• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

وشاح الموضوعية

وشاح الموضوعية
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 26/2/2025 ميلادي - 27/8/1446 هجري

الزيارات: 532

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وشاح الموضوعية

 

من السهل على الباحث والمفكر - حتى لا يُتهم في انتمائه لثقافته - أن يركب موجة الهجاء التي يواجهها الاستشراق، فيسهم في صناعة كراهية الاستشراق والمستشرقين، ومن ثَمَّ يَسلَم من الاتهامات السريعة في فكره وانتمائه؛ لأنه تبيَّن أن هجاء الاستشراق مَرْكَب سهل، وهو النمط السائد للكتابة عن الاستشراق بين كثير من المفكرين العرب والمسلمين، لا سيما غير المتخصصين في الدراسات الاستشراقية.

 

ولكن هذه الموجة وهذا المركب لا يخدمان الثقافةَ الإسلامية في مجال انتشارها في البيئة الغربية التي نشأ بها المستشرقون، وفي مجال نشر الثقافة الإسلامية في الغرب، وفي غيره، هذه الثقافة التي نعتقد أن العالم يظلُّ بحاجة إليها؛ ذلك أن رد الفعل الاستشراقي تجاه هذه المواقف السلبية يكون سلبيًّا، ويوصد الباب أمام بحوث متجردة عن الهوى، تكون مستقلة عن أيِّ نوازعَ دينية أو سياسية أو استعمارية.

 

لا يعني هذا الموقف - المتوشِّح بالموضوعية - التغاضيَ عن المآخذ على الاستشراق؛ لأنها مآخذ يصعب التغاضي عنها، وتقتضيها النظرة الموضوعية، دون الدخول في تسويغ مواقف استشراقية غير إيجابية لا تحتمل التسويغ، ووقف عندها بعض المستشرقين أنفسهم، فعابوا على بني جلدتهم مواقفَهم غير البناءة تجاه الشرق، مما يدخل في مفهوم النقد الذاتي للاستشراق، كما سيأتي البحث فيه.

 

ليس المراد من هذه النظرة الموضوعية كذلك تجاهُلَ نصوص من القرآن الكريم والسُّنة الشريفة، هي صريحة في تحديد العلاقات العامة المبدئية بين الثقافات، تلك العلاقات التي تؤيد وجود فروقات، ومن ثم يتبين تعذرُ النظرة المثالية للالتقاء والتقارب التام بين هذه الثقافات.

 

فالقرآن الكريم واضحٌ في عدم رضا اليهود والنصارى رضًا تامًّا عن المسلمين، حتى يتَّبع المسلمون الملةَ اليهودية أو النصرانية؛ ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120].

 

والقرآن الكريم واضحٌ أيضًا في وجود عداوات بين اليهود والنصارى من جهة، وبين المسلمين من جهة ثانية، ولكنها في الوقت نفسِه مع أنها عداوة شديدة إلا أنها متفاوتة في الشِّدة؛ ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [المائدة: 82].

 

ينطلق النقاش هنا من هذه المسلَّمات في وجود هذه الفروقات، التي لا تتعارض تعارضًا قطعيًّا مع إمكانات اللقاء، في ضوء هذه المسلَّمات والتعايش بالقَبول، وليس بالضرورة بالرضا، على اعتبار أن هناك فرقًا بين القبول والرضا.

 

ويقتضي الموقف هنا - وفي كل مناسبة - أخذَ النصوص الشرعية بسياقاتها، ومع جهود علماء المسلمين في ربط نصوص التشريع بعضها مع بعض، ومقابلة بعضها مع بعضها الآخر، بما في ذلك مفهوم الولاء والبراء[1].

 

إنما المراد هنا هو توخِّي الحذر في إطلاق الأحكام، والعزوف عن التعميم فيها؛ إذ يضار رهطٌ من العلماء المستشرقين الذين كانت لهم أيادٍ تُذكَر في سبيل خدمة التراث الإسلامي، وتقديم الثقافة الإسلامية للآخر، مع وقوع بعضهم في أخطاء علمية، فرَضَها عليهم عدمُ انتمائهم إلى ثقافة يتحدثون عنها ويبحثون فيها، وجهلُ بعضهم باللغة العربية التي جاءت بها هذه الثقافة.

 

يتفق هذا الباحث مع أستاذه السيد محمد الشاهد في بُعْدِ كثيرٍ من الأبحاث العربية عن الموضوعية، وتصيُّد السلبيات الاستشراقية وتضخيمها، وإذا ما تم العثور على بعض الإيجابيات يُحطُّ مِن قدرها وقيمتها العلمية، ويُساء القصد في أصحابها، ويُقذف كلُّ مَن يحاول إعطاءها قدرَها بشُبْهة التعاطف والتحيز والتعاون مع المستشرقين، وقد يصل الحماس ببعضهم إلى رمي هذا المتعاطف المتحيز المتعاون في عقيدته، والتشكيك فيه وفيها[2]!

 

"وكيفما كان الأمر، فعلينا أن نتعامل مع الاستشراق؛ فلا نرفضه كله، ولا نقبله كله، بل هو حالات نتعامل معها؛ فإذا كان المستشرق منصفًا أو أتى بجديد، أنصفناه، وإذا كان مغرضًا مزوِّرًا متحاملًا، رَدَدْنا عليه وصحَّحناه، كلُّ ذلك بجوٍّ علمي موضوعي، يكون المقياس فيه الحقيقة العلمية والنزاهة الفكرية"[3].

 

ومع أن هذه النظرة التي تتوخَّى الموضوعية في الحكم، إلا أن عبدالنبي اصطيف - وهو ممن يُتوقع منه الإنصاف للاستشراق - لا يَملِك أن يغفل ما كان للاستشراق من آثار سلبية؛ لكونه "منتجًا ثقافيًّا إنسانيًّا محكومًا بظروف المواجهة بين منتجها (الغرب)، وموضوعها (الشرق)، وبمواقف طرفَي هذه المواجهة، وأهوائهم، وأفكارهم المسبَّقة كلٌّ على الآخر، ومصالحهم الدنيوية، في عالَمٍ تحفزه المصالحُ أكثرَ مما تحفزه القيم والمبادئ "[4].

 

على أنه من المؤكد فيما يتعلق بتغليب المصالح، وفي ضوء الأحداث المنعكسة على المنطقة العربية والإسلامية - (يوم الثلاثاء 22/ 6/ 1422هـ الموافق 11/ 9/ 2001م) - غَلَبة مسألة الأفكار والاعتقادات والقيم والمبادئ المكنونة على المصالح الآنية، مما يعني أن المصالح ليست بالضرورة هي وحدها - كما هو الاعتقاد السائد - التي تُسيِّر العَلاقات دائمًا بين الشرق والغرب، لا سيما الغرب الأقصى في وقتنا هذا[5].



[1] انظر في مناقشة مفهوم الولاء والبراء من منطلق علمي شرعي: محمد بن سعيد بن سالم القحطاني: الولاء والبراء في الإسلام من مفاهيم عقيدة السلف، الرياض، دار طيبة، 1405هـ/ 1985م، ص476.

[2] انظر: السيد محمد الشاهد: الاستشراق ومنهجية النقد عند المسلمين المعاصرين، الاجتهاد، ع 22 (شتاء العام 1414هـ/ 1994م)، ص 191 - 211.

[3] انظر: أحمد رمزي: تعليق، ص 200 - 203، في: المغرب في الدراسات الاستشراقية، مرجع سابق، ص 229.

[4] انظر: عبدالنبي اصطيف: نحو استشراق جديد، الاجتهاد، ع 50/ 51 (ربيع وصيف العام 2001م/ 1422هـ)، ص 35 - 63، والنص من ص 62.

[5] انظر: غريس هالسل: يد الله: لماذا تضحِّي الولايات المتحدة بمصالحها من أجل إسرائيل؟/ ترجمة محمد السماك، القاهرة، دار الشروق، ط 2، 1423هـ/ 2002م، ص 13 - 33.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة