• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي رحمه الله الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي شعار موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات


علامة باركود

عناية النبي بضبط القرآن وحفظه في صدره الشريف

عناية النبي بضبط القرآن وحفظه في صدره الشريف
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: البُرْهَانُ فِي حَقِيقَةِ حُبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ لِلقُرْآنِ (بحث محكم) (PDF)

تاريخ الإضافة: 3/6/2025 ميلادي - 7/12/1446 هجري

الزيارات: 201

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عناية النبي بضبط القرآن وحفظه في صدره الشريف

 

كان جبريل - عليه السلام - كلما نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرئه القرآن ويعلمه ويدارسه إياه، فإنه - صلى الله عليه وسلم - لشديد الحرص على تلقيه من فِي جبريل - عليه السلام - وهو يدارسه، فيحرِص على حفظه وضبطه وإتقانه، خشية أن يتفلت منه أي شيء، فيتلقاه من فِي جبريل مباشرة، فكان - صلى الله عليه وسلم - من شدة حرصه وعنايته بتلقِّيه يحرِّك به لسانه ويعالجه أشد المعالجة، حتى كان يجد من ذلك شدة، وما زال أمره - عليه الصلاة والسلام - كذلك حتى نزل عليه قول ربه سبحانه: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 16-18].


فكانت تلك الآيات المباركات بمثابة الشفاء والدواء، مع ما فيها من معاني الربط على فؤاده الطاهر - صلى الله عليه وسلم - وبمثابة الوعد بحفظ الله للقرآن في صدره الشريف لفظًا ومعنى.


ومن أظهر ما ورد في ذلك ما ثبت في الصحيحين عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ (ت 68هـ) - رضي الله عنهما - في قَوْلِهِ تَعالَى: ﴿ لا تُحَرِّكْ به لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بهِ ﴾ [القيامة: 16]، قالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - يُعالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وكانَ ممَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: فأنا أُحَرِّكُهُما لَكُمْ كما كانَ رَسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - يُحَرِّكُهُما، وقالَ سَعِيدٌ: أنا أُحَرِّكُهُما كما رَأَيْتُ ابْنَ عبَّاسٍ يُحَرِّكُهُما، فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 16-17] [القيامة: 17]، قالَ: جَمْعُهُ لكَ في صَدْرِكَ وتَقْرَؤُهُ: ﴿ فَإذا قَرَأْناهُ فاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 18] قالَ: فاسْتَمِعْ له وأَنْصِتْ: ﴿ ثُمَّ إنَّ عليْنا بَيانَهُ ﴾ [القيامة: 19]، ثُمَّ إنَّ عليْنا أنْ تَقْرَأَهُ، فَكانَ رَسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - بَعْدَ ذلكَ إذا أتاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمع، فإذا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - كما قَرَأَهُ[1].

 

وكان من أهم الأسباب التي أعان الله سبحانه بها نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - على حفظ القرآن وضبطه وتثبيته في قلبه معارضة جبريل - عليه السلام - إياه بالقرآن في رمضان من كل عام مرة، حتى كان العام الذي توفي فيه - صلى الله عليه وسلم - عارضه جبريل - عليه السلام - إياه بالقرآن مرتين اثنتين، ففقِه وفَهِم النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك الأمر قُرب انتهاء مهمته في الأرض، بإبلاغ الحق للخلق، وأداء رسالات الله لعباد الله، ودنو أجله.


ومما يدلل على ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، كان أجودُ ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريلُ يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيُدارسه القرآن، فلَرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخير مِن الريحِ المُرسَلة"[2].

 

وما ثبت عند مسلم من حديث عائشة أن فاطمة رضي الله عنهما قالت: أخبرني (أي: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّهُ عَارَضَهُ الْآنَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنِّي لَا أُرَى الْأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِنَّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ) [3]، وفي رواية البخاري: (إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلاَ أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِ، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: (أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، أَوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ)، فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ[4].

 

والله تعالى قد تكفَّل له بفسره وبيانه، وتفصيل إجماله، وإزالة مُبهمه وإشكاله، وهذا منه سبحانه بمثابة الكفالة والضمان له بتثبيته في قلبه وعدم نسيانه، وذلك بألا تتفلت كلمة أو حرف منه.

 

فكان القرآن شغله الشاغل - صلى الله عليه وسلم - في كل أحواله وأحيانه، قائمًا وقاعدًا وعلى جنبه، في حضره وسفره، في خلوته وجلوته، في ليله ونهاره، في سره وجهاره، في صحته وسقمه، في مَنشطه ومَكرهه، في عُسره ويُسره، لا يَغيب كلام ربِّه عن قلبه طرفةَ عينٍ، ولا أدنى من ذلك، فيحل حلاله ويحرِّم حرامه، يؤمن بمتشابهه ويعمَل بمحكمه، يأتَمر بأمره وينتهي عن نهيه، ويتخلق بخلقه كما وصفه ربه بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، وكذلك يتَّعظ بمواعظه، ويعتبر بعِبَره وقَصصه وأخباره، ويقوم ببلاغه عن ربه حق البلاغ، تأديةً للأمانة، وقيامًا بأعباء الرسالة.


وقد جمع الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - محاسنَ الصفات، ومكارم الأخلاق كلها، وليس ثم كلمة هي أجمع لكريم صفاته وحسن شمائله وسجياه - صلى الله عليه وسلم - من الكلمة التي وصفَتْه بها أمُّ المؤمنين عائشة - ضي الله - عنها لَمَّا سُئلت عن خُلُقه - صلى الله عليه وسلم - قالت: فإن خُلُق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان القرآنَ [5]، وسيأتي الكلام عن هذا الجانب في مبحث خاص لأهميته وعِظَم أمره[6].

 

قال ابن الأثير(ت: 630 هـ) - رحمه الله -:

أي: متمسكًا بآدابه وأوامره ونواهيه، وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن [7]، ولذا كان الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم - يرجعون إليه في كل دقيق وجليلٍ يتعلق بالقرآن، وفَهْم معانيه ومقاصده ومراميه.

 


[1] متفق عليه، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، واللفظ للبخاري، بدء الوحي- كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (باب رقم: 4) (حديث رقم: 5)، صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
[2] رواه البخاري: (3/ 1177) (3048)، ومسلم: (4/ 1803) (2308).
[3] رواه مسلم: (2450).
[4] رواه البخاري: (3624).
[5] رواه مسلم 1/ 512 (746)، وهو طرف من حديث طويل.
[6] وذلك في المطلب الخامس: كان - صلى الله عليه وسلم - "خلقه القرآن"، من المبحث الرابع: مشاهد من حب النبي - صلى الله عليه وسلم - للقرآن وعنايته به في خاصة نفسه.
[7] النهاية في غريب الحديث والأثر( 2/ 70).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة