• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

الجلوس مع الأولاد

أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 6/3/2017 ميلادي - 7/6/1438 هجري

الزيارات: 10704

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجلوس مع الأولاد


ما دمنا ندور حول أمريكا فإن هناك أسلوبًا يعتمد على استئجار بعض الشباب من الفتيات - عمومًا - للجلوس مع الأولاد بينما يذهب الوالدان إلى شأن من شؤونهما، إما للعمل أو لبرامج ترفيهية، وفكرة الجلوس مع الأولاد فكرة شائعة وغير جديدة، وهناك من يرحب بها كحلٍّ مؤقت، وهناك من يحذر منها بسبب من سوء معاملة الأولاد من قِبَل الجالسين معهم.

 

وفي يوم من الأيام عمد الطفل الصغير الذي يبلغ حوالي الرابعة من عمره إلى محاولة صفع أخيه الصغير جدًّا الذي لم يصل عمره إلى السنة الواحدة، وكان هذا بمرأى من والدته، فمنعته الوالدة وسألته عن سبب هذا التصرف فقال لها: إن فلانة "التي تجلس معه ومع أخيه" تعمل هذا مع الصغير كل يوم تقريبًا، فانقلبت الدنيا في عيني الوالدة، وفكرت كثيرًا، ولكنها لأنها لا تملك الدليل المحسوس لا تستطيع رفع دعوى على الفتاة التي تجلس مع ولديها، فما كان منها إلا أن نصبت آلة تصوير "فيديو" في صالة الجلوس حيث تجلس الفتاة عادة مع الطفلين، وأخفت الآلة بحيث لا ترى، وقبل خروجها أدارتها وتركتها وخرجت إلى شأنها.

 

تعود الأم من العمل وتستلم ولديها من الجالسة معهما وعيون الصغير حمراء من كثرة البكاء، وتحتجُّ الجالسة بأن الطفل بدأ الصياح قبل لحظات من وصول الأم، فتذهب الجالسة لشأنها وتعود الأم إلى آلة التصوير وتعيد إدارتها، ويا لهول ما ترى، ترى الفتاة تصفع الرضيع صفعات قوية جدًّا مملوءة بالحنق والحقد والخروج عن طور الإنسانية، لم تكن الصفعات واحدة أو اثنتين، بل الذي لقطته آلة التصوير ثلاث صفعات تمزقت معها قلوب الذين شاهدوا هذا الموقف!

 

عرض هذا الموقف في إحدى شبكات التلفزيون (سي، بي، إس) ورآه عدد غير قليل من المشاهدين، فلم يكن منقولًا من محطة محلية، وأجريت المقابلة مع الأم، وعرض مرة أخرى، وقبض على الجالسة للأطفال، وأودعت السجن، ولكنها وحسب نظام السجن في أمريكا عمومًا تستطيع الخروج بكفالة حتى يحين وقتها ومحاكمتها، وإذا وفقت لمحام نشطٍ متحدث خرجت من هذا الموقف ببراءة أو بعقاب يسير جدًّا، وقد أهدَتْ محطة التلفزيون هذا المنظر إلى كل والدين يتركان أولادهما مع هؤلاء الأجراء ويذهبان للترفيه وقتل الوقت.

ومن الصعب جدًّا التعليق على مثل هذا المنظر؛ فالصورة كانت تعبيرًا تعجز عنه آلاف الكلمات.

 

البث المباشر:

وفي الولايات المتحدة الأمريكية تقليد يقوم على استخدام فكرة البث المباشر على المستوى الوطني، فهناك شبكات المحطات التي تبث مثل هذه البرامج على مستوى الإذاعة والتلفزيون، والناجح منها هو ما يثبت بالإذاعة، حيث ينصب شخص نفسه ولمدى ثلاث ساعات يجيب على أسئلة المتحدثين، ثم ثلاث ساعات أخرى تكون خاصة للمشكلات الاجتماعية، بينما كانت الثلاث الأولى لمشكلات العمل، وهناك ثلاث ساعات أخيرة تبدأ من الواحدة صباحًا إلى الرابعة منه، ويغلِب عليها الجانب النفسي.

 

والغرض من إيراد هذا الأسلوب هنا هو أن المتابع لهذه البرامج المباشرة يستطيع الخروج بمعلومات حية عن هذا المجتمع، وما يعتريه من مشكلات، لو أن هذه البرامج على مستوى البلاد فهي تعطي المتابع القدرة على التعميم في الحكم على البلاد وأهلها، ولا يستطيع المرء الخروج من هذه إلا بأن يأسف على هذا المجتمع الذي يزداد تمزقًا يومًا بعد يوم، وطبيعة المشكلات تقوي مثل هذا الحكم، وأقرب مثل لهذه المشكلات أن تهاتف مقدمة البرنامج فتاة صغيرة في الثامنة من عمرها وبعد الساعة الواحدة وتشتكي إليها أن أباها يسيء معاملتها إلى درجة أنه يريد أن يغتصبها، وحيث إنه لا أم لها تطلب منها مقدمة البرنامج أن تتصل بمدرستها في اليوم التالي، فتتصل الفتاة الصغيرة بمدرستها، وينتهي بها الأمر أن تؤخذ من أبيها وتوضع في بيت لمثل هذه الحالات، ويؤخذ أبوها تحت عناية الشرطة حتى تتم محاكمته، كل هذا ومقدمة البرنامج تتابع هذه المسألة أولًا بأول وتخبر المستمعين بها.

 

ومن هذه الحالة تبرز حالات أخرى، أو تتصل فتاة في الرابعة عشرة من عمرها وتخطر مقدمة البرنامج أن عمها يحاول معها كما حاول أبو الفتاة الصغيرة مع ابنته، وما دفعها للمهاتفة إلا عندما سمعت بقصة الفتاة الصغيرة، وتعلق مقدمة البرنامج بأن مثل هذه الحالات كثيرة، ولن تعرف إلا إذا كانت هؤلاء الصغار يملكن من الشجاعة ما يجعلهن قادرات على إظهار مثل هذه المشكلات على السطح.

ولا يقتصر الأمر على الصغيرتين، ولكن كبار السن ليسوا أحسن حظًّا من الصغار، وما الرجال بأحسن حظًّا من النساء، ليس على المستوى العاطفي فحسب، بل على مستوى التعامل مع الآخرين والوقوع في مزالق عند التعاقد على عمل شيء أو شراء سلعة أو التمتع بإجازة.

 

ذلكم جزء من المجتمع الأمريكي يتعرف عليه من يتابع مثل هذه البرامج التي تشكل جزءًا من التعايش مع هذا المجتمع، ولن يتعرف عليه بحق إلا من يعايشه ويتعمق في عاداته وتقاليده وأساليب التعامل فيه، لا ليتبناها، ولكن ليعرف الناس من خلالها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة