• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

المنهج القرآني طب القلوب

المنهج القرآني طب القلوب
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 19/5/2025 ميلادي - 21/11/1446 هجري

الزيارات: 237

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المنهج القرآني طب النفوس


﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [الأعراف: 100].


لقد جاءت هذه الآية الكريمة في القرآن الكريم موجهة ومرشدة لعلاج أطوار النفوس والقلوب المتقلبة، وأطوار الأمم والجماعات المتنوعة، لواقع تعيشه البشرية على مدار الأعوام والقرون، وفي بقاع الأرض المختلفة، واقع الفساد الذي ينتاب النفوس عندما يمكنها الله من نعمه في الأرض.

 

إن المتأمل في واقع غالبية البلدان والمؤسسات والممتلكات التي يتولى الإنسان مسؤلية إدارتها أو امتلاكها - وهذا لا يقع إلا بإرادة الله- يجد أن الإنسان يغتر بتوليه هذه النعمة، ويقع في نفسه أنه صاحب الفضل في هذا الموقع أو التملك، وأنه أفضل من غيره لهذه المهمة، فيمارس كل أسباب التسلط على الآخرين، وأساليب النهب لأقصى درجة قبل فوات زمنه في هذا الموقع، أو نهاية تملكه؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205].

 

وإذا صار- هذا النوع من الناس- واليا على قوم اجتذبهم إليه ببريق قوله، وبمعسول لفظه، وبأيمانه الفاجرة، ومجادلته الباطلة، حتى إذا ما التف الناس حوله سعى بينهم بالفساد، وعمل على تقاطعهم وتباغضهم، وحكم فيهم بالباطل، ظنًّا منه أن هذا الخلق وذلك السلوك سيجعلهم دائما طوع إرادته. وهذا الواقع نجده الآن يتكرر في غالبية المؤسسات والهيئات العامة، والكل يتحدث به كواقع في أرجاء البلاد. ولا يتعظ هؤلاء بما وقع لسابقيهم من الهلاك والخاتمة السيئة.

 

وللأسف إننا نجد نهاية هؤلاء مؤلمة، فلن تنفعهم الأموال التي نهبوها، ولا الجاه المزعوم الذي أحاطوا أنفسهم به بين الحاشية التي كونوها، تلك الحاشية التي كانت تدين لهم بالولاء والتطبيل والسير خلفهم تشيد بهم، بل تنسب إليهم الفضل والنعيم مشركين بالله – مالك الملك، ومدبر الأمر- فجعلوهم آلهتهم.

 

قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الأعراف: 190].

 

هؤلاء لم يجدوا من يرعاهم في فراش المرض ولا ينظفهم من فضلاتهم، حتى أقرب الناس إليهم من الأولاد والزوجات، الكل تبرأ منهم، ﴿ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الممتحنة: 3].

 

لذلك جاءت هذ الآية للتنبيه لعواقب مثل هذه الحالات، قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [الأعراف: 100].

 

فالله - سبحانه- يبين أن من الواجب على الأحياء الذين يرثون الأرض من أهلها الذاهبين المهلكين، الذين أهلكتهم ذنوبهم، وجنت عليهم غفلتهم، وعوقبوا على استهتارهم وغرورهم، فمن الواجب على هؤلاء الأحياء أن يعتبروا ويتعظوا ويحسنوا القول والعمل طلبًا للنجاة من العقوبات.

 

إن سنة الله لا تتخلف؛ ومشيئة الله لا تتوقف، فما الذي يؤمنهم أن يأخذهم الله بذنوبهم كما أخذ من قبلهم؟ وأن يطبع على قلوبهم فلا يهتدوا بعد ذلك، بل لا يستمعوا إلى دلائل الهدى، ثم ينالهم جزاء الضلال في الدنيا والآخرة.. ألا إن مصارع الخالين قبلهم، ووراثتهم لهم، وسنة الله الجارية.. كل أولئك كان نذيرًا لهم أن يتقوا ويحذروا؛ وأن يطرحوا عنهم الأمن الكاذب، والاستهتار السادر، والغفلة المردية، وأن يعتبروا بما كان في الذين خلوا من قبلهم، عسى ألا يكون فيهم.. لو كانوا يسمعون!

 

وما يريد الله للناس بهذا التحذير في القرآن أن يعيشوا مفزعين قلقين؛ يرتجفون من الهلاك والدمار أن يأخذهم في لحظة من ليل أو نهار... فالفزع الدائم من المجهول، والقلق الدائم من المستقبل، وتوقع الدمار في كل لحظة قد يتسبب في شل طاقة البشر وتشتتها؛ وقد ينتهي بهم إلى اليأس من العمل وتنمية الحياة وعمارة الأرض.. إنما يريد الله منهم اليقظة والحساسية والتقوى، ومراقبة النفس، والعظة بتجارب البشر، ورؤية محركات التاريخ الإنساني، وإدامة الاتصال بالله، وعدم الاغترار بسهولة العيش ورخاء الحياة.

 

والله يعد الناس الأمن والطمأنينة والرضوان والفلاح في الدنيا والآخرة، إذا هم أخلصوا العبودية له؛ وإذا هم اتقوه، فتجنبوا كل ما يفسد الحياة ويلوثها. فهو يدعوهم إلى الأمن في جوار الله لا في جوار النعيم المادي المغري، وإلى الثقة بقوة الله لا بقوتهم المادية الزائلة، وإلى الركون إلى ما عند الله لا إلى ما يملكون من عرض الحياة الدنيا.

 

والمنهج القرآني إنما يعالج أطوار النفوس والقلوب المتقلبة، وأطوار الأمم والجماعات المتنوعة، ويطب لكل منها بالطب المناسب في الوقت الملائم، فيعطيها جرعة من الأمن والثقة والطمأنينة إلى جوار الله، حين تخشى قوى الأرض وملابسات الحياة، ويعطيها جرعة من الخوف والحذر والترقب لبأس الله، حين تركن إلى قوى الأرض ومغريات الحياة. وربك أعلم بمن خلق، وهو اللطيف الخبير..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة