• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الأولى

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 11281

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سجَّل التاريخ صورًا من التضحيات، والإقدام، والاستهانة بالموت من أجل مطلب عظيم، قد يكون الدفاع عن الذمار[1]، والذود عن الحرمات، وقد يكون رد عدوان غاشم، أو نيل مجد رفيع؛ ولكن أجلَّ ما سجله التاريخ من صور الفداء وبذل النفس، هو ما كان لغاية الجهاد في سبيل الله، وأن تكون كلمةُ الله هي العليا، لا لمطمع زائل، ولا لمجد ذاهب، ولا لسلطان مأمول، وإنَّا لنقرأ في التاريخ صورًا تفوق الوصف، وتستعصي على الإدراك، وتكاد تكون حلمًا، لولا إنها حقيقة لا امتراء في وقوعها، ولا ريب في حدوثها.

يُعَدُّ كَرِيمًا مَنْ يَجُودُ بِمَالِهِ
وَمَنْ جَادَ بِالنَّفْسِ النَّفِيسَةِ أَكْرَمُ

 

وهأنا أورد أمثلة لهذه البطولات التي ملأت سمعَ الدنيا، فكانت أروعَ مثلٍ للإيمان الصادق، والعقيدة الراسخة، والبذل السخي.

 

وأعظم البلاء والصبر كان للأنبياء - عليهم السلام - ولهم في الجهاد القدح المعلى، والمكانة التي لا تدانى، ثم الصحابة الكرام - عليهم رضوان الله - وتابعوهم بإحسان.

 

وإليكم نماذج من ذلك:

لما بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تصدَّى له المشركون بالإيذاء بأصنافه، وسلكوا طرق الإغراء والتخويف والتعنت؛ لصدِّه عن دعوته وتبليغ رسالة ربه، فلم يَثنِه ذلك، ولم يَزدْه إلا إيمانًا وإصرارًا على أن يبلِّغ الرسالة، ويؤدِّيَ الأمانة، وينصح الأمة، ويجاهد في الله حق جهاده.

 

وحين فشا الإسلام بمكة، أرسل أشرافُ قريش وكبراؤها إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يطلبون الاجتماع به عند الكعبة، فجاءهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - مسرعًا؛ أملاً أن يكونوا قد استبانوا الرشد، ورغبوا في الإسلام، وكان حريصًا على هدايتهم وإيمانهم.

 

فقالوا له: يا محمد، إنا قد بعثنا إليك لنكلِّمك، وإنا واللهِ لا نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه مثلَ ما أدخلتَ على قومك، لقد شتمتَ الآباء، وعِبت الدين، وشتمت الآلهة، وسفَّهت الأحلام، وفرَّقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا قد جئتَه فيما بيننا وبينك - أو كما قالوا - فإن كنتَ إنما جئت بهذا الحديث؛ تطلب به مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرَنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا، فنحن نسوِّدك علينا، وإن كنت تريد به مُلكًا، ملَّكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رِئيًا تراه قد غلب عليك - وكانوا يسمون التابعَ من الجن رئيًا - فربما كان كذلك، بذلْنا لك أموالنا في طلب الطبِّ لك؛ حتى نبرئك منه أو نعذر فيك.

 

فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما بي ما تقولون، ما جئتُ ما جئتُكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم؛ ولكنَّ الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل عليَّ كتابًا، وأمرني أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا، فبلغتُكم رسالاتِ ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به، فهو حظُّكم في الدنيا والآخرة، وإن تردُّوه عليَّ، أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم)).

 

قالوا: يا محمد، فإن كنت غير قابل منا شيئًا مما عرضناه عليك، فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدًا، ولا أقل ماء، ولا أشد عيشًا منا، فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به، فليسيِّر عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، وليبسط لنا بلادنا، وليفجر لنا فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا مَن مضى من آبائنا، وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب، فإنه كان شيخ صدق، فنسألهم عما تقول: أحق هو أم باطل؟ فإن صدَّقوك، وصنعت ما سألناك، صدقناك وعرفنا به منزلتك من الله، وأنه بعثك رسولاً كما تقول.

 

فقال لهم - صلوات الله عليه -: ((ما بهذا بعثتُ إليكم؛ إنما جئتكم من الله بما بعثني به، وقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم، فإن تَقبَلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وأن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله - تعالى - حتى يحكم الله بيني وبينكم)).

 

قالوا: فإذا لم تفعل هذا لنا، فخذ لنفسك، سَلْ ربك أن يبعث معك ملكًا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك، وسَلْه فليجعل لك جنانًا وقصورًا وكنوزًا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغي - فإنك تقوم في الأسواق كما نقوم، وتلتمس المعاش كما نلتمس - حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك، إن كنت رسولاً كما تزعم.

 

فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أنا بفاعل، وما أنا بالذي يسأل ربَّه هذا، وما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثني بشيرًا ونذيرًا - أو كما قال - فإن تقبلوا ما جئتكم به، فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم)).

 

قالوا: فأسقط السماء علينا كسفًا كما زعمت أن ربك إن شاء فعل؛ فإنَّا لا نؤمن إلا أن تفعل.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ذاك إلى الله، إن شاء أن يفعله بكم، فعل)).

 

قالوا: يا محمد، أفما علِم ربُّك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه، ونطلب منك ما نطلب، فيتقدم إليك فيُعلِمك ما تراجعنا به، ويخبرك ما هو صانعٌ في ذلك بنا، إذ لم نقبل ما جئتنا به؟ إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجلٌ باليمامة يقال له: (الرحمن)، وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبدًا، فقد أعذرنا إليك يا محمد، وإنا والله لا نتركك وما بلغت منا؛ حتى نهلكك أو تهلكنا.

 

وقال قائلهم: نحن نعبد الملائكة وهي بنات الله، وقال آخر منهم: لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلاً.

 

فلما قالوا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام عنهم، وقام معه عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي، وهو ابن عمته عاتكة بنت عبدالمطلب.

 

فقال له: يا محمد، عرض عليك قومُك ما عرضوا فلم تقبلْه منهم، ثم سألوك لأنفسهم أمورًا ليعرفوا بها منزلتك من الله - كما تقول - ويصدِّقوك ويتَّبعوك، فلم تفعل، ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به فضلك عليهم ومنزلتك من الله، فلم تفعل، ثم سألوك أن تجعل لهم بعض ما تخوِّفهم من العذاب، فلم تفعل، فوالله لا أومن بك أبدًا حتى تتخذ إلى السماء سلمًا ترقى به، وأنا أنظر إليك حتى تأتيها، ثم تأتي معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول، وايم الله لو فعلتَ ذلك ما ظننتُ أني أصدقك.

 

ثم انصرف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله حزينًا آسفًا؛ لما فاته مما كان يطمع به من قومه في إسلامهم، ولِما رأى من مباعدتهم إياه، ونفورهم من الحق.

 

ثم إن أبا جهل بن هشام عرض على قريش فكرةَ اغتيال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد في صلاته، وحمل أبو جهل حجرًا ضخمًا ليفضخ به رأسَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه رجع مرعوبًا قد يبست يداه على حجره.

 

فقام إليه رجال قريش فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟

قال: قمتُ إليه لأفعل به ما قلتُ لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحلٌ من الإبل، لا والله ما رأيت مثل هامته[2]، ولا مثل عنقه، ولا أنيابه لفحلٍ قطُّ، فهمَّ بي أن يأكلني.

 

وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((ذلك جبريل، لو دنا لأخذه)).



[1] الذمار: ما يلزمك حفظُه وحمايته.

[2] الهامة: الرأس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة