاج كسرى المرصع بالجواهر، وثياب كسرى التي يلبس، وهي من الديباج المنسوج بالذهب، والمنظوم بالجوهر، وسيوف كسرى، ودروع الملوك التي غنمها كسرى في حروبه معهم.

 

وبعث سعد إلى عمرَ بتاج كسرى، وحليته وثيابه، وسيفه وسيف النعمان؛ ليطلع المسلمون في المدينة على ما حصل للمسلمين في حربهم من نصر مكين، ويعجب سعد فرحًا بأمانة الجيش في إحضار الغنائم والمحافظة عليها، ويقول:

والله إن الجيش لذوو أمانة، ولولا ما سبق لأهل بدر لقلت: إنهم على فضل أهل بدر، لقد تتبعت من بعضهم هناة ما أحسبها من هؤلاء.

 

ويشيد الخليفة بأمانة الجيش أيضًا، فلما قدم عليه بسيف كسرى ومنطقته وزبرجده، قال: إن قومًا أدَّوا هذا لذوو أمانة.

فقال علي: إنك عففتَ، فعفَّتْ رعيتك.

 

وكان من نصيب القعقاع بن عمرو سيفُ هرقل، كما صار من نصيب أبي نباتة نايل بن جعشم الأعرجي سوارا شهريار القائد الفارسي، وسلاحه، ومن حظ زهرة بن الحوية التميمي سلب الجالينوس، ونال هلال بن علفة سلب رستم قائد الجيش الفارسي.

 

وما حصله جيش المسلمين من الغنائم كان كبيرًا جدًّا، فقد نال الفارس اثني عشر ألف درهم، وكلهم كان فارسًا.

إن هذه المعارك التي ابتدأت بالقادسية، وانتهت بعد فتح المدائن، هي إحدى العجائب الباهرة، ومن معجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي أخبر عن ذلك قبل وقوعه.

 

ولسعدٍ فضائلُ عديدة، وكان مجاب الدعوة، فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم أجب دعوته))، وقد وقع له من هذا الشيء الكثير مما تداولتْه الرواة، وقد كوف الكوفة، وقد شغب عليه ناس، واشتكوه إلى عمر، وزعموا - كذبًا - أنه لا يحسن أن يصلي بهم وَفق السُّنة، وأنه يشتغل بالصيد، وأنه لا يعدل بينهم.

 

ومع علم عمر بكذب هؤلاء، فقد حقق في الأمر، وظهر للملأ كذب أولئك المشاغبين، وقد دعا سعدٌ عليهم فأجيبتْ دعوتُه فيهم.

 

قال سعد: إني أول رجل أهرق دمًا من المشركين، ولقد جمع لي الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - أبويه، وما جمعهما لأحد قبلي، ولقد رأيتُني خمسَ الإسلام، وبنو أسد تزعم أني لا أحسن أصلي، وأن الصيد يلهيني؟!


وخرج محمد بن مسلمة بسعد وبهؤلاء المشاغبين إلى المدينة، فقدموا على عمر فأخبروه الخبر، فقال: كيف تصلي يا سعد؟ قال: أطيل الأوليين، وأحذف الأخريين، فقال: هكذا الظن بك يا أبا إسحاق، ولولا الاحتياط لكان سبيلهم بيِّنًا.

لقد اختبر عمر سعدًا في الحرب والسلم، فوجد فيه ما ينشده من فروسية، وقيادة، وأمانة، واتباع للسنة.

ومن ثم، فلا عجب أن يكون له عند عمر المنزلةُ الرفيعة، وقد كان الصحابة جميعًا يعرفون له فضله، وكان من الستة الذين أوصى الخليفة الراشد عمرُ بن الخطاب أن تكون الخلافة في واحد منهم، وإنه لخليق بذلك وأهلُه.

 

ولم يقتصر دور سعد على الفتوح والجهاد، فهو قد قام بدور في البناء وتمصير الأمصار لا ينسى، وكان ممن اعتزل الفتنة والقتال الذي جرى بين الصحابة، جاءه ابن أخيه هاشم بن عتبة أيامَ الفتنة فقال: ها هنا مائة ألف سيف، يرونك أحق بهذا الأمر، فقال مجيبًا له: أريد منها سيفًا واحدًا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئًا، وإذا ضربت به الكافر قطع، وكان هذا مصداقًا لما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أن سعدًا لا تضرُّه الفتنة.

 

ولقد كان أمير المؤمنين عمر مصيبًا كبدَ الحقيقة، حين قال عند وفاته بعد أن أوصى أن يكون الأمر شورى بين ستة ممن توفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ: إن أصابت الإمارة سعدًا فذاك، وإلا فليستعن به الذي يلي الأمر؛ فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة.

 

رضي الله عن سعد، فقد كان مجاهدًا باسلاً، وبطلاً من أبطال الإسلام، ذا سيف صارم يفلق به هامَ المشركين، ورأيٍ سديد، وتقًى وأمانة، وتجنب للفتن، وضرب مثلاً رائعًا في جهاده وإيمانه، وكريم أخلاقه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة