• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

التربية الجنسية ضرورة شرعية وحاجة تعليمية

أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 31/8/2016 ميلادي - 27/11/1437 هجري

الزيارات: 10566

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التربية الجنسية ضرورة شرعية وحاجة تعليمية

 

قد نُدرك أهمية التربية الجنسية عندما نُشاهد المشكلاتِ الاجتماعيةَ المصاحبة للزواج والطلاق، والانحرافات الجنسية والأمراض المصاحِبة لها، وخاصة ما ظهر منها حديثًا "مرض الإيدز"، وما أدراك ما هذا المرض؟!

 

إن معظم الخلافات الزوجية تَرجع في أساسها إلى جهل كلِّ طرف مِن أطراف الأسرة؛ الزوج والزوجة، بخصائص الطرفِ الآخر التي فطَره الله عليها، وما واجبُه الشرعيُّ تجاه الطرف الآخر، فنَجد أن هذا هو السبب الرئيس والدفين في هذه الخلافات، ولا يَبوح أيٌّ من الطرفين صراحةً بهذا السبب، ثم تَتوالى الخلافات وتتفاقَم، وتدورُ رحى الخلافات في حلقة مُفرغة لا نَعرِف لها نهاية، ويكون أثرها مُدمِّرًا للأسرة ومِن ثمَّ المجتمع.

 

وتزداد الحاجة الماسَّة إلى التربية الجنسية في هذا الوقت خاصة؛ لما نراه الآن في وسائل الاتصال الحديثة ووسائل الإعلام التي تصل إلى كل بيت، وما فيها من إغراءات جنسية، ونشر الفساد والفحشاء الجنسي دون رقيب من أحد، ناهيك عن دُور النشر الرخيصة التي تقذف إلى السوق السوداء بفيض من المطبوعات المثيرة، والمنشورات الخاطئة، والمعلومات المضلِّلة، كما أن هناك سوقَ الإشاعات والأحاديث الهامسة، والخرافات الشائعة، والمبالَغات الطائشة، فإنها تجري في تيارات خفيَّة خطيرة لا يعلم مدى خطورتها إلا الذي تُتاح له الفرصة لسماع مشاكل الناس وهموم الشباب، والاطِّلاع على أمراضهم وانحرافاتهم.

 

إن إحاطة الجنس بالكثير من التكتُّم والتزمُّت والقيود والخرافات والإشاعات، وجعْلَ الحديث عنه أمرًا (مستنكرًا) أو (مُشكلًا)، أعطى مثلَ هذه الوسائل المغرضة والإشاعات والأمراض الفرصةَ للانتشار؛ لذلك كانت التربية الجنسية حاجة ماسَّة وضرورة تعليمية.

 

إن هناك جهاتٍ عالميةً ومحلية تعمل ليلَ نهارَ على نشْر هذا الفساد في المجتمعات الإسلامية، وتُخصِّص لها الإمكاناتِ الماليةَ والعلمية والبشرية، ويتمُّ إنشاء مؤسسات تعمل في هذا الإطار تحت أسماء رنَّانة خادعة للكثير، وما كَيدُ بني صهيون والمُتصهينين وأعوانهم بقليلٍ، وللأسف لا يُقابَل هذا بما يُناسبه من فكر وعلم وإمكانيات ومسؤوليات من الجميع، رغم خطورة ذلك على الأفراد والأُسَر والأمة الإسلامية.

 

المقصود بالتربية الجنسية:

يُقصد بالتربية الجنسية تعليم الفرد تدريجيًّا الخصائصَ الفطريَّة التي تخصُّ كلَّ جنس من الجنسين في مراحل النموِّ المختلفة، وكيفيَّة التعامل مع هذه الخصائص، والدَّور المنوط بكل جنس في الحياة بما وهَبه الله من خصائصَ فطريةٍ، وآداب التعامل بين الجنسين وَفْق هدى الله، حتى إذا شبَّ الولد وترعرع، عرَف ما يحلُّ أو ما يحرُم، وأصبَحَ السلوك الإسلامي المتميز خُلقًا له وعادة، بلا كبت ولا انحلال.

 

إن التربية الجنسية هي إحدى جوانب التربية في الإسلام منذ مجيء الإسلام، وإن كان هذا الجانب في التربية أصبح على عهد قريب من فروع التربية المعترف بها في كل بلاد العالم الآن، مع الفارق في الهدف منه في الإسلام وفي غيره من المناهج الأخرى.

 

فلقد فرَّقت فطرة الله بين الرجل والمرأة في كثير من الخصائص؛ لذلك كانت هناك حاجةٌ ماسَّة لمعرفة هذه الخصائص وكيفية التعامل معها، وتتَّضح هذه الفروق والتعامل معها منذ اللحظة الأولى لقدوم الطفل إلى الحياة، وهذا يتَّضح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بَولُ الغلام يُنضَح عليه، وبول الجارية يُغسل))؛ ابن ماجه.

 

لقد تناول القرآن الكريم والأحاديث الشريفة التربيةَ الجنسية بأسلوب الوسطية؛ حيث تمَّ تناولُها بما يناسب حاجات الإنسان فيها، ويضَع لها ضوابطها، دون كبْت أو استقذار لها، فهي حاجاتٌ أصيلة في النفس الإنسانية، لها دورها في الحياة، بل وتمَّ الوصول بها إلى درجة التسامي لتكون عبادةً؛ حيث قال رسول الله صلى الله علية وسلم: ((وفي بُضع أحدكم صدقةٌ))؛ مسلم، وقال: ((ما مِن مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغضُّ بصره، إلا أحدَثَ الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه))؛ مسند أحمد، وهذا يبيِّن لنا واقعية الإسلام في معالجة التربية الجنسية بأسلوب يناسب الفِطرة، ولا يُفسدها بالكبت أو الإثارة.

 

من هنا يجب أن تشمل مناهجُنا التعليمية هذا النوعَ من التربية بما يُناسب المراحل العمرية المختلفة، كما يجب تعليم الآباء والأمهات كيفية التعامل مع الأبناء في هذا الجانب.

 

لذلك يجب أن تتناول التربية الجنسية في المناهج التعليمية ما يلي:

1- الخصائص الفطرية لكل جنس في النواحي المختلفة: الفسيولوجية والنفسية والانفعالية والاجتماعية، والأحكام الخاصة بها في كل مرحلة عمرية، خاصة مرحلة المراهَقة والبلوغ.

 

2- الأدوار الاجتماعية لكلِّ جنس بما يتناسب مع فطرته التي فطَرَه الله عليها دون مُزايَدة أو إجحاف لجنس على جنس.

 

3- آداب التعامل بين الجنسين؛ وتشمل: آداب النظر، وآداب الاستئذان، وآداب الزواج، والتفاعل الزوجي.

 

4- وسائل الإفساد وأثرها السيِّئ على الجنسينِ وكيفية تجنُّبها؛ مثل: السينما والمسرح، ووسائل الاتصال المختلفة كالإنترنت، والقنوات الفضائية، والمجلات الماجنة، وأزياء النِّساء الفاضحة، والمظاهر الخليعة، والصُّحبة السيئة، واختلاط الجنسين.

 

5- الانحرافات الجنسية وعواقبها السيئة في الدنيا والآخرة، والأمراض المصاحِبة لها ومَخاطرها؛ مثل: الإيدز، والزهري، والسيلان.

 

على أن نُراعي في تقديم ذلك ما يُناسب كلَّ مرحلة عمريَّة، وبالأسلوب الذي يُناسب إدراك المتعلِّم في هذه المرحلة، مع الأخذ بالقاعدة العامة القائلة بأن الوقاية خيرٌ من العلاج، فيجب أن يتمَّ تعليم الحقائق والأحكام الشرعية المتعلِّقة بالنواحي الجنسية للمرحلة العمرية قبيل وصول المتعلِّم إليها.

 

كما يجب استخدام أسلوب المصارَحة والوضوح في تعليم قضايا الجنس؛ مثل أحكام البلوغ، وإرهاصات البلوغ، حتى إذا ظهرت على المتعلِّم عرَف ما وجب عليه فعلُه وما وجب عليه تركُه؛ أي: عرَف الحلال والحرام في ذلك، كما يتمُّ تعليم القضايا المتعلِّقة بالزواج والعلاقات الزوجية قبل القدوم على الزواج.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- شكر وعرفان وتقدير
أحمد عبد العليم محمد - مصر 09-04-2018 03:02 AM

هذا الموضوع مهم للغايه فالتربيه ليست في الكتب فقط ولكن في المعالمة مع الناس بعضها البعض الدين المعاملة ولابد من توعية الأبناء .. وكل الشكر والتقدير للأستاذ الدكتور فؤاد موسى على مجهوده في هذا الموضوع

1- الموضوع والأسلوب
عماد الدين عبد العظيم فوده - مصر 17-09-2016 07:19 PM

من ناحية الموضوع فهو من الموضوعات الضرورية التي لابد من الاهتمام بها وخاصة في هذا العصر الذي نعيش فيه وما يحيط بِنَا من وسائل تواصل جعلت الكون قرية واحدة فلا بد من تحصين الأبناء لمواجهة كل ما يبث من أشياء قد تخالف ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وقد أوصى الدكتور بمعالجة هذا الموضوع من جانب المناهج التعليمية والأسرة .
أما من ناحية الأسلوب فهو أسلوب علمي سهل سلس واضح

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة