• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيدأ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد شعار موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيد
شبكة الألوكة / موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

لقاء إذاعي - أبي بن كعب (رضي الله عنه)

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 25/11/2007 ميلادي - 15/11/1428 هجري

الزيارات: 23171

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبي بن كعب (رضي الله عنه)
لقاء إذاعي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، أيها المستمعون الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم مع حلقة جديدة من برنامجكم (مع الصحابة في رمضان) ومع صحابي جديد وموقف جديد، ذلكم الصحابي هو أبي بن كعب (رضي الله عنه).

هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، يكنى أبا المنذر، شهد العقبة مع السبعين، وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله ص، وكان يكتب الوحي لرسول الله ص، ومن الذين حفظوا القرآن كله على عهد النبي ص، وهو أحد الذين كانوا يفتون على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

وأبي بن كعب (رضي الله عنه) من الأربعة الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤخذ منهم القرآن، لما في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة من عبدالله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب))[1].

ومن فضائله - رضي الله عنه -: أن الله سبحانه وتعالى سماه لنبيه ص، لما في صحيح البخاري أيضاً عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: ((إن الله أمرني أن أقرأ عليك { لم  يكن الذين كفروا من أهل الكتاب}قال وسماني قال نعم فبكى))[2].

وفي رواية عند البخاري أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ((إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك قال آلله سماني لك قال الله سماك لي قال فجعل أبي يبكي))[3].

أيها المستمعون الكرام:
ومما يتعلق في هذا الشهر الكريم من مواقف أبي بن كعب (رضي الله عنه) ما ورد في صحيح مسلم من حديث زر بن حبيش يقولا سألت أبي بن كعب (رضي الله عنه) فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر. فقال: رحمه الله، أراد أن لا يتكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر وأنها ليلة سبع وعشرين. ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين فقلت بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله ص أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها))[4].

في هذه الرواية نجد أن زر بن حبيش جاء إلى أبي بن كعب فأخبره بقول ابن مسعود (رضي الله عنه) في ليلة القدر، وأنه يقول من يقم الحول يصب ليلة القدر، وكان أبي بن كعب (رضي الله عنه) لا يرى هذا الرأي، بل يجزم أنها في ليلة سبع وعشرين.

كما نجد في هذه الروابة أيضاً أنوذجاً من أدب الصححابة (رضي الله عنه) فيما بينهم، وهو أدب لأهل العلم مع بعضهم، وذلك أن أبي (رضي الله عنه) لما بلغه قول ابن مسعود (رضي الله عنه) لم يسفهه على هذا الرأي، بل عرف له قدره، ودعا له، ووجه هذا الرأي توجيهاً صحيحاً، ثم إنه (رضي الله عنه) بعد ذلك بين رأيه في هذه المسألة، وجزم بأن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين.

أيها المستمعون الكرام:
من المعلوم أن ليلة القدر لا تعلم متى هي على وجه التحقيق، ولكن الثابت أنها في ليالي العشر الأخير من رمضان، كما أخبر بذلك رسول الله ص وأرجا هذه الليلي ليالي الوتر منها، وأرجاهن ليلة سبع وعشرين، و إن هذا الجزم من أبي بن كعب (رضي الله عنه) قد يكون بعد مضي الليلة، وأنها رأى من علاماتها ما دله على ذلك، ويؤيد هذا إجابته على السائل، حين سأله : فقلت بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها.

وفي عدم تعيين ليلة القدر خير لهذه الأمة، وذلك من أجل الاجتهاد في طلبها والازدياد من الخير، فلنحرص أيها المسلمون على تحري هذه الليلة التي هي خير من ألف شهر، كما أخبر ذلك المولى جل وعلا بقوله: {وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} وقيامها إيماناً واحتساباً سبب لمغفرة ما تقدم من الذنوب، كما أخبر ذلك المصطفى ص بقوله : ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).

أيها المستمعون الكرام:
لا يفوتنا هذا الموقف من التأمل في أدب الخلاف في وجهات النظر، وخاصة في المسائل العلمية، مع من لهم مكانة في الفضل والعلم، من أن نعرف لهم فضلهم، ونقدر لهم آراءهم، نحمل كلامهم على أحسن محمل، ونلتمس لهم الأعذار فيما أخطأوا به. بدلاً من أن تأخذنا العزة بالإثم ويكون همنا الانتصار لآرائنا وتسفيه المخالفين، فصحابة رسول الله ص قدوة لنا في آدابهم كما أنهم قدوة لنا في عباداتهم، فهم الذين تأدبوا بآداب القرآن، وبهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

أيها المستمعون الكرام:
في الختام نسأل المولى جل وعلا أن يلهمنا رشدنا، وأن يوفقنا لصلاح ديننا ودنيانا.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وإلى أن ألقاكم أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الجامع الصحيح، كتا بالمناقب، حديث رقم 3808.
[2] الجامع الصحيح، كتا بالمناقب، حديث رقم 3809.
[3] أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، حديث رقم 799.
[4] أخرجه مسلم، كتاب الصيام، حديث رقم 762.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة