• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

السحر والقابلية

السحر والقابلية
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 19/2/2025 ميلادي - 20/8/1446 هجري

الزيارات: 627

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السحر والقابلية

 

ربما يتحقَّق هذا النوعُ من السحر في النظرة إلى التراث وما شابه من إلصاقات لم تكن واقعية، ومن ثَمَّ لم تكن حقيقية، ولكنها مبثوثة في بعض كتب التراث العربي الإسلامي، لا سيما التراث الأدبي وبعض التراث التاريخي؛ مما جعل بعض المستشرقين "يتصيَّدون" هذا السحر الشرقي، فيَبْنون عليه صورتهم المتخيَّلة عن الشرق[1] - (ألف ليلة وليلة، والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، والروض العاطر في نزهة الخاطر؛ نماذج) - ذلك لأن النظرة إلى الشرق العربي والإسلامي لن تكونَ منهجيةً وواقعية ومكتملة ما لم تتمثَّل هذه الصورة عن العرب والمسلمين في الغربِ والأثر الخطير الذي مارسه الاستشراقُ في تشكيل قوالب وأنماط ذهنية فكرية ونَفْسية لدى الغَرْبيين تجاه العرب والمسلمين[2]؛ مما أعان في رأي خلف الجراد على صناعة الكراهية بين الغرب والشرق المتخيَّل.

 

تتكرَّر الصورة النمطية مع الاستشراق الجديد، لكنها تختلف هنا من حيث التخلِّي عن تلك الصور التقليدية للعربي القديم، التي صوَّرها الرحالة المستشرقون (البربري المتوحش، راكب الجمل، وساكن الخيام، وكثير الحريم)، إلى صورة الشباب المسلم ذوي اللِّحى الطويلة غير المهذَّبة، واللباس القصير، والنساء المحجَّبات، المتعطشين للبطش، وما يكتنف ذلك كلَّه من نزوعٍ إلى صناعة العنف والإرهاب[3]، وبهذا يجعل الاستشراق من المسلمين جماعةً يتعذر فهمها، لكن يمكن توقُّع فعلِها[4].

 

هي حملةٌ قديمة تتجدد، وتتضافر فيها جهود مختلفة؛ من تنصير، واستشراق، واستعمار، وهيمنة، وعلمانية موجَّهة[5].

 

ومع هذا فقد تعرَّض المستشرقون الأمريكيون خاصةً - عدا المستشرق برنارد لويس - "للإدانة من قِبل الجمهوريين المحافظين المؤيِّدين لسياسة دعمٍ زائد لإسرائيل"؛ كما يقول المستشرق الفرنسي أوليفييه روا[6].

 

كان هناك سعيٌ إلى إقصاء المستشرقين عن السياسة من قبل، وتجدَّد هذا المشروع في عشر السنوات المنصرمة، مما ينظر إليه على أنه تكريسٌ لانتصار اللااستشراقيين لمصلحة القريبين من (أيباك) AIPAC؛ أي: اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة[7].

 

يقول داني روبنشتاين: "في الماضي كان المستشرقون الأوروبيون المسيحيون هم الذين يزوِّدون الثقافة الأوروبيةَ بالحجج اللازمة لاستعمار الإسلام وقهره، ولقهر اليهود أيضًا وتحضيرهم.

 

أما اليوم، فإن الحركة اليهودية هي التي تنتج جهاز المسؤولين الاستعماريين، وأطروحات اليهود الأيديولوجية عن الذهن الإسلامي أو العربي، هي التي تُطبَّق في إدارة العرب والمسلمين، الأقلية المقهورة ضمن الديموقراطية الأوروبية البيضاء، التي تدعى (إسرائيل)"[8].

 

كما كانت القابلية للاستعمار من قبل - تلك التي نظر لها المفكر المسلم مالك بن نبي رحمه الله تعالى [9] - تأتي القابلية للاتهام بالعنف والإرهاب الآن، ومن هنا يتساءل المرء عند طرح مفهوم القابلية هذه: هل يمكن أن يحقق أبناءُ الأمة دون قصدٍ مباشر منهم ما يصبو إليه أعداؤها؟

 

هذا تساؤل ليستِ الإجابةُ عنه بالإيجاب يسيرةً؛ لأن الإجابة بالإيجاب سوف تقلب الموازين، وتصيب بالصدمة أولئك الذين يحسبون أنهم يُحسنون صنعًا؛ من دعاة الإصلاح السياسي والاجتماعي، من منطلقٍ متطرِّف إلى إحدى الجهتين، أقصى اليمين أو أقصى اليسار، وليس من منطلق ليبرالي[10]، أو من منطلق علماني فحسب، كما يتبادر إلى الذهن.

 

ولذلك يتردَّدُ أن بعض هذه الفئات المتطرِّفة هي صنيعةُ العدو صناعةً مباشرة أو غير مباشرة، أو أنها تُمثِّل العدو في تنفيذ إملاءاته، مع أن هذا اتِّهام في ظاهره مجحفٌ؛ إذ إنه ليس من السهل الإسراع في إلصاق هذه الإطلاقات على مَن بَدَتْ منهم رغبةٌ في التفكير فيها، على امتهان المصطلحات في وقتنا الحاضر، حتى أولئك الذين يلصقون أنفسهم بالليبرالية أو العلمانية، أو ربما ألصقت بهم، لا يظهر أنهم يدركون تمامًا مدلول المصطلح، وربما كانوا أقرب إلى الاعتدال والوسطية الدينية، أو ربما كانوا أقرب إلى أن تنطبق عليهم إطلاقات شرعية توحي بالتقصير في الفهم منهم إلى الليبرالية أو العلمانية؛ ولذلك قد لا يصدق الإطلاق المركب الذي يستخدمه هشام شرابي: العلماني المسلم أو المسلم العلماني[11].

 

وما يطلقه جورج طرابيشي من بذور العلمانية في الإسلام في البعد السياسي خاصة[12].

 

يمكن أن يقارن أثر الرحالة المسلمين في أوروبة - رحلة ابن فضلان مثلًا[13] - بالرحالة المستشرقين إلى الحواضر الإسلامية؛ للتعرف على مدى النظرة إلى الثقافات الأخرى بين الفريقين، مما يحتاج معه إلى دراسة مقارنة، لا يتَّسع لها مقام هذه الوقفات[14].

 

لا تنزع هذه الوقفات إلى التعريج على البعد الإعلامي في ترسيخ الصور النمطية، مع أهمية الإعلام في هذا المسار، فهذا موضوع متشعِّب ومطروق بقوة في المراجع العربية والمعربة، إلا أنه يمكن القول: إن الإعلام في رحلته هذه يُعَدُّ عالةً على الاستشراق الجديد؛ كما سيأتي بيانه.



[1] انظر: كوامن الرغبة في تأنيث الشرق، ص 85 - 108، في: محمد الدعمي: الاستشراق: الاستجابة الثقافية الغربية للتاريخ العربي الإسلامي، مرجع سابق، ص246.

[2] انظر: خلف الجراد: أبعاد الاستهداف الأميركي، دمشق، دار الفكر، 1424هـ/ 2004م، ص 248، ويفرد خلف الجراد الفصل الثاني من كتابه هذا عن (الاستشراق وصناعة الكراهية)، ص67 - 114.

[3] انظر: فاضل الربيعي: ما بعد الاستشراق: الغزو الأمريكي للعراق وعودة الكولونياليات البيضاء، مرجع سابق، ص 15 - 17

[4] انظر: ضياء الدين سردار وميريل وين ديفيز: لماذا يكره العالم أمريكا؟ مرجع سابق، ص 114.

[5] انظر: علي إبراهيم الحمد النملة: ظاهرة الاستشراق: دراسة في المفهوم والارتباطات، الرياض، مكتبة التوبة، 1424هـ/ 2003م، ص 85 - 88.

[6] انظر: أوليفييه روا: أوهام 11 أيلول: المناظرة الإستراتيجية في مواجهة الإرهاب، بيروت، دار الفارابي، 2003م، ص 99.

[7] انظر: أوليفييه روا: أوهام 11 أيلول: المناظرة الإستراتيجية في مواجهة الإرهاب، المرجع السابق ص 100 - 103، وتعود جذور أيباك إلى سنة 1951م، عندما قرر أشعياء كفن - عضو المجلس الصِّهْيَوني الأمريكي، بالتشاور مع بعض زعماء اليهود الصهاينة - تكوين دهلزة (لوبي) صِهْيَوني لدعم الوجود اليهودي في فلسطين المحتلة، فتكونت اللجنة سنة 1954م؛ انظر: خلف الجراد: أبعاد الاستهداف الأميركي، مرجع سابق، ص 131.

[8] انظر: إبراهيم محمد جواد: الصراع بين الغرب والإسلام: من يفجِّره؟ ولماذا؟، مرجع سابق، ص 68.

[9] في مفهوم القابلية للاستعمار، انظر كتابات مالك بن نبي، لا سيما إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي، وشروط النهضة. وانظر أيضًا: إبراهيم رضا: مالك بن نبي وفلسفة الحضارة الإسلامية الحديثة، ثقافتنا، مج 1/ ع2 (شتاء 1425هـ/ 2004م)، ص 185 - 196. وانظر، كذلك: حازم علي ماهر: مالك بن نبي، المسلم المعاصر، مج 30/ ع 118 (رجب، شعبان، رمضان 1426هـ - أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر 2005م)، ص 163 - 189.

[10] شدد فاضل الربيعي على أثر اللبراليين العرب في الإسهام في صناعة الكراهية بين الثقافات من خلال الاستشراق وتبنِّي الأفكار الاستشراقية الجديدة، في تأجيج الوضع في المنطقة، لا سيما في العراق اليوم؛ انظر: أوهام النخبة: إخفاق الليبراليات الجديدة، ص 135 - 187، في: فاضل الربيعي: ما بعد الاستشراق: الغزو الأمريكي للعراق وعودة الكولونياليات البيضاء، مرجع سابق، ص 304.

[11] يفرق هشام شرابي بين العلماني المسلم والعلماني غير المسلم في المجتمع العربي، ويذكر أمثلةً للعلمانيين المسلمين يصعب النظر إليهم على أنهم كانوا كذلك؛ انظر: بروز العلمانيين المسلمين، ص 179 - 211، في: هشام شرابي: المثقفون العرب والغرب: عصر النهضة 1875 - 1914، بيروت، المؤلف، ط5، 1999م، ص 276.

[12] يذكر جورج طرابيشي أن الذي اغتال فرج فودة عندما سأله القاضي: وما معنى علماني؟ أجاب لا أعرف؛ انظر: جورج طرابيشي: بذور للعلمانية في الإسلام، ص 19 - 38، في: جورج طرابيشي: هرطقات عن الديموقراطية والعلمانية والحداثة والممانعة العربية، بيروت: دار الساقي، 2006م، ص229.

[13] انظر: شمس الدين الكيلاني: صورة أوربة في رحلة ابن فضلان: بلاد الخزر، والبلغار، والروس، والإسكندنافيين، التسامُح، ع9 (شتاء 1426هـ/ 2005م)، ص 248 - 281.

[14] انظر: شمس الدين الكيلاني: شغف الرحالة العرب بالتعرُّف على أوربة: التعارف سبيلًا للحوار، ص 142 -167، في: زكي الميلاد، معد: تعارُف الحضارات، دمشق، دار الفكر، 1427هـ/ 2006م، ص226.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة