• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

وإن الذين اختلفوا في الكتب لفي شقاق بعيد (2)

وإن الذين اختلفوا في الكتب لفي شقاق بعيد (2)
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 12/2/2024 ميلادي - 2/8/1445 هجري

الزيارات: 2164

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [البقرة: 176]

 

أيها المسلم الكريم: لقد استوقفتني تلك الآية عندما كنت أقرأ القرآن الكريم، فتذكرت حال الدول الإسلامية، والفرق الإسلامية المختلفة، وما هي عليه من فرقة وتنازع واختلاف، فانتابني الحزن والبكاء، وعندما هممت أن أكتب هذا المقال، إذا بالأخبار تزيدني حزنًا وهمًّا، حروب وصراعات بين المسلمين.... وبغض النظر عن الأسباب فكلها دول إسلامية، وهذه الأحداث تنم عن هذا الاختلاف بين الدول الإسلامية.

 

إن هذا الاختلاف قد نبأنا الله به في القرآن الكريم: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [البقرة: 176].

 

فالآية تخبرنا عن الماضي والحاضر، والحكم في ذلك، كما ورد في الحديث: " عن علي رضي الله عنه قال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « ألا إنَّها ستكون فتنة »، قلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: « كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن، ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق من كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه »؛ الترمذي.

 

نعم أصبح المسلمون في شقاق بعيد، الكثير منهم فرق وجماعات وقوميات وأعراق، ومذاهب، ولكل منها دعاتها، فوالله الذي لا إله إلا هو، إن المسلم العادي ليرى نفسه في حيرة من هؤلاء الدعاة الذين يتلونون في أقوالهم حسب من يتبعون من العبيد، فيتسببون في بلبلة عامة المسلمين والتباس الحق بالباطل عندهم.. وهذا مقصود في ذاته لتشكيك المسلمين في دينهم، إنها حرب على الإسلام موجهة من جانب اليهود وأتباعهم.

 

فصدق الله حيث قال: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [البقرة: 176].

 

ففي قوله: ﴿ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾ ما يدل على أن الله أنزله لهداية خلقه، وتبيين الحق من الباطل، والهدى من الضلال، فمن صرفه عن مقصوده، فهو حقيق بأن يجازى بأعظم العقوبة.

 

﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ الذين حرفوه وصرفوه على أهوائهم ومراداتهم ﴿ لَفِي شِقَاقٍ ﴾ أي: محادة، ﴿ بَعِيدٍ ﴾ عن الحق لأنهم قد خالفوا الكتاب الذي جاء بالحق الموجب للاتفاق وعدم التناقض، فمرج أمرهم، وكثر شقاقهم، شقاق مع الحق، وشقاق مع ناموس الفطرة، وشقاق فيما بينهم وبين أنفسهم. وعد الله الذي يتحقق على مدار الزمان واختلاف الأقوام، ونحن نرى مصداقه واقعًا في هذا العالم الذي نعيش فيه، لذلك قال الله فيهم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾ [البقرة: 174، 175].

 

فقد توعد الله هؤلاء الكاتمين لما أنزل الله، المؤثرين عليه عرض الدنيا بالعذاب والسخط، وأن الله لا يطهرهم بالتوفيق، ولا بالمغفرة، وذكر السبب في ذلك بإيثارهم الضلالة على الهدى، فترتب على ذلك اختيار العذاب على المغفرة، لعملهم بالأسباب التي يعلمون أنها موصلة إليها، وأن الكتاب مشتمل على الحق الموجب للاتفاق عليه، وعدم الافتراق، وأن كل من خالفه، فهو في غاية البعد عن الحق، والمنازعة والمخاصمة.

 

أيها المسلم: عليك أن تعود بنفسك إلى كتاب ربك وتستلهم منه الهدى.

 

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾ [البقرة: 176].

 

فمن فاء إليه فهو على الهدى، وهو في وفاق مع الحق، وفي وفاق مع المهتدين من الخلق، وفي وفاق مع الفطرة وناموس الكون الأصيل.

 

لقد أجمل الله لك المطلوب منك في قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].

 

ففي آية واحدة يضع لك الله قواعد التصور الإيماني الصحيح، وقواعد السلوك الإيماني الصحيح، ويحدد صفة الصادقين المتقين.

 

فالذين صدقوا ربهم في إسلامهم، صدقوا في إيمانهم واعتقادهم، وصدقوا في ترجمة هذا الإيمان والاعتقاد إلى مدلولاته الواقعة في الحياة.

 

﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ الذين يخشون ربهم ويتصلون به، ويؤدون واجبهم له في خوف وفي إشفاق...

 

أيها المسلم: انظر كيف أن ربك يريد أن يرفع الناس بمنهجه الرفيع القويم، ثم انظر إلى الناس وهم ينأون عن هذا المنهج ويتجنبونه، ويحاربونه، ويرصدون له العداوة، ولكل من يدعوهم إليه. لكن المسلم الحق، على أمل في الله وثيق، وعلى يقين في قوة هذا المنهج لا يتزعزع، ويستشرف المستقبل فإذا على الأفق أمل... أمل وضيء منير؛ أن لا بد لهذه الأمة الإسلامية من أن تفيء - بعد العناء الطويل - إلى هذا المنهج الرفيع، وأن تتطلع إلى هذا الأفق الوضيء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة