• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الاغتراب)

من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الاغتراب)
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 27/7/2022 ميلادي - 27/12/1443 هجري

الزيارات: 6860

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من منطلقات العلاقات الشرق والغرب

(الاغتراب)

 

من محددات العلاقة بين المسلمين والغرب وجود جاليات إسلامية مغتربة في المجتمعات الغربية، والمعلوم أن هجرات المسلمين للغرب قديمة جدًّا، إلى درجة أن الدكتورة إيفون حداد أستاذة التاريخ الإسلامي بجامعة مساشيوستس بالولايات المتحدة الأمريكية ترجع وجود المسلمين في أمريكا إلى ما قبل اكتشافها على يدي كريستوفر كولمبس[1].

 

تورد هذا الرأي في معرض حديثها عن الوجود الإسلامي في أمريكا، ومهما يكن من أمر فالوجود الإسلامي في أوروبا وأمريكا قديم، بدأ بالبعثات الدبلوماسية وبالهجرات التي أرادت اكتشاف الآخر، والدعوة إلى الإسلام، أو سعت إلى تحسين وضعها الاقتصادي، أو هربت من ظروف سياسية لم تكن تسمح لها بالاستمرار في مواطنها[2]، وكونت هناك مجتمعات صغيرة جدًّا، حاولت من خلالها الحفاظ على هويتها الإسلامية، لا سيما عندما كبر الأولاد بنين وبنات، فأقامت منتديات سمتها مساجد، وإن لم تكن بالضرورة مساجد، بل هي مصليات يذكر فيها اسم الله، وتقام فيها الصلاة والدروس الدينية واللغوية والمحاضرات واللقاءات والمناسبات الاجتماعية[3].

 

ثم توالى الوجود الإسلامي في القرن التاسع عشر الميلادي، الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، بهجرات جديدة من شوام ومصريين وهنود، بالإضافة إلى وجود المسلمين الأفارقة الذين جلبوا إلى أوربا وأمريكا عبيدًا ليعملوا في المزارع والحقول، وغيرت أسماؤهم، ومن ثم هوياتهم، وجرى تنصيرهم، وبالتالي سُعِي إلى صهرهم بالثقافة الغربية القائمة على الخلفية النصرانية ولا شك، ثم سعوا إلى العودة إلى جذورهم، كما جسدتها رواية أليكس هيلي: الجذور[4].

 

ثم توالت الهجرات أيضًا في القرن العشرين الميلادي، الرابع عشر الهجري، وانصهر كثير من المسلمين في المجتمع الغربي، ولكنه الانصهار الذي لم يصل إلى إنكار الهوية الإسلامية، فزادت المساجد والمصليات والمراكز الإسلامية، وأقيمت الجمعيات المهنية الإسلامية، ووصلت إلى قيام تنظيمات ثقافية واجتماعية وسياسة واقتصادية وإعلامية، وأضحى للمسلمين بعض صوت في أوربا وأمريكا، وأضحى لهم شأن، ودخلوا في اللعبة السياسية.

 

تنبه أهل البلاد هناك لوجودهم وحسبوا لهم حسابًا، رغم أن الإعلام لم يوفق في إعطاء صورة صادقة للإسلام والمسلمين المحليين وغيرهم من مسلمي العالم، وأضحى الإعلام يشير بأصابع الاتهام للمسلمين عند أي عمل تخريبي إرهابي في العالم[5]، على ما سيأتي الحديث عنه في وقفة لاحقة.

 

لكن وجود المغتربين المسلمين في المجتمع الغربي لا يخلو من تأثير مهما ضعف، إلا أنه يُعَدُّ شكلًا مهمًّا من أشكال الحوار بين المسلمين والغرب، ومحددًا حيويًّا وفاعلًا من محددات العلاقة بين المسلمين والغرب؛ ذلك أن المسلمين الموجودين في الغرب رسموا صورة أوضح من الصورة التي قدمها الاستشراق والإعلام؛ لأنهم عملوا هناك، وكانت لهم علاقات اجتماعية، كما أنهم استخدموا في الوقت نفسه أسلوب الدعوة بالحكمة، ومنها القدوة في تطبيق الإسلام بالقدر الذي استطاعوا معه قانونيًّا التطبيق، بعد أن أدركوا أنهم ليسوا في مجتمع مسلم يطبق فيه الإسلام على جميع مناحي الحياة.

 

ليس المراد هنا إعطاء صورة غير واضحة للجالية المسلمة في الغرب تنحو منحى الإيجابية في العرض؛ إذ إن عليها ما عليها من ملحوظات تطرق لها الإعلام الإسلامي في وقفات مختلفة[6]، وناقشتها ندوات عن الأقليات والجاليات المسلمة، وكتب حولها ما كتب ويكتب[7]، ويمكن أن يعد الوجود الدائم لهذه الجاليات في مجتمعات غربية مؤشرًا من مؤشرات التلاقي بين المسلمين والغرب.

 

كلما تمسك المسلمون المغتربون هناك بإسلامهم قوي هذا المؤشر؛ لأنهم بهذا يُعَدُّون دعاة بالقدوة، والعكس صحيح؛ أي: كلما تخلى المسلمون في الغرب عن هويتهم الإسلامية وسعوا إلى الانغماس التام في الثقافة الغربية فقدوا قدرتهم على التأثير، وبالتالي فقدوا عنصرًا من عناصر وجودهم؛ لأن الغربيين لا يتوقعون منهم أن يتبنوا ثقافة مشكوكًا في صمودها، على حساب ثقافة صمدت مئات السنين، وما تزال كذلك، وستظل مهما تخلى بعض أبنائها عنها وهجروها إلى غيرها.

 

مع تنامي وجود الجاليات المسلمة في الغرب يتنامى الاعتراف بهم في هذه المجتمعات، على أنهم جزء فاعلٌ منها، لهم إسهاماتهم في مسيرة الحياة والتنمية هناك، ويمكن لهم أن يمثلوا الجانب المشرق في النظرة إلى الأشياء في مجتمعات أضحت تتعطش إلى الفضيلة، بعد أن ملت الغَواية، وأدركت أن الحرية مهما تشبثت بها الأمم إلا أنها هي ذاتها تحتاج إلى تقييد بالمثل والمبادئ التي تكفل الاستمتاع بها على مستوى الأفراد والجماعات[8].



[1] انظر: إيفون يزبك حداد/ محررة، المسلمون في أمريكا - القاهرة: مركز الأهرام للترجمة والنشر، 1415هـ/ 1994م، ص 303.

[2] انظر: المؤثر الثالث: الوجود الإسلامي - ص 75 - 95 - في: علي بن إبراهيم النملة، مجالات التأثير والتأثر بين الثقافات: المثاقفة بين شرق وغرب - مرجع سابق - ص 179.

[3] انظر: في الوجود الإسلامي في أمريكا: محمد عبده يماني، المسلمون السود في أمريكا: القصة كاملة - جدة: المؤلف، 1427هـ - ص414، وانظر أيضًا: عبدالرزاق بن حمود الزهراني، المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية: دراسة ميدانية - الدمام: دار الذخائر، 1421هـ / 2000م - ص 232، وانظر كذلك: أحمد يونس، المسلمون الأمريكيون: أقسم أن أقول الحق/ ترجمة نشأت جعفر - القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 1424هـ/ 2003م - ص 64، وانظر كذلك: التقرير الذي نشرته نشرة أصفار بعنوان: أوسع دراسة عن الوجود الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية: صيرورة المستقبل من "أمة الإسلام إلى مرحلة الإخوان المسلمين" إلى عصر المؤسسات والجامعات" - أصفار - مرجع سابق - ص 1 - 8.

[4] انظر: أليكس هالي، الجذور: كونتا كينتي/ أعدها بتصرف عن القصة الكاملة خليل حنا تدرس - القاهرة: مطبعة مصر، 1991م - ص 176، والنسخة الأصلية باللغة الإنجليزية أكثر وضوحًا.

[5] انظر: فواز جرجس، أمريكا والإسلام السياسي - مرجع سابق - ص 362.

[6] انظر: أحمد موصللي، حقيقة الصراع: الغرب والولايات المتحدة والإسلام السياسي - (بيروت): عالم ألف ليلة وليلة، 2003م - ص 213.

[7] انظر: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الأقليات المسلمة في العالم: ظروفها المعاصرة - آلامها - آمالها، (أبحاث ووقائع المؤتمر العالمي السادس للندوة العالمية للشباب الإسلامي المنعقد في الرياض في الفترة من 12 - 17 جمادى الأولى 1406هـ الموافق 22 - 23 يناير 1986م) - 3 مج - الرياض: الندوة، 1408هـ/ 1987م - ص 1431.

[8] انظر: في جانب من جوانب الفضيلة، وهو ما يتعلق بشأن المرأة: بكر بن عبدالله أبو زيد، حراسة الفضيلة - ط 4 - الرياض: دار العاصمة، 1421هـ/ 2000م - ص 200.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة