• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

الاستعمار المقنَّع

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: اليمامة، العدد 458، في 23/9/1383هـ.

تاريخ الإضافة: 12/7/2010 ميلادي - 30/7/1431 هجري

الزيارات: 24111

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المستعمرون لهم طرقٌ متنوعة، وأساليبُ متعددة، وهم وإن اتفقوا غايةً وهدفًا، فقد يختلفون ذريعة وسلمًا، وقد تستعمل الدولة المستعمِرة - بكسر الميم - أنواعًا من الأساليب حسب الظروف، فهناك الاستعمار الذي يتَّسم بالقوة، وصليلِ السيوف، وأزيزِ الطائرات، وهديرِ المدافع.

 

وقد جربتْه بريطانيا وفرنسا والبرتغال وغيرها، إلا أن موجات التحرير استطاعتِ الإطاحة بالمستعمرين، وبأساليبهم القاسية، وقذفت بهم (إِلَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَم)، مع أن المستعمرين لم يألوا جهدًا في ضروب الوحشية، وإزهاق الأرواح، وإبادة الممتلكات، ووسائل التعذيب، إلا أنهم فشِلوا في الاستمرار بهذه الوسائل.

 

وهناك استعمارٌ آخر يفضل الحذر والتخفي على البروز والمجابهة، وقد يكون في صورة شركات تجارية، تدرج من محيطها التجاري إلى نواحٍ اقتصادية أخرى، ثم لا تكتفي بذلك؛ بل تريد أن يكون لها شأن في كل أمر، وهي تجس النبض أولاً، فإن وجدَتِ انتباهًا لها، ووقفًا لمدِّها الزاحف، جمدتْ نشاطها إلى أن ترى لها فرصة سانحة، وإن لم تجد مقاومة استمرتْ في تدخُّلها في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والدينية والعسكرية.

 

وحينئذٍ تصبح استعمارًا مقنَّعًا أشد خطرًا من الاستعمار المكشوف، والغالب على هذه الشركات أنها تُستعمَل أدواتٍ لحكومات تقف وراءها، وتجعلها ذريعة للتمويه وإخفاء الحقائق عن الشعوب.

 

وقد يكون من الأدلة الواضحة أن البلاد التي تزاول فيها هذه الشركاتُ نشاطَها، تكاد تعتمد على الدول التي تنتمي إليها تلك الشركاتُ، فتجد أكثر الواردات منها، ومنها الخبراء والمستشارون في المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية، ومنها المهندسون والمعلمون وغيرهم ممن يتغلغلون في حياة الأمة، ويقوون سيطرة دولتهم عليها.

 

وهذا هو الشعار الجديد للاستعمار في هذه الآونة الأخيرة، ومن ثَم فإن دولة كبريطانية عريقة في الاستعمار نجدها تتخلى عن مستعمراتها الواحدة تلو الأخرى، ولكنها تحاول ضم هذه المستعمرات بعد استقلالها إلى دول الكومنولث؛ لكي لا تخسر فوائدها الاقتصادية والتجارية، وتقديم الخبراء والمهندسين وأشكالهم؛ ليكون استعمارًا مقنعًا، لا يُرهَب ولا يقاوَم بضراوة، وإن لم يكن استعمارًا كاملاً، فبعض استعمار، على حد المثل: (ما لا يُدرك كله، لا يُترك جلُّه)، ولكن وعي الشعوب يدرك الخطط الاستعمارية، والأساليب الجديدة للاستعمار الذي يتخفى بستائر يضعها في الواجهات من أبناء البلاد؛ لغرض فرض سيطرته، واستمرار استعماره.

 

وسيحبط أساليب الاستعمار، ويقذف بالمستعمرين إلى ما وراء البحار، ولن يجديهم الْتواؤهم ووسائلهم المخدرة؛ لأنها لم تعد مقنعة؛ بل أصبحتْ مكشوفة لكل ذي عينين، وإن غدًا لناظره قريب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة