• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الخلاصة والنتيجة من كتاب صدام الثنائيات افتعال الصراع بين الملتقيات

الخلاصة والنتيجة من كتاب صدام الثنائيات افتعال الصراع بين الملتقيات
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 2/9/2024 ميلادي - 27/2/1446 هجري

الزيارات: 887

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخلاصة والنتيجة من كتاب صدام الثنائيات افتعال الصراع بين الملتقيات

 

1- من سنن الله في هذا الكون بناؤه في الدنيا والآخرة على منظومة الثنائية في معظم مقوِّمات الحياة، بل إنَّ الدنيا والآخرة في ذاتهما ثنائيتان لكلٍّ منهما وظائفه، ولكلٍّ منهما متطلَّباته. وتنتظم هذه الثنائيات الكونية في عدم استغناء أحد طرفيها عن الطرف الآخر. وقد تكون الثنائية ثنائيةَ تضادٍّ أو ثنائيةَ اختلافٍ أو ثنائيةَ تقابُلٍ. والوحدانية مخصوصة في هذا السياق وفي غيره لله تعالى الذي لم يتَّخذ صاحبةً ولا ولداً ولا شريكَ له في الملك.

 

2- من الثنائيات ما يجب فيها أنْ تلتقي ليعمرَ الكون، ومنها ما يحسن لها أنْ تلتقي، ومنها ما لو التقت لفسد الكون. فكلٍّ منها له وظيفته التي خلقها الله تعالى لها وسخَّرها لها. فالذكر لن يكون أنثى والأنثى لن تكون ذكرًا.

 

والبحر لا يكون يابسةً واليابسة لا تكون بحرًا، إلا بفعل الإنسان وعوامل التعرية الكونية. ولو حاول الإنسان أنْ يقوم بوظيفة الثنائي الآخر فلن يستطيع، وإنما المحاولة نفسها من بني الإنسان تأتي من فساد الأخلاق التي قد تفضي إلى فساد الكون وفناء الإنسان حينما يعبثُ هذا الإنسان بنواميس الكون،[1] فهذا الكون لم يُخلق عبثًا.

 

3- ومن الثنائيات التي لا تلتقي حسًّا تلك التي تلتقي معنىً كالجهات الرئيسية الأربع من الشرق والغرب والشمال والجنوب. ومنها ما اصطنعه الإنسان، وأراد له ألا يلتقي، لكنه تمرَّد على الإنسان فالتقى كاليمين واليسار فكريًّا والشمال والجنوب سياسيًّا. فما اصطنعه الإنسانُ ثنائيًّا لا يدوم. وما أراده الله تعالى أنْ يكون ثنائيًّا يبقى كذلك، حتى يأذن الله تعالى بنهاية هذا العالم فتختلط الثنائيات في الحياة الدنيا، وتبدأ ثنائيتا الحياة الآخرة.

 

4- لا يُضيف هذا البحثُ جديدًا - في نقاش ذاك الحين وهذا الحين - سوى إثارة الموضوع من جديد، والتوكيد على تبنِّي المنهج الوسط المعتدل الذي لا يتخلَّى عن ذاك الحين (التراث) بمعطياته الحضارية ومنجزاته الفكرية والمادِّية، وأنه الأساس الذي بُنيت عليه الحضارات المتعاقبة، فيما لا بُدَّ من التوكيد عليه - أيضًا - في استعانة حضارة المسلمين بالحضارات السابقة لها والمعاصرة في غير علوم الدين، دون أنْ يؤخذ هذا كلَّه على علَّاته بانتصار عاطفي، أخذًا بالحسبان عدم اعتبار الكتاب والسُّنة من الموروث الخاضع للنقد البشري أو الآنية. وذلك كلّهُ في ثنائية إيجابية معتدلة لا تُنكر الاستمداد ولا تتنكَّر للمؤصَّل.[2] «فالمواءَمة بين الموروث والجديد يحفظ للأمَّة هُويَّتها ويجدِّد طاقتها على النماء والتطوُّر».

 

5- يقول فرحان السليم: «إنها ثنائية مقبولةٌ إذا أعطيت الكلمة حقَّها من الفهم والتحليل. وهي ثنائية التكامُل لا ثنائية التضادِّ والتقابُل. وقد أحسن د. عبد المعطي الدالاتي صياغتها بقول: «لن تمتدَّ أغصاننا في العصر حتَّى نعمِّق جذورنا في التراث».[3]


6- وتوقن هذه الثنائية الإيجابية بأنَّ العلم والمعرفة والفكر ليس حكرًا على ثقافة بعينها، ولا على جهة بعينها، ولا على زمان بعينه. كما تُدرك أنها قادرة على الإسهامات الإيجابية في إعمار الأرض والاستخلاف عليها، ونشر العلم والنور، ونبذ الجهل والظلام في تحالُف ثقافي يأخذ ويُعطي.

 

7- وهو موقف لا يستهين - في الوقت نفسه - بهذا الحين، بما وصل إليه من تطوير لأدوات الحضارة ومقوِّماتها في شتَّى صنوف الحياة، ولا يتنكر له ولا يقلل من شأن القائمين عليه من أهل العلم والمعرفة والباحثين عن الحكمة والحقيقة، دون اعتبار للجهوية ولا للخلفية الثقافية، غير مكتفٍ بذاك الحين من منطلق أنه لم يترك السابقون للَّاحقين شيئًا، وأنه لا أحدَ سيأتي بما أتت به الأوائلُ.

 

8- وفي هذا الموقف المتحيِّز للماضي فقط توقُّف عن التفكُّر والتدبُّر والتعقُّل الذي يدعو له القرآن الكريم في كلِّ زمان ومكان، كما أنَّ فيه مصادرةً لجهود الإنسان في الارتقاء والاستخلاف في الأرض والفضاء وما على الماء وما في جوف الما، وما تحت الأرض وما تحت السماء. قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾[الرحمن: 33].

 

9- ويستعير هذا البحث ما ختم به فرحان السليم نقاشه في حلقتين حول الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة - رغم طولها - اعترافًا له بالسبق، وذلك في النصِّ الآتي بصياغة توصيات.

 

10- «ضرورة تواصُل الحوار بين المخلصين من الطرفين: الأصالة والمعاصرة؛ لتصحيح المفاهيم، وإزالة الشبهات، وتقريب الشقَّة، ومحاولة توسيع مساحة المتَّفق عليه، وتأكيد التعاوُن فيه، والمناقشة الجادّة في المختلف فيه، والعمل على تضييقه، والاجتهاد في الوصول إلى الصواب أو الصحيح أو الأصحِّ، وأنْ نعمل بالقاعدة الذَهبية: (نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه)». - على حدِّ قول فرحان السليم.

 

11- تأكيد كرامة الإنسان: لقد وجَّه كثير من مفكِّري الغرب النقد العنيف إلى الحضارة الغربية التي أعلت من شأن المادة وهبطت بقيمة الإنسان، فعلنيا أنْ نؤكِّد ذلك ونتبنَّاه، ونجعل من ثقافتنا الإنسانية واقعًا حيًّا في أرضنا ومجتمعاتنا، ونمكِّن لها في حياتنا العقلية والوجدانية، حتى تؤدِّي دورَها المطلوب في البناء والإعلاء.

 

12- لا تناقُضَ في ثقافتنا بين العروبة والإسلام، إلا إذا حُرِّفت العروبة فكانت معاديةً للإسلام راغبةً في أنْ تزيحه وتحلَّ محلَّه، وحُرِّف الإسلام فكان معاديًا للعروبة راغبًا في إزاحتها والحلول محلَّها. ومع قيام محاولات متعدِّدة لهذه الإزاحة، إلا أنه لن يتأتَّى تحريفُ الإسلام؛ لحفظ الله تعالى له وللذكر الذي جاء به. قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

 

13- لا صراع في ثقافتنا بين العلم والدين، أو بين العلم والإيمان أو بين العقل والنقل... وفي القول بأنَّ العقل أساس النقل نوعٌ من تقديم العقل على النقل. وهذا بهذا الفهم لا يتَّفق مع منهج أهل السنَّة والجماعة في عدم تقديم العقل على النقل.[4] والنقل يُشيد بالعقل ويحتكم إليه، ولا تعارُض بين صحيح المنقول وصريح المعقول. لذا يجب أنْ نعلي من شأن الإيمان والعلم حتى تدخل الأمَّة العصر بجناحين راسخين.

 

14- لا تعارُضَ بين الأصالة الحقة والمعاصرة الحقَّة، إذا فهمت كلُّ واحدة منهما على حقيقتها. إذ نستطيع أنْ نكون معاصرين إلى أعلى مستويات المعاصرة، وأنْ نبقى كذلك أُصَلاء حتى النخاع. إنما تتعارض الأصالة والمعاصرة، إذا فُهمت الأصالة على أنها الاحتباس الاختياري في سجن الماضي، والمعاصرة على أنها الدوران في رحى الغرب. هذا على أنَّ مفهوم الماضوية هي الإقامة الدائمة فيما مضى، والحنين هو الرغبة في العودة إلى الماضي مع المضيِّ قُدُمًا، أمَّا التحيين فهو الربط بين الماضوية والحنين.

 

15- لذا يجب أنْ نرفضَ اتجاهين متطرفين: الاتِّجاه الأوَّل الذي ينتهي بالأصالة إلى الجمود والتحجُّر، والاتِّجاه الثاني الذي ينحو بالمعاصرة نحو الفناء في الغرب، واتِّباع سننه «شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبِّ لدخلوه»،[5] ولا يكتفي بأخذ العلم والتكنولوجيا وحسن الإدارة والتنظيم فيه، واقتباس كل ما تنهض به الحياة، بل هو يصرُ على نقل الأنموذج الغربي إلينا بكل عناصره ومقوِّماته، ولا سيَّما جذوره الفلسفية، ومفاهيمه الفكرية، ومجالاته الأدبية، وتقاليده الاجتماعية، وقوانينه التشريعية، ومؤثراته الثقافية».[6]


16- كلُّ ذلك بعد مراعاة توافُقه مع صريح المنقول وصحيح المعقول، على اعتبار أنَّ أمَّة الإسلام أمَّة النص الصريح من كتاب الله وسنَّة رسوله سيِّدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وتلك ثنائية قديمة تتجدَّد في ضوء البحث عن الذات في خضم الدعوة إلى انصهار العالم في قرية كونية تتلافى بها جميع الفروقات العرقية والثقافية والاجتماعية، بل والاقتصادية والسياسية، دون اللجوء إلى الاستثناءات الثقافية التي تحفظ للأمم والشعوب كياناتها الثقافية، على اعتبار أنَّ التميُّز حافزٌ من حوافز التنافُسية العلمية والروحية والفكرية والتقانية. وتلك أماني «wishful- thinking» تُبسَط نظريًّا ولا ينتظر منها أنْ تكون قابلةً للتطبيق بكلِّيتها، ليس من الرافضين ابتداءً، بل من الداعين لها من باب الأماني. وتلك أمانيُّهم لو تحقَّقت لما صلح الكون.



[1] انظر: علي بن إبراهيم النملة. ثقافة العبث: سلوكيات عبثية في زمن الفاقة. - الرياض: مكتبة العبيكان، 1428هـ/ 2007م. – 245 ص.

[2] انظر: علي بن إبراهيم النملة. موقف المستشرقين من الحضارة الإسلامية بين الاستمداد والتأصيل. - مرجع سابق. – 87 ص.

[3] انظر: فرحان السليم. الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصر (1). - شبكة صيد الفوائد. http://www.saaid.net/Minute/158.htm (9/ 6/ 1435هـ - 9/ 4/ 2014م).

[4] انظر في هذا: أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، أبا العبَّاس تقيَّ الدين. درء تعارُض العقل والنقل/ تحقيق محمد رشاد سالم. - 11 مج. - الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1411هـ/ 1991م.

[5] يشير الكاتب إلى ما رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم حذوَ القُذَّة بالقذُّة حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ خرب لدخلتموه».

[6] انظر: فرحان السليم. الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصر (2). - شبكة صيد الفوائد. http://www.saaid.net/Minute/158.htm (9/6/ 1435هـ - 9/ 4/ 2014م).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة