• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

إلى الدعاة وعلماء الإسلام {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، {فبما رحمة من الله لنت لهم}

إلى الدعاة وعلماء الإسلام {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا}، {فبما رحمة من الله لنت لهم}
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 8/6/2023 ميلادي - 19/11/1444 هجري

الزيارات: 6497

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إلى الدعاة وعلماء الإسلام

﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾ [آل عمران: 159]

 

أيها الدعاة إلى الله، أيها العلماء الأجلاء علماء الإسلام، ألا تشعرون معي وتتألمون لما عليه أمتنا من تفتت وتمزق؛ بل وصراعات يقودها أعداء الله من اليهود، ووقود هذه الحروب شباب المسلمين الذين ينقادون بحماستهم دون رويَّة، ونتيجة ذلك مزيد من الحروب وتمزُّق بلاد المسلمين، وضياع صغارها وكبارها وذلهم في الحياة؛ بل وضياع خيرات بلاد المسلمين.


إن هذا الوضع نفسه كان سببًا في نزول الآيات الكريمة من ربكم يدعوكم ربكم بقوله: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].


أيها الدعاة إلى الله، أيها العلماء الأجِلَّاء علماء الإسلام، إنه نفس ما ذكرته كتب السيرة أن هذه الآية نزلت في شأن الأوس والخزرج، وذلك أن رجلًا من اليهود مَرَّ بملأ من الأوس والخزرج، فساءه ما هم عليه من الاتفاق والأُلْفة، فبعث رجلًا معه، وأمره أن يجلس بينهم، ويذكر لهم ما كان من حروبهم يوم " بعاث!"وتلك الحروب، ففعل، فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوس القوم، وغضب بعضهم على بعض، وتثاوروا، ونادوا بشعارهم، وطلبوا أسلحتهم، وتوعدوا إلى" الحرة"، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلمفأتاهم، فجعل يسكنهم، ويقول:"أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم"، وتلا عليهم هذه الآية، فندموا على ما كان منهم، واصطلحوا وتعانقوا وألقوا السلاح رضي الله عنهم.


أيها الدعاة إلى الله، أيها العلماء الأجِلَّاء علماء الإسلام، ألا تقتدون بنبيِّكم في توحيد صفوف المسلمين، ولا تكونوا أنتم سببًا في فرقتها بدعوتكم للتعصب لطائفة أو جماعة أو مذهب من المذاهب، وتشعلوا نار الفرقة بين المسلمين بحديثكم فيما تشابه من آيات القرآن ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ [آل عمران: 7]، وتطلقوا مسميات بديلة للإسلام بحجَّة مخالفة أهل البدع والشرك، فتقعوا في نفس البدع والشرك، ولا ترضوا ما رضيه الله لكم ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].


أيها الدعاة إلى الله، أيها العلماء الأجِلَّاء علماء الإسلام، إنه ما يجمع القلوب إلا أخوة في الله، تصغر إلى جانبها الأحقاد التاريخية، والثارات القبلية، والأطماع الشخصية والرايات العنصرية، ويتجمَّع الصف تحت لواء الله الكبير المتعال.


وما كان إلا الإسلام وحده يجمع هذه القلوب المتنافرة، وما كان إلا حبل الله الذي يعتصم به الجميع فيصبحوا بنعمة الله إخوانًا، لا تقولوا إلا ما قاله الله، إنه الإسلام.


﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، هذه الأخوة المعتصمة بحبل الله نعمة يمتنُّ الله بها على المسلمين، وهي نعمة يهبها الله لمن يحبهم من عباده دائمًا.


فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم، وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاوُن على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل نظامهم، وتنقطع روابطهم، ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام.


أيها الدعاة إلى الله، أيها العلماء الأجلاء علماء الإسلام، هكذا يجب أن يكون موضوع دعوتكم.


كما يجب اتِّباع أمر ربكم لرسوله في أسلوب دعوته وطريقه في تحبيب المسلمين في الإسلام.


﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، فهي رحمة الله التي نالته ونالتهم، فجعلته صلى الله عليه وسلم رحيمًا بهم، ليِّنًا معهم، ولو كان فظًّا غليظ القلب ما تألفت حوله القلوب، ولا تجمَّعت حوله المشاعر، فالناس في حاجة إلى كنف رحيم، وإلى رعاية فائقة، وإلى بشاشة سمحة، وإلى ودٍّ يسعهم، وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم، في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء، ويحمل همومهم ولا يعنيهم بهمِّه، ويجدون عنده دائمًا الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء.


أيها الدعاة إلى الله، أيها العلماء الأجِلَّاء علماء الإسلام، هذا هو موضوع دعوتكم، دعوة إلى الإسلام، لا إلى جماعة بمسميات لم يذكرها الله ولا رسوله، وما أكثر هذه المسميات الآن! ولا تزكية لهذه الجماعات، فالله يزكي من يشاء، ووحدة الصف المسلم له الأولوية بعد التوحيد الخالص لله، وأسلوب الدعوة يكون برحمة من الله، لا استعلاء على الناس ولا تزكيه من البشر لأنفسهم ولا لغيرهم.


اللهم اغفر لي ولجميع المسلمين والدعاة وعلماء المسلمين العاملين بهدى الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
مجدى خاطر - مصر 16-01-2024 06:57 AM

شكرا جزيلا لحضرتك معالي الأستاذ الدكتور. وجزاكم الله عنا كل الخير وحفظكم بحفظه وشملكم برعايته.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة