• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله

يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 1/11/2023 ميلادي - 17/4/1445 هجري

الزيارات: 30470

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾


إن من الأهمية بمكان أن يرتبط قلب المسلم بعقيدته الإسلامية، ويتكيف على ضوئها شعوره وتصوره للحياة والقيم؛ ويتطلع إلى الله والدار الآخرة؛ وينظر حوله على العجائب والأسرار، وخلفه وأمامه على الحوادث والمصائر، ويدرك موقفه هو وموقف أمته في ذلك الخضم الهائل؛ ويعرف قيمته هو وقيمة عقيدته في حساب الناس وحساب الله، فيؤدي حينئذ دوره على بصيرة، وينهض بتكاليفه في ثقة وطمأنينة واهتمام.

 

ولكن للأسف عندما ترتبط هذه المشاعر والقيم بأعراض الدنيا من قوميات وطوائف وفرق وضلالات أفراد وشعوب وقبائل وأهواء نفوس، هنا تختل العقيدة، ومن ثم تختل منظومة الحياة ويسود الفساد في الأرض.

 

كلنا الآن نعيش أجواء حرب طاغية من كل دول أعداء الله بقيادة اليهود الصهاينة وأعوانهم على المسلمين بقطاع غزة، ولا ناصر لهؤلاء المستضعفين إلا الله، بل قد نرى من يؤيد هذا العدوان من المسلمين في العلن، ومنهم في الخفاء، ومنهم من يفرح لوقوع هذا العدوان على أهل غزة وينادي بعدم مساعدتهم، بل وحتى الدعاء لهم بالنصر والتمكين.

 

وهذا كله واضحٌ للعيان على وسائل النشر والإعلام، وقد لمست هذا بنفسي في أحد الصلوات، إذ قام أحد الدعاة في الصلاة بالدعاء لأهل غزة، وذكر أنه تم منعه من الدعاء في أحد المساجد الأخرى من قبل البعض، وذكر أن هؤلاء ليس لديه الفهم لدينهم كما ذكر لي أحد الشباب على النت من نيجريا أنه يتألم من مثل هذا الأمر أيضا في نيجيريا، إذ أن هناك من يعتبرون أهل غزة روافض.

هنا نتذكر سورة الروم وكيف أن الله عز وجل يذكر المؤمنين بأن فرح المؤمن يكون لنصرة دين الله وليس لقوميات ولا لطوائف ولا لجماعات وفرق. هذا الفهم لعقيدة المسلم . فقد نزلت الآيات الأولى من هذه السورة حين تغلبت فارس على الروم فيما كانت تضع يدها من جزيرة العرب . وكان ذلك في إبان احتدام الجدل حول العقيدة بين المسلمين السابقين إلى الإسلام في مكة قبل الهجرة والمشركين . . ولما كان الروم في ذلك الوقت أهل كتاب دينهم النصرانية ، وكان الفرس غير موحدين ديانتهم المجوسية ، فقد وجد المشركون من أهل مكة في الحادث فرصة لاستعلاء عقيدة الشرك على عقيدة التوحيد ، وفألا بانتصار ملة الكفر على ملة الإيمان.

ومن ثم نزلت الآيات الأولى من هذه السورة تبشر بغلبة أهل الكتاب من الروم في بضع سنين غلبة يفرحلها المؤمنون، الذين يودون انتصار ملة الإيمان من كل دين.

ولكن القرآن لم يقف بالمسلمين وخصومهم عند هذا الوعد، ولا في حدود ذلك الحادث. إنما كانت هذه مناسبة لتكوين العقيدة الصحيحة التي يجب أن يتربى عليها كل مسلم.

فقد انطلق بهم القرآن الكريم في هذه السورة إلى آفاق أبعد وآماد أوسع من ذلك الحادث المؤقوت. وليصلهم بالكون كله، وليربط بين سنة الله في نصر العقيدة السماوية والحق الكبير الذي قامت عليه السماوات والأرض وما بينهما. وتخرجهم من تلك العزلة الضيقة. عزلة المكان والزمان والحادث. إلى فسحة الكون كله: ماضيه وحاضره ومستقبله، وإلى نواميس الكون وسننه وروابطه.

ومن ثم يرتفع تصورهم لحقيقة الارتباطات وحقيقة العلاقات في هذا الكون الكبير. ويشعرون بضخامة النواميس التي تحكم هذا الكون، وتحكم فطرة البشر؛ ودقة السنن التي تصرف حياة الناس وأحداث الحياة، وتحدد مواضع النصر ومواضع الهزيمة؛ وعدالة الموازين التي تقدر بها أعمال الخلق، ويقوم بها نشاطهم في هذه الأرض، ويلقون على أساسها الجزاء في الدنيا والآخرة.

وفي ظل ذلك التصور المرتفع الواسع الشامل تتكشف عالمية هذه الدعوة وارتباطها بأوضاع العالم كله من حولها، وكذلك يرتبط قلب المسلم بتلك الآفاق والآماد ؛ ويتكيف على ضوئها شعوره وتصوره للحياة والقيم ؛ ويتطلع إلى السماء والآخرة.

كما تكشف لنا سورة الروم عما في طبيعة الناس من تقلب لا يصلح أن تقام عليه الحياة . ما لم يرتبطوا بمعيار ثابت لا يدور مع الأهواء ، عقيدة المسلم الحق.

فالسورة في مجملها تربي المسلم على عقيدة التوحيد فهي تكشف عن الارتباطات الوثيقة بين أحوال الناس ، وأحداث الحياة ، وماضي البشرية وحاضرها ومستقبلها ، وسنن الكون ونواميس الوجود . وفي ضوء هذه الارتباطات يبدو أن كل حركة ، وكل حادث وكل حالة ، وكل نشأة وكل عاقبة ، وكل نصر وكل هزيمة . . كلها مرتبطة برباط وثيق ، محكومة بقانون دقيق . وأن مرد الأمر فيها كله لله.

﴿ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ (الروم: 4، 5).

وهذه هي الحقيقة التي يؤكدها القرآن كله، بوصفها الحقيقة الموجهة في هذه العقيدة. الحقيقة التي تنشأ عنها جميع التصورات والمشاعر والقيم والتقديرات، والتي بدونها لا يستقيم تصور ولا تقدير.

 

فهل لنا كمسلمين أن نربي أبناءنا على هذه العقيدة التي لا تخضع لأهواء البشر مهما كان وضعهم وشهرتهم ومكانتهم، ويكون حبنا لنصرة أهلنا في غزة نابعة من تلك العقيدة كما جاءت في سورة الروم.

 

كما أناشد دعاة الإسلام أن تكون هذه عقيدتهم هم أنفسهم قبل أن يدعوا غيرهم لأنهم سيسألون أمام رب الأرباب في يوم لا تنفعهم مكانتهم ولا شهرتهم ولا عدد أتباعهم.

 

هنا يأت نصر الله لنا كمسلمين عندما نكون على العقيدة التي يرضاها ربنا، سواء رضي بها غيرنا أو لم يرض.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة