• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العبث بالأذهان

العبث بالأذهان
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 17/2/2021 ميلادي - 5/7/1442 هجري

الزيارات: 8067

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العبث بالأذهان

 

قابلتُ مرَّةً الدكتور محمَّد المهدي رئيس جمعية الصداقة العربية الأمريكية عام 1397هـ/ 1977م، في مطار هيثرو بلندن، وكنت مكبًّا - وزميل الرحلة العلمية الصديق العزيز الدكتور/ عجلان بن محمَّد العجلان - على متابعة زيارة الرئيس المصري الراحل محمَّد أنور السادات لتلِّ أبيب، في الجريدة، عندما نظر إلينا الرجل، وهو قريب منَّا، فبدأ الحديث بما يوحي بأنَّه يشاركنا الشعور نفسه.

 

طال بنا الحديث حول الحدَث المذكور، لينتهي بأن يقرِّر الدكتور المهدي بأنَّنا أمام أفعى تسمَّى إسرائيل، رأسها في نيويورك وذيلها في فلسطين، فعلينا إنْ أردنا التعامُل معها البدء من رأسها، لا من ذيلها؛ حيث يعيش في الولايات المتَّحدة الأمريكية ما يزيد عن ثلاثة وأربعين بالمائة (1,43 %)؛ أي: بما يصل إلى خمسة ملايين وخمسمائة وخمسة عشر ألف (5,515,000) نسمة من عدد اليهود في العالم، بينما يعيش في فلسطين المحتلَّة، التي أراد لها اليهود أنْ تكون وطنهم القومي قرابة تسع وعشرين بالمائة (0,29 %)، أي: ما يصِل إلى ثلاثة ملايين وسبعمائة وسبعة عشر ألف (3,717,000) يهودي[1].

 

تؤيِّد البيانات حول الدعم المادِّي والمعنوي لهذا الذيل من قِبَل الرأس؛ إذ من المعلوم أنَّ دافع الضرائب الأمريكي يدعم دولة اليهود في فلسطين المحتلَّة بثلاثة مليارات (3,000,000,000) دولار سنويًّا، نقدًا، منذ سنة 1393هـ/ 1973م، بالإضافة إلى التسليح التقليدي والنووي، وتطوير صناعة السِّلاح للطائرات الحربية، والصواريخ التي وصَل مداها إلى 7,500 كيلو متر، هذا بالإضافة إلى التبرُّعات التي تؤثِّر على الإفادة محلِّيًّا من الضرائب؛ إذ إنَّها تحسم من المستحقَّات على دافعي الضرائب[2]، والدعم السياسي غير المحدود، وحماية دولة الاحتلال في المحافل والمنظَّمات الدولية.

 

الدكتور محمَّد المهدي لا يفتأ يدعو لذلك في كلِّ مجال، في مقابلته للزعماء العرب، وفي محاضراته هنا وهناك، وفي مقالاته وأحاديثه، وفي هذا دلالة على أنَّ التأثير موجود، ولا نزيد التوقُّف كثيرًا عند النِّسبة؛ فلعلَّ حلَّاق كليفلاند قد بالَغ في تفسير البعض لمجمل القضية.

 

نقف أمام الرَّأي الآخر الذي يقول: إنَّ هناك مبالغةً وتهويلًا في تأثير اليهود على المجتمعات الغربية سياسيًّا واقتصاديًّا، وعلميًّا وفنيًّا، وأنَّ إعطاءهم مثل هذا القدر إنَّما هو عامِل نفسي أريد به أنْ يوهن من عزم غير اليهود بهذه الأوهام، هذا العامل النفسي سبق لهم أن استعملوه في مجالات عدَّة، منذ ظهورهم وشعورهم بأنَّهم شَعب الله المختار إلى تحوُّلهم إلى اعتناق مبادئ الصهيونية والماسونية[3].

 

استعملوا في تَرسيخ هذا العامل النَّفسي خدعًا كثيرة، وصلَت بهم إلى التضحية بأبناء عقيدتهم في سبيل الوصول إلى التأثير الادِّعائي هذا، فالذين دلُّوا النازية على مساكن اليهود الخربة (الغيتو) إنَّما هم يهود معروفون[4]، والذين أُحرِقوا في معسكرات الغاز لم يكونوا كلُّهم يهودًا، ولم يكونوا ستة ملايين بمجملهم، كما تدَّعي أساطيرهم، والذي يُثبت هذه الحقائق مدلَّلةً قومٌ منهم كان لهم دور في الدعوة إلى اليهودية من رجال الدين اليهودي.

 

لقد نُشرَت المقالات العديدة التي كتبها هؤلاء الحاخامات اليهود، ينفون فيها مسألة الستة ملايين نسمة، ويؤكِّدون على أنَّها لا تَعدو أنْ تكون مجرَّد أسطورة، أُريد من ورائها دغدغة العواطف، ونيل التعاطُف من قِبل الحكومات الديمقراطية الغربية، وقد كان لهم شيء ممَّا أرادوا، لكنه لا يصِل إلى أن يكون لهم الدور الأكبر في هذه الدول.

 

لعلَّ من أمثلة استغلالهم للعواطف ما نشروه من مذكِّرات آن فرانك، التي تحكي فيها قصَّة مذبحتهم على يد النازية، إبَّان الحرب العالمية الثانية 1361 - 1366هـ الموافق 1939 - 1945م، وكاتبة المذكِّرات كانت قد توفِّيت، باعتراف والدها بالتيفوس، قبل نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1366ه/ 1945م، وعندما توفِّي الوالد عام 1980م حصلَت محكمةٌ في هامبورغ بألمانيا على النسخة الأصلية من المذكِّرات، التي تؤكِّد وقوع المذبحة، واختبرَتها لتكتشف أنَّ المذكِّرات كلها كانت قد كُتبت بالخطِّ نفسه، وأنَّها كُتبت بالقلم الناشف، الذي لم يخترع قبل عام 1951م؛ أي: بعد ست سنين من وفاة كاتبة المذكِّرات، ولم يكن والد الفتاة يريد أنْ تقع مذكِّراتها الأصلية في أيدي الناس إبَّان حياته.

 

ليس هذا مجال التفصيل في المذكِّرات، لكنها كانت شائعة، إلى درجة أنها وضعت في قائمة الكتب المطلوب قراءتها على طلَّاب المستوى السابع (الأول المتوسط) في إحدى مقاطعات ولاية فرجينيا بالولايات المتَّحدة، وقد طُبع منها حوالي أربعة عشر مليون (14,000,000) نسخة، بالإضافة إلى تمثيلها في السينما والتلفزيون، ممَّا أتاح لمئات الملايين مشاهدتها في أماكن متعدِّدة، لكنَّ مواطني المقاطعة طالبوا إدارةَ التعليم فيها برفع المذكِّرات من القائمة؛ نظرًا لما تحتويه من مشاهد سيئة أخلاقيًّا.

 

هذا مثال واحد فقط لأسلوب من أساليب استدرار العطف على اليهود لمساعدتهم في إقامة وطَن قومي لهم في فلسطين من جهة، ولتسخير الموارد الاقتصادية، وغيرها، لهم من قِبل الدول الصناعية، عن طريق الهبات النَّقدية التعويضية العالية، التي تصرف لكلِّ يهودي في ألمانيا وفي فلسطين المحتلَّة، إمَّا بطريق مباشر أو غير مباشر.

 

نحن - بحكم خلفيتنا الدينية - نؤمن إيمانًا يمليه علينا القرآن الكريم، من خلال قصصهم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال مواقفهم منه، نؤمن أنَّهم قوم غير سويِّين ثقافيًّا، بأيِّ حال من الأحوال، وأنَّهم أُشربوا في نفوسهم حبَّ السيطرة على العالم، واتَّبعوا في ذلك كل الأساليب غير المشروعة، وفرَّقوا بين الناس، وحاولوا - ولا يزالون يحاولون - إدخالَ الشكوك والفرقة والتناحُر بينهم، في سبيل الهدم وإشاعة الفوضى والاضطراب.

 

كان الأوس والخزرج من الأنصار مجتمعين في مكانٍ ما من المدينة المنوَّرة، جمع بينهم الإسلام، وكانوا قبله متفرِّقين، فلاحظ هذه الأُلفةَ رجلٌ من يهود بني قينقاع، يقال له: شاس بن عدي، أو شاس بن قيس، وكان من أحبار اليهود، وهو معروف، فجذب فتى يهوديًّا إليه، وأوعز له أنْ يذهب ويثير في هاتين القبيلتين النعرة القبليَّة، ويذكِّرهم بأيَّامهم غير المستقرَّة، وما جرى فيها من حروب وانتصارات ونحوها، مما دار أيام الجاهلية، فذهب الفتى وصنع ما صنع، مما أثار حفيظةَ الجمعَين، حتى كادا أنْ يلتحِما، لولا أن بلغ الخبرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فهرع إليهم، وذكَّرهم بما هم عليه مما يجُبُّ ما قبله، فاستعاذوا بالله من الشيطان الرجيم، وأدركوا الحيلة، والأمثلة المشابهة كثيرة.

 

هذا يوحي لنا بالموقف الحازم الذي يَلزم أنْ نتَّخذه حيالَ اليهود، مهما بدا منهم من تقرُّب أو محاولة تقريب، فأمرهم لدينا معروف، ولكن علينا أنْ ندرك ذلك إدراك الموقنين المتذكِّرين المواقف الكثيرة التي حصلت، ولا تزال تحصل على مرِّ الأيام، ليس على المسلمين أو العرب فحسب، بل إنَّ عقيدة اليهود الراسخة تملي على أتباعها هذه المواقف[5]؛ ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [المائدة: 82].



[1] انظر: عبدالوهَّاب المسيري: الأكاذيب الصهيونية من بداية الاستيطان حتَّى انتفاضة الأقصى - مرجع سابق - ص (57).

[2] يرى المستشار الاقتصادي الأمريكي توماس ستوفز أن مجمل المساعدات المادِّية المدنية والعسكرية والخسارات المعنوية التي تكبَّدها المواطن الأمريكي جرَّاء وقوف الإدارات الأمريكية المتعاقبة تقدَّر بتريليون وستمائة مليار دولار (1.600.000.000.000)، انظر: مصطفى الدبَّاغ: إمبراطورية تطفو على سطح الإرهاب: الكتاب الذي يجيب على التساؤل الأمريكي: لماذا يكرهوننا؟ - بيروت: المؤسَّسة العربية للدراسات والنشر، 2004م - ص (88)، ويفصِّل المؤلِّف هذه المساعدات في: الفصل الرابع من الكتاب: أمريكا تدخل بيت الطاعة الإسرائيلي - ص (75 - 96).

[3] انظر: محمَّد جمال طحَّان: الخديعة الكبرى: هل اليهود حقًّا شعب الله المختار؟ - مرجع سابق - 240 ص.

[4] انظر في التعريف بالغيتو اليهودي: سناء عبداللطيف حسين صبري: الجيتو اليهودي: دراسة للأصول الفكرية والثقافية والنفسية للمجتمع الإسلامي - دمشق: دار القلم، 1419هـ/ 1999م - 454 ص.

[5] أوحت بهاتين الوقفتين الأخيرتين قطعةٌ كتبها الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله تعالى بعنوان: حلَّاق كوالالمبور من كتابه: خمسة أيَّام في ماليزيا - ط 2 - الرياض: دار الرفاعي، 1397هـ/ 1977م - 58 ص - سلسلة المكتبة الصغيرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة