• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العبث بالثروة

العبث بالثروة
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 23/12/2020 ميلادي - 8/5/1442 هجري

الزيارات: 7549

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العبث بالثروة


مئتان وخمسة وعشرون مليون ريال خصَّصتها امرأة غنيَّة، في الخامسة والسبعين من عمرها، للعناية بالقردة "كالو" ذات الخمسة عشر ربيعًا، وإخوتها من القردة والكلاب، التي جمعَتها هذه السيدة في مزرعتها، في جنوب إفريقيا، وهي ليست جنوب إفريقية، ولكنها من بقايا رعايا الاحتلال السَّابق، هذا المبلغ مخصَّص لهذه الحيوانات الأليفة، بعد أنْ تُتوفَّى السيِّدة الغنية، وهي تعيش مع زوجها، لكنَّها تنام مع ستة من صغار القردة في سرير واحد؛ لأنه يتعيَّن عليها إرضاعها في الليل.

 

يبدو من الخبر أنَّ هذه السيدة الكبيرة لم ترزق - ربَّما بإرادتها - بأولاد، فاهتمَّت بهذه الحيوانات، بديلًا عن الأولاد.

 

وتذكر - كما يقول الخبر - أنَّ زوجها يتفهَّم هذه العناية، وإنْ كان لا يحتفظ لهذه الحيوانات بأيِّ ودٍّ أو حنان، رغم أنَّ زوجته الثريَّة قد تركَت له بيتًا من البيوت الثمانية، الموجودة في المزرعة، فيما لو رحلت قبله.

 

لم يذكر الخبر عن هذا المبلغ (225,000,000) ريال هل هو جلُّ ثروتها، أم أنَّه جزء من ثروتها، وما نسبته من ثروتها، ومهما يكن من أمر، فالمرأة مصمِّمة على هذا الإجراء، ويبدو أنَّها قد حصلَت على الوثائق التي تثبت عزمها على تخصيص هذا المبلغ لهذا الجَمع من الحيوانات، وعلى رأسها العزيزة لديها "كالو" القردة الأليفة.

 

يمكن للواحد منَّا أنْ ينطلق في التعليق متوخِّيًا الحكمة، مُظهرًا - عقليًّا - عدم القبول بهذا الإجراء، ولكنَّه لن ينطلق في هذه الحروف القصيرة؛ لأنَّ التعليق أحيانًا يفسد العبرة من الخبر، ولأنَّ القارئ الذي اطَّلع على هذا الخبر على قدْرٍ من الوعي والحصافة؛ بحيث يغني الوعي عن المزيد من التعليق.

 

ليس هذا هو الإجراء الأوحد في تَوريث الحيوانات الأليفة وغير الأليفة، ولم يكن الأوَّل، ولن يكون الأخير، وفي قارَّة يوجد فيها قدرُ هذا المبلغ من بني آدم، هم دون الحد الأدنى من الفَقر، يمكن لهذا المبلغ أنْ يفعل معهم فعائلَ، قد ترقى بهم إلى درجة واحدة - على الأقل - فوق الحدِّ الأدنى من خطِّ الفقر، الخبر لم يقل: إنَّ هذه المرأة الغنية قد دفعَت ضعف هذا المبلغ، أو قدره، للعناية ببني آدم، من القارَّة الإفريقية، أو غيرها من القارَّات.

 

عندما يتحدَّث المرء عن الخصوصية لبعض المجتمعات فإنَّه يعني - مما يعنيه - أنَّ هذا الفعل لا يحدث في مجتمع له خصوصيَّته في فهم الحياة، والتعامُل معها، والتعامُل مع الأحياء والجمادات فيها، وترى هذه الخصوصيَّة المنتمية أنَّ في هذا الإجراء من هذه السيدة ومثيلاتها وأمثالها إنَّما هو خلَل في الموازين والأولويَّات، يؤدِّي إلى نتائج لا تعود على البشريَّة بخير.

 

إذا كان هذا الخبر يَستحقُّ النَّشر لما فيه من غرابة، فهناك وجوه كثيرة ينفق عليها الموسرون على حساب احتياجاتٍ لبني جنسهم، ولكنَّهم يتردَّدون كثيرًا، عندما يطلب منهم مباشرة، أو بطريق غير مباشر توجيه شيء من الخير الذي اؤتمنوا عليه إلى مصارفَ كفيلة - بإذن الله تعالى - أنْ تزيد من هذا الخير لديهم، تراهم يتردَّدون كثيرًا، بسبب من هذا الخلَل في الموازين.

 

نحن - هنا - نتشبَّث بالخصوصيَّة القائمة على مبادئ ثابتة في فهم الحياة، وتدعو هذا الوقفة إلى المزيد من التشبُّث في هذا التوجُّه، الذي نراه نحن متعقِّلًا، وإنْ رآه غيرنا متحفِّظًا[1].



[1] انظر في مناقشة مفهوم الخصوصية: علي بن إبراهيم النملة: السعوديون والخصوصية الدافعة: الإصرار على التميُّز في زمن العولمة - الرياض: مكتبة العبيكان، 1428هـ/ 2007م - ص 285.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة