• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي رحمه الله الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي شعار موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات


علامة باركود

عبودية أولي العزم من الرسل عليهم السلام بأعيانهم

عبودية أولي العزم من الرسل عليهم السلام بأعيانهم
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: قَطْعُ العَلائِقِ للتَّفَكُرِ فِي عُبُودِيَّةِ الخَلائِقِ (بحث محكم) (PDF)

تاريخ الإضافة: 11/2/2023 ميلادي - 20/7/1444 هجري

الزيارات: 5915

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عبودية أولي العزم من الرسل عليهم السلام بأعيانهم

 

قال سبحانه وتعالى مبينًا مراتب أوليائه: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].

 

فالله قد رتَّب عباده السعداء المنعم عليهم أربع مراتب، وبدأ بالأعلى منهم وهم النبيون، وقد ورد في سبب نزول هذه الآية أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم قد شق عليهم أن النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة يُرفع مع النبيين في الدرجات العلا، فتكون منزلتهم دون منزلته، فلا يَصلون إليه ولا يرونه ولا يجالسونه، فنزلت الآية[1].

 

ولقد ذكر الله تبارك وتعالى جملة من أنبيائه ورسله في سورة الأنعام، ثم قال في ختام ذكرهم: ﴿ وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 86].

 

قال ابن سعدي رحمه الله: وكلًّا من هؤلاء الأنبياء والمرسلين فضلنا على العالمين؛ لأن درجات الفضائل أربع، وهي التي ذكرها الله بقوله: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، فهؤلاء من الدرجة العليا[2].

 

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 33].

 

قال الفخر الرازي مبينًا وجهَ التناسب والترابط بين هذه الآية وبين الآيات قبلها:

اعلم أنه تعالى لَما بيَّن أن محبته لا تتم إلا بمتابعة الرسل، بيَّن علو درجات الرسل وشرف مناصبهم[3].

 

وقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ ‏فَاصْبِرْ كما صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ﴾ ‏ [الأحقاف‏‏: 35‏] [4].

 

وقال الله في حق أول رُسله لأهل الأرض وهو نوح عليه السلام: ﴿ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴾ [القمر:9]، فشرَّفه بعبوديته له سبحانه، وقال في وصف عبوديته وإيمانه: ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصافات:81]، وقال في وصف عبوديته وشكره: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء:3]، وقال في حقه وحق لوط واصفًا عبوديتهما وصلاحهما عليهما السلام: ﴿ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [التحريم:10].

 

وفي وصف أبي الأنبياء وخليل الرحمن قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصافات:81]، وقال في وصفه أيضًا ووصف بعض النبيين من ذريته: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾ [ص: 45 - 47].

 

وقال في وصف كليمه موسى بن عمران ووصف أخيه هارون: ﴿ إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصافات:122]، وقال في وصف بيان أول ما نطق به عيسى ابن مريم عليه السلام في المهد أنه: ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾ [مريم:30]، وقال عنه أيضًا: ﴿ لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ ﴾ [النساء:172].

 

وقال في حقه أيضًا: ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لبَني إِسْرائِيلَ ﴾ [الزخرف:59].

 

"فجعل غايته العبودية لا الإلهية كما يقول أعداؤه النصارى"[5].



[1] تفسير الطبري: (5/ 104) و (حلية الأولياء) (4/ 240 و8/ 125)، و(أسباب النزول للواحدي) (ص: 94)، و(الدر المنثور) (2/ 182)، و (لباب النقول – بهامش الجلاليين) (ص: 174).

[2] تفسير ابن سعدي: (2/ 200).

[3] تفسير الفخر الرازي: (8/ 19).

[4] أولو العزم أي: أصحاب القوة في الدين والثبات عليه، والعزم في تبليغ دين الله لعباده والصبر عل ذلك، ولا نعلم نصًا صريحًا بتسميتهم بأولي العزم إلا ما دلل عليه بعض المفسرين حول الآيات التي ذُكِرُوا فيها. والله أعلم. والمشهور عند أهل التفسير أنهم خمسة وهم: الذين ذكرهم الله في سورة الأحزاب في قوله سبحانه: ﴿ ‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ ‏[‏الأحزاب‏‏ : 7‏]‏ وذكرهم أيضًا في الشورى في قوله تعالى‏‏: ﴿ ‏‏شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ﴾ ‏[‏الشورى‏‏ : 13‏]‏ وبعض المفسرين يرى أن الرسل كلهم أولو عزم وأن ‏‏﴿ مِن‏ ﴾ في قوله تعالى‏‏: ‏﴿ ‏مِنَ الرُّسُلِ ﴾‏[‏الأحقاف‏‏ : 35‏]‏ بيانية وليست تبعيضية، ومنهم من يرى غير ذلك.

ولمن أراد البحث المستفيض فالأقوال مبسوطة في مظانها عند أهل التفسير فليرجع إليها، والله تعالى أعلم. الباحث.

[5] مدارج السالكين: (1/ 102-103).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة