• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

السقوط المدوي إلى الهاوية

السقوط المدوي إلى الهاوية
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 26/10/2024 ميلادي - 22/4/1446 هجري

الزيارات: 1096

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السقوط المدوي إلى الهاوية

﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ ﴾ [آل عمران: 83]

 

إن المتأمل في حال معظم البشر الآن في الكرة الأرضية، يجد الانحراف الشديد للغالبية العظمى إلى مستنفع الرزيلة، والبعد عن المهمة التي تم خلق الإنسان من أجلها.

 

﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]

 

إن هذه الخلافة قد أوكلها الله للإنسان في الأرض، لقيادة الحياة فيها بمنهج الله، ولله. وسخر الله له ما في الأرض جميعًا، وجعل الفطرة البشرية في أصلها متناسقة مع ناموس الكون، مسلمة لربها إسلام كل شيء وكل حي.

 

وقد بعث الله الرسل لهداية الإنسان للقيام بدوره لمهمته في الحياة على منهج الإسلام. فدين الله واحد، جاءت به الرسل جميعًا، وتعاقدت عليه الرسل جميعًا. وعهد الله واحد أخذه على كل رسولِه، وكان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل، جاء بالرسالة الخاتمة إلى يوم الدين، وهي دين الإسلام.

 

الإسلام - الذي يتحقق في إقامة منهج الله في الأرض، واتباعه والخلوص له هو ناموس هذا الوجود. وهو دين كل حي في هذا الوجود.

 

فمن تولى عن الإسلام فقد تولى عن دين الله كله، وقد خاس بعهد الله كله. فحين يخرج الإنسان بنظام حياته عن ذلك الناموس لا يصطدم مع الكون فحسب، إنما يصطدم أولا بفطرته التي بين جنبيه، فيشقى ويتمزق، ويحتار ويقلق. ويحيا كما تحيا البشرية الضالة النكدة اليوم في عذاب من هذا الجانب - على الرغم من جميع الانتصارات العلمية، وجميع التسهيلات الحضارية المادية!

 

إن البشرية اليوم تعاني من الخواء المرير؛ خواء الروح من الحقيقة التي لا تطيق فطرتها أن تصبر عليها، حقيقة الإيمان، وخواء حياتها من المنهج الإلهي.. هذا المنهج الذي ينسق بين حركتها وحركة الكون الذي تعيش فيه.

 

إنها تعاني من الهجير المحرف الذي تعيش فيه بعيدًا عن ذلك الظل الوارف الندي. ومن الفساد المقلق الذي تتمرغ فيه بعيدًا عن ذلك الخط القويم والطريق المأنوس المطروق!

 

ومن ثم تجد الشقاء والقلق والحيرة والاضطراب؛ وتحس الخواء والجوع والحرمان؛ وتهرب من واقعها هذا بالأفيون والحشيش والمسكرات؛ وبالسرعة المجنونة والمغامرات الحمقاء، والشذوذ في الحركة واللبس والطعام! وذلك على الرغم من الرخاء المادي والإنتاج الوفير والحياة الميسورة والفراغ الكثير.

 

لا، بل إن الخواء والقلق والحيرة لتتزايد كلما تزايد الرخاء المادي والإنتاج الحضاري واليسر في وسائل الحياة ومرافقها. إن هذا الخواء المرير ليطارد البشرية كالشبح المخيف، يطاردها فتهرب منه، ولكنها تنتهي كذلك إلى الخواء المرير!

 

وما من أحد يزور البلاد الغنية الثرية في الأرض حتى يكون الانطباع الأول في حسه أن هؤلاء قوم هاربون! هاربون من أشباح تطاردهم.. هاربون من ذوات أنفسهم.. وسرعان ما يتكشف الرخاء المادي والمتاع الحسي الذي يصل إلى حد التمرغ في الوحل، عن الأمراض العصبية والنفسية والشذوذ والقلق والمرض والجنون والمسكرات والمخدرات والجريمة. وفراغ الحياة من كل تصور كريم!

 

إنهم لا يجدون أنفسهم لأنهم لا يجدون غاية وجودهم الحقيقية...

 

إنهم لا يجدون سعادتهم لأنهم لا يجدون المنهج الإلهي الذي ينسق بين حركتهم وحركة الكون، وبين نظامهم وناموس الوجود... إنهم لا يجدون طمأنينتهم لأنهم لا يعرفون الله الذي إليه يرجعون.

 

وللأسف الكبير أن هذا الخواء بدأ يتغلغل في قلوب البلاد الإسلامية الغنية، بما أغناها الله من ثروات. ومن هنا تكون الخشية على أبنائها، خاصة بعد ضعف الوازع الديني، وتوغل الفكر الغربي، والثقافات الغربية التي غزت بلادنا. وأصبحت وسائل الغزو الثقافي تدخل كل حياتنا، وانبهر شباب المسلمين بهذه الثقافات وما فيها من انحلال أخلاقي ليس له مثيل.

 

وهنا سيكون السقوط المدوي!!!!!

قال تعالى: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَٰكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّنۢ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَٰرِثِينَ ﴾ [القصص: 58].

 

ولكن البشرى لأولئك الذين يتمسكون بمنهج الله وتكون لهم الخلافة على منهاج النبوة؛ روى الإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ". ثم سكت.

 

فهل لنا أن نكون على وعي بهذه الحقائق، ونعمل على أن نكون من الفئة المؤمنة المتمسكة بمنهج الله، ولا نكون من الساقطين في الهاوية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة