• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الاستشراق وأثره في علاقة الإسلام بالغرب

الاستشراق وأثره في علاقة الإسلام بالغرب
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 30/7/2023 ميلادي - 12/1/1445 هجري

الزيارات: 5325

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستشراق وأثره في علاقة الإسلام بالغرب

 

أسهم الاستشراق في تحديد العلاقة بين الإسلام والغرب، ولم يكن هذا الإسهام في عمومه إيجابيًّا، وبالتالي يمكن القول: إن الاستشراق في بعض وجوهه كان له أثر واضح في هذه الفجوة بين الشرق والغرب، في الوقت الذي كان يتوقع فيه أن يكون هذا الاستشراق لبنات في تجسير الفجوة، إذا ما تيسر للاستشراق بعمقه البحثي أن يتفهم الإسلام تفهمًا إيجابيًّا، فيقدم الاستشراق صورةً حسنةً للغرب عن الشرق، وفي المقابل يمكن أن يقدم الاستشراق نفسه للشرق صورةً حسنةً عن الغرب، فيما يمكن أن يعد الانطلاقة لمفهوم الاستغراب[1].

 

ربما يكون الاستشراق الإسباني أقرب الاستشراقات إلى تجسير الفجوة أو ردم الهوة بين الغرب والشرق الإسلامي؛ نظرًا لخصوصية هذا الاستشراق في علاقته التاريخيَّة والثقافية بالإسلام، أثناء الوجود الإسلامي في الأندلس وبعده[2]؛ ذلك أن الاستشراق الإسباني قد اختلف عن البقية بتركيزه على البحث في الثقافة العربية والإسلامية في الأندلس؛ أي: إن اهتمام المستشرقين الإسبان بالإسلام جاء ضمن اهتمامهم بالأندلس، ولذلك فضَّل المستشرقون الإسبان أن يُدعوا بالمستعربين أو المتأندلسيين؛ "ليعلنوا بذلك عن بعض علامات هويتهم العلمية المميزة لهم عن بقية زملائهم من الغربيين، تلكم العلامات التي تتجسد عندهم في خصوصية علاقتهم بالإسلام والعرب والعروبة، فمن المعلوم أنهم قد تميزوا بالفعل في هذا المضمار عن هؤلاء من وجوه عديدة"[3].

 

يأتي الاستشراق الألماني في المرتبة الثانية، إذا كان لا بد من الترتيب في الموقف من الإسلام في بعده السياسي؛ ذلك أن المستشرقين الألمان لم يخدموا الاستعمار بالصورة التي خدمها فيه الاستشراق الفرنسي أو الإنجليزي أو الإيطالي، وحتى الاستشراق الهولندي، وهذه ترتيبات تتركز في جانب واحد، وهو الاستشراق السياسي، وهو جزء من كل لا يُعفي هذه الاستشراقات من نظرتها السلبية للإسلام في منطلقها، وإن كان هناك انفراج في النظرة؛ نظرًا لتطور التراكم المعرفي الغربي عن الإسلام.

 

إلا أن الباحث القدير رضوان السيد لا يبرئ الاستشراق الألماني من النزعة الاستعمارية، رغم أن المستشرقين الألمان لم يُظهروا انسجامًا مع قادة الحرب الألمان[4]، ويبيِّن ذلك بعدد من الحوادث قبل الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) وبعدها، لا سيما مع محاولات ألمانيا استعمار بعض الأراضي الإفريقية، و"ما كان الاستشراق الألماني أو غير الألماني قناةً رئيسية في التعريف بالعرب والإسلام، أو التواصل بين الغرب والشرق"[5].

 

يقول مكسيم رودنسون: "إن دراسة اللاهوت الإسلامي بروح المودة والتعاطُف، ولكن مع أخذ المسافة النقدية - لا تزال متواصلة في أوروبا من قبل علماء ينتمون إلى مختلف الاتجاهات الروحية، بمن فيهم العلماء المسيحيون الذين يطبقون العقلانية التومائية"، وهذه "الموجة السائدة حاليًّا في أوروبا، والتي تشمل قطاعًا واسعًا ومهمًّا من الرأي العام، تمثل التيار المضاد للاستعمار وللعرقية المركزية"[6]، على أن هناك جملةً من الدراسات لا تزال تترى، جعلت من الجهوية موضوعًا لها، إلا أن المقصود بالجهوية هنا ثقافة هذه الجهات الغالبة على أهلها، وليس بالضرورة الجهة الجغرافية، فعندما يطلق مصطلح الغرب فإنه يقصد فيه الثقافة الغربية، التي اختلط فيها الديني بالعلماني، وأضحى التفريق بينهما نظريًّا أكثر من كونه تطبيقيًّا؛ إذ لم يتخل الغرب عن الدين، ولم يتبرَّأ منه، ولا يتوقع منه ذلك، فالإنجيل لا يزال يُقرأ في قلاع العلمانية، وبرتابة.

 

الغرب اليوم في موقفه من الإسلام ليس غربًا واحدًا، ثقافيًّا هناك ثلاثة غروب؛ الغرب الأدنى، والغرب الأوسط، والغرب الأقصى، والغرب الأقصى قبل الحادي عشر من سبتمبر 2001م (22 / 6 / 1422هـ) غير الغرب الأقصى بعد ذلك، فالموقف الغربي الأوسط أفضل بمراحل من الغرب الأقصى، ففي الغرب الأقصى "ازدادت المواقف المتشددة تعنتًا، وتعاظمت سطوة التعميمات المهيمنة، والإكليشيهات المزهوة بالانتصار"؛ كما يقول إدوارد سعيد[7].

 

عندما يطلق مفهوم الشرق فإنه يقصد فيه بالمقابل ثقافات شرقية من آخر اليابان شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، ولذا جرى توزيع الشرق إلى ثلاثة "شروق"؛ الشرق الأدنى والشرق الأوسط والشرق الأقصى، ويشترك الشرق الأدنى في غالبه والشرق الأوسط في تبني الثقافة الإسلامية، حتى من قبل الأقليات التي بقيت على دينها، تمثلت الثقافة الإسلامية في آدابها وسلوكيتها.

 

من هنا أضحى الحديث عن الدين الإسلامي والثقافة الغربية حديثًا حيويًّا، لا سيما مع تطور الأحداث التي أضحى للغرب أثر واضح فيها في المنطقة الإسلامية، فعمدت إلى إدراج هذا الموضوع في هذه المقدمة، وإن كان الحديث عن الشرق والغرب أو الإسلام والغرب، قد لا يرقى علميًّا إلى مستوى الاستشراق والإسلام؛ إذ يغلب على الأول البعد الإعلامي الذي ينحو نحو التسطيح والافتقار إلى التوثيق الدقيق، وكأن هذا الموضوع بدأ يحل محل الاستشراق في دراسته للإسلام في تحول ما يسمى فيما بعد الاستشراق[8].



[1] دعا حسن حنفي إلى العناية بالاستغراب، وجعله علمًا، ويعدُّ سبَّاقًا بهذه الدعوة، إلا أن سميح فرسوني يطالب بأبوَّة هذه الدعوة قبل غيره؛ انظر: جورج طرابيشي. ازدواجية العقل: دراسة تحليلية نفسية لكتابات حسن حنفي، دمشق: دار بترا، 2005م، ص 116، (سلسلة المرض بالغرب؛ 2).

[2] انظر: مُحمَّد عبدالواحد العسري: الإسلام في تصوُّرات الاستشراق الإسباني من ريموندس لولوس إلى أسين بلائيوس، الرياض: مكتبة الملك عبدالعزيز العامَّة، 1424هـ / 2003م، ص 368 - 369.

[3] انظر: مُحمَّد عبدالواحد العسري، الإسلام في تصوُّرات الاستشراق الإسباني، المرجع السابق، ص 65 - 66.

[4] انظر: رضوان السيِّد: المستشرقون الألمان: النشوء والتأثير والمصائر، بيروت: دار المدار الإسلامي، 2007، ص 35 - 36.

[5] انظر: رضوان السيِّد: تأثيرات المستشرقين الألمان في البحوث الأكاديمية العربية، التسامُح، ع 8 (خريف 1425هـ / 2004م)، ص 245 - 252.

[6] انظر: مكسيم رودنسون. الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا، ص 43 - 83، في: هاشم صالح، مترجم ومعد. الاستشراق بين دعاته ومعارضيه، ط 2، بيروت: دار الساقي، 2000م، 261 ص.

[7] انظر: إدوارد سعيد: الاستشراق الآن: تمهيد لطبعة أغسطس 2003 احتفالًا بمرور ربع قرن على صدور الكتاب / ترجمة حازم عزمي، فصول، ع 64 (صيف 2004م)، ص 179 - 186.

[8] انظر: رسول مُحمَّد رسول. الغرب والإسلام: قراءات في رؤى ما بعد الاستشراق، بيروت: المؤسَّسة العربية للدراسات والنشر، 2001م، 153 ص.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة