• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العلاقات الحضارية

العلاقات الحضارية
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 8/9/2024 ميلادي - 4/3/1446 هجري

الزيارات: 1318

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العلاقات الحضارية

 

مما يتردد كثيرًا في أدبيات الاتصال المكثف بين الشرق والغرب انطلاقته من بين الحروب كـ "حروب الفرنجة"، أو ما تعارَف عليه الغربيون بالحملات الصليبية، وحركات الهيمنة الغربية على الشرق، من خلال الاستعمار الذي دام قرونًا، تخللته حركات جهاد ومقاومة عربية وإسلامية ضد الوجود الأوروبي الغربي في البلاد العربية والإسلامية المستعمرة.

 

ومع هذه الهيمنة في القرون الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر الهجرية الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين الميلادية لم تخلُ هذه العلاقة الحضارية من تأثر المهيمِنين بالمهيمَن عليهم، أي تأثر المستعمِر بالمستعمَر، أو من وجه آخر: تأثير المستعمَر في المستعمِر؛ فقد تأثر المستعمِرون الغربيون إيجابًا بالثقافة الإسلامية[1]، على خلاف نظرية عبدالرحمن بن خلدون المشهورة من تأثر المغلوب بالغالب، وتأثير الغالب على المغلوب.

 

ومع هذا النمط من الهيمنة لم يتحدد موقف غربي واحد وموحدٌ بالكامل تجاه الإسلام والمسلمين والشرق والاستعمار والهيمنة[2]، مما يؤكد دائمًا أن الغرب ليس غربًا واحدًا، بل هو غرب وثانٍ وثالث،فهناك الغرب الأدنى بالنسبة للشرق "أوروبا الشرقية"، والغرب الأوسط "أوروبا الغربية"، والغرب الأقصى "أمريكا" الشمالية والوسطى والجنوبية،وداخل الغرب الواحد تفريعات.

 

يلي ذلك في الزمان محاولات الهيمنة في مرحلة ما سمي بالقطب الواحد، لا سيما بعد انتهاء الحرب الباردة بعد أُفول الاتحاد السوفييتي مع مطلع العقد الثاني من القرن الخامس عشر الهجري العقد العاشر من القرن الميلادي العشرين المنصرم، وسيطرة المحافظين الجدد على هذا القطب المتفرد بالهيمنة رغمًا عن محاولات التنصل منها من قِبل دول الغرب المتوسط، مثل فرنسا وألمانيا.

 

الذي ينحو هذا المنحى ينظر بطرف خفي إلى الاتصال الحربي السياسي الاستعماري فقط بين الشرق والغرب، إلا أنه يمكن أن تعود فكرة الاتصال الحضاري والمدني والثقافي[3] مع الغرب إلى ما قبل ذلك بكثير[4]؛ إذ إن العرب كانوا على اتصال بالبيزنطيين واليونان والفرس والهند قبل الإسلام، واتخذ الروم الغساسنة من العرب حليفًا لهم؛ لوقايتهم من بقية العرب في جزيرة العرب، كما اتخذ الفرس من المناذرة العرب حليفًا لهم؛ لوقايتهم من العرب كذلك،وبغض النظر عن الغرض من هذا الاحتكاك الثقافي الذي قيل عنه: إنه إنما قام للدفاع عن الإسلام بالتعرف أولًا على الثقافات الأخرى المعاصرة[5]، فإنه كانت هناك في القرون الأولى للإسلام صلات ثقافية مزدهرة بائنة الازدهار في القرنين الثاني والثالث الهجريين.

 

كانت لدى العرب في جزيرة العرب رحلة الصيف التجارية "الإيلاف" إلى ديار الشام، التي كان يحكمها البيزنطيون، وصحب هذه الرحلات احتكاكات ثقافية وحضارية،ولا يقتصر الأمر في العلاقة على العرب، بل إن أمم الشرق كالفرس والهنود والصينيين كانوا على علاقة بالغرب الأدنى "الإغريق" الذي لم يكن يرى نفسه أنه غرب محضٌ، كما أنه لم يكن يرى نفسه أنه شرق كذلك، وإن صنَّفه الغربيون على أنه الشرق الأدنى[6]،فلم "يكن الانقسام بين الشرق والغرب حادًّا حقيقةً مثلما بدا لاحقًا لكثير من المفكرين والباحثين الأوربيين"[7].

 

اتصل المسلمون بالبيزنطيين مع انطلاقة الإسلام من خلال الوفود التي بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأمم المجاورة يدعوها إلى الإسلام[8]،ثم قامت مناوشات بين المسلمين والروم في آخر أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلال الخلافة الراشدة، مما هو معلوم في مصادر التاريخ الإسلامي.

 

ألقى هذا الأسلوب في الاتصال بظلاله على هذه العلاقات الحضارية إلى اليوم، بحيث لا تكاد تقف على منتج فكري، غربيًّا كان أم شرقيًّا، إلا ويعطي هذه المدة الطويلة اهتمامًا في تأثير الشرق على الغرب، ثم تأثير الغرب على الشرق، بما في ذلك إسهامات جورج فيلهم فريدريش هيجل (1770 - 1830م) وأزوالد شبنجلر (1880 - 1936م) وأرنولد توينبي (1889 - 1975م) واليكسيس كارلايل؛ إذ لم تقتصر العلاقة بين الشرق والغرب على الحروب والمناوشات، بل صحِب ذلك تبادل ثقافي وحضاري ومدني، برز فيه عامل التأثُّر والتأثير بوضوح،واستمرت التبادلات الحضارية بين المسلمين وغير المسلمين من الشرق الهندي والفارسي والغرب البيزنطي، اللذين بدأت العلاقة بينهما قبل 490 قبل الميلاد حين هزم الإغريق الفرس في معركة الماراثون[9].

 

انطلق المسلمون يلتمسون الحكمة في غير الإلهيات في هذه الحواضر العالمية شرقًا وغربًا، وينشرون الحكمة الإلهية النازلة في كتاب كريم، وتمكنوا، من منطلق الأخذ والعطاء، من الحوار مع هذه الحضارات من خلال النقل والترجمة عن طريق اللغة السريانية، أو مباشرة من الفارسية أو الهندية أو الإغريقية، كما هو معلوم في هذا المجال من الاتصالات الحضارية[10].

 

بقدر ما يكون هناك توظيف إيجابي وفاعل لهذا الأسلوب في العلاقات الحضارية بين الشرق والغرب، وبقدر ما يسعى بعض المَعْنيين بالتعايش الحضاري بين الشرق والغرب، تظهر على الساحة الفكرية الشرقية والغربية بعض الإسهامات الفكرية المتطرفة التي تنكأ الجراح، لتؤكد استمرار منهج الحروب الصليبية في وقتنا الحاضر، وأنَّ ما يصرح به بعض القادةِ السياسيين والدِّينيين الغربيين من استحضار لهذا المنهج لا ينبئ عن زلة لسان فحسب[11]،ومن ذلك ما صرح به وزير الإعلام الصربي أثناء الفتنة على البوسنة والهرسك في العقد الثاني من القرن الخامس عشر الهجري، العقد العاشر من القرن العشرين المنصرم بقوله: "نحن طلائع الحروب الصليبية الجديدة"[12]، ومنه ما صرح به الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء 22/ 6/ 1422هـ الموافق 11/ 9/ 2001م، وما صرح به رئيس الوزراء الإيطالي بعد ذلك، وما يصرح به بعض القيادات الدينية المسيحية،ومع هذا فإن "جهود المثاقفة المعكوسة قد انتعشت كثيرًا خلال نصف القرن الأخير بما يفيد كثيرًا في حوار الحضارات لدى الإقرار بالتفاعل الثقافي بين الأجناس والشعوب والأمم جميعًا"[13].

 

تأخذ هذه الإسهامات طابع التعميم على الغرب، بما في ذلك الغرب الأدنى، وألمانيا من الغرب الأوسط التي لم يتضح منها أنها مارست أثرًا واضحًا في الحروب الصليبية أو في حِقبة الاستعمار، مقارنةً بما مارسته بقية أقاليم الغرب الأوسط "أوروبا الغربية"، دون أن يُتجاهَل معه انطلاق بعض الحملات الصليبية من الأراضي البلقانية والألمانية.

 

أدَّى هذا إلى أن تكون العلاقة الشرقية بالألمان ذات طابع يتميز عن بقية دول أوروبا الغربية أو دول الغرب الأوسط؛فهي علاقة حضارية تبادلية تقوم في انطلاقتها على التعاون والتحالف الحضاري أكثر من كونها علاقة توجُّس بين غالب ومغلوب، كما هو الإحساس الذي فرضَتْه بقية دول أوروبا الغربية، أو دول الغرب الأوسط[14].

 

كانت العلاقات بين الألمان والعرب والمسلمين تكامليةً؛ لأنها نظرت إلى أن الأصل في بناء الحضارات هو المشاركة في جهود البناء وعمارة الدنيا بالفكر والعلم والجسم،ويؤكد تاريخ الحضارات أن مسألة الاستعانة بإمكانات الأمم المتعاصرة كان ديدنًا في بناء الحضارات، بحيث يتعذر حصر بناء الحضارات على أمة أو شعب أو عِرْق دون مساعدة، بأي شكل من أشكال المساعدة في القوى البشرية أو في الخامات الطبيعية أو في الثروات الحيوانية، من ثروات وأمم وشعوب وأعراق أخرى معاصرة لها أو سابقة عليها[15].

 

تُستحضَر هنا عبارة السيد محمد الشاهد: إن التأثُّر دليل حيوية المتأثر واستعداده، والتأثير دليل قوة المؤثِّر وقبوله؛فكل فكر حي يتأثر بما سبقه وبما يعاصره، ويمكنه أن يؤثر فيما يعاصره كذلك أو يلحقه، إذا توفرت في هذا الحي عناصر القوة، ووجد في المتأثر شروط التأثُّر، مثل الانفتاح والتمكن من لغة المؤثِّر وثقافته وفكره[16]،بالإضافة إلى القوة الذاتية الكامنة في المُثُل والمبادئ والنظرة المنصِفة للحضارات الأخرى المستدعية للتأثُّر القابلة للتأثير، دون اللجوء إلى الكيل بمكيالين في تصدير هذه المُثُل والمبادئ، بحيث يراد لها أن تقتصر على اتجاه واحد يؤثر ولا يتأثر، يعطي ولا يأخذ، بل ربما قيل: يُمْلي ولا يستملي، كما هو مسار العولمة اليوم، ودون التنازل عن الثوابت التي هي العامل الحاسم في رحلة التأثير، كما هي العامل الحاسم في الدعوة إلى التأثُّر[17].

 

الحضارة الإسلامية في قرونها الأولى لم تُغفِل هذا البُعد، فاستأنست بمفهوم التعارف بين الشعوب، بحكم أن التعارف بين الأم هدفٌ من أهداف هذا الوجود، واستعانت بالحضارات المجاورة المعاصرة والسابقة، لا سيما في علوم الدنيا، وكانت الاستعانة مباشرة أو عن طريق السريان - كما مر ذِكره - الذين كوَّنوا من أنفسهم ومِن مدارسهم ومكتباتهم جسرًا عبرت منه ثقافة الروم والفرس إلى المسلمين[18].

 

وربما تخطت العلاقة الاستعانة والتعارف إلى النظر في التعاون والتحالف الحضاري لمواجهة التغيرات الفكرية التي تهدد الأمن والتنمية[19]،ولا يذكر تاريخ العلوم عند المسلمين أن مسألة الاستعانة بالعلوم والحضارات الأخرى كانت مجالًا للجدل القائم على الرفض المطلق للحضارات السابقة والمعاصرة،وليس هذا مجال الاستشهاد وتعداد صنوف هذه الاستعانة، مما هو مبثوث في مصادر تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين[20].

 

إلا أن تأثر المسلمين بالحضارات المجاورة كان مرتكزًا على الإفادة من العلوم الطبيعية والتطبيقية والبحتة (علوم الدنيا) وبعض من الآداب التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية، ونسبت إلى الآداب العربية (ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة، والسند هند نامه نماذج)[21]، دون التأثُّر بالضرورة في مجالات العلوم الإسلامية العقدية والشرعية (علوم الدين أو الإلهيات)، رغم محاولات بعض المستشرقين تتبُّع العقيدة والشريعة ومماثلتها بالتعاليم اليهودية والنصرانية؛ إذ إن المماثلة الحاصلة إذا أخذت بحسن نية آتيةٌ مِن كون هذا التشريع يكاد يكون هو هو في جميع الرسالات السماوية، من منطلق المقولة المشهورة: شرع من قبلنا شرع لنا إلا ما ورد فيه نسخ، ومن منطلق أصولي كذلك يقوم على قاعدة: أن مقاصد الأحكام مصالح الأنام، ومصالح الأنام في عمومياتها متطابقة؛ فالشارع واحد، والمشرَّع له بطبيعته البشرية واحد، والمشروع المراد تمثُّله واحد، والمنفعة من هذه الأحكام والتعاليم والتشريعات في أوامرها ونواهيها واحدة[22]، وعلى اعتبار أنه "لم يوجد قط في تاريخ الفكر الإنساني خطاب فكري خالص، بل كان الخطاب الفكري مرتبطًا بعقائد غيبية كان مصدرها مجهولًا في بعض الأحيان ومعلومًا في أحيان أخرى،وسوف يظل الارتباط بين شقي الخطاب الفكري والفلسفي قائمًا إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها"، كما يقول السيد محمد الشاهد[23].

 

إذا كثرت الأقوال والنظريات التي ترجع الإسلام إلى اقتباسات من أديان ونِحَل سابقة، وإذا روج لهذا رهطٌ من المستشرقين بقصد السعي إلى إضعاف مصدرية هذا الدين، وأنه متأثر بجملته بالأديان والملل والنِّحَل السابقة عليه والمعاصرة له، فإن بعض الباحثين الذين نعدهم من المنصفين قد توصلوا إلى أن هذه الديانات والملل والنِّحل قد تأثرت بالإسلام بعد ظهوره؛ فهذه الكنفوشية تأخذ من الإسلام بوضوح، وهؤلاء القرَّاؤون من اليهود يأخذون من الإسلام، وإن كانت اليهودية قد سبقت الإسلام والنصرانية، فقد تأثر مؤسس القرائية عدنان بن داود بالمذهب الحنفي، حينما التقى بالإمام أبي حنيفة النعمان في السجن قبل أن يؤسس عدنان بن داود مذهبه وحركته، فكان في حركته صدًى لهذا المذهب[24].

 

على أن اللقاء الذي تم بين الإمام أبي حنيفة النعمان ومؤسس القرائية عدنان بن داود قد يستغل عكسيًّا، على الطريقة المعتادة في التقليل من تأثير الإسلام على الثقافات الأخرى، والتكثير من تأثر الإسلام بالثقافات الأخرى[25].

 

الحضارة المعاصرة المتمثلة بالثورة الصناعية التي انتقلت إلى الغرب لم تنشأ دون التأثُّر والاستعانة، "الذين غالَوْا في دراسة المؤثِّرات الأجنبية في الفلسفة والثقافة الإسلاميتين، ونسُوا أو تناسَوا دراسة الظاهرة الفلسفية الإسلامية كموضوع بحث مستقل، يجب أن يدرس في إطار بيئته وضمن الشروط الموضوعية التي نشأ وترعرع فيها"[26]،ومن شروطه الموضوعية: الاستغناء عن البحث في الإلهيات، والتركيز على العلوم الطبيعية.

 

قام الفكر الإسلامي الذي يدعوه البعض بالفلسفة الإسلامية بتهذيب التراث السابق وتحقيق نتائجه القديمة وصحَّحها، وأضاف إليها الحقائق العلمية الحديثة[27]،وذلك على رأي السيد محمد الشاهد أيضًا من منطلق "أن جدلية التأثُّر والتأثير بين الحضارات لا تسير في خط مستقيم، بل تأخذ الشكل الدائري، حيث يصبح الكل متأثرًا ثم مؤثرًا، فيما يشبه تصور أرسطو طاليس للحركة التي تسير في شكل دائري، تبدأ بالمحرك الأول وتنتهي إليه مدفوعة بما أسماه العِشق؛ أي عِشق الحركات لمحركها الأول،وهي في سعيها إلى معشوقها تتحرك بسابقتها وتحرك لاحقتها؛فالحضارات تبعًا لهذا التصور ذات طبيعة تكاملية، لا تصادمية، ترتبط كل منها بغيرها مرةً متأثرةً، وأخرى مؤثرة"[28].

 

ليست أوروبا شرقيها وغربيها هي محور الحضارة البشرية، وليست الثقافة اليونانية أصلًا من أصول الثقافة العربية الإسلامية، كما يزعم بعض مؤرخي العلوم والحضارات؛ فالثقافة العربية الإسلامية قرأت الثقافات الأخرى الغربية والشرقية "في ضوء قناعتها وتصوراتها المستمدة من النصين المؤسسين لهويتها: القرآن والسنة، قراءة نابعة من مقومات الذات من مركز قوة، دون عجز أو انبهار أو استلاب"[29].

 

في هذا دحضٌ لبعض المسلَّمات المزيفة والمحيرة عند تناول قضية التأثُّر والتأثير،يقول السيد محمد الشاهد: "إن التاريخ الفكري والعقدي للبشرية خضع - ولا يزال يخضع، وسوف يظل خاضعًا - لتأثير التأويلات المتعسفة من بعض مؤرخي الفكر والحضارات الإنسانية، ولا أستثني من ذلك أية دائرة حضارية"[30].

 

مارست أوروبا نفسها في شرقها، أو ما يمكن أن يطلق عليه الغرب الأدنى، دور الصلة أو الجسر بين الشرق والغرب،تمثل ذلك من خلال مسلمي البلقان والبوسنة والهرسك وكوسوفا على وجه الخصوص التي مارست جسرًا مزدوجًا من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق[31].

 

لا عبرة بتجاهل بعض مؤرخي العلوم الغربيين لهذا العامل المهم في التأثُّر والتأثير، ومن ثم تجاهل بعض مناهج التعليم العام في المدارس الأوروبية، وبعض الإسهامات الاستشراقية في تاريخ العلوم والآداب، التي تعمدت تجاوز الحضارة الإسلامية في التأثير، وسعت إلى حصر الحضارة في أوروبا من اليونان إلى أقصى الغرب[32]،و"تؤكد دراسة تراث الإنسانية الباقي أن التفاعل بين الشعوب والثقافات والحضارات لم تخفِتْ أنواره، وأن الإسلام وثقافته العربية أثَّرَا أيما تأثير في العمران البشري، فتبنَّى مفكرون ومبدعون منصفون إسهام العرب والإسلام الحي في حضارة الإنسان من ول ديورانت في سفره الضخم "قصة الحضارة" إلى زيغريد هونكه في كتابها الشهير "شمس العرب تسطع على الغرب"[33].

 

ينقل جون إم.هوبسون عن إريك وولف قوله: "لقد علمونا داخل الفصول الدراسية وخارجها أنه يوجد كيان يسمى الغرب، وأننا يمكن أن نفكر في هذا الغرب بصفته مجتمعًا وحضارة مستقلةً عن مجتمعات وحضارات أخرى [مثل الشرق] ومعارضةٍ لها".[34]


لا تعدم وجود لمسات إسلامية ووجود مسلمين وموارد طبيعية خام جاءت من الشرق، وأسهمت في بناء هذه الحضارة الصناعية، من الخبرات إلى الحرفيين والمواد الخام، بحيث كوَّن المسلمون من أصول ولغاتٍ مختلفة وجودًا ظاهرًا في الحياة الغربية، "فلم يمهد الغرب لنهضته بشكلٍ مستقل عن المساهمة الشرقية، حيث لم يكن ممكنًا أن يحقق نهضته دون مشاركة الشرق"[35]،يجسد الشاعر الألماني الشهير ولفجانج جوته (1749 - 1832م)،هذا الشعور بقوله: "إن الشرق والغرب لله، وليس لهما أن يفترقا بعد الآن"[36]،وهو يرد بهذا ضمنًا على الشاعر الإنجليزي روديارد كيبلنج المولود بالهند 1865 - 1936م: الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا،بل إنه يذهب إلى أكثر من ذلك في موقفه المنصف من الإسلام وحضارته حينما يتغنى بالإسلام بقوله:

إن يكُ الإسلامُ معناه القنوت
فعلى الإسلام نحيا ونموت[37]

يختم هذا المنحى في التوكيد أن المصطلح المتداول في تأريخ العلوم يأخذ التعبير عنه بالآداب بالمفهوم الشامل للآداب المعتبر لدى المؤرخين المستشرقين والغربيين ومَن حذَا حذوهم من مؤرخي العلوم من العرب،والمقصود به عدم الاقتصار على ما هو معهود من الأدب لدى المؤرخين المسلمين الأوائل.

 

على أن المؤرِّخين المسلمين الأوائل استخدموا الأدب والآداب مصطلحينِ مرادفين للثقافة والثقافات،كما استخدموا الأدب والتأديب بمعنى التربية، من منطلق ما ينقل عن المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"[38].

 

ومنه الآدِبُ والمأدُبة، كما في قول الشاعر العربي طَرَفة بن العبد:

نحن في المَشْتاةِ نَدْعو الجَفَلى
لا ترَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرُ

وإذا كان قد قيل: إن بعض المؤرخين والمستشرقين الغربيين قد تجاوزوا المرحلة الإسلامية في التأثير الثقافي فإن من المستشرقين من أرخ للتراث العربي فتجاوز - تجاهلًا منه - تأثير صدر الإسلام وعهد بني أمية بما يصل إلى مائتي سنة،فهذا هاملتون ألكسندر جيب (1895 - 1971م) يؤرخ للأدب العربي فيقفز من العصر الجاهلي إلى العصر العباسي،الصيد أبو ديب: "غير أن هذا التقسيم لم يخلُ في نظري من غمزات استشراقية! إذ غض الطرف من عصر ابتداء ظهور الإسلام والدولة الأموية، وتجاوزه مباشرة إلى عصر الدولة العباسية الذي نظر إليه من خلال فترتين تاريخيتين؛ الأولى عمرها خمسة وثلاثون عامًا في حين أن الثانية امتدت قرابة مائة سنة"[39].

 

تبع بعض مؤرخي التراث العربي الإسلامي من العرب أنفسهم هذا المنهج الاستشراقي في القفز عن تاريخ تأثير الحضارة الإسلامية على ما لحقها من حضارات، بما في ذلك تغافُل بعض المؤرخين لتأثير القرآن الكريم في الفكر المنفتح والعلم[40].

 

على أي حال، سرى هذا التقسيم للآداب العربية أو الحضارة الإسلامية الذي ابتكره المستشرقون النمساويون، وليس الإيطاليين، وأخذه عنهم المستشرقون الألمان، وأخذه عنهم بقية المستشرقين، وأخذه عن المستشرقين مؤرخو العلوم من العرب المتأخرين،يقول الصيد أبو ديب: "وكثيرة هي الكتب والمصنفات التي وضعها المؤلفون العرب في تاريخ الأدب العربي أو في فترات محددة منه، تؤكد جميعها أن أصحابها أخذوا بالمنهج الاستشراقي في دراسة الأدب العربي بتقسيمه إلى عصور، وتناولوا كل عصر بالدراسة المفصلة، كما تعددت - فيما بعد - الدراسات والبحوث التي لم تخرج في مسارها عن ذلك المنهج، مما عده البعض أمرًا جديدًا في تلك الفترة"[41]،وينقل الصيد أبو ديب عن محمد عبدالمنعم خفاجي قائمة من تلك الإصدارات، يضيف إليها عددًا آخر منها.



[1] انظر: زكاري لوكمان. تاريخ الاستشراق وسياساته/ ترجمة شريف يونس - القاهرة: دار الشروق، 2007م - ص 72 - 75.

[2] انظر: زكاري لوكمان. تاريخ الاستشراق وسياساته - المرجع السابق - ص 426.

[3] في تحرير الإشكال في المصطلح "الحضارة" انظر المناقشة المستفيضة: الحضارة بين إشكاليات الترجمة وتعدد المفاهيم - ص 9 - 28 - في: محمد جلاء إدريس. العلاقات الحضارية - دمشق: دار القلم، 1424هـ/ 2003م - ص 176.

[4] في التفريق بين الحضارة والمدنية ينظر إلى الحضارة على أنها مجموعة المفاهيم والمُثل و"القيم" النابعة من وجهة النظر إلى الحياة، ووجهة النظر هذه تكون نابعة من أحكام أو تعليمات إلهية أو وضعية. أما المدنية فينظر إليها على أنها مجموعة الأشكال المادية والفنية التي تعد في الأصل للاستعمال، أو لجعلها مظاهر معبرة عما توصل إليه الإنسان في مجالات التقدم والاكتشاف العلمي والفني. انظر: سميح عاطف الزين. عالمية الإسلام ومادية العولمة - بيروت: العالمية للكتاب، 1423هـ/ 2003م - ص 203.

[5] انظر: السيد محمد الشاهد. رحلة الفكر الإسلامي من التأثر إلى التأزم - مرجع سابق - ص 45.

[6] انظر: سيار الجميل. العولمة الجديدة والمجال الحيوي للشرق الأوسط: مفاهيم عصر قادم - بيروت: مركز الدراسات الإستراتيجية والبحوث والتوثيق، 1997م - ص 73 - 75.

[7] انظر: زكاري لوكمان. تاريخ الاستشراق وسياساته - مرجع سابق - ص 53.

[8] انظر: خالد سيد. رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء والقبائل - الكويت: مكتبة دار التراث، 1407هـ/ 1987م - 128 ص.

[9] انظر: زكاري لوكمان. تاريخ الاستشراق وسياساته - مرجع سابق - ص 141.

[10] انظر: محمد عبدالحميد الحمد. حوار الأمم: تاريخ الترجمة والإبداع عند العرب والسريان - دمشق: دار المدى، 2001م - 531 ص.

[11] لعل من آخر ما صدر حول الحروب الصليبية من وجهة نظر غربية كتاب Blackwater: The Rise of the World's Most Powerful Mercenary Army لجيرمي سكيل Jeremy Scahill، نشرته بنيويورك: Nation Books سنة 2007م، في 464 صفحة، حيث يستحضر مفهوم فرسان مالطة، بوجود شركات "أمنية" من المرتزقة تمارس مفهوم الحروب الصليبية في العراق، وتثير النعرات الطائفية بين المسلمين؛ بهدم بيوت العبادة، واغتصاب المواطنين، والقتل الجماعي، وينفق عليها من عائدات النفط العراقي التي وصلت إلى مائة مليار (100,000,000,000) دولار، وقد أدى هذا النمط في التعامل إلى الدعوة إلى إعادة النظر في الاستعانة بهذه القوة في العراق، وقد ترجم الكتاب إلى اللغة العربية بعنوان: بلاك ووترز: أخطر منظمة سرية في العالم، ونشرته في بيروت في طبعته الثانية: شركة المطبوعات، سنة 2008م، في 521 ص. وانظر في المرتزقة: باسل يوسف النيرب. المرتزقة: جيوش الظل - الرياض: مكتبة العبيكان، 1429هـ/ 2008م - 158ص. وانظر كذلك: مجدي كامل. بلاك ووتر: جيوش الظلام، المرتزقة الجدد وفن خصخصة الحرب، بزنس الموت على الطريقة الأمريكية - دمشق: دار الفكر، 2008م - 368 ص.

[12] انظر: مهدي رزق الله أحمد. الحملات التنصيرية في العالم الإسلامي: أهدافها وبرامجها (خاصة العالم العربي: السودان ومصر والعراق والجزائر، نماذج) - ص 317 - 388 - في: مجلة البيان ومبرة الأعمال الخيرية بالكويت. مؤتمر تعظيم حرمات الإسلام - الرياض: مجلة البيان، 1428هـ/ 2007م - 809 ص.

[13] انظر: عبدالله أبو هيف. المثاقفة والمثاقفة المعكوسة في الاستشراق: تأثير الثقافة العربية الإسلامية أنموذجًا - الكلمة - مرجع سابق.

[14] دعا رئيس وزراء إسبانيا خوسيه ثاباتيرو في 19/ 1/ 1425هـ - 11/ 3/ 2004م إلى التحالف الحضاري من خلال قيام منتدى التحالف، وأيده عليه رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، وتبنت الأمم الـمتحدة هذه الدعوة. وعقد اللقاء الثاني للمنتدى في 7 - 8 محرم 1429هـ/ 15 - 16 يناير 2008م. انظر في فكرة التحالف الحضاري: سعيد اللاوندي. أمريكا - أوروبا: سايكس بيكو جديد في الشرق الأوسط، ملامح أولية لوفاق دولي جديد - القاهرة: نهضة مصر، 2006م - ص 159 - 167.

[15] انظر: عبدالرحمن بدوي. دور العرب في تكوين الفكر الأوروبي - القاهرة: مكتبة الأسرة، 2004م - 256 ص.

[16] انظر: السيد محمد الشاهد. صلة التأثير والتأثر بين الحضارة الإسلامية وغيرها - في: المؤتمر الرابع عشر: حقيقة الإسلام في عالم متغير. في الفترة من 8 - 11 ربيع الأول 1423هـ الموافق 20 - 23 مايو 2002م - مرجع سابق - ويذكر أن التأثير دليل حيوية المتأثر، والتأثير دليل قوة المؤثر. والمتوقع من العبارة هي ما أثبت أعلاه.

[17] انظر: عبدالله علي العليان. الإسلام والغرب وضرورات الحوار العقلاني المتوازن - صحيفة الحياة - ع 16479 (السبت 12/ 5/ 1429هـ - 17/ 5/ 2008م) - ص 33.

[18] انظر: برسوم يوسف أيوب. أول جسر عبرت منه ثقافة الروم والفرس إلى العرب - المجلة العربية - مج 4، ع 1 (5/ 1400هـ) - ص 88 - 92.

[19] انظر: تحالف الحضارات أم تحاربها؟ - ص 341 - 350 - في: جورج قرم. المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرين - بيروت: دار الفارابي، 2007م - 407 ص.

[20] انظر: علي بن إبراهيم النملة. النقل والترجمة في الحضارة الإسلامية - ط 3 - الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، 1427هـ/ 2006م - 204 ص.

[21] انظر: البحث في تأثر وتأثير الأدب العربي - ص 575 - 597 - في: أحمد سمايلوفتش. فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر - القاهرة: دار الفكر العربي، 1418هـ/ 1998م - 780 ص.

[22] تحاول الباحثة هافا لازاروس - يافه أستاذة الدراسات اليهودية الوسيطة في الجامعة العبرية في القدس إيجاد وجوه التأثير بين التعاليم اليهودية والتشريع الإسلامي. انظر: هافانا لازاروس - يافه. الفكر الإسلامي والفكر اليهودي: بعض جوانب التأثير الثقافي المتبادل - الاجتهاد - مرجع سابق - ص 179 - 209.

[23] انظر: السيد محمد الشاهد. صلة التأثير والتأثر بين الحضارة الإسلامية وغيرها - في: المؤتمر الرابع عشر: حقيقة الإسلام في عالم متغير. في الفترة من 8 - 11 ربيع الأول 1423هـ، الموافق 20 - 23 مايو 2002م - مرجع سابق.

[24] انظر: محمد جلاء إدريس. التأثير الإسلامي في الفكر الديني اليهودي - القاهرة: مكتبة مدبولي، 1993م - 144ص.

[25] انظر: مايكل هاملتون مورجان. تاريخ ضائع: التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه - مرجع سابق - 302 ص.

[26] انظر: إبراهيم العاتي. إشكالية المنهج في دراسة الفلسفة الإسلامية - مرجع سابق، - ص 16.

[27] انظر: أحمد سمايلوفتش. فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر - مرجع سابق - ص 577.

[28] انظر: السيد محمد الشاهد. صلة التأثير والتأثر بين الحضارة الإسلامية وغيرها - في: المؤتمر الرابع عشر: حقيقة الإسلام في عالم متغير. في الفترة من 8 - 11 ربيع الأول 1423هـ، الموافق 20 - 23 مايو 2002م - مرجع سابق.

[29] انظر: عباس أرحيلة. الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين إلى حدود القرن الثامن الهجري - الرباط: جامعة محمد الخامس، 1991م - 700 ص - (رسالة علمية عرض لها محمد همام).

[30] انظر: السيد محمد الشاهد. صلة التأثير والتأثر بين الحضارة الإسلامية وغيرها - في: المؤتمر الرابع عشر: حقيقة الإسلام في عالم متغير. في الفترة من 8 - 11 ربيع الأول 1423هـ، الموافق 20 - 23 مايو 2002م - مرجع سابق.

[31] انظر: محمد الأرناؤوط. إسلام البوسنة: جسر أوروبا إلى العالم الإسلامي - التسامح - ع 12 (خريف 1426هـ/ 2005م) - ص 273 - 282.

[32] انظر: محمد السماك. عندما احتل المسلمون جبال الألب - التسامح - ع 13 (شتاء 1426هـ/ 2006م) - ص 254 - 280. ففي هذا العرض ما يثبت تأثير المسلمين في وسط أوروبا. واتكأت الدراسة هذه على كتاب مانفرد وينر: الوجود العربي - الإسلامي في وسط أوروبة في العصر الوسيط.

[33] انظر: عبدالله أبو هيف. المثاقفة والمثاقفة المعكوسة في الاستشراق: تأثير الثقافة العربية الإسلامية أنموذجًا - الكلمة - مرجع سابق.

[34] انظر: جون إم هوبسون. الجذور الشرقية للحضارة الغربية/ ترجمة منال قابيل.- القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 1427هـ/ 2006م - ص 12.

[35] انظر: جون إم هوبسون. الجذور الشرقية للحضارة الغربية - المرجع السابق - ص 13.

[36] انظر: حسن الأمراني. أيها الغرب، أين مشرقك؟ - ص 116 - في: مصطفى سلوي. الخطاب الاستشراقي في أفق العولمة: يوم دراسي - وجدة: جامعة محمد الأول، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2003م - 166 ص.

[37] صاغت هذا البيت آنا ماري شمِّل في مقدمتها لكتاب: مراد هوفمان. الإسلام كبديل - الكويت: مجلة النور، 1413هـ/ 1993م - ص 18، وانظر العبارة بصيغة أخرى: "إننا أجمعين، نحيا ونموت مسلمين". في الفصل الثاني: جوته والإسلام: العلاقة بالإسلام الأسس العقلية والتاريخية - ص 177 - 323 - في: كاتارينا مومزن. جوته والعالم العربي/ ترجمة عدنان عباس علي، مراجعة عبدالغفار مكاري - الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1415هـ/ 1995م - 386 ص - (سلسلة عالم المعرفة؛ 194).

[38] قال ابن تيمية: لا يعرف له إسناد ثابت. أحاديث القصاص (78). وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة (1020). والفتني في تذكرة الموضوعات (87).

[39] انظر: الصيد أبو ديب. من مظاهر التأثر والتأثير في الفكر العربي المعاصر: نظرات في تقسيمات المستشرقين ومؤرخي العرب لتاريخ الأدب العربي - مجلة كلية الدعوة الإسلامية (ليبيا) - ع 18 (2001م) - ص 306 - 345.

[40] انظر: مايكل هاملتون مورجان. تاريخ ضائع: التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه - مرجع سابق - 302 ص.

[41] انظر: الصيد أبو ديب. من مظاهر التأثر والتأثير في الفكر العربي المعاصر: نظرات في تقسيمات المستشرقين ومؤرخي العرب لتاريخ الأدب العربي - مجلة كلية الدعوة الإسلامية - مرجع سابق - ص 306 - 345.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة