• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

محبة الله من وسائل الاتصال بالله وتقوية الروح

محبة الله من وسائل الاتصال بالله وتقوية الروح
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 18/9/2016 ميلادي - 15/12/1437 هجري

الزيارات: 14417

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محبة الله

من وسائل الاتصال بالله وتقوية الروح

 

حب الله شعورٌ ممتع، إذا احتوى قلب الإنسان وعقله، يبدِّل حياتَه، ويبعث داخله الدافعَ والأمل. شعورٌ يحتاجه الإنسان في كل وقت وحين.

 

لكنَّ استمرار هذا الحبِّ يعتمد على تغذيةٍ روحيَّة من المحبوب، فإذا بادلنا المحبوب نفس الشعور، كان هذا الحبُّ أجملَ ما في حياتنا.

 

فإذا وصلت روحك بالله، شعرت بهذه المحبة، وتلذذت بها، ولا تشعر بغيرها حتى ولو ماجت الأرضُ ومَن عليها؛ ألم تقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يُظلُّهم الله بظِلِّه يوم لا ظل إلا ظلُّه: ((رجل ذكَرَ الله خاليًا ففاضتْ عيناه))؟

ومحبة الله ورسوله أعلى وأغلى محبةٍ، بل لا يعدلها منزلةٌ على الإطلاق.

 

يقول ابن القيم رحمه الله وهو يتحدث عن منزلة المحبة: "وهي المنزلة التي فيها تنافَسَ المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عَلَمِها شمَّر السابقون، وعليها تفانى المحبُّون، وبرَوْحِ نسيمها تروَّح العابدون؛ فهي قُوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي مَن حُرِمَها فهو من جملة الأموات، والنورُ الذي من فقَدَه فهو في بحار الظلمات، والشفاءُ الذي من عدِمه حلَّت بقلبه جميعُ الأسقام، واللذةُ التي من لم يظفر بها فعيشُه كلُّه هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه، تَحْمِلُ أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشِقِّ الأنفُسِ بالغيها، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدًا واصليها، وتبوِّئُهم من مقاعد الصدق مقاماتٍ لم يكونوا لولاها داخليها، وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائمًا إلى الحبيب، وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب، تالله لقد ذهب أهلُها بشرف الدنيا والآخرة؛ إذ لهم من معية محبوبهم أوفرُ نصيبٍ، وقد قضى الله يوم قدَّر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحَبَّ، فيا لها من نعمة على المحبين سابغة!"؛ (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين).

 

إذا غُرست شجرة المحبة في القلب، وسُقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب، أثمرتْ أنواعَ الثمار، وآتت أُكُلَها كل حين بإذن ربها، أصلُها ثابت في قرار القلب، وفرعُها متصل بسدرة المنتهى.

 

لا يزال سعي المحب صاعدًا إلى حبيبه لا يحجُبُه دونه شيء ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].

إن المحبة شجرة طيِّبة؛ أصلُها ثابت، وفرعُها في السماء، وثمارُها تظهر في القلب واللسانِ والجوارح، وقد وصف الله تعالى المحبين بالعديد من الأوصاف، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54].

 

وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [آل عمران: 31].

وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].

 

وقال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165].

تقرَّبْ إلى الله يُحبَّك الله، ومن فاز بمحبة الله فقد سعد في الدنيا والآخرة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ، نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ))؛ [البخاري عن أبي هريرة].


أجمل ما في حب الله:

1- أننا نستطيع أن نحبه بكل طاقتنا، وأن نتقرَّب إليه ليلَ نهارَ؛ فهو لن يَمَلَّ منا ومِن حبِّنا.

 

2- أننا نستطيع أن نكشف لله ضعفَنا (وهو أعلم به)، وأن نطلب منه الملجأ والسند في كل وقت، ولن يتخلى عنا.

 

3- أننا نجده معنا في كل مكان وفي كل وقت، وهو يعرف سِرَّنا وجهرنا، وقتما أردنا أن نناجيَه نجده هو السميع البصير، نناجيه بالساعات وهو يسمعنا، ولو كنا بين الناس وعلتْ أصواتهم، فصوتُ قلبنا عند الله أعلى منهم.

 

4- أننا لا نحتاج أن ننقُلَ له ما نفعله لنُثبِتَ له أننا نحبه، فإذا ذكَرْناه في نفسنا أو في جمعٍ، يسمعُنا، وإذا فعلنا شيئًا لوجهه لا يراه أحد، هو يراه سبحانه، بل يعلم ما لا نعلمُه نحن عن نفسنا؛ لذا فإنه لا يظلمُنا أبدًا ولا يبخسنا حق حبنا أبدًا.

 

5- أنه سيتسامح معنا إلى أبعد الحدود طالما عدنا إليه وطلبنا السماح، ولن يُذِلَّنا ليسامحنا أو يحمل ضغينة تجاهنا كما يفعل البشر.

ولمحبة الله ورسوله علاماتٌ ومَظاهرُ؛ من أهم هذه العلامات وأبرزها: أن يكون الله ورسوله أحَبَّ إلى الإنسان مما سواهما، وأن يحبَّ ما يحبُّ اللهُ ورسوله، ويَكرَهَ ما يَكرَهُ اللهُ ورسوله من الأقوال، والأفعال، والأشخاص، والأماكن، وغير ذلك؛ ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كُنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله، كما يكره أن يُقذف في النار)).

 

وعن معاذ - في حديث اختصام الملأ الأعلى - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة - يعني في المنام -)) فذكر الحديث، وقال في آخره: ((قال: سل، قلتُ: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردتَ بقوم فتنة فتوفني إليك غير مَفتونٍ، وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يقرِّبني إلى حبك))، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنها حقٌّ؛ فادرسوها، ثم تعلَّموها))؛ [رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح].

 

وسائل الحصول على محبة الله:

1- أن يُكثر الإنسان من التقرب إلى الله بنوافل الطاعات، بعد محافظته على الفرائض والواجبات، وبُعده عن المحرَّمات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه...))؛ (صحيح البخاري).


ومن هذه النوافل: الإكثار من قراءة القرآن؛ قال ابن رجب رحمه الله: "ومِن أعظم ما يتقرب به العبدُ إلى الله تعالى من النوافل: كثرةُ تلاوة القرآن، وسماعه بتفكُّرٍ وتدبُّر وتفهُّم؛ قال خبَّابُ بن الأَرَتِّ لرجل: تقرَّبْ إلى الله تعالى ما استطعتَ، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه.

 

فلا شيء عند المحبِّين أحلى من كلام محبوبهم؛ فهو لذة قلوبهم، وغايةُ مطلوبهم، قال عثمان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبُكم، ما شبعتم من كلام ربكم"؛ (جامع العلوم والحكم، صـ(364) لابن رجب).



2- الإكثار من ذِكرِ الله تعالى الذِّكرَ الذي يتواطأ عليه القلبُ واللسان، وكذلك الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الصفة الشرعية؛ وذكرُ الله من أفضل الأعمال والقرُبات؛ فعن معاذ رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أخبِرْني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله تعالى؟ قال: ((أن تموت ولسانُك رطب من ذكر الله تعالى))؛ رواه البزار في مسنده، وقال الألباني: "حسن صحيح"؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب، رقم(1492).

 

3- مطالعة القلب لأسماء الله وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلُّبُه في رياض هذه المعرفة؛ عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سريَّة، فكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]؛ فلما رجَعوا ذكَروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((سَلُوهُ لأي شيء يصنع ذلك؟))، فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن؛ فأنا أُحِبُّ أن أقرأ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخبِروه أن الله يحبه)).

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَني، فإنْ ذكَرَني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرَني في ملأ ذكرتُه في ملأ خيرٍ منهم...))؛ (في الصحيحين البخاري ومسلم).

وقال الله عز وجل: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152].

 

4- التعود على أن يكون كلُّ فعل أو كل سلوك، في السكون أو في الحركة، لله ربِّ العالمين؛ ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

 

وقد جاء عن سهل بن معاذ بن أنس الجُهني عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعطى لله ومنع لله، وأحَبَّ لله وأبغض لله، وأنكح لله؛ فقد استكمل إيمانه))؛ (رواه الترمذي).


فهذه معانٍ عظيمةٌ وجليلة في محبة الله ورسوله، يجب على المسلم فقهُها وتعلُّمُها والعمل بها؛ حتى يكون من المحبين الصادقين، فلا عيش إلا عيشُ المحبين الذين قرَّتْ أعينُهم بحبيبهم، وسكَنَتْ نفوسُهم إليه، واطمأنَّتْ قلوبُهم به، واستأنسوا بقربه، وتنعَّموا بحبه، ففي القلب فاقة لا يسُدُّها إلا محبةُ الله والإقبال عليه والإنابة إليه، ولا يلمُّ شعثه بغير ذلك أبدًا، ومن لم يظفر بذلك فحياتُه كلها هموم وغموم، وآلامٌ وحسرات، فإنه إن كان ذا همة عالية تقطَّعتْ نفسه على الدنيا حسرات؛ فإن همته لا ترضى فيها بالدُّونِ، وإن كان مهينًا خسيسًا فعيشه كعيش أخسِّ الحيوانات؛ فلا تقرُّ العيونُ إلا بمحبة الحبيب الأول.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة