• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد

وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 28/8/2023 ميلادي - 11/2/1445 هجري

الزيارات: 5568

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِى ٱلْكِتَٰبِ لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍۢ ﴾ [البقرة: 176]


لقد جاء قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِى ٱلْكِتَٰبِ لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍۢ ﴾ من الآية الكريمة: ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ ۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِى ٱلْكِتَٰبِ لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍۢ ﴾ [البقرة: 176] يصفُ واقعَ كل من اختلف في الكتاب الذي أنزله الله للبشرية في كل عصر وفي كل مكان على الأرض.

 

ما أعظم جريمة كتمان الكتاب الذي أنزله الله للناسِ؛ ليكون شريعة ومنهاجًا.. فمن كتمه أو حرفه أو بدله فقد عطله عن العمل.

 

والله - عزَّ وجلَّ - قد نزل الكتاب بالحق؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾ [البقرة: 176]، فمن فاء إليه فهو على الهدى، وهو في وفاق مع الحق، وفي وفاق مع المهتدين من الخلق، وفي وفاق مع فطرة الكون وناموسه الأصيل، ﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [البقرة: 176].

 

شقاق مع الحق، وشقاق مع ناموس الفطرة، وشقاق فيما بينهم وبين أنفسهم... ولقد كان اليهود والنصارى كذلك، وما يزالون. وتلحق بهم كل أمة تختلف في كتابها. فلا تأخذ به جملة.. بل تمزقه تفاريق؛ وعدُ اللهِ الذي يتحقق على مدار الزمان واختلاف الأقوام، ونحن نرى مصداقه واقعًا في هذا العالم الذي نعيش فيه الآن بين المسلمين، ومن قبل بين اليهود والنصارى.

 

وصدق رسول الله حيث قال: عن أبي سعيد رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْرًا بشبْر، وذراعًا بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قلنا: يا رسول الله؛ اليهودُ والنَّصارى؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: « فَمَن؟! »؛ رواه الشيخان.

 

﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾؛ اختلفوا في الكتاب فآمنوا ببعضه، وكفروا ببعضه، والذين حرفوه وصرفوه على أهوائهم ومراداتهم بعيدًا عن الحق لأنهم قد خالفوا الكتاب الذي جاء بالحق الموجب للاتفاق وعدم التناقض، فمرج أمرهم، وكثر شقاقهم، وترتب على ذلك افتراقهم، بخلاف أهل الكتاب الذين آمنوا به، وحكموه في كل شيء، فإنهم اتفقوا وارتفقوا بالمحبة والاجتماع عليه.

 

وقد تضمنت هذه الآيات، الوعيد للكاتمين لما أنزل الله، المؤثرين عليه، عرض الدنيا بالعذاب والسخط، وأن الله لا يطهرهم بالتوفيق، ولا بالمغفرة، وذكر السبب في ذلك بإيثارهم الضلالة على الهدى، فترتب على ذلك اختيار العذاب على المغفرة، ثم توجع لهم بشدة صبرهم على النار، لعملهم بالأسباب التي يعلمون أنها موصلة إليها، وأن الكتاب مشتمل على الحق الموجب للاتفاق عليه، وعدم الافتراق، وأن كل من خالفه، فهو في غاية البعد عن الحق، والمنازعة والمخاصمة، والله أعلم.

 

والتنديد بكتمان ما أنزل الله من الكتاب كان المقصود به أولًا أهل الكتاب، ولكن مدلول النص العام ينطبق على أهل كل ملة، يكتمون الحق الذي يعلمونه، ويشترون به ثمنًا قليلًا.

 

وللأسف الكبير حال الأمة الإسلامية قد انطبقت عليها نفس هذه الآيات فتفرقت الأمة إلى فرق، واختلفت في كتاب ربها وسنة نبيها، بل وهناك من بدل كلمات الله وأطلق على الإسلام مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، بحجج لا يقبلها عقل لاستعلائهم بكلماتهم على كلام الله، ووضع كلام من يفتون لهم فوق كلام الله بحجة أن علماءهم أعلم ولا يجب مخالفتهم، ولا يقبلون من يعرض عليهم آيات الله بل قد يناله منهم كلمات السوء التي لا تليق حفاظًا على هيبة علمائهم في ظنهم، كما فعلت اليهود والنصارى.

 

فهناك فِرقٌ تدعي فهم الدين، دون غيرهم، وهناك من يحرف في السنة النبوية بحجة تصحيحها، وهناك من يحرفون في كتب العلماء السابقين تحت مسمى تحقيق الكتب، ولست أدري من أعطى هؤلاء الحق في ذلك؟ يضعون أنفسهم في منزلة فوق منزلة الرسل، والله يقول لرسوله: ﴿ قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 50].

 

ومثل هؤلاء وبخهم الله بقوله: ﴿ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴾ [الطور: 37].. ﴿ أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الطور: 41].

 

إن هؤلاء يزكون أنفسهم بجهلهم، ويفتون بأهوائهم وإرضاءً لساداتهم، لقد أفسدوا وأصابوا البشرية جميعها ببغيهم وضلالهم.

 

فهل من عودة إلى التوحيد الخالص لله، والسير على هدى الله، والخشية منه وحده، ليتحقق سلام النفس، وسلام المجتمع، وسلام البشرية بمنهج الله وهداه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة