• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملةأ. د. علي بن إبراهيم النملة شعار موقع معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

المنحى الفكري للمصطلح

المنحى الفكري للمصطلح
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 31/3/2021 ميلادي - 17/8/1442 هجري

الزيارات: 8396

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المنحى الفكري للمصطلح

 

لعل هذا البحث يوفق في مناقشة الآلية الفكرية، وليس اللغوية الأدبية ولا النقدية المتروكة للمتخصصين الحاذقين في اللغة والنقد، ويكفي في النقاش هنا التركيز على الجانب الفكري في استخدام المصطلحات التي تتم بها ترجمة بعض المفهومات الغربية ونقلها من لغات غربية إلى اللغة العربية واللغات الإسلامية الأخرى، كالتركية والفارسية والأردية والملاوية وغيرها، مما يدخل تحت مفهوم علم اللغة التطبيقي.

 

لا يستهين الباحث بنزوع بعض علمائنا ومفكرينا إلى المصطلح الأجنبي المألوف لديهم، بحكم تعليمهم وثقافتهم الأجنبية، أكثر من أُلفة البديل العربي، مما أوجد عندنا إشكالًا تمثَّل في ترسيخ شيوع المصطلح الغربي في ثقافتنا العربية المعاصرة[1]، والاحتجاج دائمًا بأنه "لا مُشاحة في الاصطلاح"، وأن هذا المصطلح المتداول قد شاع بين الناس، دون أن يُعمل العلماء والمفكرون الذهن في السعي إلى أصيل المصطلح العربي والارتباط بالتراث العربي الإسلامي في الوصول إليه، بل دون إعمال الذهن في مفهوم اللفظ، مما يستدعي إعادة النظر في هذه العبارة: "لا مُشاحة في الاصطلاح" وعدم قبولها على علاتها، لا سيما عندما تُستخدم في التخلُّص من تفسير مصطلح غامض[2]،ويمكن التمثيل السريع لذلك بكثرة التعبير عن العرقية بالإثنية، على اعتبار أن مدلولهما واحد، بل وجدت من يُرادف بينهما تلازمًا فيقول: العرقية والإثنية، وكأنه يقول: العرقية والعرقية، وقِسْ على ذلك عبارات متداولة، مثل السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا والببليوجرافيا...إلخ.

 

هذا في الوقت الذي يفصِم فيه بعض المفكرين الحاضر العلمي عن الماضي الذي شهد "مجهودات معتبرة قام بها فلاسفة مقتدرون، إلا أن المترجمين المعاصرين قاموا بمحوِ حلقات نيِّرة كان بمقدورها أن تمدَّ المصطلح النقدي الجيد بمصطلحات مهمة"[3]،مما يدخل في مفهوم الاستخفاف بإنجازات القدامى، كما يقول السعيد بوطاجين[4].

 

وتنشأ الإشكالية حينما يظهر التباسٌ فكري حول مفهوم ما يراد صياغة مصطلح له يعبر بوضوح عن مدلول المفهوم، "أو أن مشتبهات تحيط بالموضوع، وبالتالي تحول دون وجود دليل دامغ أو كافٍ يكشف عن طبيعة هذا الموضوع"[5].

 

يمكن القول: إنه بهذا الأسلوب الهيِّن والسريع في صياغة المصطلح برزت معضلة الإبهام في المفهوم، وإن أراد بعض الكتاب والمفكرين التشدق بإشعار المتلقين بما لديهم من سعة اطلاع،ويبرز هذا الهاجس في أوساط أنصاف المثقفين الذين ترى معظمهم يوحي إليك بسعة اطلاعه، عندما يستعير عبارات أو مصطلحات أجنبية قد يكتبها بلغتها؛ إمعانًا في ادعاء الثقافة وسعة الاطلاع، مما أحدَث عندنا إشكالًا واضحًا في المصطلح[6]، وكان له أثره على تعريب المصطلحات، وربما عدم استساغتها عند ترجمتها أو تعريبها[7].

 

فلا نزال إلى يومنا هذا - على سبيل المثال - نجد صعوبة في استخدام مصطلح الحاسب الآلي أو الحاسوب في مقابل استخدام المصطلح الأجنبي الكمبيوتر، أو استخدام الناسوخ أو الراقم أو الهاتف المصور بدلًا من الفاكس، والشبكة العنكبوتية بدلًا من الإنترنت، والبريد الإلكتروني بدلًا من الإيميل، والحاسوب المحمول بدلًا من اللاب توب، ومثلها البال توك والفيس بوك، وما سيطرأ من تعبيرات الاتصالات الإلكترونية التي لا يجاريها المجتمع الثقافي العربي بالمصطلح الأصيل.

 

ويقاس على ذلك بعض التسميات، مثل المذياع والرائي أو المرناه واللاقط الذي يعدُّ التلفُّظ بها اليوم مدعاة للسخريَّة والاستهزاء والتندُّر في ضوء شيوع اللفظ الأجنبي: الراديو والتلفزيون والمايكروفون، وكونها مصطلحات شاعت عالميًّا، وإن اختلف النطق بها من بيئة ثقافية إلى أخرى،والعجيب أن تكون هذه المحاولات التأصيلية للتعريب والترجمة مثار تندُّر من بعض من فئات المجتمع العربي؛ بحجة أن المصطلح الأجنبي قد أخذ مكانه في حيز القبول، بما يفضي إلى القول مرة أخرى بأنه لا مشاحة في الاصطلاح.

 

وربما تعود فكرةُ التندُّر إلى بداية ظهور المسرح العربي ثم الأفلام العربية التي صورت متقن اللغة العربية المتحدث بها، سواء أكان شيخًا أم مأذون أنكحة أم له علاقة بالدين واللغة، على أنه رجل متشدق متقعر، يختار العبارات ويلفظها بطريقة هزلية، مما كان له أثره على تلقي اللغة العربية والعناية بها من الجمهور ومن الصفوة، ومن ثم سهولة اللجوء إلى اللغات الأخرى في التعبيرات الدارجة، ناهيك عن العناية بنقل المصطلحات وتعريبها.

 

يُضاف إلى ذلك أثر البعثات العلمية العربية إلى "الخارج"، وتلقِّي العلوم والآداب والأفكار والمفهومات والمصطلحات باللغات الأجنبية واستساغتها، والتغييب شبه الكامل للتراث العربي الإسلامي في العلوم والفنون، بما في ذلك مصطلحاتها، في ضوء التدريس والتعليم باللغات الأجنبية وإتقانها أكثر من إتقان اللغة العربية، حتى المصطلحات التي نقلتها اللغات الأخرى من اللغة العربية وحرَّفتها لتناسب لسانها أعادها أبناء العربية على تحريفها؛ ظنًّا منهم أن أصلها غير عربي، مما أفضى إلى تدريس العلوم التطبيقية والبحتة باللغات ومصطلحاتها التي أجادها المبعوثون؛ بحجة مواكبة التقدم العلمي والإنتاج الفكري الغربي.

 

يقول محمد كامل حسين في هذا الصدد - لكن بتشاؤم أكثر -: "أما البحث في بطون الكتب القديمة فقد انتهى عهده، وفيه عيوب كثيرةٌ جدًّا؛ لأن مصطلحات القدماء تقوم على تصورات قُضِي عليها من قديم،وإذا أردنا إحياءها من جديد كان الخلط واللبس،والطبيب المعاصر يستحيل عليه أن يتقمص روح الطبيب القديم فيفهم علمه، ولو فهمه لفسد عليه تفكيره"[8]،وليت كثيرًا من الأطباء اليوم يتقمصون روح الأطباء القدماء دون تقمص تصوراتهم العلمية الآنية كلها بالضرورة.

 

ويردُّ ممدوح محمد خسارة على محمد كامل حسين بقوله: "وفي هذا الكلام نظر، فنحن لا نعرف إن كانت المصطلحات القديمة قد استخدمت كلها، أما قيام المصطلحات القديمة على تصورات قُضي عليها من قديم فما نظنُّ أن كل المصطلحات القديمة هي كذلك، ثم إننا عندما نلتزم مصطلح القدماء فلسنا ملزمين بطريقة فهمهم؛ ذلك أن المصطلح هو رمز قبل أي شيء آخر، وليس منهج بحث وعلم"[9].



[1] انظر: سمير حجازي. إشكالية المصطلح الغربي في ثقافتنا المعاصرة - القاهرة: مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر والدراسات، 2006م.

[2] انظر: محمد عمارة. معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام - ط 2 - القاهرة: نهضة مصر، 2006م - 220ص.

[3] انظر: السعيد بوطاجين. الترجمة والمصطلح: دراسة في إشكالية ترجمة المصطلح النقدي الجديد - مرجع سابق - ص 208.

[4] انظر: السعيد بوطاجين. الترجمة والمصطلح: دراسة في إشكالية ترجمة المصطلح النقدي الجديد - المرجع السابق - ص 12.

[5] انظر: ياسر قنصوة. الليبرالية: إشكالية مفهوم - القاهرة: دار قباء، 2003م - ص 6.

[6] انظر: سهيلة ميلاط. مدخل إلى مشكلة المصطلح - التعريب (دمشق) - مج 12، ع 24 (2002م) - ص 163 - 182.

[7] انظر: شحادة الخوري: دراسات في الترجمة والمصطلح والتعريب - دمشق: دار طلاس للدراسات والنشر، 1992م - 240ص.

[8] انظر: محمد كامل حسين. اللغة والعلوم - مجلة مجمع القاهرة - 12/ 28 - نقلًا عن: ممدوح محمد خسارة. علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية - مرجع سابق - ص 16.

[9] انظر: ممدوح محمد خسارة. علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية - المرجع السابق - ص 34.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • البحوث
  • المقالات
  • الكتب
  • المرئيات
  • في مرآة الصحافة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة