• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

وفي إفريقيا يبشرون بالخير

وفي إفريقيا يبشرون بالخير
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 19/4/2017 ميلادي - 22/7/1438 هجري

الزيارات: 8396

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وفي إفريقيا يبشرون بالخير


الحديث عن إفريقيا "الخضراء" حديث يبدأ عادة ولا ينتهي؛ فإفريقيا اليوم موضوع شائك حقًّا، والحديث عنها حديث عن قارة تكتنف على أرضها ما لا يقل عن أربع وخمسين دولة ذات كيان "متميز"، وهي تقوم على حوالي 20% من أرض الله الواسعة؛ أي إنها تشمل خمس الأرض؛ إذ تقدر مساحتها بما يصل إلى "18، 977، 000" كم2 من مجموع مساحة الكرة الأرضية البالغة "94، 720، 000" كم2، ويقطن هذه المساحة ما يصل إلى "516، 000، 000" خمسمائة وستة عشر مليون نسمة، بمعدل 27، 2 لكل كيلومتر مربع، ومن هنا نجد الحديث عن إفريقيا ربما يطغى عليه التعميم في غالب الأحيان، وبخاصة في الآونة الأخيرة عندما بدأ الحديث عن الجفاف والقحط والمجاعات التي برز ظهورها، واجتاحت معظم أراضي إفريقيا والجزء الشرقي منها بشكل ملحوظ، وسارع في تبني أساليب الإغاثة فيها مجموعات ومجموعات متباينة في اتجاهاتها ونياتها ونظرتها إلى هذه الظاهرة.

 

إفريقيا تتعرض للبعثات التنصيرية منذ زمن ليس بالقريب، فقد خرجت حملات التنصير من أوروبا وأمريكا ومعها الغذاء والدواء والكتاب، فأنشأت المستشفيات، وأقامت المدارس، وأطعمت بعضًا من الجائعين، ومن ثم بنت الكنائس، وكسبت بذلك مجموعات كبيرة من المتنصرين من أصحاب المعتقدات المحلية الموروثة، ومجموعات من المسلمين الذين توقف عنهم المد الإسلامي، فجهلوا هذا الدين في وقت هم بحاجة فيه إلى أن يتعلقوا بقوة فوق قوتهم البشرية، وإرادة طاغية على إرادتهم المحدودة.

 

وبذلك نجحوا في رفع النصارى في إفريقيا إلى (147، 000، 000)؛ أي: ما يعادل 30% من عدد السكان الإجمالي، في وقت يبلغ فيه عدد مسلمي إفريقيا ما لا يقل عن "152، 943، 000" مسلم؛ أي: ما يعادل 31% من سكان القارة.

 

وإذا كانت حملات التنصير قد تضاعفت في القرن الميلادي الماضي (1800م)، فإن الوجود المسيحي في إفريقيا كان قبل ذلك بكثير، ولكنه كان الوجود الذي قَبِلَ الإسلام دينًا حقًّا حينما آمن النجاشي بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم وآوى أصحابه الذين هاجروا إلى الحبشة قبل 1406 سنين مضت.

 

وحينما وصل البلاء قمته في إفريقيا هب العالم كله - كل حسب ما تمليه عليه مبادئه التي يتبناها - للمساهمة في إنقاذ أكبر عدد ممكن ممن يتعرضون للمجاعة وبلائها، فكان نصيب المسلمين في هذا ملحوظًا - ولله الحمد - وكانت أسراب المتطوعين تغادر بلادها إلى تلكم الأرض الجافة تنفل المتاع، وتواسي المصابين، وتعلن لهم عمليًّا أنهم معهم في شدتهم، ولا تزال هذه الجماعات تساهم في ذلك مساهمة ملحوظة كانت موضع إعجاب الكثيرين بعد أن تعود الكثيرون على أن يروا وجوهًا غريبة عليهم تقوم بهذا الدور، وهذا الأسلوب في إغاثة المنكوبين لا يتوقع منه أن يقف عند حد؛ إذ إن ما حل بهؤلاء لا يأخذ الطابع المؤقت كالزلازل والفيضانات، ولكنه أمر يأخذ طابع الاستمرارية إلى أن يشاء الله، مما يزيد في التأكيد على الاستمرار في الدعم الروحاني والمادي في آن واحد.

 

وإذا كان مقدرًا للمجاعة المادية أن تتوقف عند نقطة من الزمن، فإن المجاعة الروحانية لا تزال قائمة، وستظل قائمة يستغلها أصحاب الأهواء والمنافع المادية، وهذا بدوره يضاعف من مسؤولية المسلمين الذين يحملون على أكتافهم أمانة لم تحملها السموات ولا الأرضون أو الجبال، ويأتي ذلك عن طريق اتباع أسلوب "التبشير المعاكس" إن صح التعبير هذا، ويتمثل ذلك في مد دعوة الله إلى سكان إفريقيا روحانيًّا وماديًّا، وذلك بتبني مشروعات تنمي حياة البشر هناك، تقيم لهم المدارس، وتبني المساجد، وتشيد المستشفيات، وتسعى إلى إيجاد فرص العمل للأهلين هناك في هذه المشروعات، فتنير بنور الله أرضًا يخيم عليها الظلام بمعانيه.

 

وإذا كانت هذه المسؤولية تقع على عاتق الحكومات والهيئات الإسلامية، فإن هذه الحكومات والهيئات تقوم بدور يهدف إلى إنقاذ ملايين المنكوبين في إفريقيا، وتتضافر جهود الأفراد واللجان التطوعية مع الجهود الأخرى في المساهمة في هذا المشروع الكبير، ويكثر المتطوعون الذين يرغبون دائمًا في أن يكونوا على قمة المأساة يعالجونها شخصيًّا ويتعرفون على ظروفها، ويتوصلون إلى أفضل السبل في تقديم العون المباشر إلى الأهالي المتضررين.

 

وتلمس هذه اللجان مباشرة أساليب التفرقة التي تمارسها بعض المنظمات التي لا تنتمي للإسلام، وتأتي إلى إفريقيا باسم إنقاذ إفريقيا، وهي في واقع الأمر إنما تنقذ من ترى فيهم من يخدم مبادئها ومعتقداتها، تاركة الجماعة الإسلامية جانبًا، ولعل هذا ما يبرر وجود مدارس نظامية يلتحق بها غير المسلمين هناك، ووجود مدارس "بدائية" لا تزال تعتمد على اللوح بين يدي أطفالها يكتبون عليه ما يملى عليهم، وتقام فصولها في الفضاء؛ لعدم إمكانية الحصول على مبنى يليق بمدرسة يؤمُّها أبناء المسلمين.

 

وهذا ليس ادعاءً، ولكنه واقع يشهده كل من تتاح له الفرصة لزيارة هذه الأماكن، فيرى الفرق بين هذا الأسلوب وذاك، هذا بالإضافة إلى وسائل الإعلام هناك، التي تعمد إلى تشويه الإسلام، ونشر الأكاذيب حوله "عبر العديد من الإذاعات الموجهة للسكان الأفارقة".

 

ومما يبعث على الأمل ويدعو إلى الارتياح وجود مجموعة من الرجال المتطوعين الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية المساهمة العملية في الوقوف في وجه التنصير عمليًّا؛ فأنشؤوا "لجنة مسلمي إفريقيا" وذلك عام 1401هـ/ 1981م، وتبلغ ميزانية هذه اللجنة اليوم (5، 5) مليون دولار "فقط" جمعها الرجال هؤلاء من أهل الخير في منطقة الخليج العربية، وهذه اللجنة تشرف بميزانيتها المذكورة على (45) مستشفى و(271) مستوصفًا و(35) مركز إغاثة، وتتكفل بتعليم (45) ألف طفل في ملاوي، "وترعى العديد من معاهد تخريج الدعاة والمعلمين، بالإضافة إلى طبع ملايين النسخ من القرآن الكريم والكتيبات التعريفية، كما أن هذه اللجنة تكفل اليوم ما يزيد عن (2200) طفل من يتامى المسلمين"، كما ورد ذلك في العدد المذكور آنفًا، وهذا حقًّا يعتبر وَثْبَةً إيجابية على أيدي هؤلاء الرجال، يحتاجون معه إلى مزيد من الدعم والتشجيع وتذليل العقبات على مختلف المستويات الأهلية والحكومية.

 

والذي يبدو من هذه المجموعة من الرجال أنها ليست بحاجة إلى الإطراء؛ فهي تعمل - ولا نزكي على الله أحدًا - لوجه الله، ولكنها لا تستغني بحال عن الدعاية لها، قصدًا إلى توسيع رقعة المساعدات التي تصلها، وقصدًا إلى تمكنيها بعون الله من تحقيق أهدافها القريبة والبعيدة، فهي فيما يبدو من طموحها مجموعة لا تريد أن تتوقف عند ميزانية لا تتجاوز الخمسة ملايين ونصف المليون دولار، ولعل هذا المبلغ يتحول قريبًا ليكون ميزانية مرفق واحد من المرافق التي يقوم بها هؤلاء الرجال، كأن تكون ميزانية إذاعة إسلامية تنشر النور في أرض يكاد أن يعمها الظلام.

 

وفي مثل لجنة مسلمي إفريقيا، ومركزها الكويت، فرصة لأهل الخير أن يساهموا في مثل هذه الأعمال النبيلة التي تعود عليهم بالخير الجزيل، دنيا وآخرة، وما نقص مالٌ من صدقة. [1]



[1] المسلمون: العدد 85، 16/ 1/ 1407هـ - 20/ 8/ 1986م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة