• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي رحمه الله الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي شعار موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات


علامة باركود

أدوات الكتابة المستخدمة في الجمع الأول في العهد النبوي

أدوات الكتابة المستخدمة في الجمع الأول في العهد النبوي
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: البُرْهَانُ فِي حَقِيقَةِ حُبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ لِلقُرْآنِ (بحث محكم) (PDF)

تاريخ الإضافة: 1/7/2025 ميلادي - 6/1/1447 هجري

الزيارات: 80

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أدوات الكتابة المستخدمة في الجمع الأول في العهد النبوي


كانت الكتابة في هذا العهد المبارك بدائية للغاية لحكمٍ جليلة وعظيمة، فالأمة فتيَّة الإيمان، منشرحة الصدر، مطمئنة النفس، والوحي يتنزل غضًّا طريًّا، وأنفسهم زكية وطاهرة ومقبلة على ربها طواعيةً، وخيرُ معلِّم عرفته البشرية - صلى الله عليه وسلم - فداه أبي وأمي بين أظهرهم يعلِّمهم ويرشدهم؛ كما قال ربُّنا: ﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [الجمعة: 2]، فهو يَهديهم ويزكِّي أنفسهم بالكتاب وبالأعمال الصالحة التي تقرِّبهم من ربهم وخالقهم ومعبودهم، ويَشحذ هِممهم، ويرفَع من معنوياتهم.

 

أبرز أدوات الكتابة في العهد النبوي:

يقول الزرقاني (ت: 1367هـ) - رحمه الله -:

"كان الصحابة يكتبون القُرْآن بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - على العسب، وهي: جريد النخل، وعلى اللخاف، وهي: الحجارة الرقيقة، وعلى الرقاع، وهي: الأوراق، وقطع الأديم، وهي: الجلد وعظام الأكتاف، والأضلاع، ثم يوضع المكتوب في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهكذا انقضى عهد النبوة ولم يُجمع القرآن في مصحف واحد، بل كُتب منثورًا بين قطع الجلد والعظام ونحوها"[1].

 

ونسوق جملة من الأخبار الصحاح تبيِّن لنا أنوعًا من تلك الأدوات البدائية المستعملة في هذا العهد المبارك، من ذلك:

ما ثبت عند البخاري من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: لما نزلت: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النساء: 95]، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ادع لي زيدًا وليجِئ باللوح والدواة والكتف، أو الكتف والدواة، ثم قال: اكتب: ﴿ لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ ﴾، وخلف ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم- عمرو ابن أم مكتوم الأعمى رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله فما تأمرني؟ فإني رجل ضرير البصر، فنزلت مكانها: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[2]، وعن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قال: "فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ"، وفي رواية: "فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الْعُسُبِ وَالرِّقَاعِ وَاللِّخَافِ"[3]، وفي رواية: "ومن الأضلاع"، وفي رواية: "والأقتاب"[4].

 

وعَن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قال: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقال: "ادْعُ لِي زَيْدًا وَلْيَجِئْ بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ وَالْكَتِفِ أَوِ الْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ"[5]، وعَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: "كُنَّا بِالْمرْبَدِ فَجَاءَ رَجُلٌ أَشْعَثُ الرَّأْسِ بِيَدِهِ قِطْعَةُ أَدِيمٍ أَحْمَرَ، فَقُلْنَا: كَأَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ؟ فَقَالَ: أَجَلْ، قُلْنَا: نَاوِلْنَا هَذِهِ الْقِطْعَةَ الأَدِيمَ الَّتِي فِي يَدِكَ، فَنَاوَلَنَاهَا فَقَرَأْنَاهَا فَإِذَا فِيهَا: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى بَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ"[6].

 

قال ابن الأثير: "وحديث الزهري: والقرآن في الكرانيف؛ يعني أنَّه كان مكتوبًا عليها قبل جمعه في الصحف".

 

وكذلك ما أخرجه الحاكم عن زيد بن ثابت نفسه ووصفه بأنه بسند صحيح على شرط الشيخين، وهو عند الترمذي كذلك، وهو في مجال كتابة وتأليف القرآن الكريم في العهد النبوي، قال زيد -رضي الله عنه -: "كُنَّا عِندَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نؤلِّفُ القرآنَ منَ الرقاعِ"[7].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -:أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كُتِبَت عنده سورة النجم، فلما بلغ السجدة سجد وسجدنا معه، وسجدت الدواة والقلم [8]،[9].

 

ويقول أبو العباس القلقشندي[10]:

(وقد أجمع رأي الصحابة - رضي الله عنهم:- على كتابة القرآن في الرق؛ لطول بقائه، أو لأنه الموجود عندهم حينئذٍ[11]، وقد سُمِّي رقًّا؛ لجمْعه بين الرقة والمتانة وطول البقاء..

 

وقال الحارث المحاسبي (ت: 243هـ) في كتاب "فهم السنن":

كتابة القرآن ليست بمحدثة، فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقًا في الرقاع، والأكتاف، والعسب، والقرطاس[12].

 

إذًا فتبيَّن من مجموع هذه النصوص أن الأدوات المستعلمة في كتابة القرآن في ذلك العهد هي كما يلى: الرِّقَاع، وَالأَكْتَافِ، وَالْعُسُبِ، واللخاف، والأضلاع، والأقتاب، والأَلواحِ، وقطع الأديم، والكرانيف، القرطاس، الدواة، القلم، المداد، الحبر.

 

شرح معاني أسماء تلك الأدوات المستخدمة في كتابة القرآن في ذلك العهد المبارك:

1- الرقاع: جمع رُقْعة، وهي التي يكتب فيها، وتكون من جلد أو كاغد.

 

2- الأكتاف: جمع كَتِف، وهو عظمٌ عريض يكون في أصل كتف الحيوان من الناس والدوابِّ، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم.

 

3- العسب: جمع عسيب، وهو جريد النخل، كانوا يكشطون الخوص، ويكتبون في الطرف العريض، وقيل العسيب طرف الجريدة العريض الذي لم ينبت عليه الخوص، والذي ينبت عليه الخوص هو السعف.

 

4- اللخاف: جمع لَخْفة، وهي صفائح الحجارة البيض الرقاق، فيها عرض ودقة، وقيل هي الخزف يصنع من الطين الْمشوي، وقد فسَّرها بعض الرواة بالحجارة[13]، وبعضهم وبعضهم بالخزف.

 

5- الأضلاع:هي عظام الجنبين، جمع ضِلَعٍ، وهو محنيَّة الجنب [14].

 

6- الأقتاب: جمع قَتَب بفتحتين، وهو الخشب الذي يوضع ظهر البعير ليركب عليه.

 

7- الألواح: جمع لَوْح، وهو كل صفيحة عريضة من صفائح الخشب، والكتف إذا كُتب عليها سُميت لوحًا[15].

 

8- الأديم:هو الجلد ما كان، وقيل الأحمر منه، وقيل هو الْمدبوغ.

 

9- الكرانيف:جمع كُرْنافة، وهي أصل السَّعَفة الغليظة.

 

10- القرطاس: القِرْطَاسُ بكسر القاف وشمها الذي يكتب فيه[16]، وقال صاحب اللسان القِرْطاس معروف يُتَّخذ من بَرْدِيّ يكون بمصر.

 

11- الدَّوَاةُ:بالفتح المحبرة والجمع دَوَّى؛ مثل: نواة ونوى ودَوِيُّ.

 

12- المداد والحبر: سائل يكتب به  وسَمى المداد؛ لأنه يمدُّ القلم؛ أيْ: يعينه، وكل شيء مددت به شيئًا فهو مداد، وسُمي الزيت مدادًا؛ لأن السراج يُمَدُّ به [17].

 

وبهذا يتبيَّن أن الأدوات كانت جِدَّ بسيطة وبدائية، ومع ذلك لم تَحُطَّ من عزيمة الصحابة - رضي الله عنهم - في كتب القرآن وحفظه من الضياع والتحريف.

 

والحمد لله الذي قيَّض أولئك الأخيار لجمع كتابه الكريم[18]، وذلك رغم صعوبة استخدام تلك الوسائل البدائية، ونُدرتها ومشقة الكتابة عليها، ولكنه مَحضُ فضل الله يؤتيه من يشاء: ﴿ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105].

 


 

[1] مناهل العرفان للزرقاني: (1/ 247).

 

[2] صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (4704): (4/  1909).

 

[3] رواه البخاري في صحيحه كتاب الأحكام باب يُستحب للكاتب أن يكون أمينًا (13/ 195) ح 7191.

 

[4] رواهما ابن أبي داود في كتاب الْمصاحف ص 164-167.

 

[5] رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل القرآن بَاب كَاتِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  (8/ 637-638) ح 4990.

 

[6] رواه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة والفيء بَاب مَا جَاءَ فِي سَهْمِ الصَّفِيِّ، (3/ 153) ح 2999؛ الراوي، يزيد بن عبدالله، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 2999، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.

 

[7] الراوي: زيد بن ثابت، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 3954، خلاصة حكم المحدث: صحيح.

 

[8] صحيح الترغيب والترهيب رقم 1443؛ قال الألباني: حديث حسن رواه البزار بإسناد جيد.

 

[9] قال الشيخ الألباني في الصحيحة (3035): "واعلم أنه قد روي سجود الدواة والقلم في رؤيا رآها أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - حين قرأ فيها سورة (ص) في حديث رواه أحمد وغيره، وهو مخرج في "الصحيحة" (2710)، و"صحيح أبي داود" تحت الحديث (1271)، فقد يقال: لعل ذكر سجود الدواة والقلم في حديث الترجمة وهم من بعض رواته؛ دخل عليه حديث في حديث، والله سبحانه وتعالى أعلم.

 

[10] أبو العباس القلقشندي: (756 هـ = 1355م - 821 هـ = 1418م) هو القاضي شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي، وُلد بقلقشندة إحدى قري مدينة قليوب سنة (756 هـ=1355م)، ودرس بالقاهرة والإسكندرية على يد أكابر شيوخ العصر، وتخصص في الأدب والفقه الشافعي، وبرع في علوم اللغة والبلاغة والإنشاء، وقد عمل في ديوان الإنشاء سنة 791 هـ في عهد السلطان الظاهر برقوق واستمر فيه إلى آخر عهد الظاهر برقوق سنة 801 هـ، وتوفي سنة 821 هـ = 1418م؛ نقلًا عن المعرفة، ويُنظر: الأعلام للزركلي.

 

[11] صبح الأعشى في صناعة الإنشا - القلقشندي ج2 / 515.

 

[12] ينظر: البرهان: 1/  238؛ والإتقان: 1/  129.

 

[13] يُنظر: كتاب الْمصاحف لابن أبي داود ص تحقيق محب الدين عبد السبحان واعظ 164.

 

[14] لسان العرب مادة (ضلع) (4/ 2598).

 

[15] لسان العرب مادة (لوح) (5/ 4095).

 

[16] مختار الصحاح مادة (قرطس).

 

[17] يُنظر: صبح الأعشى (2/  500)؛ تاج العروس من جواهر القاموس مادة (مدد).

 

[18] مقال "أدوات كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم"، لأم الفضل، عن موقع أهل التفسير، بتاريخ: 19/ 5/  1434هـ =30/ 3/ 2013م؛ بتصرف يسير.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة