• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (العلمنة - الانبهار)

من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (العلمنة - الانبهار)
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 17/8/2022 ميلادي - 19/1/1444 هجري

الزيارات: 7259

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من منطلقات العلاقات الشرق والغرب

(العلمنة - الانبهار)

 

من جميل ما يتابع المتابع: هذا الحوار القائم الآن بين الشرق والغرب، الذي أخذ أشكالًا متعددة من أساليب الحوار، فهناك الحوار العلمي من خلال البعثات العلمية التي انتقلت من الشرق إلى الغرب، فتعلمت هناك العلم، فعادت إلى بلادها وهي تحمل معه بعض المثل التي لا تتفق كلها بالضرورة مع المثل التي يتمثلها الشرقيون.

 

هناك الحوار الثقافي الذي كان من نتائج الحوار العلمي، ولم يكن فقط نتيجة له؛ لأن هناك من تأثر بالشرق من الغربيين، فتوجه إليه بالرحلة والقراءة والكتابة والرأي.

 

كما أن هناك من انبهر بالغرب من الشرقيين ثقافيًّا؛ فحفظ أقوال الغربيين الكثر، من علماء النفس والاجتماع والفلسفة وغيرها، فأضحينا نسمع عن هؤلاء مقولات تنسب إلى ديكارت وكانت وماكس فيبر وجوته ونتشة وكارل ماركس وهيغل وجان بول سارتر وجان جاك روسو وفولتير ودوركايم ورينان وتوجي وبرنارد شو، والقائمة طويلة،ومعظم هذه الأسماء قد رسخت هذه الفجوة بين الشرق والغرب، وأنهما لا يلتقيان، لا سيما أفكار هيغل التي تصدى لها، أو لمعظمها، كارل بوبر في كتابه المجتمع المنتفخ وأعداؤه، حيث أصبحت فلسفة هيغل جديرةً بالاهتمام والتحليل، بسبب نتائجها المشؤومة - حسب قول بوبر - التي شخصت العالم بثنائية توحي بأنها متناقصة، بل متناحرة من منطلق "نظام البديهات" التي ركز عليها هيغل في كتاباته.

 

إذا كان الغرب غربًا واحدًا فإنه "لم يعد هناك وجود للغرب بالمعنى الجغرافي والأنثروبولوجي للكلمة؛ لأن الثقافة الغربية "فرنجت" العالم، ومن ضمنه المجتمعات الشرقية، حيث المعارضة للهيمنة الغربية هي الأكثر احتدامًا"، كما يقول جورج قرم في كتابه شرق وغرب: الشرخ الأسطوري[1].

 

كذا الشرق بالنسبة للغرب لم يعد شرقًا واحدًا؛ فهناك الشرق الأدنى والشرق الأوسط والشرق الأقصى،والشرق الأوسط هو الذي تعرض لألوان من الحوار، كان منها الحوار الحربي، حينما وصلت الفتوح الإسلامية مشارفَ فرنسا غربًا، ثم مشارف فينَّا عن طريق الشرق، بل وصلت إلى جبال الألب[2]، وتخللتها الحروب الصليبية التي كانت موجهة إلى منطقة الشرق الأوسط، ثم زُرِعَت دولة قومية أو وطن قومي لليهود في فلسطين المحتلة، ليستمر هذا النوع من الحوار العنيف بين الشرق والغرب.

 

ثم في الشرق الأقصى برزت فكرة "الخطر الأصفر"، حين أعلن الغرب هذا الشرق عالمًا غريبًا،ويتجلى هذا مثلًا في الصورة الساخرة والمهينة التي رسمها الأدب الغربي الشعبي لليابانيين والصينيين "قصيري القامة"، ذوي الوجوه الصفراء، والأسنان البارزة، والقامات المنحنية، والنفوس التي يكتنفها الخداع والغموض"،ولم يسكت "الشرق أقصويون" عن هذا، فبادلوا الغربيين باحتقار مماثل؛ إذ إن الصينيين واليابانيين "يرون في الإنسان الغربي الأبيض نموذجًا للبربري المبتذل والغضوب وغير القادر على التحكم بمشاعره، والذي يريد بأي ثمن فرض دينه وتجارته"،كما ينقل جورج قرم في الشرخ الأسطوري[3].

 

إلا أن الخطر الأصفر قد بدأ في الزوال منذ أكثر من خمسين سنة مضت بعد أن حقق الشرق الأقصى إنجازات باهرة في المجال الاقتصادي، لا سيما اليابان، والآن ماليزيا والصين وكوريا[4].

 

يمضي جورج قرم في تحليل هذا المفهوم الذي فرض حائطًا كبيرًا وطويلًا بين الشرق والغرب، بما في ذلك تقسيم العالم إلى آريين وساميين، على طريقة إرنست رينان وجورج دوميزيل وميرسيا إلياد، مع إعطاء كل جنس خصائصه،ومن المتوقع أن يصدر هذا التصنيف العرقي عن إرنست رينان المتقدم زمنيًّا، وكذلك يصدر من نظرة جون كافن في تصنيفهما للساميين، وكونه ليس إيجابيًّا، بينما يتمتع الآريون بسمات القدرة على العيش والتحضر والتفكير ونحوها من مقومات الحياة[5].

 

هذا الشرخ الأسطوري نما وترعرع في ضوء هذا الحوار العنيف، وتكرر طرحه حتى صدقه الناس إلى حد كبير، لكنه لم يكن صحيحًا، ولن يكون صحيحًا مهما قيل عنه ذلك؛ إذ إن الشواهد الحضارية ومشاركة الأجناس الشرقية والإفريقية في بناء هذه الحضارة الحديثة لدليلٌ "أنثروبولجي" قويٌّ على دحض هذا التوجه، على ما يقوم به علماء وفلاسفة غربيون، ناهيكم عن الشرقيين، أمثال إدوارد سعيد وجاك ج.شاهين وريجيس دوبريه ويورغن هابرماس وإربك هوسباوم ونعوم تشومسكي[6]، وغيرهم كثير.

 

ليس من المصلحة في هذه المنطقة، وهي تتبنى دينًا عظيمًا، أن يُعمَّق مثل هذا الحوار العنيف الذي يزيد من هذا الشرخ، ويضخم الفجوة؛ فإن الحوار مع الآخر ينبني على أن الناس مخلوقون من ذكر وأنثى، وأنهم جُعلِوا من الله تعالى شعوبًا وقبائل لتتعارف، وتبقى الأفضلية بينهم مرهونة بالتقوى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].



[1] انظر: جورج قرم،شرق غرب: الشرخ الأسطوري - مرجع سابق - ص 43.

[2] انظر: محمد السماك،عندما احتل المسلمون جبال الألب - التسامح - ع 13 (شتاء 1426هـ/ 2006م) - ص 254 - 280.

[3] انظر: جورج قرم،شرق وغرب: الشرخ الأسطوري - مرجع سابق - ص 43.

[4] انظر: مهاتير محمد وشنتارو إيشيهارا،صوت آسيا: زعيمان آسيويان يناقشان أمور القرن المقبل - بيروت: دار الساقي، 1998م - ص 125،وانظر كذلك: مهاتير محمد،خطة جديدة لآسيا - ترجمة فاروق لقمان - دار الإحسان: بيلاندوك للنشر، د.ت - ص 230.

[5] انظر: حسن الباش،صدام الحضارات: حتمية قدرية أم لوثة بشرية؟ - دمشق: دار قتيبة، 1423هـ/ 2002م - ص 25 - 28.

[6] انظر: نعوم تشومسكي،الدول المارقة: حكم القوة في الشؤون الدولية/ ترجمة محمود علي عيسى - دمشق: نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، 2003م - ص 274.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة