• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   شعار موقع الدكتور بهاء الدين عبد الرحمنالدكتور بهاء الدين عبدالرحمن شعار موقع الدكتور بهاء الدين عبد الرحمن
شبكة الألوكة / موقع الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن / مقالات


علامة باركود

خطاب نحوي

خطاب نحوي
الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 15/3/2017 ميلادي - 16/6/1438 هجري

الزيارات: 9106

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطاب نحوي

 

‎في عام ١٤٢٦ قد نُقلت من كلية التربية بمكة إلى كلية التربية للبنات بعنيزة في القصيم، وكانت الأميرة الجوهرة بنت فهد هي المسؤولة عن نقل أعضاء هيئة التدريس، وبعد أن علمت أنها تحمل شهادة الدكتوراه في النحو والصرف كتبت إليها هذا الطلب لإرجاعي لكلية التربية بمكة المكرمة، فقلت:

‎السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

‎فليس ما أقدمه لكم اليوم طلبًا رسميًا، وإنما هو أشبه بمقالة نحوية حاكيت فيها جانبًا مما كتبه أبو العلاء المعري في رسالته إلى عزيز الدولة في حلب المسماة (رسالة الصاهل والشاحج)، حيث شبَّه المعريُّ في بعض أجزائها أحوال الناس بمدلول المصطلحات النحوية، وكانت غاية المعري من رسالته تلك أن تكون شافعة لإرجاع حقوق كانت لبعض ذويه في معرّة النعمان، ولكنه أودعها الكثير من النحو والصرف واللغة والعروض والقوافي، وفيما كتبته إليكم - بحكم النَّسَب إلى علم النحو - محاولة للمحاكاة لا تخلو من الفائدة العلمية، كما لا تخلو من الإشارة إلى حاجتي الضرورية للنقل إلى كلية التربية بمكة حرسها الله، فأرجو أن يتسع وقتكم لقراءته. ‎إن مَثَل ما جرى لي من نقل إلى كلية التربية بعنيزة مع وجود طلب من كلية مكة بإبقائي فيها كمثل المعمول الذي تنازعه عاملان، قريب ملاصق له ومباشر، وبعيد كاشح عنه ومنافر، فاختير في هذه المسألة مذهبُ الكوفيين بإعمال البعيد، وإن كان ضعيفًا عند الموازنة والتناظر، وأُعرِضَ عن مذهب البصريين صفحًا، وإن كان قويًا في القياس، يؤيده السماع ويُناصِر. ‎والحكمة تقتضي هنا أن يُرجَع إلى مذهب البصريين بإعمال القريب، ويكون ذلك من باب رجوع العالم عن مذهب إلى آخر، كما رجع أبو إسحاق الزجاج عن المذهب الكوفي، واتبع المذهب البصري، وأصبح ملازمًا لأبي العباس المبرد، بعد أن كان ملازمًا لأبي العباس ثعلب. ‎أو إنّ مَثَلَ إلحاقي بكلية التربية بـعنيزة كمَثَل المعمول الذي يُلحَق بالجملة بعد أن اكتملت، فالعامل مكتفٍ بما عمل فيه، غير مبالٍ بما ألحق بمغانيه، لذلك لا يستحق هذا المعمول الذي يُلحَق بالجملة بعد تمام الكلام إلا النصب، وهذا الذي يُنصَبُ بالكلام التامّ إمّا أنْ يكون حالاً أو تمييزًا أو مستثنى، على الظاهر من كلام سيبويه والصريح من كلام أبي علي الفارسي في الإغفال، وقلَّ مَنْ أدرك من النحويين أنّ الكلامَ التام عاملٌ كما أنّ الاسم التام عامل، فالاسم التام عامل في تمييز المفرد، والكلام التام عامل في الحال وتمييز الجملة أو النسبة والمستثنى، ولا إخال أنّ حالي يشبه المستثنى لأنني طلبْتُ الاستثناء، فأعرَضَ عني ونأى، وما أُرِيدَ بي رفعُ الإبهام عن ذات ولا عن نسبة، فالتمييزُ عني أبعدُ وأنأى، وأشبهُ شيء بحالي الحالُ التي تدل على المصاحبة كقوله تعالى: (يا نوح اهبط بسلام منا) فقد ذهبتُ إلى عنيزة، يصاحبني الهمّ والغمّ، وألوانٌ من الألم. ‎ولأنّ الحال محكوم عليها بالنصْبِ أراني لا يخلو حالي من النَّصَب، فمن سفرٍ إلى سفر، ومن أهل وَبَرٍ إلى أهل مَدَر، تقتات في الليل من صحتي الأسفار، ويزيدني بعدًا عن الأهل طلوعُ الصبح ذي الإسفار، ولسان الحال يقول: أما آن أن تلقي عصا التسيار. ‎أو أن مَثَلي كمَثَل المعمول الذي بعد العهد بعامله، وتعذر أن يكون بجانبه، وإذ بعد العهد بالعامل اقتضت البلاغة تكريره، ليكون مع المعمول كقول الشاعر: ‎لقد علم الحي اليمانون أنني​​إذا قلت أما بعد أنِّي خطيبها ‎فلو أنه لم يُكرِّر العامل (أنِّي)، وقال: أنني - إذا قلت أما بعد - خطيبُها - لكان بعيدًا عن سبيل البيان والفصاحة، مجافيًا لنهج البلاغة والملاحة، لأن المعمول عندئذ يكون كالأجنبي الذي لا علاقة له بما قبله من الكلام، أو كالمجهول المنظور إليه بعين الاستيحاش والملام. ‎ولو قال من أول الأمر: لقد علم الحي اليمانون أنني خطيبها، لما بعد العهد بالعامل، وكان الكلام حسنًا مقبولاً، فالفصل بين العامل والمعمول بكلام طويل يستدعي أحد أمرين: إما أن يكرر العامل بعد الفاصل، وإما أن يُنقَل المعمول فيُذكَر بجنب العامل. ‎ومثل تكرير العامل لبعد العهد به تكرير الرابط، وهو الفاء في قول الشاعر: ‎لا تجزعي إن منفسًا أهلكته ​​وإذا هلكتُ فعند ذلك فاجزعي ‎فلو أنه لم يكرر الفاء وقال: فعند ذلك اجزعي، لما كان في الحسن والملاحة كما وجدناه مع تكرير الفاء، لأن جواب الشرط هو الفعل (اجزعي) وهو أولى بالفاء من الظرف المتعلق به وهو (عند ذلك)، ولكن الظرف وقع في صدر جملة الجواب فحسن دخول الفاء عليه، ولم يُسقِط ذلك استحقاقَ الفعل للفاء، فأدخلَ الشاعر الفاءَ على الفعل أيضًا إشعارًا بأنه المستحق الأصلي، ولو أن الفعل وقع في صدر جملة الجواب لدخلت عليه الفاء، وامتنع دخولها على الظرف بعده، فلا يحسن أن يقال: وإذا هلكت فاجزعي فعند ذلك. فالذي دعا إلى تكرير الفاء هنا أمران بعد العهد بصدر جملة الجواب، واستحقاق الفعل دخول الفاء بالأصالة. ‎

 

ولا يضير الأميرة - وفقها الله - أن ترجعني إلى كلية التربية بمكة المكرمة بعد أن نقلتني إلى كلية التربية بعنيزة، دون أن يتغير الوضع في كلية مكة، فإن العرب ربما غيّرت كلامها لأمر ما، ثم إنها ترجع إلى أصل كلامها مع إبقاء حال التغيير، وذلك أنهم يقولون: اجتمع أهل اليمامة، ثم يحذفون الأهل للتخفيف، ويؤنثون الفعل لإسناده إلى اليمامة، فيقولون: اجتمعت اليمامةُ، ثم إنهم يرجعون إلى أصل كلامهم، ويعيدون المحذوف مع إبقاء التأنيث فيقولون: اجتمعتْ أهلُ اليمامة، وكذلك يفعلون في الترخيم، حيث يقولون في ترخيم (طلحة): يا طلحَ، على لغة من ينتظر بفتح الحاء، ثم إنهم يرجعون التاء التي حذفت في الترخيم، ويضعونها بين الحاء والفتحة، فيقولون: يا طلحةَ، بفتح التاء كما قال النابغة: ‎كليني لهم يا أميمةَ ناصب​​وليل أقاسيه بطيء الكواكب ‎ففتح التاء من أميمة إبقاءً للفتح الذي اقتضاه الترخيم أولاً. ‎وكذلك فعلوا في مثل قولهم: يا تيمَ تيمَ عديّ، فقد قالوا في الأصل: يا تيمُ تيمَ عدي بضم (تيم) الأول ونصب الثاني، ثم إنهم حذفوا (تيمًا) الثاني اكتفاء بالأول، فنصبوا الأول لأنه أصبح مضافًا، فقالوا: يا تيمَ عديّ، ثم أعادوا (تيمًا) المحذوف، وأبقوا الأول على حاله منصوبًا، فقالوا: يا تيمَ تيمَ عديّ.

 

‎فلا يضير الأميرة - أعزّها الله - أن تعيدني إلى كلية التربية بمكة المكرمة متأسية بما تنحوه العرب في بعض كلامها. وفّق الله الأميرة لما يحبّ ويرضى، وأعانها على أداء مهامّها الكبرى. (تم).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • قصائد
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة