• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

ثم صرفكم عنهم ليبتليكم

ثم صرفكم عنهم ليبتليكم
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 4/1/2025 ميلادي - 4/7/1446 هجري

الزيارات: 688

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ﴾ [آل عمران - 152]

 

إن عالمنا الإسلامي يمر بمرحلة خطيرة من مراحل التاريخ، تتسارع فيها الأحداث، وتتقلب فيها القلوب، وترتجف فيها الأفئدة.

 

قال رسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ؛ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا»؛ أخرجه مسلم.


وفي ظل هيمنة الباطل وانتشار سطوته على الأمم والشعوب، مع ما يقابله من استضعافٍ للأمم المسلمة، وتفرقها طوائف، ومذاهب، وقوميات، وزعامات بالية، وسياسات طائشة = في ظل كل هذا تتقلب بوصلة الكثير من المسلمين شرقًا وغربًا، إلا من رحم الله.

 

لقد بدأت شرارة الجهاد في غزة بشكل أذهل العالم أجمع، فئة قليلة تهز أركان الطغيان اليهودي الأمريكي، تقتل وتأسر، وتجوس خلال المستوطنات اليهودية بأرض فلسطين، وبعد هذا النصر العظيم لهذه الفئة، رأينا دخول حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن على خط المواجهة وإعلان مناصرتهم لأهل فلسطين، ومن خلفهم إيران، وظننا أن نهاية إسرائيل قد بدأت.

 

ثم انقلب الحال وتوقفت هذه الجبهات بشكل أو بآخر، وظلت فلسطين مشتعلة بالجهاد وحدها، مع تقاعص وتخاذل الكثير من المسلمين لنصرتها.

 

وكأن النصر الذي رأيناه قد توقف، وبدأ الجميع يتساءل: متى النصر؟

وكأن الزمان يعيد نفسه.

 

أيها المسلم: اعلم أن معركة العقيدة ليست ككل معركة، إنها معركة في الميدان ومعركة في الضمير، ولا انتصار في معركة الميدان دون الانتصار في معركة الضمير.

 

إنها معركة لله، فلا ينصر الله فيها إلا من خلصت نفوسهم له، وما داموا يرفعون راية الله وينتسبون إليها، فإن الله لا يمنحهم النصر إلا إذا محصهم للراية التي رفعوها؛ كي لا يكون هناك غش ولا دخل ولا تمويه بالراية.

 

وقد ينتصر المبطلون الذين يرفعون راية الباطل صريحة في بعض المعارك - لحكمة يعلمها الله -، أما الذين يرفعون راية العقيدة ولا يخلصون لها إخلاص التجرد، فلا يمنحهم الله النصر أبدًا، حتى يبتليهم فيتمحصوا.. وهذا ما يريد القرآن أن يجلوه للإمة المسلمة، في كل حين.

 

ويجب علينا أن نتعلم من جهاد المسلمين في فلسطين، وهذا ما أراد الله - سبحانه - أن يَعلمَه المسلمون، وهم يرون ثمرة هذا الموقف المضطرب المتأرجح، لمن دخلوا على خط المعركة! يحملون مع راية الجهاد رايات: القوميات، والأحزاب، والزعامات؛ قال تعالى: ﴿ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ﴾ [آل عمران: 152].

 

والقرآن يسلط الأضواء على خفايا القلوب، التي ما كان المسلمون أنفسهم يعرفون وجودها في قلوبهم، كما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: ما كنت أرى أن أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريد الدنيا، حتى نزل فينا هذه الآية يوم أحد.

 

وبذلك يضع قلوبهم أمامهم مكشوفة بما فيها؛ ويعرفهم من أين جاءتهم الهزيمة ليتقوها!

 

وفي الوقت ذاته يكشف لهم عن طرف من حكمة الله وتدبيره، وراء تقهقر البعض؛ ووراء هذه الأحداث التي وقعت بأسبابها الظاهرة، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ﴾ [آل عمران: 152].

 

وهكذا تقع الأحداث مرتبة على أسبابها، وهي في الوقت ذاته مدبرة بحسابها بلا تعارض بين هذا وذاك، فلكل حادث سبب، ووراء كل سبب تدبير من اللطيف الخبير..

 

أن هذه عقيدة الإسلام تُعلم أصحابها - فيما تُعلم - أن ليس لهم في أنفسهم شيئًا، فهم كلهم لله؛ وأنهم حين يخرجون للجهاد في سبيله يخرجون له، ويتحركون له، ويقاتلون له، بلا هدف آخر لذواتهم في هذا الجهاد، وأنهم يسلمون أنفسهم لقدره، فيتلقون ما يأتيهم به هذا القدر في رضى وفي تسليم، كائنًا هذا القدر ما يكون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة