• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

(إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) الهجرة وتكوين أمة الإسلام

(إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) الهجرة وتكوين أمة الإسلام<br />
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 7/10/2018 ميلادي - 26/1/1440 هجري

الزيارات: 14904

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 73]

الهجرة وتكوين أمة الإسلام

 

مرت مناسبة الهجرة هذه الأيام، ومثل كل عام يتبارى الخطباء والكتاب ووسائل الإعلام، بل الأسواق بهذه المناسبة... وحال الأمة كما نرى في تفكك وضَعف، بل قد نرى الخلافات بينها تزداد، وجميعنا قد يعرف السبب، فالوضع الديني والخلقي والاجتماعي المزري الذي يعيشه العالم اليوم، بل الانهيار الإنساني، والاحتضار المعنوي الذي يعانيه العالم في عصر العولمة، كله تفسير لقوله تعالى: ﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾، ومن ثم كان الضعف والهوان الذي نحن فيه رغم تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم لنا في قوله: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلةُ إلى قصعتها))، فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: ((بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن))، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: ((حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت))؛ (أخره أبو داود، وأحمد).

 

لقد خالفنا منهج الله في مفهوم الهجرة، فكان الضياع: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].


إن الهدف من الهجرة هو إقامة دولة الإسلام الواحدة، فقد كانَ هدفُ النبي صلى الله عليه وسلم من هجرتهِ إلى المدينةِ، إقامة دولة الإسلام هناك؛ حتى تَنْعُمَ بالأمنِ والاستقرار، وتستطيعَ أن تَبْنِي نفسَهَا من الداخلِ، وتَنْطَلِقَ لتحقيقِ منهج الله في الأرض.

 

فتحقيقَ أهدافِ الإسلامِ الكبرى لا يتمُّ إلا بوجودِ جماعة الإسلام المؤمنة، تسير إلى أهدافِها بخُطًى وطيدةٍ متينةٍ: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].


لقد كانت الهجرة نقطة الانطلاق والتأسيس للأمة الإسلامية، وهي عملية الانتقال من مرحلة الدعوة إلى توحيد الله عز وجل، إلى مرحلة بناء وتأسيس الأمة الإسلامية، وإرساء قواعدها؛ لتتمكن من الانطلاق إلى العالم أجمع لنشر الدعوة الإسلامية.

 

وقد حذَّرنا من مخالفة ذلك في قوله: ﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ ﴾ - تحذيرًا شديدًا للمؤمنين عن مخالفة أمره سبحانه.


أى: إلا تفعلوا - أيها المؤمنون - ما أمرتُكم به من التناصر والتواصل، وتولَّي بعضكم بعضًا، ومن قطع العلائق بينكم وبين الكفار، تحصُل فتنة كبيرة في الأرض، ومفسدة شديدة فيها؛ لأنكم إذا لم تصيروا دولة واحدة على الشرك، يضعُف شأنكم، وتذهب ريحُكم، وتُسفَك دماؤكم، ويتطاول أعداؤكم عليكم، وتصيرون عاجزين عن الدفاع عن دينكم وعرضكم.. وبذلك تعم الفتنة، وينتشر الفساد.

 

وقد أشار القرآن الكريم إلى وجوب التمسك بوَحدة المسلمين في كِيان واحد وقلب واحد، وأن تكون ولاية المسلمين لبعضهم البعض، وحذَّرهم من موالاة الكفار.

 

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 72 - 75].

 

فما أحوجَ المسلمينَ اليومَ إلى هجرةٍ نحو الله ورسولِه، بتكوين أمة الإسلام الواحدة التي تتمسكِ بحبل الله المتينِ، وتحكيمِ شرعهِ القويم، واتباعِ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداءِ بسيرته، فإنْ فعلوا ذلك فستكون لهم السيادة في الأرض، ويأخذونَ بأسبابِ النصرِ، وما النصرُ إلا مِن عندِ الله، ومن ثم ينقذون العالم مما هو فيه من ضياع وشرك ومجون.

 

ويسألونكَ: متى هو؟ قل عسى أن يكونَ قريبًا.

اللهم وحِّد الأمة واكشِف الغمة، وخذُ بأيدينا إلى طاعتك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة