• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا

ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 19/2/2024 ميلادي - 9/8/1445 هجري

الزيارات: 2679

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [البقرة: 204]

 

مع انتشار وسائل النشر والإعلام، ظهر لنا الكثير من الذين لديهم الطلاقة اللفظية والصوت الواضح والحنجرة القوية، والقدرة على تنسيق الكلمات، وتنغيم الصوت، فيعجب الكثير من الناس بذلك كله، ويلتفون حول هؤلاء ويسمعون لهم.

 

مثل هؤلاء قد يكون لهم تأثير كبير في مسار حياة الناس، إما بالخير أو الشر، ولكن للأسف الكبير أن مثل هؤلاء يغترون بهذه القدرات التي وهبها الله لهم فيستخدمونها في الإفساد وتضليل الناس، وكسب ود الظلمة، ومن هنا يكثر الفساد في الأرض.

 

ناهيك إن كان هذا من الدعاة المتطلعين للشهرة والمتسلقين أو المنافقين والذين يتاجرون بالدين. فتكون الفتنة جسيمة في قلب الأمة الإسلامية، وما أكثر هؤلاء في واقع حياة أمة الإسلام.

 

أيها المسلم الكريم: لقد جاء تعبير رب العالمين معبرًا تعبيرًا قرآنيًّا يتناسب مع خصائص هذه الشخصية برسم ملامح هذه النفس البشرية بوضوح وشمول وتحديد السمات المميزة لها في كلمات، حتى لتكاد تشير بأصبعك إليه، وتفرزه من ملايين الأشخاص، وتقول: هذا هو الذي أراده القرآن!

 

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾ [البقرة: 204].

 

إن مثل هؤلاء من المنافقين يعجبك -أيها المسلم- كلامه الفصيح الذي يريد به حظًّا من حظوظ الدنيا لا الآخرة،لأنها منتهى آمالهم، ومبلغ علمهم، وأصل حبهم، ويروقك منطقهم، ويعجبك بيانهم، ويحسن عندك مقالهم، ويحلف مستشهدًا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام - وفي هذا غاية الجرأة على الله - وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين. وما أكثر هؤلاء والذين انكشف أمرهم الآن أثناء حرب على المسلمين في غزة، وقد فضحهم الله على مشهد ومسمع من العالم، وفي كل وسائل النشر والإعلام والتواصل الاجتماعي.

 

إن هذا الصنف من الناس يضيف إلى كل ذلك زيادة في التأثير والإيحاء، وتوكيدًا للتجرد والإخلاص المزعوم، وإظهارًا للتقوى وخشية الله في نظر الآخرين. هذا النوع المنافق قد يرى من الناس تشككًا في قوله، لأن من عادة المنافقين أن يبدو من فلتات لسانهم ما يدل على ما هو مخبوء في نفوسهم، فيأخذ في يوثق قوله بالأيمان الباطلة بأن يقول لمن ارتاب فيه: الله يشهد أنى صادق فيما أقول.. إلى غير ذلك من الأقوال التي يقصد بها تأكيد قوله وصدقه فيما يدعيه.

 

﴿ وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾

إن نفسه مزدحمة باللدد والخصومة، فلا ظل فيها للود والسماحة، ولا موضع فيها للحب والخير، ولا مكان فيها للتجمل والإيثار، هذا الذي يتناقض ظاهره وباطنه، ويتنافر مظهره ومخبره... هذا الذي يتقن الكذب والتمويه، لأنه قوله يخالف فعله، فلهذا قال الله: ﴿ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾.

 

ووالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لنراه رأي العين ونسمعه جهارًا وبصوت مجلجل دون حياء من هؤلاء، في الفضائيات وفي اليوتيوب، خاصة في نفاقهم وتطاول ألسنتهم على أهل الجهاد، وفي خيانتهم لدينهم، وموالاتهم لليهود بكل بجاحة، وبهذا الوصف الذي بينه الله لنا في هذه الآيات: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205].

 

حتى إذا جاء دور العمل ظهر المخبوء، وانكشف المستور، وفضح بما فيه من حقيقة الشر والبغي والحقد والفساد. مما كان يستره بذلاقة اللسان، ونعومة الدهان، والتظاهر بالخير والبر والسماحة والصلاح.

 

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 206]؛ إذا قيل لهذا المنافق على سبيل النصح والإرشاد: اتق واترك ما أنت فيه من نفاق وخداع والخروج عن طاعة الله، استولت عليه العزة، أي حمية الجاهلية، مقترنة بالإثم ومصاحبة له، فهي ليست العزة المحمودة ولكنه الكبر المبغوض. فأخذته العزة بالإجرام والخطيئة ورفع رأسه في وجه الحق الذي يذكر به، وأمام الله بلا حياء!

 

كم يعاني المسلمون من هذا الصنف المنافق، الذين أفسدوا حياة الأمة الإسلامية، واستخدمهم أعداء الإسلام من اليهود، لغرث الفتن، وتفريق المسلمين، بل وفي تحريف العقيدة الإسلامية، وتكوين الفرق الإسلامية المتناحرة، والتي همها الأكبر تكفير بعضها بعضا، وشن الحروب بين الدول الإسلامية التي لا تنتهي، وتم تدمير الأخضر واليابس، وانتهكت حرمات المسلمين على مرأى ومسمع من العالم كله بيد عصابات الإجرام من اليهود في غزة، وفي بقاع مختلفة من بلاد المسلمين.

 

كل هذا ولم نعد نرى أو نسمع كلمة حق تقال، إلا من رحم ربنا، تخاذلٌ وتواطؤ وخيانة ونفاق، وجبن وخنوع لأعداء الله.

 

إلا أن أهل غزة قد استنهضوا هممهم بالإيمان الصادق والتوكل على الله في الدفاع عن العقيدة الإسلامية والمسلمين وأعطوا الأمل في إحياء روح الإسلام في المسلمين غير آبهين بنفاق المنافقين والمتصهينين، وهذا هو بداية تحقيق وعد الله، خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تذر السماء من قطر إلا صبته مدرارًا، ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئًا إلا أخرجته كما في الحديث الشريف.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول دينكم نبوة ورحمة وتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله جل جلاله. ثم يكون ملكاً جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي، ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تذر السماء من قطر إلا صبته مدرارًا، ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئًا إلا أخرجته؛ رواه البزار.

 

فأبشر أيها المسلم وابحث لك عن قدمِ صدقٍ في تحقيق هذه الخلافةِ على منهاج النبوة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- اللهم ثبتنا على دينك يا أكرم الأكرمين يا الله
مجدى خاطر - مصر 19-02-2024 10:31 PM

شكرا جزيلا لحضرتك سعادة الأستاذ الدكتور. وجزاكم الله عنا كل الخير، وحفظكم بحفظه وشملكم برعايته.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة