• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

الحب كله

أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 13/2/2017 ميلادي - 16/5/1438 هجري

الزيارات: 11818

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحب كله

 

دخلتُ المحاضرةَ في مادة المناهج، لطلاب الدراسات العليا بكلية التربية، وكان موضوع المحاضرة الأصليُّ "الأساس الاجتماعي لبناء المنهج"؛ أي: طبيعة المجتمع، فجاءتني خاطرةٌ أُمهِّد بها لهذه المحاضرة، فبعد أن ألقيتُ على الطلاب تحيةَ الإسلام، "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، قلت لهم: موضوع المحاضرة اليوم "الحب كله"، فاستغرب الطلاب؛ فهذا عنوان لأغنية مشهورة للمغنية أم كلثوم، فقلت مرة أخرى: "الحب كله حبيته فيك"، فزاد استغرابُ الطلاب، فقلت في الثالثة: "الحب كله حبيته فيك، وزماني كله أنا عشته ليك"، فضحِك بعض الطلاب، وزادت دهشةُ البعض الآخر، واستغربوا أيَّما استغراب؛ فهم لم يعهدوا فيَّ كمحاضر إلا الجدَّ والاحترام والرزانة (حسب تعبيرهم لي في استطلاعات الرأي التي أطبِّقها عليهم في فترات متعددة؛ لأُقيِّم نفسي من خلالهم).

 

ثم انطلقتُ قائلًا: "الحب كله حبيته فيك، وزماني كله أن عشته ليك، يا حبيبي"، فكانت صدمة كبيرة للطلاب، وكاد يُفلِت زمام الانضباط في المحاضرة، فانطلقت قائلًا: "الحب كله حبيته فيك، وزماني كله أنا عشته ليك، يا حبيبي يا ألله"، والدموع تنهمر من عيني، وأنا أقول: نعم حبيبي هو الله، فالذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله، ألم تسمعوا قولَ الله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]؟

فانقلبت الدهشة إلى دهشة أخرى، والاستغراب إلى استغراب آخر، وأحسَّ الطلاب بجدية الأمر، وزاد تطلُّعُهم إلى تفصيل الأمر وبيانه، وتساءلوا: ما عَلاقة هذا بأسس المنهج؟

فقلت لهم: تعالَوا بنا نُحدِّد مكونات المجتمع من حيث العَلاقاتُ التي تربط بين هذه المكونات.

 

وسار الحوار والنقاش بيننا في المحاضرة لتحديد هذه المكونات، إلى أن وصلنا إلى ملخص هذه المكونات في شكل عَلاقات ثنائية؛ لتوضيح العلاقة التي تربط بين هذه الثنائيات:

1- العلاقة بين الحاكم والأمَّة.

2- العلاقة بين الفرد والمجتمع.

3- العلاقة بين الفقراء والأغنياء.

4- العلاقة بين المرأة والرجل.

5- العلاقة بين المسلم وغير المسلم.

6- العلاقة بين الأجناس والشعوب.

إنها علاقة الحبِّ الذي ينبع من حبِّ الله، فهو حب عبادة لله.

 

والشكل التالي يمثِّل هذه الثنائيات

يُوضِّح منظومة نسيج الأمة في علاقاتها الاجتماعية (علاقة الحب الكلي)

الشكل

يُوضِّح منظومة نسيج الأمة في علاقاتها الاجتماعية

(علاقة الحب الكلي)


ومِن ثم توصَّلنا إلى أن الرابط الجامع بين هذه الثنائيات هو الحب النابع من الحب الكليِّ لله تعالى، الذي هو النبع الصافي الذي ينبع منه كلُّ حب؛ فقد أرسل الله النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين؛ ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، كما أرسله للناس كافةً؛ فقد قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ﴾ [سبأ: 28]؛ لذلك يجب علينا تربيةُ أبناء الأمة على أن الحب كلَّه، والزمان كلَّه لله رب العالَمين، ومِن هنا كانت بداية المحاضرة.

 

الأساس الرابع لبناء المنهج

طبيعة المجتمع

إن غاية التربية هي إعداد الفرد الإعدادَ الشامل المتكامل، الذي يكفل له التفاعلَ والتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه، بما يُحقِّق خلافة الإنسان للهِ في الأرض على مراد الله، فيعمرها بما يحقِّق له السعادة في الدارين الدنيا والآخرة، وهذا لن يتأتَّى إلا إذا كان هناك تعاونٌ بين الإنسان وأخيه الإنسان الذي يؤمن بالله ويعمل لله، وهذا التعاونُ هو الذي يشكِّل في مجموعه نسيج الأمة.

 

فالفرد هو جزء من نسيج الأمة، وبقاؤه من بقائها، والتربية تعمل على تحقيق التوازن بين أهداف الفرد وأهداف الأمة؛ من أجل تشكيل هذا النسيج وتقويته؛ ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 103 - 105].

 

فلو تأمَّلنا هذه الآيات الكريمة، لوجدنا أن الله عز وجل يقول: ﴿ أُمَّةٌ ﴾، بما يعني الوحدة، ثم يُحذِّر من الفُرقة والاختلاف؛ مما يؤكِّد ضرورة تشكيل الأمة وتكوينها وتقويتها وترابطها في نسيج واحد، على أن يكون على منهج الله ومراده، فالاعتصامُ بحبل الله هو النجاة للجميع.

 

ولكي يتحقق للأمة تماسكُها وترابطها ووحدتها، وجب تحديد العَلاقات بين عناصر الأمة على اختلاف أنواعها، بحيث يقوم كلُّ عنصر في الأمة بأداء ما عليه من واجبات نحو باقي عناصر الأمة، كما يجب على باقي عناصر الأمة إعطـاؤه حقوقَه، فلكلٍّ حقوقُه وعليه واجباته، فالأمة نسيج اجتماعي موثَّق العُرى، متشابك في عَلاقاته، يؤثِّر كلٌّ في الآخر، فهي منظومة من العناصر بينها هذا النسيج من العلاقات، وكلما كان هذا النسيج قويًّا متينًا، كانت الأمة على نفس الدرجة من القوة والوحدة والمتانة.

 

إن كل هذه العلاقات تشكِّل نسيجَ الأمة في وحدتها وترابطها، فالكل يدور في مدار واحد في إطار هذه الأمة؛ حيث تمتزج كلُّ العناصر في دورانها، عندما يقوم كلُّ فرد بواجبه ويأخذ حقوقه، كما حدَّده الله لنا في رسالته التي بعث بها المصطفى صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.

وسوف يتم توضيح نسيج العلاقات بين هذه العناصر خلال المقالات التالية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
13- حب الله أساس المجتمع: كيف يربط د. فؤاد موسى بين الروحانيات والتربية والعلاقات الاجتماعية؟
السيد علي السيد علي أبو ليله - جمهورية مصر العربية 16-02-2025 08:12 PM

مقالة أ.د/ فؤاد موسى ليست مجرد حديث عن الحب أو التربية، بل هي رؤية فلسفية عميقة تربط بين الروحانيات والواقع الاجتماعي. أ.د/ فؤاد موسى استطاع أن يقدم فكرة "الحب الكلي"  كمنهج حياة، وليس مجرد مفهوم عاطفي. بدايته المبتكرة باستخدام أغنية أم كلثوم لم تكن فقط لجذب الانتباه، بل كانت مدخلًا ذكيًّا لتوصيل فكرة أن الحب الإلهي هو الأساس الذي يجب أن تنطلق منه كل العلاقات الإنسانية.
ما أثار إعجابي هو كيفية تحويل أ.د/ فؤاد موسى لدهشة الطلاب إلى تفكير عميق. هذا الأسلوب يُظهر مهارة تربوية عالية، حيث استخدم المفاجأة كأداة تعليمية فعالة. أ.د/ فؤاد موسى لم يكتفِ بطرح الفكرة، بل جعل الطلاب يشاركون في بناءها من خلال الحوار والنقاش، وهذا ما يجعل الفكرة تترسخ في الأذهان بشكل أعمق.

فكرة أن الحب النابع من حب الله هو الذي يعطي العلاقات الاجتماعية قوتها واستقرارها، فكرة تحتاج إلى تأمل. أ.د/ فؤاد موسى ربط بين الحب الإلهي وكل أنواع العلاقات الاجتماعية، من العلاقة بين الحاكم والمحكوم إلى العلاقة بين الأغنياء والفقراء. هذا الربط يُظهر أن الحب ليس مجرد شعور، بل هو قوة تحرك المجتمع وتُصلحه.

التربية هنا ليست مجرد نقل للمعارف، بل هي عملية بناء قيمي وأخلاقي. أ.د/ فؤاد موسى أشار إلى أن التربية يجب أن تُعِد الفرد ليكون جزءًا فعالًا في نسيج الأمة، وليس مجرد فرد يعيش لنفسه. هذا المفهوم يحتاج إلى تطبيق عملي في مناهجنا التربوية، حيث نفتقد حاليًّا إلى هذا البعد القيمي في التعليم.

استشهاد أ.د/ فؤاد موسى بالآيات القرآنية أعطى الموضوع بعدًا دينيًا وأخلاقيًا، لكنه لم يجعله حكرًا على المسلمين فقط. فكرة أن الحب الكلي هو أساس العلاقات الإنسانية فكرة عالمية، يمكن أن يتفق عليها الجميع، بغض النظر عن ديانتهم أو خلفياتهم الثقافية.

في النهاية، المقالة ليست مجرد كلام نظري، بل هي دعوة للعمل. أ.د/ فؤاد موسى يطرح رؤية لمجتمع مترابط، قائم على الحب والتعاون، ولكن هذه الرؤية تحتاج إلى تطبيق على أرض الواقع. التحدي الحقيقي هو كيف نترجم هذه الأفكار إلى برامج تربوية وسياسات اجتماعية تعزز هذه القيم في مجتمعاتنا.

رأيي الشخصي:
أرى أن الدكتور فؤاد موسى قد قدم رؤية تحتاج إلى أن تُناقش على نطاق أوسع، خاصة في ظل التحديات الاجتماعية والسياسية التي تواجهها مجتمعاتنا اليوم. فكرة أن الحب الكلي يمكن أن يكون أساسًا لبناء المجتمع فكرة جريئة، ولكنها ليست مستحيلة. التربية هي المفتاح، ولكنها تحتاج إلى إرادة سياسية واجتماعية لتطبيقها.

أيضًا، أرى أن هذه الرؤية يمكن أن تكون حلاً لكثير من المشكلات الاجتماعية، مثل التفكك الأسري والصراعات الطبقية. لو استطعنا أن نربي أبناءنا على أن الحب النابع من الإيمان بالله هو أساس التعامل مع الآخرين، سنرى مجتمعًا أكثر تراحمًا وتعاونًا.

في النهاية، المقالة ليست مجرد قراءة، بل هي دعوة للتفكير والعمل. وهي تذكرنا بأن الحب ليس مجرد كلمة نرددها، بل هو أسلوب حياة يجب أن نعيشه.

12- الأساس الاجتماعي لبناء المنهج
هبه عصام أحمد أحمد - مصر 16-02-2025 04:06 PM

ما شاء الله جزاك الله خيرا يا دكتور والله كلام سلس وجميل ودخل القلب قبل العقل.

11- شكر
ندا ناجي السيد - مصر 02-10-2022 08:47 PM

جزاك الله كل خير يا دكتور
فعلا من أجمل المقالات التي قرأتها..

10- شكر وتقدير
آية محمد فريد - مصر 30-09-2022 05:27 AM

بارك الله لك يا دكتور وجزاك عنا خير الجزاء

9- بوركت
منى عبدالعليم - مصر 29-09-2022 05:44 PM

جزاك الله خيرا

8- بوركت
منى عبدالعليم 29-09-2022 05:39 PM

جزاك الله خيرا

7- شكر
نورهان عادل - مصر 29-09-2022 08:49 AM

جزاك الله كل خير يا دكتور ربنا يبارك في حضرتك

6- مقال شيق
مسعد عباس محمد - مصر 28-09-2022 06:41 PM

حوار شيق وممتع استمتعت به حرفيا يا دكتور جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

5- رسالة شكر وتقدير
فوزيه عبد الحميد 28-09-2022 06:26 PM

جزاك الله خير وزادكم الله علماً ، إن العلماء ورثة الأنبياء فلك منا جميع التقدير والاحترام

4- محاضرة قيمة
د محمد عيسى 11-06-2022 06:45 PM

فتح الله عليكم وزادكم الله علمًا وفهمًا وبارك عمركم أستاذنا العزيز

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة