• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الكتابة الصحفية وحراس البوابات

الكتابة الصحفية وحراس البوابات
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 2/8/2017 ميلادي - 9/11/1438 هجري

الزيارات: 7299

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الكتابة الصحفية.. وحراس البوابات


مما يميز كتَّاب الصحافة عندنا أنهم يمشون وفق مفهوم أمانة الكلمة التي يعملون على بثها بين الناس؛ فليس كل كلام يُقال وينشر؛ ولذا فإن مفهوم "كلام جرايد" محدود في صحافتنا جدًّا، ولا يصدق على صحفنا إلا في حالات نادرة قائمة على الاجتهادات التي لا تصيب في جميع الأحوال.

والكلمة أمانة؛ لأننا ندرك أننا محاسبون على ما نقول، إن لم يكن عن طريق المؤسسات التي تهتم بأمانة الكلمة في العاجلة فعن طريق المحاسبة الكبرى في الآجلة حينما تنثر الصحف، وكل يتسلَّم كتابه وفيه ما عمل وما قال وما كتب.

 

ولذا نجد أن الكاتب المخلص للكلمة التي يودُّ نشرها بين الناس يحاسب نفسه ذاتيًّا قبل أن يكتب الكلمة، ونجد كذلك حرص المسؤولين عن الكلمة من رؤساء تحرير الصحف من الجريدة إلى المجلة السيارة والثقافية، ومن ناشرين للكتب ولوسائل نقل المعلومة في أوعية أخرى للمعلومات، هم حريصون - وكذلك نحسبهم - أن ينشروا الكلمة التي تسهم في البناء العلمي والثقافي والفكري والاجتماعي، ويستبعدون الكلمات التي يشَمُّون منها معارضة لهذا الأسلوب في التعامل مع الكلمة.

 

ونحن نسمي هؤلاء بالتعبير المترجم "حرَّاس البوابات" الذين يسمحون لكلمات بالمرور ولا يسمحون لكلمات أخرى بالمرور، إذا ما رأوا أن هذه الكلمات تسيء أكثر مما تحسن، ويمكن أن نرى تفاوتًا في تقدير إحسان الكلمة أو إساءتها بين حراس البوابات، ولكنهم جميعًا يعملون على مساندة فكرة البناء مسهمين في إزالة أفكار الهدم من الطريق.

 

ولا نستطيع الجزم بأن كل الناس ممن يكتبون على مستوى عالٍ من إدراك مسؤولية الكلمة؛ فقد يظن البعض أنه على هذا المستوى، ولكن يتبين من إسهاماته أنه بعيد عن مستوى الإدراك.

وكنت أسأل إحدى الكاتبات السعوديات المعروفات في الوسط الأدبي والصحفي عن سبب عزوفها الملحوظ عن الإسهام في النهضة الصحفية، في الوقت الذي تتكرر فيه الدعوة إلى مواصلتها الإسهام، فكانت إجابتها على شكل اعتراض على عدم احترام الكلمة من بعض مَن يكتبون أو يكتُبْنَ ممن يستعجلون الشهرة أو يبحثون عنها في مخالفة الآخرين.

 

وهذا النموذج النسائي العازف عن المواصلة ليس بدعًا في هذا المجال؛ فهناك آخرون كانت لهم إسهاماتهم في المجالات الأدبية والفكرية ولهم قراؤهم ومتابعوهم، ولكنهم في لحظة تفكير وتقويم يقررون العزوف عن المواصلة تاركين المجال مفتوحًا لبعض من لم يصل بهم المستوى الفكري والعلمي إلى احترام الكلمة وإدراك مسؤوليتها في العاجلة والآجلة، ومناقشة هذه الفكرة تقتضي التعميم دون ذكر الأسماء، على طريقة ((ما بالُ أقوامٍ)).

 

ولعل مِن أمانة الكلمة احترام المتلقي القارئ في إعطائه ما ينبغي أن يقرأه دون النزول به إلى مستوى هو أرفع منه بالتعمية عليه، أو بمحاولة الحوم حول الحمى دون الوقوع فيه، ولدينا الآن في هذا الوقت قرَّاء، رغم التحديات الحياتية الأخرى كالمشاغل والارتباطات والمنافسات المعلوماتية الأخرى، ولكن هؤلاء القراء على قدر من الوعي والإدراك بحيث يصعب عدم تقديم ما يناسبهم من المعلومات في أسلوب المخاطبة، وقد يظن البعض من الكاتبين أنه قادر على إخفاء عيب فيه أو تغيير مقصده بالكلمات، ولكن هذا غير ممكن في مجتمع يقرأ بتمعُّن ونظرة تحليلية، وقديمًا قال شاعرنا:

ومهما تكُنْ عند امرئٍ مِن خليقة ♦♦♦ وإن خالها تخفى على الناس تُعلَم

 

ومن أمانة الكلمة عدم تسخير القلم في خدمة أغراض لا تعود على الأمة بالخير، مهما ألبست من لباس الإخلاص والغيرة على الأمة، وهناك كتَّاب على المستوى الإقليمي يرون المصلحة من زوايا تختلف عن الزاوية الحقة، وليسوا بالضرورة مدركين أن هذه الزوايا التي ينطلقون منها إنما هي تسيء أكثر مما تحسن، هكذا تصوروا، وهكذا يريدون أن يشيع تصورهم في مجتمعاتهم؛ وذلك لأنهم اتخذوا موقفًا من الزاوية الحقة التي لا تخضع لمفهوم الزمان والمكان، ولولا تطور الأساليب التعبيرية لما فرَّق القارئ بين كاتب في القرن الثاني الهجري وكاتب في القرن الخامس عشر، وبين كاتب في مشرق الدنيا وآخر في مغربها، وليس القصد هنا أن يكون الجميع نسخة واحدة يكرر بعضها بعضًا، ولكن المقصود هنا هو أن هناك ميزانًا للحق يطالب بمعرفته كل من يريد أن يمسك بالقلم ويشيع الكلمة بين الناس.

 

ومع هذا سيظل هناك من لا يحترم أمانة الكلمة، وسيظل هناك من لا يحترم القارئ كلما كان ميزان الحق غير واضح، ولكن هذه الفئة ممن يمكن أن يُطلق عليهم "المستغفلِين" بكسر اللام لا يبقون طويلًا؛ لأن ما ينفع الناس هو الذي يمكث في الأرض، وسيظل هناك من يتكسب وراء قلمه، ولو أدى إنتاج القلم إلى التعدي على المُثل والمبادئ التي تقوم عليها المجتمعات، يستوي في هذا القلم مع القلم، ولا أعلم أن مجتمعًا قد صفا من هذه النماذج من الأقلام التي تسيء استخدام الكلمة، ولكني أعلم أن المجتمع الذي يسير وفق مفهوم أمانة الكلمة في أفراده ومؤسساته يضيِّق بالضرورة على أولئك الذين لا يخدمون التوجه العام للمجتمع؛ ولذلك لا تستمر هذه الفئة في غَواية المجتمع مهما لبست من ملابس يظن عليها شيء من الإصلاح أو الإخلاص.

 

وبهذا أظن أنه مع إدراك هذا المفهوم تصبح الكتابة الصحفية من أصعب ما يمكن أن يقوم به الكاتب؛ فهي عندي بهذا المفهوم أصعب من كتابة المقالة العلمية التي تنشر في دورية محكمة أو كتاب يخضع للفحص قبل الإذن بنشره، وبهذا أظن أن مهمات رؤساء تحرير الصحف والمجلات غير يسيرة بحال من الأحوال، مهما كانوا في مستوى عالٍ من الوعي والإدراك، ولكنهم مع هذا يظلون في حرج من أن يساء فهم الكلمة فيساء تفسيرها وتحليلها، وعليه فإن رؤساء التحرير في تكليف مستمر يستحقون معه العون والدعاء بالعون، ما أصروا على التأكيد على أمانة الكلمة، وأخص هنا المسؤولية على رؤساء التحرير دون غيرهم من حراس البوابات؛ لأن المعنيَّ بهذه الوقفة هي الكتابة الصحفية، وأخصص كذلك هنا المسؤولية على رؤساء التحرير في الصحف؛ لأنهم يدركون ما قد لا يدركه الكاتب نفسه حينما يسبق القلم أحيانًا فينثر كلمات لم تمرَّ بالضرورة على الميزان.

 

ويدخل في الحديث على أمانة الكلمة التعرض لمفهوم "حرية الكلمة" أو "حرية الرأي" التي تردد في أحيان شتى دون الإدراك العميق لما تعنيه الحرية في المجتمعات؛ فالحرية كلمة مطلوبة للجميع في جميع صفوف الحياة بما فيها الكتابة الصحفية، والنظم والسياسات الإعلامية الواعية تكفل حرية الكلمة وحرية الرأي، ولا يحجر على أحد لمجرد الحجر على الكلمة أو على الرأي، والأمر الذي لا يزال غامضًا لدى البعض هو التحديد الدقيق للكلمة "الحرية" وتطويعها للمبادئ والمُثل التي تؤمن بها المجتمعات وتتبناها، والتحديد الدقيق للكلمة يختلف فيه اثنان في مجتمع واحد متجانس، وحري أن يختلف فيه اثنان من مجتمعات غير متجانسة، والأصل في الكلمة والرأي أن تكون حرة، والأصل في الحياة كلها الحرية بعد تحديد مفهوم الحرية، وليس فقط مجرد ترديد الكلمة يعني أنها هي الأصل في كل الممارسات، ولست لأحدد مفهومها أنا فقد اختلف في تحديدها الكبار والمتفلسفون، ولكن الميزان الحق هو الذي يحدد مفهوم الحرية بعامة، وحرية الكلمة وحرية الرأي بخاصة، ومن هنا يتضح أن هذا المجتمع الذي يؤمن بالميزان الحق ويطبقه على الحياة يؤمن كذلك بحرية الرأي وحرية الكلمة من منطلق هذا الميزان؛ فلا ضرر ولا ضرار، والمصلحة مقدمة على المفسدة، ودرء المفسدة مطلوب، وكل هذه قواعد أصولية معروفة عندنا نسعى إلى تطبيقها لنضمن مجتمعًا حيًّا متفاعلًا مع الحياة مطمئنًا آمنًا، ودون هذه القواعد لا ينتظر لمجتمع أن يقوم إلا كما تقوم مجتمعات الغابات من تلك التي لم تنل نعمة التفكير والتعقل والتدبر.

 

أعان الله "حراس البوابات" على الاستمرار في المحافظة على أمانة الكلمة، وأعان الله الكاتبين والكاتبات على إدراك مفهوم أمانة الكلمة، وأعان الله رؤساء التحرير في الصحافة على الإصرار على أمانة الكلمة، وكان الله في عون الجميع! (السعوديون الثبات والنماء/ أ.د. علي بن إبراهيم النملة).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة