• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الموقف الوسط

الموقف الوسط
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 11/12/2024 ميلادي - 9/6/1446 هجري

الزيارات: 524

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الموقف الوسط

(الاستشراق بين منحيين .. النقد الجذري أو الإدانة)

 

وتقف فئة ثالثة بين الفئتين، وهي الفئة التي اتَّبعت التفصيل في النقد، وقبلت ما كان مقبولًا، ورفضت ما كان مرفوضًا، ووزنت ذلك كله بميزان العدل والقسط، وإيمانًا بأحقية المؤمن للحكمة أنَّى وجدها. ويغلب على هذه الفئة المتخصِّصون في مجال الدراسات الاستشراقية، أولئك الذين ناظروا المستشرقين وخالطوهم، وأخذوا عنهم، وصبروا على أذاهم، وخاطبوهم بلغاتهم، فأقنعوا منهم مَن اقتنع، وأقاموا الحجَّة على مَن لم يَقتنِع.

 

ويظهر أنَّ هذه الفئة هي الفئة الوسط، التي غلَّبت العِلمية على العاطفة، ولم تُعمِّم في أحكامها، وتعاملت مع كلِّ حال بقدرها من القبول أو الرفض، ولم تخلُ هذه الفئة من نقد صريح لبعض المستشرقين، بعيدًا عن الانبهار والتأثُّر والتسويغ والاعتذار.

 

يقول محمد عوني عبدالرؤوف: (والحق أنَّ المستشرقين ليسوا جميعًا مُنصفين، وليسوا جميعًا متعصِّبين ضدَّ العروبة والإسلام، وهناك من يقف منهم موقفًا وسطًا، فيقوم بدراسة كلِّ ما يقدِّمه المستشرقون من دراسات وآراء وأعمال، فينصف من يستحقُّ الإنصاف، ويضعه في المكان الذي يستحقُّه، وينقد من يستحقُّ أنْ تُستنكر آراؤه، ويعلِّق عليها"[1].

 

ويتَّفق معه في هذه الرؤية عدد من المضطلعين بالدراسات الاستشراقية، ممن لا يرفضون الاستشراق جملة وتفصيلًا، ولا يقبلونه جملة وتفصيلًا، ولكنهم مع النظرة الموضوعية النقدية التي تعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، ويتطلَّب هذا الحكم الموضوعي التعرُّف على الاستشراق بعامَّة قبل إصدار الأحكام بالإيجاب أو السلب، كما هو مضمون رأي محمود حمدي زقزوق في تقديمه لكتاب الاستشراق الألماني: تاريخه ووقائعه وتوجُّهاته المستقبلية، لأحمد محمود هريدي[2].

 

ويذكر من هذه الفئة الأخيرة: محمد غلاب، وجواد علي[3]، ومحمد روحي فيصل، ومحمد كرد علي، وعبدالنبي اصطيف، ومنهم: سامي الصقَّار، ورضوان السيَّد، ومحمود حمدي زقزوق، ومحمد خليفة حسن، وحسن عزُّوزي، وعبدالمحسن عبدالراضي، ومحسن محمد حسين.

 

هذه المواقف المتباينة من الاستشراق زادته غموضًا واضطرابًا، مما أبرز الدعوة إلى ظهور (علم) منبثق عن المواقف من الاستشراق يُعنى بدراسة الغرب، وأعطي هذا التوجُه مصطلح على علم الاستغراب (Occidentalism)[4]، أو ربَّما عبَّر عنه بعض المعنيين بالاستشراق المعكوس، الذي يقوم على (النقد المزدوج)، كما يشير عالم الاجتماع المغربي عبدالكبير الخطيبي (1938 - 2009 م)[5]،الذي أراد أنْ يعرِّف المستشرق (بمعناه النبيل) على أنه (هو ذلك الذي يسهر على فجر الفكر)[6]، والاستغراب أو الاستشراق المعكوس، أو النقد المزدوج هي بدورها مصطلحات غير دقيقة؛ إذ تشتبه عند بعض المتلقِّين المستعجلين بالتغريب (westernization)، مع أنها تختلف عنه، من حيث منطلقهُ، وأهدافهُ وعمقهُ ووضوحهُ في ذهن علماء نقد الاستشراق، ويُمكن أنْ تُعدَّ جملة من الوقفات النقدية مع الاستشراق على أنها اللبنات الأولى (لعلم) الاستغراب أو الاستشراق المعكوس، على ما بين الحركتين من فروق واضحة في توخِّي الموضوعية والحياد[7].



[1] انظر: حاتم الطحاوي: الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية محمد خليفة حسن، الاجتهاد، 50 و51 ربيع وصيف العام 2001 - 1422 هـ، (ص: 321 - 335).

[2] انظر: أحمد محمود هويدي: الاستشراق الألماني تاريخه وواقعه وتوجُّهاته المستقبلية: دراسات مختارة جمعها ونقَلها من الألمانية إلى العربية الدكتور أحمد محمود هويدي، القاهرة: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وزارة الأوقاف، 1420 هـ / 2000 م، (ص: 3 - 4).

[3] انظر: جواد علي: أبحاث في تاريخ العرب قبل الإسلام، مرجع سابق، (1: 65 - 69)، و(2: 473 - 481).

[4] انظر: حسن حنفي: مقدِّمة في علم الاستغراب، القاهرة: الدار الفنية: 1411 هـ / 1991 م، (ص: 22 - 35).

[5] انظر: على عبداللطيف إحميدة: ما بعد الاستشراق؛ مراجعة نقدية في التاريخ الاجتماعي والثقافي، 1990 - 2007، مرجع سابق، (ص: 14).

[6] انظر: ألان روسيُّون: المناقشة الدائرة حول الاستشراق في الساحة الثقافية العربية: العلوم الاجتماعية، (ص: 185 - 229)، في هاشم صالح (مترجم ومعد): الاستشراق يبن دعاته ومعارضيه، مرجع سابق (ص: 261).

[7] انظر: حسن حنفي: مقدِّمة في علم الاستغراب، مرجع سابق، (ص: 32).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة