• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العبث اليهودي

العبث اليهودي
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 10/2/2021 ميلادي - 27/6/1442 هجري

الزيارات: 8771

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العبث اليهودي


سلَّمت رأسي إلى حلَّاق في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو بالولايات المتَّحدة الأمريكية، لم يكن الحلَّاق ثرثارًا ولكنه كان دمثًا، ينهي مهمَّته بمهارة، ويقرنها بما تحبُّ أنْ تسمع، لاحَظ عليَّ أنِّي غريب، فأطلق سؤالًا، طالما سمعناه في كل مناسبة: من أين أنت؟ فأجبتُه بأني من المملكة العربية السعودية، فقال بشيء من المرَح الذي لا تخلو نبراته من الحسد: نعم أنت من أرض النفط! ففتح هذا لي مجالًا أنْ أضعه حيث يستحقُّ، وأوقفه عند حدِّه ولكن بهدوء، لكنه سارعني معتذرًا قائلًا: هكذا يُقال عنكم كلَّما ذُكرتم، لكني أنا الحلَّاق - هنا - أعرف عنكم غيرَ ذلك مع ذلك؛ فأنتم أصحاب تراث وتاريخ وعلوم وثقافة، وهذا المجتمع - في نوعية من حضارته - امتدادٌ لحضارتكم، لكنَّه أخذ من حضارتكم العلمَ البحت والتقنية، ولم يقرنه بالروح، فبدا عليه الضياع والعبث، شعرت أنِّي أهتزُّ طربًا نشوانَ ممَّا يقول هذا الحلَّاق، في وقت تُتَّهم فيه هذه الفئة من بني الغرب بضيق الأفق.

 

في هذه الأثناء دخل رجل بدا عليه وكأنَّه تاجر البندقيَّة في هيئته ونظراته وتأبُّطه حقيبته، فحيَّا الحلَّاق تحيَّةً أوحَت لي أنَّه يعرفه من قبل، فردَّ عليه حلَّاقنا تحيَّته بشيء من الفتور، فذكَّره تاجر البندقية بعرضٍ سبق أنْ قدَّمه له، وحلَّاقنا يحاول التخلُّصَ منه بالحُسنى، وذاك يصرُّ في العرض عليه حتى ضاق به الحلَّاق ذرعًا، وأخيرًا طلب تاجر البندقية، أو تاجر كليفلاند، من الحلَّاق الاتصال به للتفاوض أكثر فيما بعد، فانصرف غير مأسوف عليه.

 

لم يكن يهمُّني أمرَ الرجل، لكنَّ إلحاحه في الطلب والعرض على الحلَّاق لفت انتباهي، وقبل أنْ أبادر بالاستنكار تأفَّف الحلَّاق، وقال: قاتل الله اليهود! فزاد شعوري بالاهتزاز وأنا عل كرسي الحلَّاق طربًا نشوانَ مما يقول، فهذه بادِرة أخرى لم أكن أتوقَّعها من عامَّة الناس، يصرِّحون بها ضد الجشع والابتزاز اليهودي، لا سيَّما في هذه البقعة الكبيرة من العالم الجديد، فهم - وإنْ كانوا يناصبونهم العداء حقًّا - إلا أنَّهم، بحكم التعاليم، يحاولون كتمانَ ذلك، على غير أصحابهم والمقرَّبين منهم.

 

لكن صاحبنا هذا فتح لي صفحات من تاريخ العبَث اليهودي بالمجتمع الأمريكي؛ عبث يبدو من ظاهره أنَّه إسهام في حضارة الإنسان، ولكنَّه - في النهاية - محاولة لتطبيق البروتوكولات التي تَعاهدوا عليها، ومنها محاولة السيطرة على العالم، علميًّا وحضاريًّا وطبيًّا وفنِّيًّا، وبدا لي وكأنَّ حلَّاق كليفلاند يقرأ عليَّ الكتاب بروتوكولات حكماء صهيون، ويذكِّرني بفقراته فقرةً فقرة، وكنت قد مررتُ عليه زمنًا طويلًا مضى[1].

 

يقول لي الرجل: إنَّ اليهود بهذا المجتمع يحتلُّون حوالي خمسين بالمائة (50 %) من المجالات الجادَّة في الحياة الغربية، فتجد خمسين بالمائة (50 %) من الأطبَّاء والعلماء المفكِّرين والأدباء والفنيِّين والفنَّانين من اليهود، ولكنك لا تجد حوالي (5 %) منهم في المجالات الهازلة العابثة؛ كالتسكُّع والتشرُّد في الشوارع، ومتابعة تقليعات الشباب، التي طغت في الستينيات الميلادية، وإنْ كانوا هم الذين يغذُّونها من وراء حجاب.

 

إذا نظرنا إلى عدد اليهود الذين يعيشون في الولايات المتَّحدة وجدناه لا يكاد يتجاوز الأربعة ملايين (4,000,000) نسمة في البلاد التي يكاد يزيد عدد سكَّانها على مائتين وخمسة وتسعين مليون (295,734,134) نسمة، حسب إحصائية عام 1428هـ/ 2007م، أي: إنَّ نسبة اليهود لا تكاد تصل إلى اثنين بالمائة (2 %) من عدد السكَّان، إذا نظرنا إلى هذه الأرقام ربَّما تبادر إلى أذهاننا أنَّ تأثير اليهود البالغ (50 %) على الجوانب الجادَّة في الحياة الأمريكيَّة يكاد يكون مبالغًا فيه نوعًا ما، فالتأثير معروف لدى الجميع، لكن مَوضع النِّقاش في النسبة، ولو كانت هذه النسبة منصبَّة على الجانب الاقتصادي، لكان الأمر ميسورَ التصديق[2].

 

ثم إنَّ عدد اليهود في العالم لا يكاد يصِل إلى ثلاثة عشر مليون (13,093,000) نسمة، أي: إنَّ نسبتهم عالميًّا لا تتجاوز (0,003 %) من مجموع سكَّان العالم، الذي يربو اليوم على الستَّة مليارات (6,000,000,000) نسمة، وعددهم هذا لا يوحي بعظم تأثيرهم على أيِّ مجتمع؛ وذلك لضآلة عددهم وعدم تقبُّل الكثيرين لهم، ومن سمات اليهود الديموجرافية أنهم يتناقصون؛ بحيث يتوقَّع معهد اليهودية المعاصرة التابع للجامعة العبرية بالقدس أنْ يصِل عددهم سنة 1430هـ/ 2010م إلى ثلاثة عشر مليون وأربعمائة وثمانية وعشرين ألف (13,428,000) نسمة فقط، حتَّى بدأ الحديث عن "موت الشعب اليهودي"[3].

 

يذكر بعض النقَّاد أنَّ التوكيد على تأثير اليهود على أيِّ مجتمع يعطيهم أكثرَ مما يستحقُّون، وأنَّ هذا التأثير إنما جاء لفترة من الزَّمن، حاولوا فيها استدرارَ عطف الناس بما روَّجوه من مذابح جرَت لهم، أيَّام الحرب العالمية الثانية على يد النازيين، الذين لا يزال اليهود يلاحقونهم في كلِّ مكان، لا سيَّما في أوروبَّا والأمريكتين الشمالية والجنوبية[4].

 

كما يؤكِّد هؤلاء النقَّاد على أنَّ الاعتراف بهذا التأثير له نتائجه غير المرغوبة في حياة الشعوب، لا سيَّما منها ما كان لها مساس مباشر بقضايا لليهود، في الوقت الراهن؛ كقضية فلسطين، وأنَّ إسباغ هذه "الهالة" عليهم، والتهويل من أمرهم فيه مدعاة للوهن والاستسلام، والاعتراف بأساطير يردِّدونها، تدور حول أنَّهم لا يُقهرون.

 

أمام هذين الرأيين - رأي حلَّاق كليفلاند ورأي المحلِّلين المتابعين - يقِف المرء وهو في حيرة من أنْ يصل إلى رؤية صحيحة، يعتمد عليها، فرأي حلَّاق كليفلاند مَلموس هناك، ويتضايق الكثيرون من أمثال حلَّاق كليفلاند من وجود اليهود، بل إنَّ الوثائق الموروثة أشارت إلى أنَّ بنجامين فرانكلين، أحد مؤسِّسي الولايات المتَّحدة كتَب وثيقةً يحذِّر فيها من السَّماح لهجرة اليهود إلى الدنيا الجديدة؛ لأنَّه إنْ أُتيحَت لهم الهجرة "فسنصبح لهم زرَّاعًا وصنَّاعًا وعاملين، ونترك لهم المجالَ أنْ يجنوا ما نزرع فنصبح لهم مستعبدين"، كما تشير الوثيقة، ومثل هذه الوثيقة كلام أُثر عن جورج واشنطون، أبو أمريكا، كما يسمُّونه، فقد حذَّر من هجرة اليهود إلى أمريكا.

 

الواقع يشير إلى أنَّ هجرة اليهود إلى أمريكا لم يُسمح بها إلَّا في بداية القرن الميلادي العشرين، وكانوا قبل ذلك يُمنعون من دخول الولايات المتَّحدة، وفي هذا دلالة على أنَّ لهم تأثيرًا ما، بغضِّ النظر عن نسبة التأثير، ولهم تأثير كذلك على الجوانب الجادَّة في الحياة الأمريكية والغربية والشرقية عن طريق الماسونيَّة على حدٍّ سواء، ليس في المجالات السياسية والاقتصادية فحسب، ولكن في المجالات الاجتماعية، التي ذُكرَت آنفًا[5].



[1] انظر: عجاج نويهض: بروتوكولات حكماء صهيون: نصوصها، رموزها، أصولها التلمودية - ط 3 - بيروت: دار الاستقلال، 1990م - ص 644.

[2] انظر: عبدالوهَّاب المسيري: موسوعة اليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد - 8 مج - القاهرة: دار الشروق، 1999م، وقد اختصرها المؤلِّف في جزءين، ونشرَتها دار الشروق بالقاهرة في طبعتها الثانية سنة 2005م.

[3] انظر الفصل الثالث: إشكالية الإحصاءات - ص (41 - 56).

في: عبدالوهَّاب المسيري: الأكاذيب الصهيونية من بداية الاستيطان حتى انتفاضة الأقصى - القاهرة: دار المعارف، 2001م - 184ص - سلسلة اقرأ؛ 661.

[4] انظر: المركز العالمي للدراسات الاستراتيجية، تبرئة هتلر من تهمة الهولوكوست - ط 2 - الرياض: المركز، 1425هـ/ 2005م – ص 98.

[5] عبدالوهَّاب المسيري: اليد الخفية: دراسة في الحركات اليهودية الهدَّامة والسريَّة - القاهرة: دار الشروق، 2000م – ص 328 - سلسلة مكتبة الأسرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة