• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

كشف المنافقين

كشف المنافقين
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 11/12/2023 ميلادي - 28/5/1445 هجري

الزيارات: 4685

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كشف المنافقين

﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 9]


من قدر الله أن نشهد في هذه الأيام تلك المعركة الشرسة على أرض غزة في فلسطين: أحداثها، ومجرياتها: الفاعلين فيها: أقوالًا، وأفعالًا، وانفعالات، ومشاعر، وتعليقات، ومشاركات إعلامية،....

 

هذه العملية التي تجرى في غزة هي حرب بكل معنى الكلمة بين الإسلام والكفر، وقد كشفت لنا المنافقين والمرجفين في الأرض، وأوضحت لنا الحق من الباطل.

 

فلنذهب إلى القرآن الكريم بنية صادقة، نتلمس بعضَ خصائص المنافقين كما وصفهم الله في سورة البقرة، فلابد لمن يريد أن يجد الهدى في القرآن أن يجيء إليه بقلبٍ سليم، بقلب خالص، بقلب يخشى ويتَّقي، ويحذر أن يكون على ضلالة، أو أن تستهويه ضلالة... وعندئذ يتفتح القرآن عن أسراره وأنواره، ويسكبها في هذا القلب الذي جاء إليه متقيًّا، خائفًا، مهيأ للتلقي.

 

هذه التقوى... حساسية في الضمير، وشفافية في الشعور، وخشية مستمرة، وحذر دائم.

 

فالمنافقون نموذجٌ مكرورٌ في أجيال البشرية جميعًا، نجد هذا النوع من المنافقين من علية الناس الذين لا يجدون في أنفسهم الشجاعة ليواجهوا الحق بالإيمان الصريح، أو يجدون في نفوسهم الجرأة ليواجهوا الحق بالإنكار الصريح. وهم في الوقت ذاته يتخذون لأنفسهم مكانَ المترفع على جماهير الناس، وعلى تصورهم للأمور. ولم ينسوا بعد ترفعهم على جماهير الناس، وتسمية هذه الجماهير بالسفهاء على طريقة العلية المتكبرين!

 

قال تعالى: ﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 9].

 

فهم يظنون في أنفسهم الذكاء والدهاء والقدرة على خداع هؤلاء البسطاء؛ ولكن القرآن يصف حقيقة فعلتهم، فهم لا يخادعون المؤمنين، إنما يخادعون الله... فمعركتهم ليست مع المؤمنين وحدهم إنما هي مع الله القوي الجبار القهار. وأنهم إنما يحاربون الله حين يحاربون أولياءه، وإنما يتصدون لنقمة الله حين يحاولون هذه المحاولة اللئيمة.

 

وقد فضحت حرب غزة هؤلاء بجلاء، وانكشف أمرهم من موقفهم وتخاذلهم، وتصريحاتهم، والتسجيلات التي سجلت لهم وتم نشرها.

 

وهذه الحقيقة من جانبيها جديرة بأن يتدبرها المؤمنون ليطمئنوا ويثبتوا ويمضوا في طريقهم لا يبالون كيد الكائدين، ولا خداع الخادعين، ولا أذى الشريرين. ويتدبرها أعداء المؤمنين فيفزعون ويرتاعون ويعرفون من الذي يحاربونه ويتصدون لنقمته حين يتصدون للمؤمنين.. ظانين في أنفسهم الذكاء والدهاء... ﴿ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 9].

 

إنهم من الغفلة بحيث لا يخدعون إلا أنفسهم، والله خادعهم، والمؤمنون في كنف الله فهو حافظهم من هذا الخداع اللئيم. أما أولئك الأغفال فهم يخدعون أنفسهم ويغشونها حين يظنون أنهم أربحوها وأكسبوها بهذا النفاق، والحقيقة أنهم إنما يوردونها موارد التهلكة بالكفر الذي يضمرونه، والنفاق الذي يظهرونه، وينتهون بها إلى شر مصير!

 

ومن صفات هؤلاء المنافقين كذلك التطاول والتعالي على عامة الناس، ليكسبوا لأنفسهم مقامًا زائفًا في أعين الناس. إنهم لا يقفون عند حد الكذب والخداع، والسفه والادعاء، إنما يضيفون إليها الضعف واللؤم والتآمر في الظلام، ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾ [البقرة: 14].

 

وبعض الناس يحسب اللؤم قوة، والمكر السيءَ براعةً، وهو في حقيقته ضعف وخسة، فالقوي ليس لئيمًا ولا خبيثًا، ولا مخادعًا ولا متآمرًا ولا غمازًا في الخفاء لمازًا.

 

وهؤلاء المنافقون الذين كانوا يجبنون عن المواجهة، ويتظاهرون بالإيمان عند لقاء المؤمنين، ليتقوا الأذى، وليتخذوا هذا الستار وسيلة للأذى... هؤلاء كانوا إذا خلوا إلى شياطينهم - وهم غالبًا - اليهود الذين كانوا يجدون في هؤلاء المنافقين أداة لتمزيق الصف الإسلامي وتفتيته، كما أن هؤلاء كانوا يجدون في اليهود سندًا وملاذًا... هؤلاء المنافقون كانوا ﴿ إِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾؛ أي: بالمؤمنين - بما نظهره من الإيمان والتصديق!

 

صدق الله، إذ حدثنا بهذا منذ قرون، وشاهدناه الآن وسمعناه بعد هذه القرون.. كشفته لنا أحداث غزة.

 

والله يرد عليهم في كل وقت وحين: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 16].

 

فلقد كانوا يملكون الهدى لو أرادوا، كان الهدى مبذولًا لهم لو أرادوا، ولكنهم اشتروا الضلالة بالهدى، ﴿ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾.

 

أحيانًا يجف القلم عن الكتابة من هول الصدمة والكارثة، فإن ما يتعرض له المسلمون في غزة الأبية من حرب إبادة على أيدي الكيان الصهيوني المجرم تعدى الكارثة بمراحل، فهو اختبار وابتلاء شديد من الله عزَّ وجل لأهلنا هناك، ولكنَّ عزاءنا أن الرجال بحق قد سطروا بصمودهم دروسًا ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ.

 

هذه الحرب كشفت لنا المنافقين والمرجفين في الأرض، وأوضحت لنا ما عليه هؤلاء الأدعياء الذين يساوون بين الجلاد والضحية، لا أعلم ما حجة هؤلاء بين يدي الله تعالى يوم القيامة، ولماذا الصمت إلى الآن؟! وإلى متى هذه المواقف الخجولة؟!

 

نحن الآن أمام فسطاطين؛ فسطاط اليهود المعتدين يدعمونهم ويواسونهم ويبررون جرائمهم، وفسطاط المسلمين المظلومين الذين تراق دماءهم وتهدم بيوتهم وتنتهك أعراضهم.

 

إن النصر لا محالة قادم على أيدي لا تعرف غير الوضوء ولا تمسك بيدها غير المصحف الشريف،... نعم،

 

إن ما يجرى في غزة نصرٌ عند أهل الإيمان.. وقد يخرج المرجفون من كل نواحي الأرض - وهذا لا غرابة فيه – يقول أحدهم: أين هذا النصر مع الهدم والتقتيل والتحريق والتشريد؟

 

إن الحرب على المسلمين في غزة فضحت الإعلام الموجه من قبل هؤلاء، والذي يشبه صور أسلافهم الأولين من المنافقين يوم الخندق، عندما بلغت القلوب الحناجر، فقالوا: (كان محمدٌ يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسِه أن يذهب إلى الغائط). هكذا ظهرت الفئة المنافقة التي باعت دينها بعرض من الدنيا قليل.

 

واليوم يكررون نفس المشهد، يقولون: لا طاقة لنا بقوة اليهود وأمريكا، ونخشى أن تصيبنا دائرة… لكن كشفتكم غزة…





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة