• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الاستشراق والقرآن الكريم (القرآن الكريم والتنصير)

الاستشراق والقرآن الكريم (القرآن الكريم والتنصير)
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 13/8/2023 ميلادي - 26/1/1445 هجري

الزيارات: 4865

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستشراق والقرآن الكريم

القرآن الكريم والتنصير

 

يعيد الدارسون ترجمة معاني القرآن الكريم المتقدمة تاريخيًّا إلى دوافع تنصيرية بالدرجة الأولى، وهذا مبني على القول بأن الاستشراق قد انطلق من الدافع التنصيري، والدافع الديني بصورة أعم.

 

يقول بلاشير عن بوادر ترجمة معاني القرآن الكريم التي انطلقت من بطرس المحترم سنة 1141 - 1143م: "كانت المبادرة قد انبثقت عن ذهنية الحروب الصليبية، هذا ما تثبته الرسالة التي وجهها بطرس المحترم إلى القديس برنار، مرفقةً بنسخة من الترجمة التي كانت قد أعدت، كما انبثقت في الوقت ذاته عن الرغبة الشديدة لإزالة كل أثر للإيمان الأول، من أذهان المسلمين المهتدين، وفي رأينا أن الأهمية التي اتخذها القرآن في هذا المجال قد تجلت في الروح العسكرية التي استمرت حميتها حتى بداية القرن الرابع عشر، دليلنا على ذلك في الحماسة التبشيرية عند ريمون لول المتوفى في بورجي سنة 1315م"[1].

 

يقول يوهان فوك حول هذا الارتباط أيضًا: "ولقد كانت فكرة التبشير هي الدافع الحقيقي خلف انشغال الكنيسة بترجمة القرآن واللغة العربية، فكلما تلاشى الأمل في تحقيق نصر نهائي بقوة السلاح، بدا واضحًا أن احتلال البقاع المقدَّسة لم يؤدِّ إلى ثني المسلمين عن دينهم، بقدر ما أدى إلى عكس ذلك، وهو تأثُّر المقاتلين الصليبيين بحضارة المسلمين وتقاليدهم ومعيشتهم في حلبات الفكر"[2].

 

تنطلق ترجمة معاني القرآن الكريم بعد أفول حملات الصليبيين بالتحديد من دير كلوني بأمر من رئيس الدير بطرس المحترم / الموقر، كما مر ذكرُه، ويؤكِّد محمد ياسين عريبي في كتابه: الاستشراق وتغريب العقل التاريخي العربي، ارتباط ترجمات معاني القرآن الكريم بالتنصير[3]، كما يؤيده في هذا محمد عوني عبدالرؤوف، في أن "الفكرة من الترجمة إذًا قد كانت من الكنيسة بعد أن اقتنعت أن النصر لن يكون بالسلاح"[4].

 

يؤكده كذلك الباحث الدكتور محمد بن حمادي الفقير التمسماني في بحث له بعنوان: تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم من قبل المستشرقين ودوافعها وخطرها، حيث يجعل "حملات التبشير النصرانية أحد أسباب بداية نشأة الاستشراق"[5].


يؤيدهم على هذا التوجه الأستاذ الدكتور محمد مهر علي في بحث له بعنوان: ترجمة معاني القرآن الكريم والمستشرقون: لمحات تاريخيَّة وتحليلية؛ حيث يؤكد الأستاذ الباحث أن ترجمات معاني القرآن الكريم من قبل المستشرقين لم تلقَ إقبالًا إلا لدى الدوائر التنصيريَّة[6].

 

يؤيدهم كذلك الدكتور عبد الراضي بن محمد عبدالمحسن في بحث له بعنوان: "مناهج المستشرقين في ترجمات معاني القرآن الكريم، دراسة تاريخية نقدية"، الذي يرى أن التنصير كان وراء ترجمة معاني القرآن الكريم؛ حيث انطلقت الترجمة في رحلتها الأولى والثانية من الأديرة وعلى أيادي القسس، وأن فكرة التنصير كانت وراء ترجمة معاني القرآن الكريم[7].

 

تأتي هذه البحوث الثلاثة الأخيرة ضمن أكثر من ثمانية وخمسين بحثًا حول ترجمة معاني القرآن الكريم قام بها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.

 

هذا يؤكد أهمية اضطلاع المسلمين أنفسهم بمهمَّة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات العالم، كما قام به بعض أبناء هذه الأمة مؤخرًا، وكما تقوم به مؤسسات علمية عربية وإسلامية، لها اعتباراتها المرجعية، ومنها على سبيل المثال: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة؛ حيث وصلت ترجمات معاني القرآن الكريم الصادرة عن هذا المجمع إلى أكثر من أربعين لغة، وهذا جهد يذكر ويشكر.

 

الأصل أن تكون هناك ترجمة واحدة قابلة للمراجعة معتمَدة لمعاني القرآن الكريم لكل لغة؛ قصدًا إلى الحيلولة دون الاختلاف في المعنى باختلاف اللفظ، وهذا يأتي في ضوء وجود أكثر من مائة وعشرين ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى لغات العالم، بعضها مكرر في لغة واحدة، قام بها عدد من المستشرقين وبعض المسلمين كالإنجليزية، التي زادت عدد الترجمات بها عن 80 ترجمة[8]، وصلت طبعاتها سنة 1423هـ / 2002 م إلى ما يزيد عن 890 ترجمة، بعد أن كانت قد وصلت سنة 1400هـ / 1980م إلى ما يزيد عن 269 ترجمة "سجلت تفاصيلها المرجعية بدقة الببليوجرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم: الترجمات المطبوعة"[9].

 

ثم تتركز الترجمة في اللغة الواحدة بترجمة واحدة - بفضل مِن الله تعالى - الذي تكفَّل بحفظ هذا الذكر العظيم؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، ثم إلى هذه الثلَّة من علماء المسلمين، مدعومين من الحكومات العربية والإسلامية، ومن المعنيِّين بالشأن العلمي والثقافي والفكري، ممن أقاموا مراكز الدراسات والبحوث الإسلامية خدمةً لهذا الدين الحنيف، ومنها المملكة العربية السعودية، التي يعدُّ مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، مِن مآثرها المحمودة المأجورة.

 

لنا أن نتصوَّر الآثار التي يجنيها المسلمون وغير المسلمين من هذه الجهود المباركة المخلصة في إخراج هذه الترجمات الأصلية البعيدة عن اللمز، الذي اتسمت به ترجمات معاني القرآن الكريم التي قام بها المستشرقون، ثم لنا أن نتصور ما سيناله المعتنون بكتاب الله تعالى من الأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة، كلما اتسع نطاق الإفادة والاستفادة من كتاب الله تعالى الذي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].



[1] انظر: بلاشير. القرآن: نزوله، تدوينه، ترجمته وتأثيره / نقله إلى العربية رضا سعادة، أشرف على الترجمة الأب فريد جبر، حقَّقه وراجعه محمد على الزعبي، بيروت: دار الكتاب اللبناني، 1974م، ص 15.

[2] انظر: يوهان فوك. تاريخ حركة الاستشراق؛ مرجع سابق، ص 16 - 17.

[3] انظر: محمَّد ياسين عريبي. الاستشراق وتغريب العقل التاريخي العربي، الرباط: المركز القومي للثقافة، 1411هـ / 1991م، ص 144 - 148.

[4] انظر: عبدالرؤوف، محمَّد عوني. فريدريش ريكرت عاشق الأدب العربي؛ مرجع سابق، ص 67.

[5] محمَّد حمادي الفقير التمسماني. تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم من قبل المستشرقين ودوافعها وخطرها، في: ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي، وتخطيط للمستقبل؛ مرجع سابق، 51 ص.

[6] انظر: محمَّد مهر علي. ترجمة معاني القرآن الكريم والمستشرقون: لمحات تاريخية وتحليلية، في: ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي، وتخطيط للمستقبل، المرجع السابق، 50 ص.

[7] عبدالراضي بن محمَّد عبدالمحسن. مناهج المستشرقين في ترجمات معاني القرآن الكريم: دراسة تاريخية نقدية، في: ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي، وتخطيط للمستقبل، المرجع السابق، 64 ص.

[8] انظر: عادل بن محمَّد عطا إلياس. تجربتي مع تقويم ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، في: ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي، وتخطيط للمستقبل، المرجع السابق، 28 ص.

[9] انظر: عبدالرحيم القدوائي. مقدِّمة في الاتَّجاهات المعاصرة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية / ترجمة وليد بن بليهش العمْري، مجلة البحوث والدراسات القرآنية، مج 1 ع 1 (1 / 1427 هـ - 2 / 2006م)، ص 217 - 229. والنصُّ من ص 218.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة