• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

في ضوء الشموع

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في صحيفة اليمامة العدد (61) في 28/5/1376هـ.

تاريخ الإضافة: 15/7/2010 ميلادي - 3/8/1431 هجري

الزيارات: 10348

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في العدد (59) من صحيفة اليمامة اطَّلعتُ على كلمات متَّقدة متذمِّرة - إن صحَّ التعبير - في ثنايا شموعِ الأستاذ أنور زعلوك:

"ليس هناك حبٌّ ولا كراهية، ولا حِقْد، ولا شهامة، ولا أي معنى مِن هذه المعاني، لو كان هناك حبٌّ لاكتشفْنا صورتَه وشكلَه ومركباتِه، ولاستطعْنا أن نحقِّق به أنفسنا عندما نريد، وننفضه عندما نريد، ولكن لا، إنَّ كل إرادتك لا تساوي شيئًا، لأنَّك مخلوقٌ ضعيف، لا تستطيع شيئًا... إنك تحبُّ رغمَ أنفك، لا أسباب، ولا حيثيات، هكذا خُلقت، وهكذا قَدَّر الله عليك، فاخضعْ أيُّها الإنسان، اخضعْ، فهذا نصيبك من الحياة، هذه هي الحياة التي رُزِئت بها".

 

هكذا يتحدَّث صاحبُ الشموع في ثورة، وبهذه اللهجة الساخِرة المتشائمة يندفِع في تثبيت سلبية صارخة، موغلة في الجَبْر.

 

 وماذا في ذاك؟ أليس الإنسان عجيبًا؟ ثم أليس هو في نظر الكاتب يكون سهمًا رغمَ أنفه، لا بأسباب، ولا حيثيات، وبناء عليه فليخضعِ الإنسان، وليخضعْ، فليس ثَمَّ طريقٌ قويم غير الاستسلام.

 

هذه هي النتيجة المؤسِفة التي توصَّل إليها الأستاذُ بعد التمهيد والمقدِّمات، وسمَّاها شموعًا، ومَن يدري، فقد تكون شموعًا محترِقة؟!

 

إنَّ ما يُثير الدهشة أن نسمع هذه الآراء التي تتنافَى صراحةً مع تعاليم الشَّرْع، ومقتضيات العقل والواقع؛ إذ إنَّها جميعًا تُقرِّر: أنَّ هناك أسبابًا، ومسببات، وأنَّ للمرْءِ قُدرة، ولقد شَجَب علماءُ السُّنة قديمًا رأيَ الجبرية المنكرِين قُدرةَ العبد، والقائلين: إنَّه كالريشة في مهبِّ الرِّيح، لا اختيارَ له، ولا قُدرة - تمامًا - كما يزعم الأستاذُ أنَّ الإنسان لا يستطيع أن يفعل شيئًا، وأن ليس هناك أسبابٌ.

 

ولستُ بصدد بَسْطِ الأدلة وسَرْدِها، فهي من الكثرة بحيث أستغربُ أشدَّ الاستغراب ما تضمنتْه تلك الكلمات! سيَّما ونحن في عصْر العمل السريع - أو عصر الذَّرَّة كما يُسمُّونه - فأيَّ وصمة يوصَم بها المسلمون، لو أنَّهم نادَوْا بهذه الفِكرة الخاطئة في هذا العصر؟! وأيّ تدهور سيلاقونه؟ فأي تثبيط للهِمم يبلغ مبلغَ هذه النظرية الداعية للخمول ونبذ الأسباب؟!

 

لا شيءَ يخدم المستعمرين مثل هذه الدعوة الخَطِرة.

 

وبعدُ:

فالمسلمون اليوم في بداية يَقَظِة جديدة؛ لِيَستدركوا ما سُبِقوا إليه من التقدُّم في الصناعة والقوَّة، وليَنفُضوا عنهم غُبارَ الجهل الذي تراكم عليهم آمادًا طويلة حينما أعْرضوا عن تعاليم الدِّين الحنيف، وصاروا يُضيِّعون أوقاتَهم في لغو من الحديث، ومناقشات بيزنطيَّة لا جَدوَى منها ولا طائِل، فبعدَ أن كانت جيوشُهم تدوِّخ العالَم يومَ كانوا يأخذون بالأسباب، متوكِّلين على الله، متزوِّدين بالأسباب المادية والمعنوية، وبعدَ ذلك المجد السامق انحدروا إلى الحضيض في عصور الانحطاط، والجَهْل بتعاليمِ الدِّين، الذي دعاهم لأخْذ الوسائل والأسباب.

 

والآن وقد بدأتِ الأمَّةُ الإسلامية تتحفَّز لاستعادة مَجْدِها التليد الزاكي، وتأخذ من الأسباب بنصيب وافر، الآن واجب كلِّ مسلِم - وأخصُّ الدعاةَ ورجالَ الصحافة - أن يُساندوا الأمَّة، ويوجِّهوها الوِجهةَ الصحيحة التي دعا إليها محمَّدُ بنُ عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والتي نادَى بها القرآنُ منذ أكثرَ من ثلاثة عشر قرنًا، والتي هي من مقتضيات العقل والفِطرة، وضرورةٌ مُلحَّة، من المستحيل إنكارُها.

 

وليس من الحق أبدًا، ولا مِن الإنصاف أن تُشوَّش الأفكار، وتُثبَّط العزائم، ويُزاد الطِّين بِلَّة، فهل يدرك كُتَّابنا الأفاضل هذا الهدفَ النبيل، فيشرعوا أقلامَهم في التوجيه إليه؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة