• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي رحمه الله الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي شعار موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات


علامة باركود

بيان حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على العمل بكل ما أنزل من القرآن (3)

بيان حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على العمل بكل ما أنزل من القرآن (3)
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: البُرْهَانُ فِي حَقِيقَةِ حُبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ لِلقُرْآنِ (بحث محكم) (PDF)

تاريخ الإضافة: 22/11/2025 ميلادي - 2/6/1447 هجري

الزيارات: 116

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بيان حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على العمل بكل ما أنزل من القرآن


لقد فَهِمَ الصحابة - رضي الله عنهم - أن الهدف الأسمى من إنزال القرآن ليس مجرد تلاوته باللسان فحسب، بل فقِهوا وفهِموا أن التلاوة لابد أن تكون تلاوة بحقٍّ، وأن تلاوته حقَّ تلاوته هي اتباع أوامره واجتناب نواهيه؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾ [البقرة: 121]، وقد فسر قتادة أن الصحابة هم الذين كانوا يتلونه حق تلاوته [1].

 

قال القرطبي (ت: 671هـ) - رحمه الله-: يتَّبعونه حق اتباعه، باتباع الأمر والنهي، فيُحلون حلاله، ويُحرمون حرامه، ويعملون بما تضمنه [2].

 

وحول معنى حق التلاوة يقول عبد الله بن مسعود (ت: 32هـ) - رضي الله عنه -:

(والذي نفسي بيده، إن حقَّ تلاوته أن يُحِلَّ حلالَه، ويحرِّم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوَّل منه شيئًا على غير تأويله[3]، وتفسير عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - لمعنى حق تلاوته، يدل على أن الصحابة - رضي الله عنهم - فهِموا أن القرآن أُنزل للعمل به، لا لمجرد تلاوته باللسان فحسب.

 

ويدل على ذلك قوله: لا يَغْرُرْكم مَن قرأ القرآن، إنما هو كلام نتكلم به، ولكن انظروا من يعمل به[4].

 

قال أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي (ت: 74هـ) - رحمه الله -:

حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما - أنهم كانوا إذا تعلَّموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات، لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعًا [5].

 

روى الطبري بسنده عن عبد الله بن مسعود (ت: 32هـ) - رضي الله عنه - قال: كان الرجلُ منَّا إذا تعلمَ عشر آيات لم يجاوزهنَّ حتى يعرفَ معانيهنَّ والعمل بهنَّ [6].

 

والصحابة - رضي الله عنهم - أخذوا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لفظ القرآن ومعناه[7].

 

ونسوق مثالين يدلان على حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على العمل بالقرآن:

المثال الأول: موقفهم - رضي الله عنهم - عن نزول خواتيم سورة البقرة:

ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لَمَّا نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[البقرة: 284], قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم بَرَكُوا على الرُّكب، فقالوا: أي رسول الله، كلِّفنا من الأعمال ما نُطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة, وقد أُنزلت عليك هذه الآية، ولا نُطيقها.

 

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سَمِعنا وعصينا، بل قولوا: سمعنا وأطعَنا غفرانك ربنا وإليك المصير.

 

فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتُهم، فأنزل الله في إثرها: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285], فلما فعلوا ذلك نَسخها الله تعالى، وأنزل الله عز وجل: ﴿ ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]، قال: نعم، ﴿ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ﴾ [البقرة: 286]، قال: نعم، ﴿ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾ [البقرة: 286]، قال: نعم، ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]، قال: نعم [8].

 

وفيه بيانُ فضل الصحابة - رضي الله عنهم - وإذعانهم وانقيادهم، وتسليمهم لأمر الله تبارك وتعالى، وامتثالهم لأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - وذلك لما أمرهم بالتسليم والانقياد، فلما انقادوا للأمر كان من بركة ذلك الانقياد والإذعان مُجازاتهم بالتخفيف، والثناء عليهم من ربهم بقوله سبحانه في وصف استجابتهم وصبرهم على طاعة ربهم بأن قالوا: ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنا ﴾، فجاءتهم بشارة ربهم بنسخ ما سبق.

 

وذلك من دلائل سَعة رحمة الله لَما رأى صبرهم على الطاعة مع ما فيها من مَشقة، فجزاهم ربهم بأنه لم يُحملهم فوق قدرتهم واستطاعتهم.

 

ولم يكن منهج الصحابة - رضي الله عنهم - مع القرآن تلقِّي آياته بالحفظ والتدبر، واستنباط ما فيها من أحكام فحسبُ، بل تلقَّوا آياته على أنها رسائلُ من الله إليهم، فسارعوا للعمل بما تقتضيه سورُه وآياته، ولذا كان يشق عليهم أن تنزل آيات لا يُمكنهم العمل بها، فهم هنا قد راجعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما شقَّ عليهم من العمل بتلك الآيات، وهذه الواقعة ليست الوحيدة من نوعها، فدواوين السنة قد سطَّرت العديد مِن أمثالها، ولكن سُقناها هنا واحدةً من الأمثلة التي تُبرهن عمليًّا على حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على العمل بكل ما نزل من القرآن[9].

 

المثال الثاني: موقف أبي طَلْحَةَ الأنْصَاريِّ (ت: 34هـ) - رضي الله عنه - مع أرض بَيْرُحَاءَ، وقد سبق ذكر خبر تلك القصة في ثنايا البحث[10]، وحديثها مخرَّج في الصحيحين[11].

 

والأمثلة الدالة على حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على العمل بالقرآن أكثر مَن يُحصيها مقال، ولعل في قليل من الإشارة ما يغني عن كثير من العبارة.



[1] تفسير القرطبي: (1/ 91)؛ رواه القرطبي عن عكرمة.

[2] المرجع السابق: (1/ 92).

[3] تفسير ابن كثير: (1/ 175).

[4]رواه الخطيب البغدادي في اقتضاء العلم العمل: (71).

[5] رواه الإمام أحمد بن حنبل في المسند: (5/ 410) ومداره على عطاء بن السائب عن أبي عبدالرحمن السلمي، وعطاء بن السائب كان قد اختلط، لكن من جملة من رواه عنه حماد بن زيد وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، وروايته عند ابن سعد في الطبقات: (6/ 172).

[6] تفسير الطبري: 1/ 35.

[7] الصواعق المرسلة، لابن القيم: (ص: 44).

[8] أخرجه مسلم حديث (125)، وتفرد به عن البخاري، وأخرج الترمذي بنحوه في " كتاب التفسير" باب ومن سورة البقرة، حديث (2992).

[9] يُنظر: عَرَفةُ بْنُ طَنْطَاوِيِّ، الشُّفْعَةُ بَيِنَ الجَمْعِ العُثْمَانِيِّ وَالأَحْرُفِ السَّبْعَةِ: (161-163)، بحث مجاز للنشر من مجلة: البحوث والدراسات الشَّرْعِيةِ: ( مجلة محكمة) برقم: (143179/ 1)، بتاريخ: 2/ 3/ 1443هـ.

[10] وذلك في المطلب الثالث: حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على اقتران العلم بالقرآن بالعمل به.

[11] رواه البخاري: (1461)، ومسلم: (998).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة