• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (العِرقية)

من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (العِرقية)
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 10/11/2021 ميلادي - 4/4/1443 هجري

الزيارات: 6090

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشرق والغرب: منطلقات العلاقات ومحدداتها

(العِرقية)

 

نظرة الغرب إلى الآخر غير الغربي محدد أساسي من محددات العلاقة بين الشرق والغرب، بل إن الشخص الأوروبي ينظر إلى غير الأوروبي نظرة قائمة على الفوقية[1]، بغَضِّ النظر عن الخلفية الثقافية لهذا الشخص، فيستوي في ذلك الشرقي وغير الشرقي، سواء أكان هذا الشرقي مسلمًا، أم كان من ذوي الثقافات الأخرى؛ كالهندوس والبوذيين والزرادشت والمجوس والوثنيين الآخرين؛ ولذا لم يتحمل الغرب أن ينظر إلى الإسلام على أنه دين شامل، بل نظر إليه على أنه دين آتٍ من الشرق، ومن العرب تحديدًا؛ ولذا يُستخدم المصطلحان الإسلام والعرب تبادليًّا، بل إن مصطلح العرب عند الغرب طاغٍ على مصطلح الإسلام،ويندر ذكر مصطلح الإسلام في مقابل مصطلح العرب، إلا لدى المستشرقين الذين تمكنوا من التفريق بين المصطلحين.

 

أما العامة من الغربيين فإن العرب عندهم تعني الإسلام والمسلمين؛ ولذا فإنه من الغريب عندهم أن يوجد من بين العرب نصارى أو يهود، ويستغرب الغربي أن يتحول الأوروبي إلى الإسلام، وكأنهم ينظرون إليه على أنه تحول عرقًا من الجنس الأنجلوساكسوني أو الجنس الآري إلى الجنس العربي، ولم يتحول من النصرانية أو اليهودية إلى الإسلام دينًا.

 

والإصرار على تغليب العرب مصطلحًا على الإسلام ناتج، فيما يظهر، عن الرغبة في التوكيد على محلية الإسلام، وأنه مقصور على العرب الذين كانت لهم نظرة خاصة عن غيرهم، مبنية على ما كانوا عليه قبل الإسلام، في مقابل الأمم الأوروبية المتحضرة، من رومان ويونان (إغريق) وبيزنطيين قبل النصرانية وبعدها.

 

وهم يدركون بحماسهم العرقي أنهم يتنازلون هنا عن الحماس الديني، من حيث التوزيع الجغرافي؛ ذلك أنهم برغم كونهم في الغالبية نصارى كاثوليك أو بروتستانت أو أرثوذوكس، يدركون أن النصرانية إنما جاءت من الشرق، ولا يزالون يقصِدون "يحجُّون" بيت المقدس، وأعظم قداس عندهم عند الاحتفال بمولد عيسى ابن مريم - عليهما السلام - هو ذلك القداس الذي يقام في بيت لحم ليل الخامس والعشرين من الشهر الثاني عشر من التقويم الميلادي، على اعتبار أن بيت لحم في فلسطين المحتلة هي المكان الذي ولد فيه عيسى ابن مريم - عليهما السلام - تلك الليلة أو ذلك اليوم[2].

 

وكذا الحال يقال عند اليهود؛ إذ إن جغرافية اليهودية انطلقت من الشرق موطن العرب الآن،ولدينا في هذه المواطن مواطنون عربٌ لا يزالون يحتفظون بديانتهم النصرانية الأرثوذوكسية غالبًا، واليهودية،ويدرك هؤلاء أهمية الفصل بين المصطلحين الإسلام والعرب؛ لأنهم عربٌ، ولكنهم غير مسلمين، ويفتخرون بعروبتهم كما يفتخرون بنصرانيتهم ويهوديتهم، وإن قدموا إحداهما على الأخرى في التفضيل من منطلق الولاء والبراء، بل إن منهم من يفتخر بأن ثقافته إسلامية رغم أنه غير مسلم؛ وذلك لِما لقِيَه وبني عقيدته من تعايُش ودي بين المسلمين.

 

وتأسيسًا على ذلك يمكن الزعم بأن هذه النظرية العرقية الفوقية قد حالت دون تقبل الأوروبيين (الغرب) للإسلام، وحالت دون قبوله دينًا شاملًا، رغم تزايد أعداد المسلمين في المجتمعات الغربية من المهاجرين ومن المقيمين.

 

ولا تزال بعض المجتمعات الغربية لا تعترف بالإسلام دينًا يمنح أتباعه ميزاتٍ رسمية في العمل والدراسة، وتراعي سلوكياتهم المبنية على ما يمليه عليهم الإسلام؛ كالذبح الحلال، واللباس المحتشم للرجال والنساء، والأعياد، لا سيما عيدي الفطر المبارك والأضحى، وصلاة الجمعة، وإقامة المساجد والمراكز الإسلامية، وغير ذلك؛ كالمدارس والمقابر.

 

في حين أن المسلمين قد تخلَّوْا عن العرقية المؤدية إلى التفاضل الجنسي، منذ أن أبدلهم الله الإسلام نسبًا عن أي انتماء آخر؛ فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، وأصبحت التقوى هي معيار التفاضل، ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]،وإنما هي فورة عربية ظهرت عندما بزغ التوجه إلى القومية العربية، فحاول القوميون التوكيد على العروبة أولًا، ثم الدين أيًّا كان ثانيًا، حتى ليقول عمر فروخ - رحمه الله -: إنه كان من العيب التعرُّف على دين العربي على حساب الوحدة والقومية العربية[3].

 

وإنما جاءت هذه الفورة في وقت خفَتَ فيه نجمُ المسلمين،وعندما عاد الإسلام إلى الإشعاع تقهقرت الدعوة إلى القومية العربية، ونُظِر إلى العرب بقدر ما يحملون رسالة الإسلام إلى الآخر، الأمر الذي سيؤثر إيجابًا على تقهقر الفوقية العرقية لدى الغرب لمصلحة الإسلام، الذي لم يفرق بين أبيض وأسود؛ أي لم ينظر إلى العرق أو الجنس على أنه عامل من عوامل الانتماء لدى الناس.

 

وعليه، فإن العِرقية في كونها محددًا من محددات العلاقة بين الشرق والغرب، لا سيما الإسلام، هي عامل موقَّت، يزول مع وضوح الرؤية نحو الإسلام بانتشاره في المجتمع الغربي على الصورة الصحيحة، التي يراد له الانتشار بها دينًا قيمًا صافيًا نقيًّا خالصًا من أي شائبة تنفِّر الناس منه،ويزول كذلك مع التخلي التدرجي للغرب عن عرقيته وشعوره بالفوقية تجاه الأمم والشعوب الأخرى التي يراها من أنصاف البشر،وسيزول بذلك شعور الغربي بأنه نصف إله.



[1] انظر: إدوارد سعيد،الآلهة التي تفشل دائمًا/ ترجمة حسام الدين مصطفى - بيروت: التكوين للطباعة والنشر والتوزيع، 2003م - ص 7 - 8.

[2] وعند المحققين كلام حول هذه النظرية له علاقة بوجود النخلة في موسم الرطب، مما يعين على الدقة في تحديد مكان الميلاد وزمانه، سيأتي مجال التعرض إليه؛قال الله تعالى: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [مريم: 25].

[3] انظر: عمر فروخ،الاستشراق في نطاق العلم وفي نطاق السياسة - ص 125 - 143 - في: الإسلام والمستشرقون/ تأليف نخبة من الكتَّاب المسلمين - جدة: عالم المعرفة، 1405هـ/ 1985م - ص 511.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة